عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته. سلام يا .. وطن
*فى كتابه الموسوم (الدولة الوطنية ) كتب المفكر نعوم تشومسكي قائلاً : ماأنجزته الشعوب من قواسم مشتركة فى العيش المشترك من انتصارات وهزائم .وفى ظل الذكرى الثانية وعشرون بعد المائة من الهزيمة الكبرى التى منيت بها جيوش المهدية والتى يمكن ان نطلق عليها اسم مجزرة كرري والتى مات فيها يوم 2/سبتمبر 1898خمسين الف مواطن سوداني من بينهم عشرون الفاً من الجرحى اعدمهم كتشنر بدم بارد وهذه من اكبر المجاذر البشرية والجرائم الاستعمارية في عهد التكالب على افريقيا وثرواتها وانسانها، ثم استبيحت امدرمان لمدة ثلاثة ايام جرى فيها نهب الاسواق واغتصاب النساء ودمار المدينة ،مرت كل هذه السنوات والتاريخ ينزف بهذه الأحداث الجسام وارواح الشهداء لازالت عالقة فى جبال كرري والمرخيات تطالب بالانصاف ولم تجد له من سبيل . *وكتبنا فى سبتمبر من العام 1980 فى ذات الذكرى الحزينة ونحن ننعى النشيد الذى يقول :كرري تحدث عن رجال كالأسود الضارية ، خاضوا اللهيب وشتتوا كتل الغزاة الباغية ، مالان فرسان لنا بل فرّجمع الطاغية ،بأن هذه اكذوبة كبرى عملت على تشويه الوعي القومي وتغبيش هذا الوعي بعدم صدقية تصوير الحدث ، فقد كانت كرري ملحمة بطولية وشجاعة ليست لها مثيل ولكنها لم تشتت كتل الغزاة الباغية ولافرجمع الطاغية ، فى حديث الاثنين البدعة الجديدة التى ابتدعها سيادة الامام الصادق المهدي التي يبرر بها بقاؤه بالخارج بعيدا عن المواجهة اللصيقة للانقاذ ، ولتكملة الدور المشبوه الذي بدأه عندما قام باختطاف اعلان باريس وتصفيته خطوة خطوة حتى وصل به الى ان يرأس نداء السودان بعد ان انتهت مهمته فى زرع الفتنة بين أطراف معارضة الخارج ، والتى تعاني أصلاً من تناقضات عاصفة . *وهاهو يحدثنا عبر رسالته عن القمة الافريقية الصينية التى تعقد حالياً فى بكين ، وأبرز مافي العلاقات الصينية الافريقية ان الامام قد أغفل الميزة التفضيلية فى المنح والقروض الصينية والتى تختلف عن قروض صندوق النقد الدولي والبنك الدولي والقروض الغربية الثنائية والتى فى ظاهرها قروض وفى باطنها صناعة التبعية السياسية ، مماقفز بالصين لأن تكون الشريك التجاري الأول لأفريقيا وأكبر المانحين للمساعدات غير المشروطة والتى بلغت مائتي مليار دولار ، فى حين أن اميركا وبريطانيا وفرنسا والمانيا مجتمعين لم يصلوا لهذا المبلغ ، فى ظل الحرب التجارية بين الغرب والصين والامام الصادق يرتضي ان يكون بوقاً للغرب محذراً الصين من التعامل مع الأقلية المسلمة فى احد الاقاليم الصينية ، وياللعجب أما كان الأهم ان يطالب سيادته بريطانيا بالاعتذار ورد الاعتبار وان يقوم بجولة مكوكية فى محكمةحقوق الانسان الاوربية والمطالبة بتعويض الضحايا كما فعلت ايطاليا فى ليبيا بتعويض ضحايا الاحتلال الايطالي فى ليبيا ، مما يؤسف له ان كل الوان الطيف السياسي تشارك الامام هذا الجهل الفاضح بأبسط قواعد بناء الوطنية السودانية فان البسطاء فى كرري الذين دافعوا عن العقيدة والارض قد كانوا اكثر وعياً وجرأة وارادة من النخب السياسية الحاكمة والمعارضة ، المجد والخلود لشهدائنا فى كل العهود .. وسلام يااااااااوطن.. سلام يا السودان الارض التي ضمت في المباني جل القيم والمعانيو سيبقي هو الارض التي تلتقي فيها اسباب الارض باسباب السماء،وان انكر ذلك المنكرون والخائرون والخائفون والديمقراطيون الكذبة.. وسلام يا..