عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته. (1) المصائب او الكوارث فى السودان.لا تأتى خبط عشواء.ولا تأتى فجأة.انها تأنى ولها دلائل ومقدمات وإشارات..وتنبيهات.ولكن من يتعظ.ومن يأخذ الامور على محل الجد.ويبدأ فى التخطيط الصحيح والسليم.ليس فقط لتفادى الوقوع فى المصيبة او الكارثة.وانما لاخذ الاحتياطات اللازمة.والعمل على تقليص الاثار السالبة والمتوقعة. (2) ولكن وبرغم أن الحكومة تزعم أنه لديها اساطين فى مجال التخطيط الاتسراتيجى..والذى يجب ان يتبعه بيان بالعمل.ولكن كل تخطيطهم الاستراتيجيى هو نظريات ودراسات توضع.وتقارير ترفع.وإجتماعات تعقد وتنفض.ثم يتم (التحفظ)على تلك التوصيات والتوجيهات فى مكان فى درجة حرارة غرف المعنيين بتنفيذ ماجاء من دراسات وتوصيات وتوجيهات. تلك الغرف الباردة مثل برودة ردود أفعالهم. (3) والحادثة المفجعة والتى وقعت فى منطفة كبنة فى محلية البحيرة بولاية نهر النيل.لم تأت من فراغ.ولم تأت دون مقدمات.او تحذيرات.فقد صرح رب الاسرة الذى فقد خمسة من بناته فى هذا الحادث الجلل.انهم ناشدوا الجهات الاتحادية والولائية. على تشيد مدرسة لهم بدلاً من عبور البحيرة يومياً.ولكن مناشدتهم ضاعت هباءاً منثوراً.ولم تلق الجهات الحكومية بالا لها.حتى وقعت المصيبة.وحلت الكارثة. وإستيقطت الحكومة الاتحادية والولائية.على صراخ وعويل وبكاء الناس على موت 23تلميذا وطالباً. (4) واحد التلاميذ الناجين من الغرق بفضل الله وعنايته.وقف امام كاميرات الفضائيات ليحكى مباشرة دون مونتاج او رتوش.يحكى تفاصيل الفاجعة .فيقول انه فقد أخ وأخت له.وفقد الزملاء والاصدقاء ورفقاء الدراسة.فى غمضة عين.ثم العبرة والغصة تملاُ حقله.والدموع تطفر من عيونه.يقول لمن له عين تبصر وأذن تسمع وقلب يعى وضمير صاحى.يقول ( مابقدر أكمل .لان القصة حزينة) (5) وأيها الطالب النجيب والناجى من تلك الفاجعة.ان قصتكم وقصة غرق اخوتك واصدقاءك وزملاءك .ليست قصة حزينة فقط.بل هى الحزن يمشى على ساقين سليمتين.بل كم من القصص الحزينة التى يتعرض لها المواطن والوطن يومياً؟وكم من الارواح الطاهرة نفقدها يومياً ضحية الاهمال وسؤ التدبير والتخطيط والتنفيذ؟كم من الانفس تذهب يوميا الى ربها والقائمون على الامر لا يلقون لها بالاً ولا يهتمون بها.ولا يقيفون دقيقة حداداً على وصل اليه الحال.وكل منهم فى وادى الغى يمرحون؟ ولا يبالون على اى جنب سيكون مصرع القادمين الجدد من الضحايا! (6) ومهما كانت الاسباب الحقيقة لتلك الفاجعة.فعلينا أن نتناساها.بل لا نتقرب منها.حتى لا نسبب الازعاج الجسيم لاولئك المسؤولين.الذين أرى أنهم لا يحبون الحقيقة ابداً.لانها مُرة.مرة.ولو تم تحليتها (بجوال سكر)فمثلا ماذا يعنى ان يعلن والى نهر النيل السيد الوسيلة السمانى مسؤوليته عن كل ماجرى؟وإن صمته او حديثه. لن يغير من الحقيقة شيئا.وسعادة اللواء يعلم ان لا فائدة لحضور الجنود القادمون بعد انتهاء المعركة..وبعد نصب سراديق العزاء.وبعد ان جرت الدموع (صباب).أيها الناس البركة فيكم.وإتحزموا للكوراث والمصائب القادمة.فكل ماهو أت آت..