مصطفى بكري يكشف مفاجآت التعديل الوزاري الجديد 2024.. هؤلاء مرشحون للرحيل!    شاهد مجندات بالحركات المسلحة الداعمة للجيش في الخطوط الأمامية للدفاع عن مدينة الفاشر    وزير الصحة: فرق التحصين استطاعت ايصال ادوية لدارفور تكفى لشهرين    إجتماع مهم للإتحاد السوداني مع الكاف بخصوص إيقاف الرخص الإفريقية للمدربين السودانيين    وكيل الحكم الاتحادى يشيد بتجربةمحلية بحرى في خدمة المواطنين    أفراد الدعم السريع يسرقون السيارات في مطار الخرطوم مع بداية الحرب في السودان    ضربة موجعة لمليشيا التمرد داخل معسكر كشلنقو جنوب مدينة نيالا    مدير مستشفي الشرطة دنقلا يلتقي وزير الصحة المكلف بالولاية الشمالية    شاهد بالفيديو.. شاعرة سودانية ترد على فتيات الدعم السريع وتقود "تاتشر" للجيش: (سودانا جاري في الوريد وجيشنا صامد جيش حديد دبل ليهو في يوم العيد قول ليهو نقطة سطر جديد)        ضياء الدين بلال يكتب: نحن نزرع الشوك    أقرع: مزايدات و"مطاعنات" ذكورية من نساء    وزير خارجية السودان الأسبق: علي ماذا يتفاوض الجيش والدعم السريع    شاهد بالفيديو.. خلال حفل حاشد بجوبا.. الفنانة عشة الجبل تغني لقادة الجيش (البرهان والعطا وكباشي) وتحذر الجمهور الكبير الحاضر: (مافي زول يقول لي أرفعي بلاغ دعم سريع)    شاهد بالفيديو.. سودانيون في فرنسا يحاصرون مريم الصادق المهدي ويهتفون في وجهها بعد خروجها من مؤتمر باريس والقيادية بحزب الأمة ترد عليهم: (والله ما بعتكم)    غوتيريش: الشرق الأوسط على شفير الانزلاق إلى نزاع إقليمي شامل    أنشيلوتي: ريال مدريد لا يموت أبدا.. وهذا ما قاله لي جوارديولا    غوارديولا يعلّق بعد الإقصاء أمام ريال مدريد    محاصرة مليوني هاتف في السوق السوداء وخلق 5 آلاف منصب عمل    امين حكومة غرب كردفان يتفقد سير العمل بديوان الزكاة    نوير يبصم على إنجاز أوروبي غير مسبوق    تسلا تطالب المساهمين بالموافقة على صرف 56 مليار دولار لرئيسها التنفيذي    محافظ بنك إنجلترا : المملكة المتحدة تواجه خطر تضخم أقل من الولايات المتحدة    منتخبنا يواصل تدريباته بنجاح..أسامة والشاعر الى الإمارات ..الأولمبي يبدأ تحضيراته بقوة..باشري يتجاوز الأحزان ويعود للتدريبات    بايرن ميونخ يطيح بآرسنال من الأبطال    بالصور.. مباحث عطبرة تداهم منزل أحد أخطر معتادي الإجرام وتلقي عليه القبض بعد مقاومة وتضبط بحوزته مسروقات وكمية كبيرة من مخدر الآيس    العين يهزم الهلال في قمة ركلات الجزاء بدوري أبطال آسيا    مباحث المستهلك تضبط 110 الف كرتونة شاي مخالفة للمواصفات    قرار عاجل من النيابة بشأن حريق مول تجاري بأسوان    الرئيس الإيراني: القوات المسلحة جاهزة ومستعدة لأي خطوة للدفاع عن حماية أمن البلاد    بعد سحق برشلونة..مبابي يغرق في السعادة    جبريل إبراهيم: لا توجد مجاعة في السودان    خلال ساعات.. الشرطة المغربية توقع بسارقي مجوهرات    مبارك الفاضل يعلق على تعيين" عدوي" سفيرا في القاهرة    وزير الخارجية السعودي: المنطقة لا تحتمل مزيداً من الصراعات    لمستخدمي فأرة الكمبيوتر لساعات طويلة.. انتبهوا لمتلازمة النفق الرسغي    عام الحرب في السودان: تهدمت المباني وتعززت الهوية الوطنية    مضي عام ياوطن الا يوجد صوت عقل!!!    مصدر بالصحة يكشف سبب وفاة شيرين سيف النصر: امتنعت عن الأكل في آخر أيامها    واشنطن: اطلعنا على تقارير دعم إيران للجيش السوداني    ماذا تعلمت من السنين التي مضت؟    إنهيارالقطاع المصرفي خسائر تقدر ب (150) مليار دولار    أحمد داش: ««محمد رمضان تلقائي وكلامه في المشاهد واقعي»    إصابة 6 في إنقلاب ملاكي على طريق أسوان الصحراوي الغربي    تسابيح!    مفاجآت ترامب لا تنتهي، رحب به نزلاء مطعم فكافأهم بهذه الطريقة – فيديو    راشد عبد الرحيم: دين الأشاوس    مدير شرطة ولاية شمال كردفان يقدم المعايدة لمنسوبي القسم الشمالي بالابيض ويقف علي الانجاز الجنائي الكبير    وصفة آمنة لمرحلة ما بعد الصيام    إيلون ماسك: نتوقع تفوق الذكاء الاصطناعي على أذكى إنسان العام المقبل    الطيب عبد الماجد يكتب: عيد سعيد ..    ما بين أهلا ووداعا رمضان    تداعيات كارثية.. حرب السودان تعيق صادرات نفط دولة الجنوب    بعد نجاحه.. هل يصبح مسلسل "الحشاشين" فيلمًا سينمائيًّا؟    السلطات في السودان تعلن القبض على متهم الكويت    «أطباء بلا حدود» تعلن نفاد اللقاحات من جنوب دارفور    دراسة: القهوة تقلل من عودة سرطان الأمعاء    الجيش السوداني يعلن ضبط شبكة خطيرة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الوداع الأخير: كابتن حسن شريف .. بقلم: شوقى محى الدين أبوالريش
