هذا الخطاب لكل من يتحدث باسم التيار الإسلامي ولكل من كان في يوم من الأيام جزء من هذه السلطة إذا كان المؤتمر الشعبي أو سائحون أو جماعة غازي أو غيرهم من الموجودين على الرصيف، يشاهد الجميع الآن تردي السلطة إلى مستنقع لا أخلاقي انتهكت من خلاله كل الأعراف والقيم الأرضية والسماوية، وكل ذلك ولازالت السلطة تتحدث باسمكم واسم الدين الإسلامي رغم كل ما ترونه أمام أعينكم وآخرها الشهيد الأستاذ احمد الخير الذي هو جزء منكم ينادي بما تنادون به، فإذا كان ما تقوم به السلطة وما تفعله هو الإسلام الذي تنادون به فواصلوا في صمتكم هذا أما إذا عرفتم كما أدركنا انه مجرد مطية للوصول إلى السلطة والتحكم برقاب الناس فانتم أولى من شباب الثورة في الخروج على هذا الديكتاتور وعدم تركه يتلاعب بالدين وبأرواح الأبرياء، فانتم من نفختم فيه حتى صار إله على الأرض لا يريكم إلا ما يرى، فالثورة إلى الآن لم تعمل على إقصاء فكر أو شخص ولكنها أشارت فقط إلى ما هو واجب فقط في الحكم وهو العدل والعدالة الاجتماعية والكرامة الإنسانية لكل إنسان سوداني، وهي ليست ضد ايدولوجيا محددة ولكنها ضد الاستعلاء والإقصاء والوصاية. ولكن إذا استمر تيار الإسلام السياسي في السكوت ودعمه لهذا النظام فليتأكد انه سيذهب معه إلى مزبلة التاريخ فلا خيار وسط. وهذا نصح ونتمنى ان تستبينوا النصح قبل ضحى الغد. وعلى شباب تيار الإسلام السياسي الذين في الشارع مع الثوار أو مع الثورة عموما ان يضغطوا على قياداتهم ليتخذوا مواقف حقيقة ضد شلة الحرامية والانتهازيين الذين تلاعبوا بالدين والوطن حتى نسقطهم عن آخرهم، ونبدأ في بناء دولة السودان التي ننشدها جميعا، فنحن مع الحوار الفكري لمصلحة كل السودانيين وكذلك مع حق كل سوداني ان ينتمي للفكر الذي يراه دون إقصاء أو تمييز. ولكن ترك هذا النظام الذي لا يزال يدعي انه يمثل الحركة الإسلامية وكل تيار الإسلام السياسي يبطش بكل الشعب السوداني ويواجهه الشعب منفردا دون دعم من قيادات الحركة الإسلامية لن يمثل ذلك سوى إدانة لكل الحركة الإسلامية وتيار الإسلام السوداني، ولن نستحضر مفهوم الإسلام السياسي دون ان نلحقه بهذه السلطة الغادرة التي تجاوزت القيم الحيوانية ناهيك عن القيم الإنسانية. إلى كل من في القوات النظامية: ان طغيان من هو في قيادة السلطة قد تجاوز كل الحدود العرفية والأخلاقية والدينية، وحتى يبقي على قيادة الدولة بالقوة وليس كما يدعي بالدستور أو القانون عمل على فتح الباب واسعا لكم لأجل إخماد هذه الثورة، فتغاضي عن كل جرم وقتل أو إفراط في استخدام القوة ضد المسيرات السلمية، وشجعكم أكثر عندما قام بتقييد كل حالات القتل والإفراط في استخدام القوة ضد مجهول حتى تستمروا في دعمه وتثبيت أركان دولته المنهارة، ولكن علينا ان نبين لكم حتى نبرئ أنفسنا فالمستقبل أمام أعيننا حتى ولو كنتم لا ترونه بوهم سادتكم الكاذبون، فهذه الثورة قد استفادت من كل أخطاء الثورات السابقة ضد نظام القهر والجوع، فلها قيادة واعية بأهدافها ولها شباب يسعون بكل جهد من اجل دولة يفتخرون بها وليس دولة الهبات والمنح وسؤال الناس، وباستمرار