-- في 2 مايو الجاري ، بعدما بكى وزير الدولة بوزارة النفط في أثناء رده على سؤال البرلمان حول أسباب أزمة الوقود ، الذي إستدعاه البرلمان للرد عليه ، أو ربما قبل أن ينجرف في نوبة البكاء ، قال الوزير للبرلمان إن سبب أزمة الوقود هو تعطل مصفاة الخرطوم ، و بشر الناس بأن الأزمة ستنتهي قريبا ، مذكرا إياهم بأن هذا الحديث الذي يقوله هو حديث وزارة النفط التي تعتمد على اصطاف من الفنيين ، " فهو حديث فنيين لا حديث سياسيين و لا حديث كذابين " - بحسب تعبيره ! .. - و لكن - إذا كانت أزمة الوقود ستنفرج قريبا كما يقول- إذن لماذا بكي الوزير ؟؟ -- في منتصف مارس الفائت ، حينما بدأت الأزمة تطل برأسها و بدأت صفوف الوقود في الظهور ، أنكر وزير الدولة بالنفط سعد الدين البشرى في حوار أجرته معه و نشرته "المجهر السياسي" حينها ، أنكر أن هناك أزمة وقود و قال إن المشتقات البترولية متوفرة و أنه شخصيا بصفته مشرفا على هذا الملف يؤكد أنه ليست هناك مشكلة وقود ، و أضاف أن وزارة المالية تقوم بكامل إلتزاماتها و أن الحديث عن أزمة في الوقود هو مجرد إشاعات ، أما ما كنا نراه - حينها - من صفوف في محطات الوقود فقال إن سببه هو الواتساب و إشاعات الواتساب ! . فإذا كان الأمر كما قال الوزير ، فلماذا استمرت مشكلة الوقود و لم تنطفئ في مارس ، و لماذا تفاقمت و انفجرت في أبريل و لماذا يقف هو الآن في 2 مايو أمام البرلمان بخصوصها .. و لماذا يبكي الوزير ؟؟ -- و في مارس الفائت ، بعدما نفى أو أنكر أزمة الوقود ، بشر وزير الدولة الناس بالخير العميم الذي سيعود للبلاد بعد أيلولة خطوط و حقول الأنابيب و مصفاة البترول لإدارات سودانية و لشركات سودانية 100% ( لأننا إكتسبنا خبرة كبيرة جدا و الخبرات أصبحت تراكمية و أصبح لدينا خبراء ، و العائد بدلا عن أن يشاركنا فيه الآخرون سيكون لنا كله !!) بحسب قوله ، لكن الوزير حينها لم يقل لنا كيف سيعود العائد كله للخزينة العامة في حال أيلولة الحقول لشركات سودانية ، فهل الشركات السودانية ستتخلى عن نصيبها في العائد ، لصالح الخزينة العامة أم ماذا ؟؟! . عموما إذا كان الأمر كما قال لنا الوزير في مارس الفائت ، فأين الآن هذا الخير العميم الذي بشرنا به ، و أين هذه الخبرات السودانية ، التي طُرِدت من أجلها الخبرات و الشركات الأجنبية ! و لماذا تعطلت المصفاة بعد أيلولة إدارتها لخبرات سودانية .. و لماذا يبكي الوزير ؟ -- و في مارس الفائت ، قال أيضا للمجهر السياسي ، في معرض إنكاره لأزمة الوقود : ( نحن من ناحية إمدادات بترولية ماعندنا إشكال، صحيح نحن لا ندفع الأموال، وإنما تقوم بدفعها وزارة المالية وبنك السودان، وإن كان أحياناً تكون هناك بعض الصعوبات، لكن في كثير من الأحايين تمضي الأمور بنسبة 90% وبنك السودان يفي بالتزاماته ) .. فإذا كان ما قاله الوزير حينها صحيحا - لماذا يحاول الآن إلقاء المسؤولية على وزارة المالية و على بنك السودان و لماذا أرجع أزمة الوقود لعدم توفير بنك السودان للنقد الأجنبي .. و لماذا قال ممازحا ( ما حإتكلم عن القروش عشان ما ألحق غندور ) و لماذا يبكي الوزير ؟؟ على أية حال : ليت وزراء النفط يخرجون من عباءات أحزابهم السياسية تلك القبيحة التي لا تليق بهم و تشوه صورتهم و منظرهم كخبراء و كسياسيين ، ليت وزير الدولة بوزارة النفط يعلم أن أحاديث الخبراء و الفنيين متماسكة يشد بعضها بعضا ، لا مهزوزة يناقض بعضها بعضا .. و ليته يعلم أن البكاء على النفط المسكوب لا يفيد و أن الناس ينتظرون منه حلولا لا دموعا . عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته. //////////////////////