نشر في سودانيل يوم 17 - 05 - 2018

أول أمس الثلاثاء 8 مايو 2018 كان يوما حزيناً منذ بدايته فقد جاء في أخبار "الوتساب" خبر محزن عن الباخرة "النيل الأبيض" بعنوان "وداعاً مرفق آخر من مرافق وزارة النقل" وأنقل إليكم الخبر كما هو:
"في مشهد حزين تم سحب الباخرة "النيل الأبيض"، آخر قطع الأسطول البحرى لما كان يسمى"بالخطوط البحرية السودانية"، تم سحبها في الصباح الباكر اليوم الثلاثاء في طريقها إلى الهند في رحلتها الأخيرة بعد أن تم بيعها كخردة إلى مشترى طلب تسليمها له في الهند. هناك من تصادف وجوده في ظلام هذه الصباحية برصيف ميناء بورتسودان لم يتمالك إلا أن يذرف دمعة حرَى على هذا المسمار الأخير في نعش الخطوط البحرية السودانية التي كانت دولة داخل دولة وكانت عالماً بحاله وناس وحكايات ونجاحات.. ومن ناحية مماثلة هناك إعلان خجول من وزير النقل بإفلاس الخطوط الجوية السودانية وإرسال الآلاف من منسوبيها إلى الشارع العريض قالها دون أن يرف له جفن مع البشارة للشعب اليوم بزيادة أسعار الطيران بنسبة خمسين في المائة. هكذا غادرنا اليوم الطائر البحرى "أبومنجل" في رحلته الأبدية وغادرنا طائر الشمس المشرقة الجوي وبقى الغراب الأسود طائر الشؤم وحده محلقاً فوق رؤوس الجميع."
ولمزيد من الحزن و الحسرة دُعِّم الخبر بشريط فيديو للباخرة وهي تغادر إلى غير رجعة. فرأينا بيت عزاء في رصيف الميناء حيث تجمع قدامى موظفي الخطوط البحرية السودانية بزيهم الرسمي وعمال الميناء وجمع غفير من مواطني بورتسودان ينظرون الى الباخرة وهي مقطورة بسلاسل عاجزة لا تقوى على السير بذاتها حتى خروجها من حدود الميناء وهي تطلق صافرات الوداع الحزينة آخر صيحاتها معلنة نهاية أكبر وأنجح شركات السودان الوطنية لتضاف إلى مسلسل القتل العمد لكل ما هو ناجح في هذا الوطن الجريح.
بعد أن أنتهيت من قراءة خبر"النيل الأبيض" تملكني شعور بالحزن والأسى، مثلي مثل كل من قرأ الخبر، وذلك لأسباب كثيرة منها الوطنية والغيرة ومتلازمة إدمان الفشل في هذا البلد لكن حزنى كان أشد سبب لسبب خاص بى.. فبيني وبين هذه الباخرة تحديداً علاقة ما، قد تكون وجدانية وتاريخية. ففي عام 1972 زرت مدينة بورتسودان للمرة الأولى والأخيرة زيارة إستطلاعية بصحبة صديقين ، الأخ والزميل شفيق بسطان والأخ والزميل المرحوم حيدر بندي. وللمصادفة قابلت في مدينة بورتسودان صديقي وزميل الدراسة سيد أحمد الذي كان يعمل قبطاناً لدى شركة الخطوط البحرية السودانية آنذاك. ومن محاسن الصدف أنه كان قبطاناً في ذات الباخرة "النيل الأبيض" التي كانت راسية في الميناء لسبب ما طيلة وجودنا هناك. كانت هذه الباخرة ملاذاً لثلاثتنا ومكاننا المفضل في ساعات الليل والنهار.. كانت فترة شباب والبواخر التي تبحر في أعالي البحار فيها ما لذ وطاب حيث تحفل براداتها بالطعام الوفير والمشروبات المتنوعة القادمة من بلاد الضباب. كنا نقيم في منزل الأستاذ المرحوم محمد بسطان ناظر مدرسة بورتسودان الثانوية آنذاك والشقيق الأكبر لصديقي شفيق بسطان. وكما تعلمون هيبة النظار في المنزل كانت لا تختلف عن هيبتهم في المدرسة يزرعون الإنضباط والخوف فنهرب. وكنا نزور بين الوقت والآخر العم الكابتن حسن شريف الذي كان يعمل قبطاناً كبيراً في الخطوط البحرية السودانية آنذاك فنجد عنده بعض المتنفس. كان منزله يأوي أعداداً من الطلبة يدرسون هناك فضلاً عن أن منزله كان قِبلة للحجاج والمعتمرين. وتلك كانت بداية علاقتي مع الكابتن حسن شريف رغم صلة القربى التي تربطني به كما حكت لي المرحومة حبوبتي سكينة فيما بعد.
