الحمد لله ان وجد الاطار العام لرؤية السودان 2050 صدي طيب في اوساط مجموعات مختلفة من الشباب وهذا ما دعاني لكتابة المقال لتوضيح اكثر. السودان كيف كان؟ وكيف الت الامور الي ماهو عليه ؟ وكيف سيكون المستقبل؟ وماهى التحديات ؟ وكيف سيستجيب الشعب السودانى والنخب الجديدة المتشكلة لها؟. اتفق غالب من تم استطلاعهم حول المسالة السودانية والدائرة الشريرة عسكر وديمقراطية وما الت اليه الامور الان علي امرين اولا عدم وجود نظام System والمقصود عدم كفاءة النظام السياسي والاداري والخدمة المدنية والنظام هو مجموعة من المكونات تعمل في تناغم وانسجام وتكامل لتحقق جملة اهداف متفق عليها. فالشباب يرون ان اجهزة ومؤسسات ادارة الدولة لاتقوم بواجباتها بل هى سبب اساسي في التخلف الحاصل والشباب السودانى لكي يبدع وينتج يحتاج لمناخ به قدر من الحرية ونظاما يحفظ الحقوق الاساسية. ثانيا ازمة النخب وادمان الفشل والمقصود غياب وجود القيادة القادرة علي التغيير Lack of Transformative Leadership ويضربون الامثال بمهاتير ولي كوان وغاندي وكيف استطاع هؤلاء القادة احداث نقلة في بلدانهم وتثبيت النظام الديمقراطى بينما فشلت النخبة السودانية في تثبيت الديمقراطية واحداث نقلة اقتصادية. دعونا ننظر في مسالة الوطن بعيون جديدة ومن منظور مختلف فبدلا من تقصي مشاكل الديمقراطيات السابقة والحكومات العسكرية والقاء اللوم علي بعضنا البعض ، لنسال انفسنا في لحظة صدق مع النفس ما هو شكل الوطن الذي نريده ؟ هل هو ديمقراطى محترم يحظى مواطنوه بالحرية والكرامة وتعليم وخدمات صحية ومدنية في مصاف الدول العظمي وينافس منتجوه في السوق العالمي ام نرضي بدون ذلك؟. ولنسال انفسنا مرة اخري؛ اي نظام قادر علي ان يقودنا الي تحقيق الخيار الافضل ؟ هذا السؤال مهم الاجابة عليه لاننا اذا لم نحدد الي اين نحن ذاهبون فكل الطرق سواء ولا يجب علينا التحسر ان سلكنا طريق اودي بنا الي القاع. ومن هنا تنبع اهمية ان تكون لكل السودانيين مجتمعين رؤية موحدة ووجهة موحدة لمستقبل السودان. في العام 2050 لاندرى كيف يكون عليه السودان! ولا يعلم مفاتح الغيب الا الله. قد لايكون موجودا او اذا استمر التدهور والتفكك الحالي والصراعات والكيد الحزبي قد يصير دويلات متعددة ودكتاتوريات متشاكسة او ارض فوضي . وقد يتضاعف السكان بنسبة عشرون في المائة ويتاكل ماتبقي من البنية التحتية. في الوقت الذي نجد فيه دول اخري مثل الصين والهند قد اصبحا من الدول الخمس العظام ،والصين قد تقدمت العالم في مجال الذكاء الاصطناعي، واسرائيل قد صارت من الاقتصادات العشر العظمى. العالم حتما سيتغير ونحن سنتغير ولكن ياتري الي اين؟. الاستعداد للمستقبل يتطلب الاتي : 1/ تحديد الاولويات والاتفاق عليها واهمها بناء نظام ديمقراطى رئاسي مستدام مقتبس من النظام الامريكي به مجلسين. اقترح قيام مجلس جديد كمجلس السينت Senate يكون التمثيل فيه بالتساوي من اقاليم السودان الخمس القديمة يقوم بمهام مختلفة كان اولي ان تقوم بها النخبة بعد الاستقلال مباشرة وفشلت فيها واهمها تثبيت النظام الديمقراطي في التربة السودانية عن طريق غرس وتعهد ثقافة التغيير عبر صندوق الاقتراع في التربة السودانية ( وهذه في ذاتها غرس لثقافة السلام وحفظ حرمة النفس فلا قتال حول السلطة ) وثانيا غرس وتعهد ثقافة الحلم وتقديم التنازل Power of compromise في التربة السودانية وهذه القيمة مهمة جدا للبناء والتوصل لنتائج ايجابية عند التفاوض وي ايضا علاج لحالات عدم القدرة علي الصبر علي النظام الديمقراطى والفترات الديمقراطية وفوز الاخر بالانتخابات وكذلك ثقافة الحلم وهي من هدي الدين ضرورية لتجاوز الضغا7ن وبناء المجتمع المعافي سليم الصدر ، وثالثا الحسم والبت في القضايا المصيرية والاختلافية الكبري ، ورابعا تثبيت ورعاية الوحدة وغيرها من المهام التي يتفق عليها. النظام الرئاسي يتيح للحزب الحاكم الفرصة كاملة لتطبيق رؤيته فاما نجاحا او قصورا يتحمل نتائجه كاملة عند الانتخابات القادمة. هذا النظام الرئاسي حقق نجاحا في عدد من الدول واخيرا تركيا انحازت اليه. كل هذه المهام التي توكل لهذا المجلس يحبها الله ورسوله فلا شك انها مباركة فالسلام والوحدة و التعاون والبر امور محمودة حثت عليها الاديان جميعها. هذا النظام الذي اقترحناه في الرؤية للعام 2050 كالقمر الصناعي يدور في مدار ثابت يصلح نفسه بنفسه بصورة متحضرة عن طريق قوة التغيير عبر الاقتراع وقوة التغيير عبر التنازل او هو كالقاطرة التي تسير دوما للامام ولكن لكي يصل القمر الي مداره الثابت يحتاج الي صاروخ ومنصة اطلاق وكذلك القاطرة تحتاج الي من يضعها في المسار او التراك لذلك الحاجة ماسة لفترة انتقالية مدتها ست او سبع سنوات تقوم بهندسة هذا النظام وتطوير هذه الرؤية لتحقق الامل المنشود بفضل من الله وعونه وصدق مع الله والناس واخلاص الدعاء. وفي الختام ، امتلاك ثروات طبيعية والحديث عن السودان دولة غنية بالثروات لاتعنى ولاتقدم ولاتضمن شيئا وقد مللنا هذه التعابير والخطب لان المكون الاساس للتقدم في عالم اليوم هو التوظيف الاستراتيجى لما تملكه بغض النظر عن طبيعة ماتملكه ، فبدون الرؤي والاستراتيجيات والعمل الجماعي بعيدا عن الاختلافات السياسية والعرقية والدينية فان الثروات لاتعنى سوي صفر كبير.انظر لليابان وسنغافورة وغيرها . لذلك علينا جميعا الالتفاف حول رؤية موحدة للسودان العام 2050 والعمل معا لتكون واقعا ملموسا بلا استثناء لاحد فالعائد منها مجزى باذن الله لنا ان بلغنا العام 2050ولابنائنا وبناتنا والاجيال القادمة. ابناءنا وبناتنا يستحقون عالما افضل ، وطن يتمتعون فيه بالحرية والكرامة والتعليم والخدمات الصحية الراقية التي تضاهى الدول العظمي وطن يوفر لهم الفرص للانتاج والمنافسة الشريفة والتفوق في السوق العالمي. م/شريف محمد شريف ولاية ميريلاند عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.