ينتمي إليها في كل صباح الكثير من الجموع من القرى والفرقان إلى المدن، واستطاعت ان تخترق فزاعة النظام الداعية إلى الفرقة والشتات التي دعمت القبلية كثيرا ضد وحدة السودان، استطاع هؤلاء الشباب ان يعيدوا توحيد جميع السودانيين تحت راية السودان فقط فالقبيلة هي جزء والوطن هو الكل، ولن نقول هي في طريقها إلى النجاح فقد نجحت تماما عندما جعلت الحلم بوطن الحرية والكرامة الإنسانية قاب قوسين أو ادني، ونجحت عندما تركت للسلطة طريق القتل والإرهاب فقط من اجل إسكاتهم، ولكن نقول ما بقى للثورة إلا ان تكتمل بإزالة هذا الديكتاتور الجاثم على صدر الشعب السوداني طوال 30 عاما لا يتعلم شيئا بل نسى ابسط القيم السودانية. فإلى كل القوات النظامية لا يغرنكم تشجيع النظام لكم وتغاضي الطرف عنكم فالحساب قادم لا محالة، فكل الناس تسجل ما تفعلونه ومن بينكم من يوثق لجرائمكم ليبرى نفسه، ولن يشفع لكم يومئذ قولكم في الحياة انها الأوامر كما لا يشفع لكم ذلك في الآخرة (وَقَالُوا رَبَّنَا إِنَّا أَطَعْنَا سَادَتَنَا وَكُبَرَاءَنَا فَأَضَلُّونَا السَّبِيلَا (67)). فسادتكم هؤلاء هم الشيطان بذات نفسه وأضل سبيلا، فارجعوا البصر كرتين وفكروا في أبناءكم وأسركم ولا يغرنكم ما انتم فيه الآن. شهداء الثورة في عليائهم: وشهداء الثورة السودانية ليس فقط شهداء ثورة ديسمبر ولكن كل شهداء الوطن منذ مجيء دولة الحركة الإسلامية قبل 30 عاما شمالا وجنوبا وشرقا وغربا ووسطا، أولئك الشهداء لا يوازى بشاعة مقتلهم إلا إدراكنا نبل أخلاقهم وصدق مواقفهم بانتمائهم لهذا الوطن وسعيهم إلى دولة العدالة والكرامة الإنسانية، ورفضهم الظلم ودفاعهم عن الحق. هم بوصلة الثورة في السعي إلى العدل وليس السعي إلى الثار رغم ما يعترى النفس من الم نتيجة لبشاعة جرائم النظام، وعلى الثورة ان تجعلهم نصب أعينها، والاقتصاص لهم يكون بتحقيق أمنيتهم بإقامة وطن بشموخ أهله وعزتهم، فهذا هو الاقتصاص الحقيقي ثم يأتي بعد ذلك القصاص الفرعي ضد من أزهقوا أرواحهم. شباب الثورة: ان دماء الشباب الحارة وكذلك مقتهم لكل ما يحدث لهم من قبل مليشيات النظام، جعلتهم يحاولون استعجال الثورة اليوم قبل الغد حتى ولو كان في ذلك مقتلهم، ولكن عليهم الصبر على الثورة، فهي تعمل ضد مفاهيم عشعشت كثيرا في رؤوس من هم في السلطة من استعلاء وإقصاء وتجبر، وكذلك تكسب رويدا رويدا المزيد من الذين كانوا مع النظام، وتأكدوا تماما انهم شباب مثلكم يتألمون لما يرونه يوميا بل قدموا اثنين من قياداتهم للنظام حتى يتأكد الجميع ان للتجمع قيادة شبابية حقيقية، ويمكنهم الآن إذا أرادوا ان يدعوا كل الشباب الثوري للقدوم للخرطوم وعمل تحرك شامل وكلنا ندرك أنهم لن يتخاذلوا، ولكن ذلك سيقود إلى الكثير من الدماء التي يحاول التجمع المهني تفاديها، فإذا تخاذل الجيش إلى الآن فهنالك التحركات الدولية والمبادرات الحزبية التي لازال التجمع يمنحها الفرص مرة بعد أخرى، فهؤلاء الشباب ليس بعيدين عن مخاوفكم وهواجسكم ولكنهم في ذات الوقت شباب واعيين جدا لكل خطوة يخطونها. عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.