من تابع وقائع المؤتمر الصحفي الذي عقده السيد رئيس الوزراء المكلف، د. عبدالله حمدوك، الذي أجاب فيه على جملة من الاسئلة. وخلاصة أجاباته أكدت أنه رجل واعي ومثقف ومدرك لطبيعة المرحلة وحجم تحدياتها ، وهذا شيئ في حد ذاته مبشر ومطمئن، أن تدخل البلاد مرحلة جديدة، تحت قيادة رجل مُلِم بتعقيدات المشهد السياسي، وحجم التحديات التي يواجهها. وفي هذا الصدد، قد أفلح من إرسال رسائل مطمئنة للشعب، في أول مؤتمر صحفي له، جددت الأمل في نفوس الشعب. رسائل قصيرة وموجزة، إلا أنها قالت الكثير. قالت: أن السيد رئيس الوزراء الجديد، رجل صاحب عقل ناضج ومرتب، وفي جعبته الكثير ، تجلى ذلك في بداية حديثه، الذي حيّا فيه الثورة والثوار والشهداء وأسرهم، والجرحى والمصابين، الذين قال: عنهم وعن جراحهم، إنها عناونين فخر وعزة في صدورهم. كما أشاد بالمرأة ودورها، واعداً إياها، أن دورها سيكون كبيراً في المرحلة القادمة. حديثه رغم قصره، إلا إنه كان حديثاً بليغاً وعميقاً، حينما وعد بتوطيد السلام وأعادة اللاجئين والنازحين، ومحاربة الفقر بلا هوادة دون الحاجة للإغاثات والهبات والعطايا . . ! قائلاً : أن السودان بلد غني بموارده وثرواته. كلام كبير، لا يصدر إلا عن الناس أصحاب الضمائر الحية والعقول النيرة، والإرادات القوية. كما تحدث عن الديمقراطية، قائلاً: أن تباين الآراء فيها، هو حالة صحية، إذ لا يمكن التغلب على إختلافاتنا إلا بالديمقراطية وممارستها، وأنه لا يمكن أن نستورد ديمقراطية من الخارج ، لابد من معايشتها وممارستها حتى نتعلم منها كيف نتغلب على خلافاتنا من أجل مصلحة الوطن والشعب. كما تحدث عن الإعلام الحر، ودوره في تبصير المسؤولين، بأخطائهم، بجانب دوره في التوعية وكشف الفساد. هذا كلام عميق، يدلل على أن قوى الحرية والتغيير التي رشحته وراهنت عليه، إنها فعلاً راهنت على رجل بقدر التحدي، يتمتع بوعي ديمقراطي، ورؤية سياسية ناضجة تحكمها معايير النزاهة والكفاءة، بجانب تخصصه الإقتصادي المشهود . كل هذه العوامل ستمكنه مع الثوار وتجمع المهنيين وقوى الحرية والتغيير، من مجابهة المعضلات والتحديات خلال الفترة الإنتقالية بروح وطنية صادقة، وعقل سياسي مرن ومنفتح على الجميع، كما قال هو : للخروج بالبلاد من أزمتها الإقتصادية وتعقيداتها السياسية. هذا الكلام إذا قارناه بتصريحات د. علي الحاج، التي قال فيها: أنهم لا يقبلون بالوثيقة الدستورية، بين قوى الحرية والتغيير والمجلس العسكري الإنتقالي، معتبراً إياها وثيقة حزبية، وأنهم سيمزقونها. . ! هنا يظهر الفرق الواضح . . بل الصارخ، بين التصريحات الناضجة والمسؤولة الصادرة عن السيد رئيس الوزراء د. عبدالله حمدوك. وبين تصريحات د. علي الحاج، التي أفصحت عن حجم الخراب والدمار والظلام في دواخل هذا الرجل ومن يقفون معه، ومع توجهاته الظلامية . . ! التصريحات التي أدلى بها، د. علي الحاج تجعل المرء يتساءل كيف يفكر هذا الإنسان . . ؟ وما أي كتاب يقرأ . . ؟ وفي أي قرن يعيش . . ؟ في القرن الرابع عشر . . ؟ أم في القرن الحادي والعشرين . . ؟ وفي أي بلد يعيش . . ؟ في ألمانيا . . ؟ أم في السودان . . ؟ السودان الذي يعيش حالة إنهيار إقتصادي مريع بسبب إنقلابهم المشؤوم على الديمقراطية، ومن ثم ممارسة الإستبداد والفساد، ثلاثون عاماً . د. علي الحاج كان الأجدر به الإشادة بالثورة والإعتذار للشعب عن أخطائهم وخطاياهم، والترحيب بالسيد رئيس الوزراء الجديد، وإبداء حسن النوايا والإستعداد للتعاون والعمل بروح الشراكة الوطنية، لإخراج البلاد من أزمتها السياسية والإقتصادية، لاسيما التحديات الراهنة، ممثلة في السيول والفيضانات التي راح من جراءها عدد من الأرواح بجانب ما خلفته من خسائر مادية كبيرة . إذن من واقع التجربة السياسية خلال الستون عاماً الماضية وما عاشه الشعب السوداني من معاناة ومآسي، وما سمعناه في المؤتمر الصحفي من حديث للسيد رئيس الوزراء الجديد، مقروناً بوعي الثوار وتطلعات الشعب، يستطيع المرء أن يقول: أن السودان قد طريقه لتوديع ماضيه المظلم، ورموزه البائسة التي أوصلت السودان الى الخراب والدمار . هينئاً للشعب هذا النصر العظيم، والقومة ليك يا وطني. عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.