قرّر السودان مساء الخميس "إغلاق" مكتب قناة الجزيرة القطرية بالخرطوم، وفق ما أعلنت الشبكة على موقعها الإلكتروني، موضحة أن القرار اتخذ من جانب المجلس العسكري الانتقالي. وقالت الشبكة التي تبث بانتظام صورا لتظاهرات ضد الجيش السوداني، إن "أجهزة الأمن السودانية أبلغت مدير مكتب الجزيرة بقرار المجلس العسكري الانتقالي إغلاق مكتب شبكة الجزيرة في الخرطوم". وجاء هذا القرار وسط تواصل المظاهرات لا سيما بعد إطلاق قادة الاحتجاج دعوات إلى تظاهرة كبرى لمطالبة العسكريين بنقل السلطة إلى المدنيين، وشاركت وأشارت الجزيرة إلى أن القرار يشمل أيضا "سحب تراخيص العمل لمراسلي وموظفي شبكة الجزيرة اعتبارا من الآن". كما لفتت الشبكة إلى أن أجهزة الأمن السودانية "لم تُسلم مدير مكتب الجزيرة أي قرار مكتوب" بهذا الشأن. ومنذ 6 نيسان/أبريل، بدأ اعتصام أمام مقر القيادة العامة للجيش استمرارا للحركة الاحتجاجية التي انطلقت في كانون الأول/ديسمبر للمطالبة برحيل الرئيس عمر البشير الذي أطاح الجيش به. ويطالب المحتجون الآن برحيل القادة العسكريّين الذين تسلموا السلطة بعد البشير. وقال المسلمي الكباشي، مدير مكتب "الجزيرة"، لوكالة فرانس برس "مساء، حضر إلى مكتبنا ضباط من الاستخبارات العسكرية وجهاز الأمن والمخابرات وموظفون من الإعلام الخارجي، وأبلغونا بأن المجلس العسكري اتخذ قرارا بإغلاق مكتب شبكة الجزيرة وسحب ترخيصه". وتابع "والآن هم معنا، ونقوم بتسليمهم المعدات والمكتب". ويتهم عدد من الدول الإقليمية قناة الجزيرة ب"التدخل" في الشؤون الداخلية للدول العربية. كما تتهمها كل من الرياض وأبوظبي والقاهرة بدعم إسلاميين، خصوصا جماعة الإخوان المسلمين. وتوجه رئيس المجلس العسكري الانتقالي الحاكم في السودان الفريق أول عبد الفتاح البرهان الخميس إلى السعودية حيث يشارك في قمم تعقد هناك، وهو كان أجرى قبل ذلك زيارتين لكل من مصر والإمارات. "السلطة المدنية هي خيار الشعب" وهتفت مئات النساء من جميع الأعمار وقطاعات العمل "حرية وسلام وعدالة! السلطة المدنية هي خيار الشعب"، وقد حملن أعلام السودان ولافتات. وقالت هيام التاج وهي صحافية ثلاثينية شاركت بالتظاهرة لوكالة الأنباء السودانية "المرأة السودانية تطالب بالعديد من الحقوق، بما فيها العدالة والمساواة والديمقراطية والسُلطة المدنيّة والحكم الرشيد". وقالت ندى هاشم، وهي ربة منزل، لوكالة الأنباء الفرنسية "نريد وضعا مدنيا يضمن حقوقنا كنساء ويضمن حياة كريمة". وتأتي مسيرة الخميس غداة "إضراب عام" في مختلف القطاعات في جميع أنحاء البلاد. وكان الاحتجاج الشعبي الذي يهز السودان منذ أكثر من خمسة أشهر، اندلع بعد قرار بمضاعفة سعر الخبز ثلاث مرات وسط ركود اقتصادي وذلك قبل أن يتحول سريعا إلى احتجاج سياسي ضد نظام عمر حسن البشير. ويدير المجلس العسكري مقربون من الرئيس المخلوع الذي يندد المحتجون بحصيلته الاقتصادية. فرانس24 / أ ف ب