«تزوجت شقيقها للحصول على الجنسية»..ترامب يهاجم إلهان عمر ويدعو إلى عزلها    صحة الخرطوم تطمئن على صحة الفنان الكوميدي عبدالله عبدالسلام (فضيل)    بيان من وزارة الثقافة والإعلام والسياحة حول إيقاف "لينا يعقوب" مديرة مكتب قناتي "العربية" و"الحدث" في السودان    يرافقه وزير الصحة.. إبراهيم جابر يشهد احتفالات جامعة العلوم الصحية بعودة الدراسة واستقبال الطلاب الجدد    المريخ يكسب تجربة البوليس بثلاثية و يتعاقد مع الملغاشي نيكولاس    البرهان يصدر قراراً بتعيين مساعد أول للنائب العام لجمهورية السودان    حسين خوجلي يكتب: السفاح حميدتي يدشن رسالة الدكتوراة بمذبحة مسجد الفاشر    راشفورد يهدي الفوز لبرشلونة    ((سانت لوبوبو وذكريات التمهيدي يامريخاب))    وزير الزراعة والري في ختام زيارته للجزيرة: تعافي الجزيرة دحض لدعاوى المجاعة بالسودان    بدء حملة إعادة تهيئة قصر الشباب والأطفال بأم درمان    نوارة أبو محمد تقف على الأوضاع الأمنية بولاية سنار وتزور جامعة سنار    لجنة أمن ولاية الخرطوم: ضبطيات تتعلق بالسرقات وتوقيف أعداد كبيرة من المتعاونين    قبائل وأحزاب سياسية خسرت بإتباع مشروع آل دقلو    ما حقيقة وصول الميليشيا محيط القيادة العامة بالفاشر؟..مصدر عسكري يوضّح    "المصباح" يكشف عن تطوّر مثير بشأن قيادات الميليشيا    هجوم الدوحة والعقيدة الإسرائيلية الجديدة.. «رب ضارة نافعة»    هل سيؤدي إغلاق المدارس إلى التخفيف من حدة الوباء؟!    الخلافات تشتعل بين مدرب الهلال ومساعده عقب خسارة "سيكافا".. الروماني يتهم خالد بخيت بتسريب ما يجري في المعسكر للإعلام ويصرح: (إما أنا أو بخيت)    شاهد بالصورة والفيديو.. بأزياء مثيرة.. تيكتوكر سودانية تخرج وترد على سخرية بعض الفتيات: (أنا ما بتاجر بأعضائي عشان أكل وأشرب وتستاهلن الشتات عبرة وعظة)    تعاون مصري سوداني في مجال الكهرباء    شاهد بالصورة والفيديو.. حصلت على أموال طائلة من النقطة.. الفنانة فهيمة عبد الله تغني و"صراف آلي" من المال تحتها على الأرض وساخرون: (مغارز لطليقها)    شاهد بالفيديو.. شيخ الأمين: (في دعامي بدلعو؟ لهذا السبب استقبلت الدعامة.. أملك منزل في لندن ورغم ذلك فضلت البقاء في أصعب أوقات الحرب.. كنت تحت حراسة الاستخبارات وخرجت من السودان بطائرة عسكرية)    ترامب : بوتين خذلني.. وسننهي حرب غزة    أول دولة تهدد بالانسحاب من كأس العالم 2026 في حال مشاركة إسرائيل    900 دولار في الساعة... الوظيفة التي قلبت موازين الرواتب حول العالم!    "نهاية مأساوية" لطفل خسر أموال والده في لعبة على الإنترنت    شاهد بالصورة والفيديو.. خلال حفل خاص حضره جمهور غفير من الشباب.. فتاة سودانية تدخل في وصلة رقص مثيرة بمؤخرتها وتغمر الفنانة بأموال النقطة وساخرون: (شكلها مشت للدكتور المصري)    محمد صلاح يكتب التاريخ ب"6 دقائق" ويسجل سابقة لفرق إنجلترا    السعودية وباكستان توقعان اتفاقية دفاع مشترك    المالية تؤكد دعم توطين العلاج داخل البلاد    غادر المستشفى بعد أن تعافي رئيس الوزراء من وعكة صحية في الرياض    دوري الأبطال.. مبابي يقود ريال مدريد لفوز صعب على مارسيليا    شاهد بالفيديو.. نجم السوشيال ميديا ود القضارف يسخر من الشاب السوداني الذي زعم أنه المهدي المنتظر: (اسمك يدل على أنك بتاع مرور والمهدي ما نازح في مصر وما عامل "آي لاينر" زيك)    الجزيرة: ضبط أدوية مهربة وغير مسجلة بالمناقل    ماذا تريد حكومة الأمل من السعودية؟    