إنتهت إجازتنا و بعد أسبوع ودعنا الجميع كما ودعنا صديقنا الكابتن سيد أحمد والباخرة "النيل الأبيض" وداعاً حاراً وعدنا أدراجنا من حيث أتينا نحمل معنا ذكريات أسبوع حافل وجميل وأسماء رسخت في ذاكرتي .. أستاذ محمد بسطان وكابتن حسن شريف وكابتن سيد أحمد وشرف الدين ود عيسى زيادة و"النيل الأبيض". وبعد سنوات قليلة من ذلك التجمع الذي لا أنساه رحل عن دنيانا أصدقائي الكابتن سيد أحمد والأخ حيدر بندي، رحمهما ألله، وأنقطعت صلتي ببورتسودان والباخرة "النيل الأبيض" التي رحلت هي الأخرى بالأمس، بعد أكثر من 46 عاماً، إلى مثواها الأخير مأسوفاً عليها مِن كل مَن كان له أي نوع من الإرتباط بها وحتى من أولئك الذين قرأوه كخبر عابر في الوتساب.
الذكريات والإرتباط الوجداني ومنظر الباخرة وهم يسحبونها قسراً بالسلاسل من حضن رصيف ميناء بورتسودان وصياحها يملأ العنان كالطفل المفطوم شىء قطع قلبي وجعل الدمع يترقرق في مقلتي. وقبل أن تجف دمعاتي فإذا بالوتساب يأتينى بمصيبة أكبر.. خبر الشوم.. فقد نعت لى شقيقتي هناء من أبوظبي حبيبنا وكبيرنا الكابتن حسن شريف وصورة شخصه وذكريات أيامنا الجميلة معه في بورتسودان ما كانت تبارح بالي منذ صباح ذلك اليوم المأساوي المشؤوم.
الموت حق والحياة باطلة ولا دواء ضد الموت ولا عاصم منه ولا يأتى متأخراً أبداً. لكن مع كل ذلك فالموت أصعب ما نواجهه فنحن لا نتخيل الحياة بدون أحبائنا؛ أباً كان أو أماً أو شقيقاً أو شقيقةً أو زوجاً أو زوجة أو إبناً أو بنتاً أو صديقاً أو جاراً. ولذلك شقّ علينا نبأ رحيل الكابتن حسن شريف الذي نزل علينا كالصاعقة، فهو صديق وأخ وعم وخال وشخصية عامة نتشرف بوجوده معنا في أي مكان وأي محفل. حزني عليه شديد ورغم علمي بأن كلمات الرثاء سوف لن تطاوعني أمام عظمة هذا الإنسان الفريد وفداحة فقده الأبدى، إلا أنني سوف أحاول أن أتناول في هذا الظرف العصيب، وما يزال الحزن له مخالب وأظفار، جوانب قليلة عشتها معه شخصياً في أسطر، فبكاء الخنساء على موت أخيها صخر ومقدار بلاغتها في رثاء غلبت به الرجال لم يقنع الكاتبة الدكتورة بنت الشاطى حيث أخذت على الخنساء قصر قصيدتها وخلو شعرها من الحكمة أو قلتها فيه.
