لم يكن هذا اليوم مستبعدا أبداً في أن يخرج الشعب السوداني في مدن السودان المختلفة للشوارع محتجين، بهذه القوة والعزيمة، على سوء إدارة الدولة للشأن العام. بل وفساد حكامها الذين أفقروا الناس حتى أضحوا يقضون نهارهم بحثا عن رغيف الخبز وأبسط متطلبات الحياة من وقود و دواء وخلافه. بل وصل الفساد وسوء الإدارة الى اعتداء الحكومة على البنك المركزي والعملة المحلية التي استسهلوا طباعتها لتغطية عجزهم حتى بقيت تفقد قيمتها يوميا أمام الدولار بمتوالية هندسية. بل حجزوا أموال الناس في خزائن البنوك الخاوية بدعوى انعدام السيولة! وفوق هذا اكتنزوا هم الأموال وهربوها بالعملة الصعبة لبنوك العالم لتجني لهم ارباحا مضمونة. العلاقة بين الحكومة والمحكومين، في صحيحها، هي علاقة تعاقدية بين مُخدِّم (الشعب) وخادم (الحكومة). يتم فيها اختيار الخادم طوعاً بعقد يتقاضى بموجبه أجرا معلوما مقابل عمل ينجزه. وها قد تحول الخادم الذي فرض نفسه وحزبه فرضا بالقوة الى لص يعتدي على أموال الناس ويخرب اقتصاد بلدهم نهارا جهارا بل ويسترخص عرضهم وأرواحهم اذا عنّ لهم سؤاله عن سوء أفعاله. فأي خادم يجرؤ على فعل هذا إن لم يكن مستهينا بسيده (تقرأ الشعب) مستخفاً به. وهذا لا يحتاج الى دليل فما يجري في الشارع الآن من قتل وترويع يتحدث عن نفسه. لقد قال الشعب كلمته. فاسمعوا وأعوا يا هؤلا. ولا يغرنكم بهم الغرور. فمواصلة ضرب الأبرياء بالذحيرة الحية هو توسيع فقط للحفرة التي حفرتموها لأنفسكم بسوابقكم في رمضان 1990م ووأد الضباط الأبرياء ودارفور والنيل الأزرق والجبال والعيلفون وسبتمبر 2013م وغيرها. المسئولية التاريخية تحتم على الحكومة الآن تسليم الراية للشعب فورا ممثلا في قواه السياسية الحيّة بقيادة النداء الثوري الماثل الآن أمامنا. والذي يمكن تحويله لمؤتمر سياسي جامع لكل أهل السودان من خلال أطروحة "نداء السودان" السياسية. وها قد بدأت ارهاصات التقارب بين (قوى الاجماع) و(نداء السودان)قاطعة الطريق على دعاة التفرقة والتشتت. فليجتمع الشمل الثوري السياسي في وحدة واحدة جديدة سموها "نداء الإجماع السوداني". وهيا للعمل فأمامكم مسئولية تاريخية تنوء بحملها الجبال. وأعلموا أن وحدتكم هي السلاح الذي لا يمكن هزيمته مهما بلغ عسف الحكومة. وابشروا بالخير.. \عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.