فى ظل استمرار الثورة الشعبية فى مدن السودان وأقاليمه المختلفة ضد النظام الحاكم ،و التى دخلت أسبوعها الرابع ؛ يمكن القول، أن حصاد زرعها بات مسألة وقت ، قد يطول أمده أو يتقاصر ،وهو أمر لايمكن حسابه رياضيا،ً بل يعتمد على مقدار التراكم ..ولذلك فإن أى محاولة فى الوقت الراهن للإحتماء بالجيش من قبل البشير عبر انقلاب عسكري آخر، كما صرح بذلك قبل أيام ،سواء كان على سدته هو ،أو عبر تسليم السلطة لغيره ، وتنفيذ ذلك دون رغبة الشعب؛ لن تجدى فتيلا، وستكون مجرد قفزة بهلوانية و عبثية إلى المجهول، جالبة لمردود مضاد، إذ سينفخ هذا الفعل فى جمر الشارع ويزيد من اشتعاله..لأسبابٍ ثلاثة.. الأول : لأنه بذلك سيجبر قدراً لايستهان به من الإسلامويين ، المؤيدين له والناقمين عليه ،للانضمام إلى الثوار ،كسبيل وحيد لبقائهم، ولتجيير الثورة وتوجيهها لصالحهم ،وربما أدى الأمر كذلك إلى الدخول فى مواجهة مباشرة ومسلحة بين الجيش وكتائب الإسلامويين التى قال بها السيد/ على عثمان محمد طه وأكدها أخوه فى التنظيم السيد/ الفاتح عزالدين . والثانى : أن البشير وضع نفسه - أو حشره الإسلامويون - كمسببٍ منفردٍ للعزلة الدولية، مما يعجل بدواعى التخلص منه، ولو (سراً )، طالما توفر البديل القادر على التماهى مع رغبات الإسلامويين وبإمكانه تنفيذ بنود الأجندة الدولية . ثالثة الأثافى : تهمة الفساد ...الذى كان هو الفاعل الأساس بجانب الضائقة المعيشية فى تحريك (الشارع وعامة المواطنين)، لم يسلم منها المشير وبعض من أفراد عائلته، الشئ الذى سيضعف التفاعل والتعاطف مع أى تغيير عسكرى يكون من خلفه المشير ، لأن الغرض الحقيقى سيكون : رغبته فى تأمين نفسه والمقربين، وليس بدافع الصالح الوطنى أو حقناً للدماء. (2) أى حراك مضاد للثورة سيقوم به المشير عبر الجيش لن يعدو كونه أنشوطة إضافية تُلف حول عنقه. ..الحل الوحيد الذى يجب أن يكون ماثلاً أمام ناظريه، ولإيجاد نهاية مشرفة ولو جزئياً ، يكمن فى اعتقال قيادات الإسلامويين المؤثرين فى كل القطاعات، وتجفيف المليشيات الموازية للقوات النظامية ،وسحب أسلحتها وامتيازاتها مع تحجيم دور جهاز الأمن والمخابرات ، ثم إعادة المخلصين غير المنتمين إلى تنظيمه لتولى قيادة الجيش والشرطة ،تمهيداً للحكومة الانتقالية، ومن ثمّ التنحى، كيما يحظى على الأقل فى وطنه بمحاكمة عادلة. علماً بأن أول تهمة ستنسب إليه - أى البشير- فى التحقيقات ثم المحاكمة هى ( تقويض النظام الدستورى).. وهى التهمة المعاقب عليها بالإعدام. ..فإن نجت عنقه منها لتخطيه سن السبعين، فإن العقوبة فى جرائم القتل العمد والتحريض عليه، وهى الإعدام قصاصاً ،ستشمله دون النظر إلى سنوات عمره.ثمة من سيرونه حلاً خيالياً ...لكن. .منذ متى خلت السياسة السودانية من الأعاجيب ؟! (3) القول عاليه فيما يخص المشير ، ولكن، وبذات القدر ، إن فكر الإسلامويون باللجوء إلى المؤسسة العسكرية، بغرض التخلص من المشير، فإن ذلك أيضاً لن يلقى نجاحاً..فهم – أى الإسلامويين- ليسوا على قلب رجلٍ واحد ، كما أن مفاتيح اللعبة بأيادٍ متعددة، داخلية وخارجية ، أضف إلى ذلك، فإن رغبة المشير فى تدميرهم ،عبر قوات جهاز الأمن والدعم السريع ومن سيوالونه من أبناء القوات المسلحة ،ستكون أقوى من رغبتهم فى التخلص منه عبر المليشيات المضادة ، وربما يلقى دعماً خارجياً ..مما سيحيل المسألة الى حرب أهلية. (4) ورطة الإسلامويين لاتقل عن البشير، وتتساوى للطرفين فرصة الخروج من الباب الخلفى . فقد باتت الغالبية العظمى منهم على قناعةٍ تامة، بفشل مشروعهم، وفساد فكرتهم ،وتلف بضاعتهم، وإن لم يصرحوا بذلك، بمظنة التنكيل والانتقام الذى سيواجهونه أن أقروا وناصروا التغيير ، وهو ظن كذوب ،وخشية لا أساس لها ، لأنه لا يوجد من يرغب فى إقصائهم من المشهد السياسى حال عودة الديمقراطية، ولن يتم ما كان سبباً من قبل فى وأد العملية السياسية الديمقراطية، بسن تشريع يحظر انشاء وتأسيس حزب على أساس عقائدى ...فما سيتم وقتها لن يزيد عن محاكماتٍ عادلةٍ للأفراد، وليس لفكرٍ أو تنظيم، وكلٌّ بما اقترفت يداه..فمن ثبت عليه جرم سيلقى جزاءه بالقانون ،سجناً واعداماً ومصادرة ،ومن برأت ذمته وخلت يده من الدماء وانتهاك الحقوق ؛سيعيش كأى مواطنٍ حرٍ، يتمتع بحقوقه ويؤدى واجباته ويساهم فى العمل السياسى . وبالتالى، فإن من يخشى منهم التغيير ومآلاته؛ لهو من أوغل فى الفساد، وتخضبت أصابعه بدماء الأبرياء. ..ولو كنت مكان الإسلامويين لرحبت بالتغيير والمحاكمات العادلة، استعداداً لبداية جديدة ،وفق الأسس الديمقراطية والمبادئ الدستورية ، التى تساعدهم على البقاء ، واستبعاد المنبوذين والمجرمين من صفوفهم. .ولتقل الديمقراطية يومئذٍ قولها . فهل يمكن للقتيلة أن تسمع - ولأول مرة - نداء الصائحة؟ ! (5) الثورة مستمرة وتتدحرج كما كرة الثلج،ولن يقف القطار لالتقاط من يتأخر عن مواعيد الصافرة النهائية، كما لن يترجى الثوار أحدا أو ينتظروا منه منحة، فقد كشفوا صدورهم للموت..ومن يقبل على الموت بصدره يجعل الدنيا وحساباتها خلف ظهره. وفى كل الحالات، النظام إلى زوال، وإن طال الأمد...المشير والاسلامويون - بكل طوائفهم - هم من سيقرروا (كيفية) النهاية، وليست النهاية نفسها ، التى باتت الآن بيد الشعب ...كل الشعب .فهل سيختار المشير القتال حتى الرمق الأخير ليكون زواله عن طريق الثورة أو بيد بنى تنظيمه. ...أم ستتقمصه روح شمسون لنسف المعبد على نفسه و الحركة الإسلامية؟! محمود ،،،،،، Mahmoud Elsheikh عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته. ////////////////