كابتن حسن شريف هو سليل أسرة الشريفاب وهي بطن من بطون الولياب ولد في قرية "دبيرة" شمال مدينة وادي حلفا في الثلاثينيات. والده المرحوم الشيخ على أحمد شريف الذي سار على نهج والده الشيخ أحمد شريف في التدَين والورع..كنا نراه يومياً بعد صلاة المغرب يجلس القرفصاء متيمناً شطر القبلة يتلو القرآن وينشد الأوراد وحوله كتب دينية كثيرة وكان الناس يستفتونه في العبادات والمسائل الفقهية كالميراث والنكاح. والدته هي المرحومة فاطمة داود شقيقة المرحوم سليمان داود باشا الذي نال لقب الباشوية نسبة لكفاءته وحسن أدائه لوظيفته لدى الحكومة المصرية في أربعينيات القرن الماضي. تلقى كابتن حسن تعليمه بمدرسة دبيرة الأولية ثم حلفا الأميرية الوسطى والتعليم الثانوى بمدرسة وادي سيدنا الثانوية ثم جامعة الخرطوم. التحق بمعمل إستاك في بداية حياته العملية وتم إختياره للعمل في شركة الخطوط البحرية السودانية وأبتعث إلى بريطانيا ليلتحق بالكلية البحرية في "بورماث" التي تخرج منها قبطاناً لأعالي البحار وعاد ليعمل قبطاناً في بواخر شركة الخطوط البحرية السودانية. الكابتن حسن كان من أول ثلاثة قبطان سودانيين مؤهلين عملوا في البحرية السودانية والحقيقة ثلاثتهم سودنوا وظائف القبطان والمهندسين اليوغسلاف الذين أتوا مع السفن من يوغوسلافيا. ولذلك فهو يعتبر من المؤسسين لهذه الشركة العملاقة فقد كان أسطولها الكبير المكون وقتها من 10 سفن شحن عملاقة تحمل أسماء "مريدي" و "النيل الأبيض" و"النيل الأزرق" و "مروي" و"سنار" الخ.. تجوب المحيطات وأعالي البحار وهي ترفع علم السودان تفاخر به ويفاخر بها فقد كانت مثالاً للجودة والدقة في العمل. وبعد خدمة طويلة في الخطوط البحرية السودانية سافر إلى المملكة العربية السعودية وعين مديراً عاماً لشركة "عُرى الملاحية "المعروفة في جدة ثم غادرها إلى الإمارات العربية المتحدة وعمل في الشارقة فترة قليلة ثم إنتقل إلى أبوظبي عام 1980 وتلك هي الفترة التي عرفته فيها أكثر. وفي أبوظبي عمل في شركة أبوظبي الوطنية للبترول(أدنوك) مديراً لشركة ناقلات نفط كانت تتبع لشركة أدنوك ثم أسس الشركة "الوطنية للخدمات البحرية " التابعة لأدنوك وأصبح مديراً عاماً لها لأكثر من عشرين عاماً حتى تقاعد في عام 2000 وهو يعتبر أول أجنبي يتقلد هذا المنصب الرفيع في شركة أدنوك العملاقة. ولشخصيته وكفاءته ودقته في العمل وإدارته الحازمة فقد حققت الشركة نجاحات كثيرة وكبيرة مشهود لها في تاريخ وسجل شركة أدنوك. هذه الإنجازات المشهود لها هو شرف يضاف إلى أمجاد أبناء السودان الذين إعتلوا أرفع المناصب، دون غيرهم، فى دول الخليج كافة.
تزوج الكابتن من إبنة خاله سليمان داود باشا في مطلع الستينيات أثناء عمله في الخطوط البحرية السودانية في بورتسودان وكان عُرسه مفصلياً حيث كانت قريته "دبيرة" منقسمة إلى تيارين إبان أول أيام ظهور الفنان النوبي المرحوم "صالح ولولى" الذي كان مدعوماً من تيار الشباب.. أما تيار كبار السن و المحافظون من الشباب، فقد كانوا يحاربون الغناء والاختلاط خاصة من أسرة الولياب التي ينتمي إليها الكابتن. وياما دارت معارك كبيرة بسبب ذلك الإختلاف الذى أدى إلى إنشقاق القرية إلى معسكرين إلا أن الكابتن بإصراره وعناده المعهودين جعل الفنان "ولولى" يغنى لكن في مكان آخر محايد حفاظاً على مشاعر أهله وتلك كانت حكمة فيه. خلّف الكابتن من زوجته، إبنة خاله، ثلاثة بنات وولد. زوجته توفاها الله إلى رحمته في عام 1994وكان الكابتن قد إقترن بزوجة أخرى وأنجب منها إبناً وصل إلى مراحل الدراسة الجامعية الآن.
