تساءل الرويبضة (وتعني الرجل التافه في الشأن العام) الطيب مصطفى عن سابقة لجماعة ورثت النظام السابق مثل قوى الحرية والتغيير وأقصت "من تبغض أو من لا يروق لها من القوى والأحزاب السياسية السابقة سواء في السودان أو خارجه". وأقول له حدث هذا كثيراً. فما يزال الحزب النازي ممنوعاً من ممارسة نشاطه حيث حكم في المانيا بل وممنوع تداول كتاب مؤسسه هتلر "كفاحي". ولو التفت الطيب إلى فقه الإسلام في الظفر بالعدو الكافر مثل دولة الإنقاذ لما جرؤ على السؤال. ألم يسمع الرويبضة وصحبه بأم أذنهم "لا إله إلا الله الكيزان أعداء الله". فثورة ديسمبر بوجه من الوجوه ثورة دينية استنقذت الدين من البراثن المضرجة بالدم من كان مطيتهم للدنيا. ومتى توخى الطيب فقه الظفر النبوي وجد أن النبي صلى لله عليه وسلم، الذي أرخي جناح الرحمة لقريش بعد فتح مكة ب"أذهبوا فأنتم الطلقاء"، أهدر دم طائفة ممن آذوه والمسلمين والدعوة للإسلام. فسمى جماعة من أكابر هؤلاء المجرمين وأمر بقتلهم حتى لو وجدوا تحت أستار الكعبة. وكان منهم هبار بن الأسود الذي دفع زينب بنت الرسول حتى سقطت على صخرة فأجهضت. ومنهم عبد العزى بن خطل، وعبد الله بن أبي السرح، وعكرمة بن أبي جهل، والحارث بن نفيل بن وهب، ومقيس بن صبابة، وهبار بن الأسود، والحارث بين طلاطل الخزاعي، الحارث بن نفيل بن وهب، والشاعر كعب بن زهير، وهند بنت عتبة، وأرنب مولاة ابن خطل، وأم سعد، وقينتان لابن الأخطل كانتا تغنيان بهجوه صلى الله عليه وسلم، وسارة مولاة لبعض بني عبد المطلب وهي التي وجد معها كتاب حاطب ابن أبي بلتعة. وكان أغراها بحمل الكتاب إلى قريش الذي كشف فيه لهم أن النبي عليه أفضل الصلاة والسلام قد أعد جيشه لفتح مكة. فجعلته في رأسها ثم فتلت عليه قرون شعرها وخرجت به. وأدركها سيدنا علي ابن أبي طالب والزبير بن العوام ونزعا الكتاب منها. ونجا من هؤلاء عبد الله بن أبي السرح فشفّع فيه سيدنا عثمان بن عفان. وفر عكرمة إلى اليمن. وتشفع زهير لنفسه بمدح الرسول بعد تبغيض. فنجا. وأسلمت هند بنت عتبه. وفر هبار بن الأسود يوم مكة وعاد ليحسن إسلامه بعدها وكان سيدنا علي من قتل الحارث بن نفيل بن وهب. كما قتل الحارث بن طلاطل الخزاعي. أما من قتل مقيس بن صبابة فهو نميلة بن عبد الله. وقُتلت أم سعد وأرنبة مولاة ابن خطل. وربما كانتا القنيتين اللتين مر ذكرهما. أما من حق عليه القتل وهو متعلق بأستار الكعبة فهو ابن خطل. فنقل خبره رجل إلى رسول الله وسأله إن يقتله فأذن له. فكملت عدة القتلى ثمانية رجال وست نسوان في قول ابن إسحاق. من ترهات الرويبضة الطيب مصطفى بالذات من بين كتاب الثورة المضادة أنه لا يرى أن تغييراً جذرياً اجتاح البلد ورمى بنظام السودان القديم (وكانت الإنقاذ أعلى مراحله وأدماها) إلى مزبلة التاريخ. فيطلب بوقاحة أن يكون طرفاً في النظام الجديد وجماعته بعد أن ضبطتهم الثورة ناصلي السراويل في مجلس وزراء النظام المباد وبرلمانه يتعزون بانتخابات معروفة النتيجة في 2020. يكتب الرويبضة بصفافة كأن شيئاً لم يكن. كأن الدماء التي مهر بها شباب السودان هذا التغيير ماء. ويستغرب المرء عمى هذا الدعي عن شرعية التغيير بالدم وهو الذي ما كف يذكرنا بشرعية الإنقاذ بحصيلة الدم الذي سفحته في الجنوب إعلاء متوهماً للإسلام من المتربصين. وأحصى حسين خوجلي منهم 25 ألفاً منهم ولهم ديوان يقوم بأمرهم لو صح قولهم. ولكن احتيال الرويبضة عن الحقيقة قصير العمر. ففي مقاله الأخير اعترف بكثافة موكب الثلاثين من يونيو. ظل الرويبضة يلح علينا بالاقتداء بسيد البشر في كل منعطف. ولما جاء الإقصاء أضرب عن هذا ووجدته يعرض "لاستبداد" الحرية والتغيير بكتاب لقستاف لوبون عن سيكولوجية الجماهير. وهذه رحلة في القراءة نتمنى أن تخرجه من مغبة نفقه الفكري واستبداده علينا بالإسلام مصطنعاً خلافة كاذبه به علينا. عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.