الشرطة تضع حداً لعصابة النشل والخطف بصينية جسر الحلفايا    إنت ليه بتشرب سجاير؟! والله يا عمو بدخن مجاملة لأصحابي ديل!    في أزمنة الحرب.. "زولو" فنان يلتزم بالغناء للسلام والمحبة    إيد على إيد تجدع من النيل    حسين خوجلي يكتب: الأمة العربية بين وزن الفارس ووزن الفأر..!    ضياء الدين بلال يكتب: (معليش.. اكتشاف متأخر)!    في الجزيرة نزرع أسفنا    مباحث شرطة القضارف تسترد مصوغات ذهبية مسروقة تقدر قيمتها ب (69) مليون جنيه    من هم قادة حماس الذين استهدفتهم إسرائيل في الدوحة؟    في عملية نوعية.. مقتل قائد الأمن العسكري و 6 ضباط آخرين وعشرات الجنود    الخرطوم: سعر جنوني لجالون الوقود    السجن المؤبّد لمتهم تعاون مع الميليشيا في تجاريًا    وصية النبي عند خسوف القمر.. اتبع سنة سيدنا المصطفى    عثمان ميرغني يكتب: "اللعب مع الكبار"..    جنازة الخوف    حكاية من جامع الحارة    حسين خوجلي يكتب: حكاية من جامع الحارة    تخصيص مستشفى الأطفال أمدرمان كمركز عزل لعلاج حمى الضنك    مشكلة التساهل مع عمليات النهب المسلح في الخرطوم "نهب وليس 9 طويلة"    وسط حراسة مشددة.. التحقيق مع الإعلامية سارة خليفة بتهمة غسيل الأموال    نفسية وعصبية.. تعرف على أبرز أسباب صرير الأسنان عند النوم    بعد خطوة مثيرة لمركز طبي.."زلفو" يصدر بيانًا تحذيريًا لمرضى الكلى    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الى متى تعلق أحزابنا المعارضة فشلها على مشاجب الآخرين ؟ ... بقلم: سليم عثمان
نشر في سودانيل يوم 07 - 03 - 2010

لو لم يفز الحبيب الإمام الصادق المهدي، رئيس حزب الأمة القومي فى انتخابات الرئاسة المقبلة ، لا قدر الله، لتحملت إذاعة امدرمان وزر سقوطه ،ولو لم يحصد زعيم الحزب الشيوعي ،الأستاذ محمد إبراهيم نقد، أعلى الأصوات فى ذات الانتخابات ، لكان تلفزيون السودان القومي، مسئولا أمام الله و الشعب، وقواه وطبقته الكادحة عن فشله ،ولو انفصل جنوب السودان، و تبخر حلم الوحدة الجاذبة ،وسقط السيد ياسر عرمان، مرشح الحركة الشعبية الشمالي والمسلم فى امتحان كرسي الرئاسة العجيب ،لأتهمت الإذاعة والتلفزيون القوميان ،كونهما ضاعا ذرعا ببرنامج التغيير، والسودان الجديد لحزبه ،ولكانت الانتباهة وصاحبها الخال الرئاسي، كما يقول زميلنا البطل، شريكان فى الجريمة ،السيد الفضل عبد الحميد مسئول حملة الإمام الصادق المهدي، يرى أن انفصال الجنوب تحت سياسات النظام الحالي حتمي ؟ نسأل لماذا ؟ يأتينا الجواب فى لمح البصرمن سيادته ، بأن المسألة لا تحتاج لزرقاء اليمامة !هل تعرفونها ؟ هى من أبصرت لقومها شجرا يسير، لكن لم يكن من بينه شجرة البشير ولا الشجرة التى أكل منها أبونا آدم، تلك الشجرة المحرمة، فأخرج من الجنة .
