مثل يستخدم في بادية كردفان الغرة، لاسيما في مناطق المسيرية، بغرض تذكير الناس أن أحوال الحياة غير ثابتة. إن أجدبت حينا، ستخضر أحايين، والمواسم متعاقبة. ومرابع الفولة إن أصابها الجفاف في موسم الصيف ستخضر في وقت الرشاش والبقارة بجو . هذا المثل يفصح عن حالنا اليوم في السودان، بعد أن كشف المجلس العسكري الإنقلابي عن وجهه الحقيقي، وجه الخيانة والتآمر والتشبث بالسلطة، بعد أن فض الإعتصام بالقوة المفرطة التي راح من جراءها المئات بين شهيد ومصاب وجريح . ليس هذا فحسب بل مارس ضغوط وإغراءات تجاه بعض ضعاف النفوس بغرض شق الصف ، للأسف قد وقع البعض في الفخ . محالاوت الإلتفاف على ثورة الشعب التي يمارسها مجلس الخيانة والعمالة، ومن خلفه جوقة الخونة والإنتهازيين، الذين أنساهم شيطان المصالح، تذكر الحق، بل وإنحازوا للباطل إعتقاداً منهم إنه سوف يحقق لهم أمالهم وطموحاتهم المريضة . فات على هؤلاء أن الثورة ليست متوقفة على الأشخاص. الأشخاص يتساقطون لأسباب مختلفة، لكل فرد ظروفه الخاصة، لكن روح الثورة وشعاراتها وأهدافها تبقى هي البوصلة التي توجه دفة النضال. مضافاً إلى ذلك دماء الشهداء التي روت أرض الوطن وأصبحت وقوداً للثورة لا ينضب. الثورة صنعها الشعب ولم تأت هدية من أحد لا من المجلس العسكري الانقلابي أو الخونة والمرتشين الذين يتصدرون المشهد السياسي والاعلامي، في هذه المرحلة دون وجه حق، هؤلاء الانتهازيين والنفعيين الذين يحاولون سرقة تضحيات الشهداء، ويقتاتون من خلق الأزمات. هؤلاء سواء كانوا في المجلس العسكري الانقلابي، أو القوى السياسية الانتهازية التي تقف في صفه، يوحد بينهم حب الذات والمصلحة الخاصة، ولا شيء قبلها أو بعدها. أما الثورة التي يتشدقون بحمايتها فهذا إدعاء زائف يخفي خلفه الكثير من الدهاء والمكر للثورة والثوار . الثورة هي حصاد نضال الشعب منذ 19/12/2018، وما زالت مستمرة تعبيراً عن ارادته ووعيه وتطلعه وتصميمه لتحقيق أهدافها كاملة، على رأسها بناء الدولة المدنية المنشودة الحاضنة لكل ابناءها . نقول لهؤلاء الذين خانوا الثورة والثوار . الشعب أقوى والردة مستحيلة. ونكرر المثل "الفولة بتتملي والبقارة بجو." الطيب الزين عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.