كما ذكرت لكم إلتقيت مع كابتن حسن شريف في بداية السبعينيات في مدينة بورتسودان ثم إلتقيت به، بعد أن إغتربنا، في مدينة أبوظبى في عام 1981 وكنت قد سبقته إليها بسنتين حيث كان هو مستقراً بأسرته في الشارقة آنذاك. وعندما إنتقل إلى أبوظبي كنت أكاد أطير فرحاً فقد كنت أرى فيه عضداً لى وأنا ما زلت شاباً خام فى أبوظبى أسعى لنجاح أعمال الشركة التي جئت منتدباً لتأسيسها وإدارتها، كما أن وجود قريب لى مثل الكابتن وأسرته من حولي كان يبعث فيني الطمأنينة والأمان والراحة الأسرية وخاصة كنت بمفردي آنذاك.. فكنت أقضي معظم أوقاتي معهم منذ أن سكنوا في فندق العين بالاس في البداية وفيلا البطين ثم المشرف ثم الخالدية. مع مرور الأيام والسنين صار عددنا يكبر في أبوظبي تدريجياً فلحق بنا مولانا القاضى المرحوم صالح وهبى ثم إبن عم الكابتن المرحوم شريف محمد عثمان ومولانا محمد أحمد أيوب والشباب أبناء إخواته نبيل الصايغ وأشرف دونا ومحمد شاهين وشقيقي أمين ومعتصم سيد أحمد وإبن عمه دكتور أحمد شريف وزاد العدد وأصبحنا مجموعة كبيرة بالإضافة لمن سبقونا في أبوظبى مثل الدكتور عبدالله محمد سيد أحمد وشقيقه المرحوم أحمد و الإخوة ممدوح شورة والمرحوم عبدالرحمن صالح ومصطفي حسن محجوب وعبدالله جمال ثم تحولت هذه المجموعة إلى جمعية خيرية. وما كنت أستغرب له أني ما كنت أرى الكابتن حسن متحمساً لهكذا تجمعات إلى أن عاشرته وتعرفت على شخصيته عن قرب. فكما نلاحظ دائماً يعطى الناس قيمة أكبر للإنطباع الأول عند تقييمهم لشخصية ما. لكن الإنسان العاقل والمنصف لا بد أن يحلل الشخص من خلال سلوكه ومواقفه في مختلف الظروف. ولذلك وحتى نتعرف على شخصية الكابتن عن قرب فسوف أحكي لكم بعض المواقف من عشرات المواقف المماثلة التي حصلت إبّان فترة إقامتنا جميعاً في أبوظبي وكان بطلها أو صانعها هو الكابتن حسن شريف.
قابلت يوماً الكابتن حسن يوماً بمفرده في شارع حمدان وهو يدخل ويخرج من متاجر الفساتين النسائية المتعددة في ذلك الشارع التجارى، فإعتقدت أنه بصدد شراء هدية لزوجته أو إحدى بناته بمناسبة عيد ميلادها فتواريت عنه حتى لا يراني إلا أنه لمحني بقوة ملاحظته المعهودة. فسلمت عليه وسألته ما عساه يدخل هذه المتاجر تحديداً .. فأجابنى أنه اليوم سوف يحدد متجر أو متجرين على الأكثر وغداً سوف يأتي بزوجته وبناته ليدخلوا ويشتروا من هذين المتجرين فقط. ولما رأي الدهشة على وجهي إستدرك وقال لى: ذلك لكسب الوقت الذي تضيعه النساء سدىً في حوامة في الأسواق بالساعات لا معنى لها.. فقلت له: أنا أريح دماغي..سألنى لى :كيف ذلك؟... أجبته: أترك الأسرة يتجولون في الأسواق وأعود إليهم على مهلي بعد 4 أو 5 ساعات على الأقل.. وعندئذٍ رأيت دهشة كبيرة إرتسمت على وجهه وصمت برهة ثم تركني وانسحب إلى سيارته ففهمت ما يعني "لكم دينكم ولي دين". لو فكرت في هذا الحدث البسيط فهو يلخص شخصية الرجل.. حقيقةً إنه شخص قادم من كوكب آخر.. رجل منظّم وجاد في كل شىء، عملي وحاسم للأمور، أياً كانت، لآخر درجة ولا يحب أن يضيع وقته ولا وقت الآخرين...
كنت مع الكابتن حسن وجاري الدكتور التجاني عبدالله بدر حينما قابلنا معالي الشيخ أحمد خليفة السويدي الممثل الشخصي لسمو الشيخ زايد آل نهيان، طيب الله ثراه، في مجلسه في البطين وجلست بجانبه عندما حكى له الكابتن مأساة الأخ المرحوم الشهيد مجدي محجوب محمد أحمد والظلم الذي وقع عليه بسبب دولارات خاصة المرحوم والده حتى ينقذ رقبته من حبل المشنقة الذي كان قد أُعدت له العدة في ذلك اليوم.. وشاهدت معه علامات الدهشة والأسى بادية على وجه معالي الشيخ إحمد خليفة السويدي حين قال متعجباً: "هذا في حلالوا !!".. ثم اتصل على الفور ووجهنا إلى معالي السيد خميس بطي الرميثي السكرتير الخاص ومدير مكتب سمو الشيخ زايد آنذاك.. وكنت برفقته حينما قابل معالي السيد بطى الرميثي وكنت أيضاً معه في سيارته حينما إتصل به معالى السيد بطى الرميثي مستفسراً منه عن مدى صحة الخبر المنشور في الصحف صبيحة ذلك اليوم حتى يتأكد و يبلغ سمو الشيخ زايد – وكان خبراً قد نشر بالخطأ أو عمداً أنه أعدم _ وكنت بجانبه في السيارة أسمع حينما إتصل به معالي السيد بطى الرميثي مبشراً له أنه بلغ الشيوخ بالأمر وأنهم سوف يجرون اللازم. ثم وصلنا إلى منزله في منتصف الليل لكن ليلتها لم يغمض للكابتن جفن لحظة حتى أشرقت الشمس ونحن جلوس معه في صالونه. لم يكن مطمئناً البتة وكان يتابع الأمر بالإتصالات بين أبوظبي ولندن والخرطوم في كل لحظة. كان متوتراً طول الوقت وكأنه كان يعلم ما سوف يصير للأخ الشهيد مجدي من حكومة الإنقاذ. واشهد أنه بذل مجهوداً كبيراً ليلتها محاولاً إنقاذ حياته إلا أن القدر كان أسبق. وربما سمع البعض منكم أن الضابط صلاح كرار، عضو مجلس الإنقاذ السابق ورئيس اللجنة الإقتصادية آنذاك، قد ذكر جزءاً من الذي جرى وإلتقائه بالكابتن حسن شريف فى أبوظبي في مقابلة أجراها معه الدكتور محمد جلال هاشم لكني كنت شاهد عيان لكل تفاصيل المحاولات التى تمت مع الشيوخ.
