يعلمنا التأريخُ أنه في حياة الأممِ هنالك أحداثٌ و ظروف مفصلية تشكل مستقبل الشعوب. كثيراً ما توفرت الظروف الملائمة والقيادة الرشيدة لتعبر الأمم إلي برِ الأمان ، التنمية المستدامة ومستقبل التغيير كما حدث عقب الثورة الأمريكية بحكمة و قيادة الأباءِالمؤسسون ، نضالُ الهندِ ضد المستعمر بقيادة غاندي ، وحكمةُ مانديلا عقب سقوط نظام الفصل العنصري في جنوب افريقيا. في الجانب الآخركثيراً ما ضاعت الفرص من بعض الأمم لغيابِ الرؤية الثاقبة ، العزيمة والإرادة لإحداث التغيير المنشود حتى طغت مظاهرُالفوضى . منذ ديسمبر الماضي انتظمت البلادُ ثورةً عارمةً ضد نظامِ الظلمِ والعدوان الذي أفسد الحياة السياسية ، الاجتماعية والاقتصادية فأوصل الوطن إلي شفا الانهيار بعد أن امتصّ كل خيرات البلاد ثم جعلها في أيدٍ معدودات تهيمن علي القرار ، السلطةِ والثروة فساد بينها الفساد والافساد بصورةٍ غير مسبوقة في تاريخ السودان الحديث. أفرزت الثورة المجيدة واقعاً جديداً غيّر الحياة السياسية والاجتماعية في السودان لغيرما رجعة : برزَ فيها دور الشبابِ بصورة أساسية ، ولعبت فيها المرأة السودانية أدواراً لا تخطئها العين ، وسما الحسُ الوطني كما لم يكن من قبل ، وتجّلت فيها القيّم السودانية الأصيلة كما الذهب : الشجاعةُ والبسالة ، القوة والصمود ، التكافلُ والتعاضد ، الكرمِ والسماحة ، الايثار والتضحية. كما تجلّت فيها صفات كامنة قوامها الالتزامُ و الابداع . ثار الثوارُ ضد الظلم والغبن وهم يحلمون بواقعٍ جديد أساسه : الحريةُ ، السلامُ والعدالة لوطنٍ يسع الجميع ، يتسامى فيه الناس فوق جراحات الماضي ويتساوى فيه الجميع أمام عدالة القانون ويجتمعُ فيه المواطنون تحت سقفِ المشاركة ، ويحاسبُ فيه المسؤولون بقسطاطِ المساءلة ، وينتمي فيه الناسُ للأرضِ والوطن لا العصبية والعقيدة السياسية . يحلمون بواقعٍ جديد حيث يبنون سودان الغدِ بالعمل الدؤوب ، والطاقات المتفجرة ، ونور العلمِ والبحث العلمي لا سيما أن البلاد تذخربشتى الموارد الطبيعية تعزِّزُها موارد بشرية هي بين الأفضل في المنطقة لم تجد من يوظفها التوظيف الصحيح حتى نرتقي لما نحن أهلٌ له. القائدُ الحكيم و العاقل هو من يستشعر هذه الأحداث ويزنها بميزان البصر والبصيرة حتى يضعها في النصابِ الصحيح من التاريخ ويتوجه بالوطن نحو الأمن والأمان ، الاستقرار والتنمية.في الجانب الآخر يبقى الخوف اللإرادي من تبعات ترك قيادة البلاد للمجهول لا سيما والبلاد تعج بكل مقومات الفوضى من مهددات أمنية وسياسية وتقاطعات إقليمية ودولية جلّها من تبعات النظام البائد الذي ظلّ يحاول أن يبقى في سدة الحكم على حساب الوطن والمواطن ,حتى إن أدى ذلك لدكّ حصون البلاد! Hamad Hadi عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.;