سبعون حزبا أو نحو هذا الرقم الكبير، من الأحزاب انفتحت الأرض عنها بعد عشرين عاما من( تجيير) المؤتمر الوطني الإعلام القومي لصالحه ، كما قالت الزميلة الفضلى الأستاذة رباح الصادق القيادية فى حزب الأمة القومي، وعضوه الآلية المشتركة، لاستخدام الأجهزة الإعلامية ،خلال الانتخابات الرئاسية والعامة، التى سوف تشهدها بلادنا فى شهر ابريل إن لم تكن (كذبة كبرى )فى حديث لها لتلفزيون مشكوك، فى ذمته وانحيازه لحزب بعينه، يشترك معه فى ذات الآلية و يقتتل الناس فى الخرطوم هذه الأيام ، فى ساعتين من البث التلفزيوني القومي ،ثم يصادر حزب الرئيس ، (22) ساعة بث، فى أعمال تنفيذية لجيش جرار ، من موظفي الحكومة والمفوضية القومية للانتخابات (تسد إحدى أذنيها بالطين والأخرى بورق الشجر )الأستاذة رباح ، لم يتسنَ لها حتى مشاهدة نشرة أخبار السادسة مساء يوم الخميس، الرابع من مارس الجاري حيث أفرد مساحة زمنية مقدرة، وتبارى خطباء أحزاب المعارضة وحدوا وسننوا شفرات ألسنتهم، وراحوا يعددون عيوب الآلية الإعلامية للانتخابات ،ولم يذكروا أى محاسن لها ،ولا أقصد البروفسور( محاسن حاج الصافي) رئيسة الآلية .
شخصيا عندما شاهدت نشرة تلفزيون السودان، لم أصدق ما رأته عيناي (ففركتها )مثنى وثلاث ورباع ،على ربما ، أدرت (الريموت )الى الجزيرة أو العربية أو إذاعة لندن ،وللمعارضة وتحديدا حزب الأمة القومي، حضورا مكثفا ، يفوق حضور المؤتمر الوطني فيها ، كما قالت العزيزة رباح ،حاولت أن أفهم من خلال حديثها ،وحديث الدبلوماسي د/ حسن عابدين ممثل الأحزاب ،الأسباب التى حدت بهم أى بأحزاب الآلية ، لتسيير مسيرة الى مقر المفوضية، لتسليم مذكرة حادة اللهجة، لمسئوليها ،وحثهم على ضرورة الابتعاد ، عن المؤتمر الوطني ، ومحاولته (الكنكشة ) على الإذاعة والتلفزيون المسكينين ، رغم أن الآلية تضم ممثلين لأحزاب الأمة القومي والحركة الشعبية، والاتحادي الأصل، والشعبي والشيوعي ،والتلفزيون والإذاعة وسونا، ومجلس الصحافة القومي ،بمعنى أن أحزاب تجمع جوبا لا تريد الآلية بتشكيلتها الحالية ،ولا ترى فى قامات إعلامية محترمة، كالبروفسور على شمو، والأستاذ فضل الله محمد ،وحتى الزميلة رباح نفسها، خبراء يعتد برأيهم ، حيث أن الأستاذة المحترمة ، فضلا عن كونها ، أنها كاتبة مجيدة وصاحبة أفق سياسي واسع، بحسبانها ما تزال ترضع وتنهل من نبع أسرة عريقة فى السياسة، تطالب بأن تكون أجهزتنا الإعلامية على قلتها وبؤس حالها ،تماما ، كتلك الأجهزة التى تبث من بلدان لها من التقاليد والأعراف الكثير، فى ديمقراطيات عريقة ، لذلك يعجب المرء من احتجاجهم على الآلية ،هل يريدون ممثلا لكل حزب ليكون لدينا سبعين ممثلا فى الآلية ؟ لتعقد اجتماعاتها فى الساحة الخضراء أو فى إستاد أمبدة أو أركويت أو إستاد الإنقاذ للناشئين؟ أم هل تريد تلك الأحزاب أن تجلب محرريها ليقوموا بصياغة الأخبار للإذاعة والتلفزيون؟ ،بدلا من محرري التلفزيون ، أم هل تريد الأحزاب المعارضة خبراء من خارج السودان من دول ديمقراطية، لا تختارها المؤتمر الوطني ،تماما كما تفعل بعض الأندية الرياضية والفرق العربية بجلب حكام من أوربا لإدارة مباريات فى كرة القدم ،ولماذا المطالبة بإدخال ممثلين للمجتمع المدني فى الآلية ؟ وكيف نضمن أن هؤلاء ليسوا مؤتمراً وطنياً ، وهل الانسحاب من الآلية مقدمة لانسحاب شامل من العملية الانتخابية برمتها ؟ أو مقاطعة للانتخابات ؟ إن حدث ذلك فسوف نصدق مزاعم المؤتمر الوطني ،القائلة إن أحزاب المعارضة ترتجف خوفا من منازلته فى الانتخابات ،على كافة المستويات، ويرى المؤتمر الوطني أن حملاته القوية فى الخرطوم ودارفور والجنوب، هي التى جعلت أحزاب المعارضة، ترتعب خوفا من مصير أسود ينتظرها، فجر إغلاق صناديق الاقتراع ،وهو ما جعل مرشح الحركة الشعبية ياسر عرمان يغازل منافسه المشير البشير ويستجديه بضرورة التنازل له عن كرسي الرئاسة، من أجل سواد عيون الوحدة المفترى عليها، فى محاولة منه ، لكسب سياسي رخيص، عندما يقول: إن البشير لو فعل ذلك أى( تنازل لسيادته )لأصبح بطلا قوميا لدى الشعب السوداني تماما كالبطل الفذ على عبد اللطيف الذى دشن عرمان حملته الانتخابية، من داخل داره العامرة بالموردة .
سلوك وتصرفات الأحزاب وهرولتها إلى الشارع ،للاستقواء به فى كل حين ،يؤكد حالة الضعف التى تعيشها هذه الأحزاب ،بين يدي هذا الاستحقاق الانتخابي المهم ، الذى كانت تصدع به رؤوسنا عشرين عاما ،فلا يعقل لمن تركض خلفهم فضائيات الدنيا كلها ببريقها وكاميراتها وميكرفوناتها، أن تلهث خلف تلفزيون كانوا يصفونه حتى وقت قريب بالتخلف ،أو إذاعة كانوا يظنون أن بثها لا يتجاوز قبة الإمام على مقربة من مقرها فى امدرمان ،أصبحت اليوم عزيزة لهذه الدرجة عليهم ،أين فضائيات تلك الأحزاب، بل أين صحفها ، سيقولون إن الإنقاذ ما كانت تسمح بصحافة حرة ،وقد يقولون إن المؤتمر الوطني يسيطر على CNNوقناة فوكس ،وعلى الغوغل ،ومحركات البحث الضخمة فى الشبكة العنكبوتية ،قادة الأحزاب المعارضة كانوا يرشفون القهوة، فى الإذاعات الدولية التى