ماكنت مصنفاً يوماً بأنني (متعصب) كروياً ، علي الرغم من أنني لعبت الكرة وتحت الأضواء الكاشفة كما يقولون .. وبدرجات الأندية المختلفة وفي أكثر من إتحاد كرة .. في إتحادي الكرة بمدن الدامروعطبرة ..!! ، غير أن ذلك التاريخ لي في ملاعب كرة القدم الذي إمتد لأكثر من تسعة أعوام لم يحيلني لدرجة التعصب والتشنج التي تكتنف تصرفات كثير من مشجعي كرة القدم السودانية و .. الحمد لله ..!! ، فقد كنت في ذلك الزمن إرتدي فانلة أشهر لاعبي الهلال في ذلك الزمن (حمد) لاعب الأهلي مدني المميز .. صاحب الفانلة رقم (11) ، أهداني لها اللاعب (حمد) عبر قطب الهلال الشهير المرحوم (محمد طاهر) ، فلم يكن بيني وبين نجم الهلال معرفة مباشرة ، بل إنني لم أره (كفاحاً) حتي هذه اللحظة ولكن المرحوم (محمد طاهر) نقل له صورة لاعب يعشق الهلال وربما زاد في حديثة أن فيه شيئاً يشابه أدائك .. فكانت الهدية الفانلة رقم (11) التي جعلت لي تميزاً بين لاعبي فريق (السلمة) الذي يلعب بالدرجة الثالثة بإتحاد منطقة عطبرة لكرة القدم ..!! ، وقتها كان فريقنا أفضل الفرق العطبراوية وصاحب جمهور كثيف تعتمد علية الأندية التي تلاعبه ترفع من غلتها وإستحقاقها المالي من دخل المباراة معه ..!! ، وددت القول من هذه المقدمة أو حكوة الفانلة رقم (11) هي الأخري لم تحيلني لمشجع متعصب يرتفع ضغطي تارة وينخفض تارة أخري أو أن أمتنع عن حضور سماع مباراة لفريق الهلال أو أشاهد له أخري منقولة علي شاشة التلفاز كما يفعل كثيرين ..!! ، بل أضحيت متوازناً جداً في تلقي أخبار الكرة أو تلك المرتبطة بفرقة الهلال الذي شببت في صغري ووجدت كل شئ حولي هلالياً أزرق اللون أوأبيضاً ناصعاً ..!! ، هذه الصفات المعقولة في التعاطي مع لعبة كرة القدم التي جعلتني أقابل نتائج الكرة بطبيعية كبيرة .. كنت بها سعيداً للغاية وأنا أشاهد من حولي أحوال التشنج الكروي توصل البعض لتخوم الأمراض المميتة والقاتلة ، وأدني من ذلك توصلهم للشلل والبكم ..!! فقد كنت أظن أن أحوال الكرة وما يتعلق بها من (موت وحياة) لن أقابلة بأكبر من إستشعاري بالحالة الكلية لي في ملف كرة القدم .. تعاطي معقول مع أخبارها سلباً أو إيجاباً ..!! ، غير أني وجدت الدموع تنهمر من عيني حين متابعتي لنقل مباراتي الهلال وأهلي مدني والمريخ والأمل العطبراوي .. بالتبادلية التي أقامها مذيعي المباريتين وأنا في سيارتي قادماً من أمدرمان .. والمباراة في دقائقها الأخيرة حين (زف) لنا مذيع المباراة (الخبر المفجع) وفاة نجم المريخ النيجيري (أندراوس إيداهور) ..!! ، نزل علي الخبر مثل ما فعل مع كل الناس .. المهتمين منهم بأخبار الكرة والآخرين ، والنوع الثالث من الناس (مثلي) الذين كانوا يظنون أن تعاطيهم مع أخبار الكرة وملفها لا يعدو أكثر من كونة مجرد خبر عادي لا أكثر ، غير أن سماع الخبر(الصاعقة) كان علي كبيراً ، فلم أجد بداً من أن أستسلم لآلامي تلك ..!! ، إستسلمت لأن أبكي وبحرقة علي هذا اللاعب الذي لا أكذبكم القول بأنني تمنيتة أن يكون لاعباً للهلال .. ولكن في السر..!! ، بحق تمنيتة لاعباً للهلال (لم أبوح بتلك الرغبة لأحد) ، وأعتقد أي شخص شاهد هذا اللاعب (إيداهور) تمناه أن يكون لاعباً لفريقة ، فهو اللاعب الوحيد الذي شاهدتة في تاريخ متابعتي لكرة القدم منذ أن كنت لاعباً وحتي مراقباً ولكن (علي خفيف) هو اللاعب الأكثر خطورة علي الإطلاق ، أنه كلما إستلم الكرة تشعر بخطورة ولوكان في منتصف الملعب ، تجد أن أوصالك كلها ترتجف ويخفق قلبك ..!! ، لاعب نادر للغاية وهو بكل تلك الإمكانات الكبيرة .. لاعب يمكنة أن يدخل الفرح لنفس جمهور فريقة في أي لحظة .. يمكنة إحراز هدف من أي مكان ومن أي زاوية صعبة ..!! ، فبقدر إمتناني الشديد لقدرات مجلس إدارة نادي المريخ الذي إستطاع أن يكسب توقيع هذا اللاعب (الذي لم يتكرر نظرائة في الملاعب السودانية خلال العقدين الأخيرين) ، بنفس الدرجة أعزي نفسي وإدارة المريخ وجمهورة والجمهور السوداني عامة .. في لاعب أمتعنا وهو يهز شباك فريقنا الهلال بقدرة تتفوق علي كل صور الرقابة (القبلية والبعدية) التي تنسجها الفرق المنازلة للمريخ حوله ، وتفريغ لاعبين إثنين علي الأقل لتحديد حركتة ومن ثم خطورتة بكل الطرق (القانونية وغيرها) ولكنه يخترقها ويحرز الأهداف ..!! ، المأساة كبيرة بالتأكيد علي كل الوسط الرياضي .. وفي ظني إن خسارة الرياضة وتطورها كبيراً أيضاً ، ذلك أن اللعبة فقدت قدرات لاعب كبير كان يمكن أن ينقل منه كل لاعبي (الدوري الممتاز) خبرات تميز بها إيداهور .. القاطرة البشرية ..!! ، والله لقد بكيناه دماً البارحة .. فأندراوس إيداهور .. فقد لنا جميعاً وللكرة السودانية وليس للمريخ وحدة ..!! Under Thetree [[email protected]]