خرجت من هذه الحادثة المحزنة، مأساة الأخ الشهيد مجدي، أن الكابتن كان رجلاً مقداماً.. تجده أينما تحتاج إليه.. عنده الفراسة ودقة التحليل..متحدث لبق ومقنع ينتقي كلماته عند مخاطبة الآخرين في هكذا مواقف..لكنه أيضاً كان لا يخاف في قول الحق لومة لائم.
القيادة، أياً كانت، تحتاج إلى قوة الشخصية والحسم بدون أى مجال للتردد وأيضاً المعرفة العامة. وهناك واقعة مشهورة سأحكيها لكم تبين مدى تأصّل هذه الخصال فى شخصية الكابتن حسن شريف. كان يوماً يقود السفينة من ميناء بورتسودان إلى ميناء جدة. وفى عرض البحر تمرد عليه بعض البحارة لسبب ما، ولما لم ينصاعوا لأوامره كقائد للسفينة أخرج لهم سلاحه الناري (المسدس) وتحت تهديد السلاح أمر مساعديه بتقييدهم بالحبال وواصل قيادة السفينة ببقية الطاقم معلناً حالة الطوارىء حتى وصل ميناء جدة ليلاً بسبب هذا التمرد ومحاولات السيطرة عليه. وكما هو معلوم دولياً ممنوع دخول السفن لأي ميناء ليلاً نسبة لخطورة مداخل الميناء والظلام وعدم جاهزية مراكب الميناء الساحبة فى ساعات الليل. وكانت هذه مشكلة أخرى واجهته لكن كابتن حسن شريف، بما كان لديه من خبرة ودراية بالموانىء وما يمتاز به من كفاءة فى القيادة، ناور بدقة ودخل الميناء بهدوء وأرسى السفينة على إحدى الأرصفة بسلام. وفى الصباح الباكر فوجئت إدارة الميناء بوجود هذه السفينة دون إذن دخول لها إلا أن الكابتن حسن برر لهم تصرفه بأن السفينة كانت فى حالة خطر بسبب تمرد البحارة. ومعلوم أن قانون البحار يجيز للقبطان إستخدام السلاح النارى لإعادة السيطرة على قيادة السفينة من أى تدخل أو لأي سبب من الأسباب.
صديق لي كان يعمل مهندساً في البحرية في الشارقة قدم طلبه لوظيفة مهندس معلنة في الشركة الوطنية للخدمات البحرية وهي الشركة نفسها التي كان يديرها الكابتن حسن شريف وتم إستدعاؤه لمعاينة شخصية. جاء من الشارقة ونزل معى في الشقة وطبيعي وصيت عليه الكابتن الذي اطلع على شهاداته وقال لى : "المعاينة كلها سوف تكون باللغة الإنجليزية نظراً لطبيعة الوظيفة ولو أدخل صحبك كلمة واحدة باللغة العربية يعرف نفسه أنه فقد الوظيفة" فنقلت ذلك لصديقى المهندس وحذرته حتى "سلام الله" يكون باللغة الإنجليزية. فأنا أدري أن الكابتن يُعني ما يقول. لكن صديقي كان يدخل كلمة "يعنى" بين كل كلمة إنجليزية وأخرى ينطقها أثناء المعاينة. مسكين صديقي، لم يستطع أن ينفك من هذه الكلمة رغم التحذيرات المتكررة من الكابتن الذي حضر المعاينة بنفسه. صديقي المسكين عرف مصيره وعاد إلى الشقة وحمل حقيبته، ولم ينتظر عودتي، وحمل حاله ورجع جرياً إلى الشارقة يلعن يوم "يعنى" ولا عُذر لمن أُنذر.
سقت لكم قصة هذا الحدث بإختصار لسببين : السبب الأول أن الكابتن كان دقيقاً في كل شىء وينشد الكمال ولا يجامل في أمور كثيرة خاصة في العمل والناس عنده سواسية هنا. والسبب الثانب لأذكر لكم، بأنه رغم ذلك الحدث، فالكابتن ساعد الكثيرين من السودانيين المؤهلين في الإلتحاق بعمل سواء في شركته أو الشركات الأخرى أو المصالح الحكومية عن طريق علاقاته الواسعة.