كانت تعارض نظام الإنقاذ،وكانوا يظنون ان تصريحاتهم النارية والجوفاء تلك، يمكن أن تسقطه ،كانوا يبيتون فى استوديوهات فضائيات لها اسمها ،يشتمون الإنقاذ، والفجر الذى أشرقت فيه لكنهم كانوا واهمين ،قالوا إننا نتحدى الإنقاذ فى صناديق الاقتراع ولما شمرت الإنقاذ عن سواعد الجد، وقالت: هلموا جميعا ،طاروا الى جوبا، واستعصموا بها فى محاولة أخيرة يائسة، أيضا لعملية إسقاطها ، حاولوا الخروج الى الشارع أكثر من مرة، وحاولوا افتعال أمور إنصرافية كثيرة ،لكن عندما وجدوا أن منافسهم قوى وأمين ،وقد يستأجره الناخبون لسنوات أخرى قادمة ، وأن شجرته غرست جذورها فى تربة السودان، وشربت من ماء إنجازات حكومته، كان طبيعيا ان يجن جنونهم و(يعملوا من الحبة قبة ) عسى ولعل الرئيس الأمريكي، الأسبق جيمي كارتر ، يسعفهم و يقول لهم : المؤتمر الوطني زور الانتخابات، وما عليكم إلا مواصلة الفوضى الخلاقة من خلال مظاهرات لا تبقي ولا تذر، كما حدث فى أماكن أخري،مثل كينيا وإيران ، ولكم أن تلاحظوا ما يجري فى العراق البلد المحتل من مهازل، تحت سمع وبصر أمريكا راعية الديمقراطية فى العالم .
يستغرب المرء كثيرا ، أن أحزاب المعارضة عندنا تريد بين عشية وضحاها، ديمقراطية فى كل شئ، تحمل منسوبيهم الى صالات التحرير فى الإذاعة والتلفزيون وسونا ،ليعدو أخبارها ويحرروها على هواهم ، وأن تكون الإذاعة والتلفزيون، ملكا لهم اليوم قبل أن يصبحوا غدا حكاما منتخبين ،رئيس الجمهورية القادم من حزب الأمة القومي وهو فى هذه الحالة السيد الصادق المهدي يعد الشعب السوداني بالآتي :
(كل المسائل المنزلية من طهي وتبريد وتسخين ،وإضاءة الخ ستكون بالطاقة الشمسية ،وليس بغاز وبترول حكومة الإنقاذ ،ولا بحطب الحركة الشعبية، لأن ذلك يدمر البيئة ،تماما كما يدمر الأغنياء البيئة العالمية، ويتسببون فى الاحتباس الحراري ويوسعون صباح مساء ثقب الأوزون ،لذا يعدكم الحبيب الإمام الصادق ، بأن لا تمنحوا أصواتكم للمؤتمر الوطني ،الذى يتعامل مع الصين التى تساهم فى تلوث البيئة العالمية، من خلال استخراجها للبترول وأنه سوف يقتلع حقنا من تلك الدول الغنية ،ويدعوكم الى عدم التصويت لمرشح المؤتمر الوطني، لسبب آخر مهم للغاية، وهو: أنه يعد كم فى حال حملتموه الى القصر الجمهوري،و اقتلعتم شجرة البشير، من جذورها ، بزراعة ترليونات الأشجار، لتخضير السودان باعتبار أن هذه فاتورة يجب أن يدفعها الأغنياء للسودان، الذى أفقرته الإنقاذ ،ونقرأ هذا الوعد الأخضر، مقرونا بتوجيه سابق للسيد