* أول آيات خطاب البشير كان كفرا إسمه حالة الطوارئ.. و به أطاح بالحريات التي من الممكن أن تمهد للحوار بين الفرقاء و الأخذ و الرد بحرية تامة، في بيئة صديقة.. * و خطاب البشير يؤكد أنه لم يستوعب مطلوبات الشعب السوداني عند قيامه بثورة ديسمبر المباركة.. و ذلك حين قال:"لا بديل للحوار الا الحوار".. * قلت في نفسي: غريبة! إما أن تكون ذاكرة هذا البشير ضعيفة مثل ذاكرة الذبابة و إما أنه يرى أن ذاكرة الشعب السوداني هي الضعيفة.. * لكن التعليقات الساخرة من المشاهدين المتحلقين حول شاشات التلفزيون أكدت لي أن الشعب السوداني ذكي جداً.. و أن مشكلة ضعف الذاكرة ليست مشكلته بل مشكلة البشير المستدامة.. * كانت السخرية تتصاعد من أفواه المتحلقين حول التلفزيون كلما مضى البشير بعيداً في تحليله للأوضاع الحالية و ما سوف تكون عليه الأحوال في المستقبل.. و كلما اشتط في مغازلته للشعب عامة و للشباب تحديداً.. * و شن البشير هجوما شرسا على من يطالبون بإقصاء (الآخرين).. و ما الآخرون سوى (الكيزان).. و ذاكرة الذبابة دفعته إلى نسيان أنه و قومه أكبر الإقصائيين و هم صناع منهج ( التمكين) اللعين الذي طرد الكفاءات السودانية و قطع دابر القادرين على رقعة البلاد و العباد.. نسي البشير.. نسي.. * إنها ذاكرة الذبابة، و أيم الله.. إنها ذاكرة الذبابة! * إن غالبية الثوار، و فيهم من (الكيزان) عدد غير يسير، يعارضون الإقصاء أيا كان شكله.. و يتمسكون بالحرية والعدالة و السلام.. و ما العدالة سوى ترك الباب على مصراعيه للكفاءات من شتى المشارب السياسية و الإجتماعية.. * و نتساءل عن ما يعنيه حديث البشير عن تكوين حكومة كفاءات للفترة المقبل كفاءات يحددها هو.. و نتساءل عن معيار الكفاءة عنده و هو رجل غير كفء.. و غير جدير بتقدير مدى كفاءة الأكفاء.. * و يكمن خبث خبيث في دعوة البشير للبرلمان لتأجيل مناقشة التعديلات الدستورية، تأجيل المناقشة قال، و لم يقل ( إلغاء) المناقشة.. أي أن التعديل سوف يتم بعد أن تهدأ الثورة.. و سوف يترشح البشير فى إنتخابات 2020.. * و ذاكرة الذباب دعته إلى اتهام أحزاب المعارضة بركوب قطار الثورة ثم أتى و دعاها للحوار.. و ادعى أن نسبة كبيرة من مخرجات حوار (الوثبة المزعومة) قد تم إنجازها.. * مع من كانت تتحدث ذاكرة الذبابة هذه؟ و إلى من كانت الرسالة موجهة يا ترى؟ * لا زال صوت البشير في أذهاننا منذ أواخر مارس 2014 و هو يقول: " يا جماعه..فى ناس افتكرو انو هدف الحوار ان الانقاذ تفكك نفسها.والمؤتمر الوطنى يمشى زى ما مشى قبلو الاتحاد الاشتراكى! ويرجّع الحكم للاحزاب! من يفتكر انو دا حيحصل فهو واااهم..الكلام دا ما حيحصل ومن يظن مجرّد الظن فهوآثم!....".. * و قال يومها أن الهدف من الحوار هو "الاسترداف..." * لقد نجح في استرداف أحزاب الفكة في حوار القاعة قبل أعوام، و اليوم يريد أن يستردف المعارضين الحقيقيين بخطابه (المركوب) * لقد أخطأ البشير العنوان! عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.