في كلام أثناء الونسه فى قضايا ومستقبل السودان قال لى صديقي حمدى خيرى وقد رأى كابتن حسن في الثمانينيات من القرن الماضي وشهد له مواقف وأحداث قال: " تمنيت أن يكون كابتن حسن شريف رئيساً للسودان فهو أنسب سوداني موجود على وجه الأرض الآن لإدارة أي مرفق يعاني من الفوضى والفشل. وكلما يحتاجه السودان إدارة الفوضى الضاربة في أطنابها في كل مرفق وكابتن حسن شريف مدير ناجح ومشهود له بالكفاءة الإدارية والدقة والإخلاص والحسم والغيرة الوطنية والإنضباط والقيادة.. وأصلا هو بطبيعة عمله ربان للسفن التي تسير وسط عباب الأمواج المتلاطمة في أعالى البحار ويقودها إلى بر الأمان فهل يصعب على رجل خُلق بهذه الطبيعة أن يقود السودان الماثل للغرق إلى شاطىء آمن؟ " فكرت في كلام صديقى حمدى ورأيت في كلامه كثير من الحقائق والمنطق لكن قلت في قرارة نفسى: كابتن حسن شريف فيه ميول إلى الدكتاتورية أحياناً.. لكنى أستدركت أنه ديكتاتور عادل وهذا هو أنسب الأنظمة لحكم السودان من فوضى ديمقراطية الأحزاب وفساد ديكتاتورية العسكر وحكم الفرد .. وأعدت الكرة في تأمل كلام صديقى حمدى ثم أيدته في كل ما ذهب إليه بل دعوت الله أن يحقق له ما تمناه.
هناك جانب مهم ومشرق فى شخصية الكابتن وهو البر والإحسان ولا نود أن نخوض فى هذا الجانب الذي أخفاه حتى لا تعلم شماله ما أنفقت يمينه. لكن لا يخفى على أحد أنه كان رجلاً باراً بأهله أينما كانوا وتولى رعاية أبناء وبنات إخوانه وإخواته، الذين رحلوا فى وقت مبكر أو من لم تساعدهم ظروف الحياة منهم، وتركوا له مسؤولية كبرى، فرعاهم أحسن رعاية، تماماً مثل أبنائه، وأشرف على تربيتهم منذ نعومة أظفارهم وتعليمهم وتوظيفهم بل حتى أشرف على زواجهم وتكوينهم لأسرهم. وقد شاهدته فى آخر مناسبة فرح حضرها، زواج حفيدته فى أبوظبي قبل عامين، وكان أكثر الناس سعادةً وإندماجاً فى الحفل ومسروراً بإستقبال المدعوِين رغم الوهن الذى كان قد أصاب جسده بتأثير المرض.
عهدت الكابتن دائماً مهموماً بمشاكل السودان وقضاياه، وهو الذي حضر عهود العصر الذهبي لهذا البلد بل شارك في صناعته، لكن ما كان له كثير شأن في السياسة ومناوراتها لكنه كان عضواً في حزب الأمة وكانت له علاقات حميمة مع كبار رموزها ودائماً يدعوهم إلى داره لمناقشة قضايا السودان بصفة عامة وكنت أرى الإمام الصادق المهدي في منزله في كل المناسبات بل يكون وكيلاً عنه. لكن في الوقت نفسه فقد إقترن بإبنة الزعيم إسماعيل الأزهري وهذا له مدلولاته أيضاً.
كنت أتساءل مع نفسي لماذا كانت إتجاهات الكابتن السياسية حزب أمة !! لا لشىء غلط في حزب الأمة لكن لأن حزب الأمة تاريخياً ليست له أرضية أو شعبية في المديرية الشمالية وخاصة كلما سرت شمالاً مقترباً نحو مصر. فمثلاً في وادي حلفا، في أقصى المديرية الشمالية، كان العمدة صالحين عيسى وأسرة آل عيسى وأنسابهم فقط هم من كانوا حزب أمة وذلك ربما بسبب تعيين حكومة حزب الأمة الشيخ صالحين عمدةً وناظراً للخط في تلك المنطقة والله أعلم. ومعظم قبيلة الولياب، التي ينتمي إليها الكابتن، كانوا حزب أمة نسبة للمصاهرة مع العمدة صالحين وبيت آل عيسى (فمثلاً العمدة صالحين عيسى تزوج من نبرة عِزّي وشقيقه الشيخ أحمد عيسى تزوج من فاطمة عزي وشقيقه الآخر الشيخ خليل عيسى تزوج من زينب عزي ووالدة الزوجات الثلاثة هي حميدة أحمد شريف عمة الكابتن حسن). هذه العلاقة ربما تكون فيها اجابة على سؤالى.