على عثمان محمد طه، نائب رئيس الجمهورية ، للشباب بزراعة بضعة ملايين شجرة ،وأحسب أن جماعة السلام الأخضر لو التقطت وعد الإمام الحبيب الصادق المهدي ، فأحسب أن شجيرات وأشجار البشير ستموت واقفة، حيث ستدعم الجماعة حملة انتخاب السيد الصادق لرئاسة الجمهورية ،ولن يفيد البشير وحزبه تلفزيون وإذاعة السودان ،حتى لو باتتا حلالا بلالا له ، ولعلنا هنا يمكن أن نفهم سر مطالبة الأحزاب بإدخال ممثلين للمجتمع المدني فى الآلية ،سيئة السمعة ، وأطالب زميلي العزيز الأستاذ عبد العظيم عوض بوصفه كبير حوش الإذاعة، بشطب الملاحظات العشرين ،على حديث الإمام، وبثه فورا و كاملا غير منقوص ،فلن يضير أهل المؤتمر الوطني، أن سموهم الإنقاذيين أو العصبة المنقذة ،أو حتى الأندال والمجرمين ،(فجمل الشيل) ينبغى أن يمضي ولا يلوى على شيء ،ومسألة رأس الدولة مطلوب دوليا لم يقل بها السيد الصادق بل المدعو أوكامبو، ولابد أن نشكر للسيد الصادق تعهده لقناة الجزيرة ، بأنه لن يسلم رقبة البشير لعدو يتجهمه ، وهذا التعهد يؤكد أن الرجل لا يحمل غلا على البشير، ولا يثير كراهية ضد الدولة ،رغم أن البشير قال أكثر من مرة ، إنه أشترى (تموت تخلى لجنده ) الذين كانوا يمشون حفاة عراة يخلعون جيوب( الكاكي) ليستروا بها عوراتهم زمن الديمقراطية الثالثة، وكادوا يأكلون من صفق الشجر ، إن لم يكن قد أكلوه فعلا ، و ليس صحيحا أن المصانع كانت متوقفة فى عهده، بل الصحيح أنها كانت تنتج 168 مليون ياردة، من القماش ، وليس صحيحا أن الصفوف فى عهد السيد الصادق أمام المخابز وغيرها كانت بسبب الندرة بل بسبب الغنى والترف الذى كان الناس يعيشون فيهما ! بينما سبب الوفرة الحالية فى كل الحاجيات، هو أنها أى ( المادة ) ليست فى متناولهم، يعنى الناس كلهم (أفقرتهم الإنقاذ ) على حد تعبيرالسيد الإمام .
يقول الشيخ مصطفى السباعي عليه الرحمة :
يغريك الشيطان بالتشهير بخصومك عن طريق الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ويغريك بتصديع وحدة الجماعة عن طريق الجهر بالحق، ويغريك بترك إصلاح الناس عن طريق الاشتغال بإصلاح نفسك، ويغريك بترك العمل عن طريق القضاء والقدر . ويغريك بالاستبداد، عن طريق المسئولية، أمام الله والتاريخ ويغريك بالظلم عن طريق الرحمة بالمظلومين ،ويغريك الشيطان بالمرأة عن طريق الرحمة بها، ويغريك بالدنيا عن طريق الحيطة من تقلباتها ،ويقول لا أخشى على نفسي أن يغريني الشيطان بالمعصية مكاشفة ..ولكنى أخشى أن يأتيني بها ملفعة بثوب من الطاعة .