في فترة ما كان الكابتن يود أن يستقر في مصر كبديل مناسب للسودان لإرتباط تاريخي وأسري واستثمر فيه ثم فكر في الإستقرار في أمريكا في فترة ما وذهب إليها وتحصل على الجنسية الأمريكية واشترى ممتلكات هناك لكن لم يطب له المقام في البلدين،. وعلى الأرجح كان ذلك لأسباب شخصية لا تخرج عن التعاملات الفردية معه فهو كما نعلم كان رجلاً كالسيف لا يرضى بأنصاف الحلول ولا مس عزته بنفسه من أياً كان، ولذلك لم يكن مبهوراً بالقاهرة ولا أمريكا ولم يفكر حتى في العودة لزيارتهما مرة أخرى فهو معروف لمن حوله عندما يقرر لا يتنازل ولا يتراجع حتى ممتلكاته فيهما تخلص منها بالبيع من بُعْدٍ. بعدها قرر أن يعيش في السودان وقد طاب له المقام في السودان فترة من الزمن كان مستمتعاً فيها بحياته هناك وسط الأهل والأصدقاء والأقران والمجاملات ومشغولاً بمدرسة إبنه أحمد وتعليمه وإنصهاره في المجتمع وإندماجه مع الأهل إلا أن ظروف الحياة القاسية في السودان والفوضى، عدوه الأول، وكثرة مرضىه ونقص العلاج في المستشفيات غير المؤهلة أجبرته على العودة والاستقرار مرةً أخرى مع زوجته وبناته وولده أحمد في الإمارات. وفي أبوظبي عاش مرتاحاً ومستمتعاً بين أسرته ومع جيل قدامى المحاربين من أقرانه في أبوظبي إلى أن إشتد عليه المرض في السنوات الأخيرة. ويشهد الكل أنه صبر عل المرض وإبتلاءات الدنيا وتحمل ما لا تتحمله الجبال الراسخات إلى أن توفاه الله بالأمس في أبوظبي.
كابتن حسن كان شخصية مكوكية متحركة ومتطلعة إلى العلا وهو بفطرته كان ذكياً لكن هناك أذكياء كثيرون في هذه الدنيا لم ينجحوا في حياتهم مثلما نجح الكابتن.. فالذكاء وحده لا يكفى، فلا بد أن يوظّف الذكاء في إتجاهات صحيحة والفرق أن الكابتن وظف ذكاءه نحو تحقيق غاياته وأهدافه التي رسمها وعمل بجد لها ولذلك أدركها في وقت وجيز. ولا شك أن الله وسع فى رزقه لأعماله وخاصة بره وصلته بالأرحام. كان الكابتن شخصية مرموقة ومعروفة ذات وزن اجتماعي وكانت له علاقات واسعة في المجتمع سواء في السودان أو الامارات وهو فقد كبير لأسرته الكبيرة وأصدقائه وللكثيرين الذين عاصروه في العمل أو الحياة العامة، وكذلك فقد للوطن الذي أحبه و أخلص له. ولذلك شيع جثمانه الطاهر إلى مثواه الأخير في أبوظبي أعدادٌ هائلة من السودانيين والإماراتيين وغيرهم من الجنسيات المختلفة إلى مثواه الأخير في أبوظبي كما لم تتسع صالات وساحات النادى السودانى في أبوظبي بالمعزين الذين كانوا يعزون بعضهم البعض.
إذا كانت روحك في السموات العليا تسمعني الآن فأستميحك العذر يا حسن شريف لأني ما أعطيتك حقك ولا أنزلتك منزلتك المستحقة فأنت تاريخ طويل ناصع و أنت أسمى من أصفك بكلمات في حين أن مثلك لا تكفيه مجلدات و إصدارات وشروح وفهارس.. رحمك الله رحمة واسعة وصبّرنا على فقدك، فلا عوض عنك.
والتعازي الحارة إلى زوجته الصابرة الفضلى السيدة سامية الأزهري وإلى بناته المكلومات إيناس وأسماء وأزواجهن وإلى إبنه أحمد وشقيقته الباقية الحاجة حميدة علي والعزاء الحار موصول إلى بنات وأبناء إخواته صلاح و نبيل الصايغ وأشرف دونا وإخوانه وإخواته وأزواجهن وإلى جميع الولياب والشريفاب وآل الصايغ وآل دونا وأنسبائهم وإلى جميع أصدقائه ومعارفه في كل مكان والعزاء إلى الوطن المغبون الذي فقد أحد رجاله المخلصين.
وخير ما أختم به كلماتى اللهم إن عبدك حسن صبر على المرض إثر المرض والبلاء تلو البلاء فلم يجزع ولم يتزحزح إيمانه شبراً بل زاده إيماناً على إيمان فأمنحه درجة الصابرين الذين يوفون أجورهم بغير حساب ولا سابق عذاب.. وإنا لله وإنا إليه راجعون.. وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
شوقى محى الدين أبوالريش
عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.