من حق كل مرشح رئاسي أو غيره أن يطالب بحقه الذى يكفله له الدستور والقانون الانتخابي ،ومن حق أحدهم أن يعد آخر يعمل فى فضائية أن يعيده الى الفضائية القومية، ليعمل فيها من جديد ،ومن حق أى مرشح رئاسي أن يبدأ خطاباته ، مبتورة أو بسم الله والشعب والوطن ومن حق الجميع أن يخطبوا ود المواطن سواء كان يتأبط زجاجته أو مسطولا، يحسب أن عبود عليه الرحمة، ما يزال يحكم السودان ،ومن حق أى مرشح أن يقبل أو يرفض الأصوات النجسة ويقبل النظيفة ، ومن حق أى مرشح، أن يعد بزراعة شوارع السودان كلها أشجار مانجو و باباى وتفاح وعنب وقضبا ، ويزرع سهولنا قمحا ووعدا وتمنى ،ومن حقه أن يعد بسلاح نووي رادع لكل أعداء البلد ،من حق الجميع أن يعرضوا بضاعتهم جيدة كانت أو مغشوشة ،لكن عند الناخب وحدة معايير ومقاييس الجودة ،إن شاء حمل أحدهم الى كرسي الرئاسة ،وقال كفى للآخرين ، ومن حق الناس أن يقبلوا بضاعة المرشحين ، أو يردوها عليهم ،لكن ليس من حق أى أحد أن يصادر حرية الآخرين باسم حريته هو ، فالمظاهرات التى تعطل مصالح البلاد والعباد، وتغلق المدارس وتوقف عجلة الانتاج فى المصانع،سواء كانت تنتج 15 مليون ياردة أو أقل ، لا ينبغى أن تتوقف عن الدوران ، و مظاهرات يسقط فيها الناس لسنا بحاجة اليها،على قادة الأحزاب الكبيرة ذات الثقل والوزن أن تقتدي بالسيد محمد عثمان الميرغني الذى زار كسلا بعد طول غياب ، وأستقبل فيها استقبال الفاتحين ، و على الأحزاب أن تذهب الى الناخبين فى أقاصي الجنوب والغرب والشرق ، وليس إثارة الغبار و(الكتاحة ) أمام مقر المفوضية القومية للانتخابات فى الخرطوم ،على السيد عرمان ونقد والصادق والترابي وغيرهم من مرشحي الأحزاب المختلفة، مطاردة المؤتمر الوطني تحت أية شجرة يتفيأ ظلالها ويستظل بها ،أو أية قطيه يدخلها ،أما الجعجعة بلا طحين فى شوارع الخرطوم، فلن تجلب لنا تحولا ديمقراطيا ، لذا على الأحزاب أن تثبت جديتها فى الطرح، ولا تحسب أنها من خلال محاولتها التشهير بخصمها العنيد المؤتمر الوطني ،أو حتى محاولة إثارة أصحاب (المزاج من السكارى والمساطيل ) يمكن أن تكسب الجولة كالحصين الحرة ،عندما تتفوق فى اللفة ، على المؤتمر الوطني ،فمن حكم عشرين عاما يمكن أن يكسب لفة السنوات الأربع المقبلة دون كثير عناء وشخصيا أرى ضرورة أن يتمادى المؤتمر الوطني فى تحديه للأحزاب المعارضة ليكشف للناس فشلها الذريع، من خلال نفض يديه عن الإذاعة والتلفزيون، ويسرح محرريهما ليعملوا فى الرائد مع زميلنا الدكتور ياسر محجوب ،.حتى يتسنى لتلك الأحزاب أن تأتى بمحرريها وإعلامييها ليقوموا مقام من يسخرون تلك الأجهزة ويجيرونها لصالح حزب الرئيس، ولابأس من مواصلة بث برامج الحملات الانتخابية للبشير من النيل الأزرق ،والشروق والمستقلة ، إنه عيب كبير أن لا تستطيع أحزابنا السياسية على مدى عقدين من السنوات القيام على قدمين قويتين ،ويزداد عجبنا لو علمنا أن المؤتمر الوطني هو السبب فى إصابتها بالشلل والكساح كونه لم يوفر لها أمصال الوقاية .وخلاصة القول إن أحزابنا أقحمت فى معركة دون أن تتزود بلوازمها ،فمن الطبيعي أن تحاول المماطلة والتأجيل واتهام المؤتمر الوطني، بالسعي لخرق السفينة لإغراق الجميع وهو ما يجعلنا نتساءل متى تكف أحزابنا المعارضة عن تعليق فشلها على مشاجب الآخرين .
*كاتب وصحافي سوداني مقيم فى قطر
Saleem Osman [[email protected]]


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.