وزير الخارجية يكتب: الإتحاد الأوروبي والحرب في السودان ..تبني السرديات البديلة تشجيع للإرهاب والفوضى    تنسيقية كيانات شرق السودان تضع طلبا في بريد الحكومة    ماذا جرى في مؤتمر باريس بشأن السودان؟    العطا يتفقد القوات المرابطة بالمواقع الأمامية في الفاو والمناقل – شاهد الصور والفيديو    رفع من نسق تحضيراته..المنتخب الوطني يتدرب علي فترتين    استمرار حبس البلوجر هدير عاطف بتهمة النصب على المواطنين    مضي عام ياوطن الا يوجد صوت عقل!!!    أحمد موسى: ده مفيش ذبابة ماتت من الصواريخ والمسيرات اللي إيران وجهتها لإسرائيل    إسرائيل تعيد فتح المدارس!    ليفربول يسقط في فخ الخسارة أمام كريستال بالاس    حفظ ماء وجه غير مكتمل    خبراء: الهجوم الإيراني نتاج ل«تفاهمات أمريكية».. وجاء مغايرًا لاستراتيجية «طهران»    الجمارك السعودية: دخول الأدوية مرهون بوصفة طبية مختومة    حزب المؤتمر الوطني المحلول: ندعو الشعب السوداني لمزيد من التماسك والوحدة والاصطفاف خلف القوات المسلحة    ضمن معايدة عيد الفطر المبارك مدير شرطة ولاية كسلا يلتقي الوالي    محمد وداعة يكتب: الاخ حسبو ..!    شاهد بالفيديو.. مالك عقار يفجرها داوية: (زمان لمن كنت في الدمازين 2008 قلت ليهم الجنا حميدتي دا أقتلوه.. قالوا لي لالا دا جنا بتاع حكومة.. هسا بقى يقاتل في الحكومة)    شاهد بالفيديو.. الفنانة هدى عربي تدهش وتبهر مذيع قناة العربية الفلسطيني "ليث" بمعلوماتها العامة عن أبرز شعراء مسقط رأسه بمدينة "نابلس" والجمهور يشيد بها ويصفها بالمثقفة والمتمكنة    شاهد بالصورة.. إبن عضو مجلس السيادة رجاء نيكولا يحمل السلاح مدافعاً عن وطنه وجمهور مواقع التواصل يشيد ويعلق: (أبناء الإسلام والمسيحية في خندق واحد لحماية السودان من الجنجويد)    شاهد بالفيديو.. الفنان أحمد فتح الله يلهب حفل في القاهرة بالإنشاد الترند (براؤون يا رسول الله) وساخرون: (يا جماعة كفاية لحدي هنا لأنو براؤون دي بتحمي القحاتة النوم)    أرسنال يرفض هدية ليفربول ويخسر أمام أستون فيلا    سعر الدولار مقابل الجنيه السوداني في بنك الخرطوم ليوم الأحد    سعر الريال السعودي مقابل الجنيه السوداني من بنك الخرطوم ليوم الأحد    بعد راحة العيد...المنتخب الوطني يُعاود تحضيراته أمس    تجاوز مع أحد السياح.. إنهاء خدمة أمين شرطة لارتكابه تجاوزات في عمله    تركيا تنقذ ركاب «تلفريك» علقوا 23 ساعة    الموعد الأضحى إن كان في العمر بقية،،    بايدن بعد الهجوم الإيراني: أمريكا ملتزمة بأمن إسرائيل.. وساعدنا في إسقاط جميع الطائرات المسيرة    إعلام عبري: طائرات أميركية وبريطانية تسقط مسيرات إيرانية فوق الحدود العراقية السورية    مصدر بالصحة يكشف سبب وفاة شيرين سيف النصر: امتنعت عن الأكل في آخر أيامها    والي الخرطوم يزور رموز ونجوم المجتمع والتواصل شمل شيخ الامين وقدامى المحاربين والكابتن عادل أمين والمطرب عوض الكريم عبدالله    «العازفون الأربعة» في «سيمفونية ليفركوزن»    إنهيارالقطاع المصرفي خسائر تقدر ب (150) مليار دولار    واشنطن: اطلعنا على تقارير دعم إيران للجيش السوداني    ماذا تعلمت من السنين التي مضت؟    أحمد داش: ««محمد رمضان تلقائي وكلامه في المشاهد واقعي»    إصابة 6 في إنقلاب ملاكي على طريق أسوان الصحراوي الغربي    تقرير: روسيا بدأت تصدير وقود الديزل للسودان    تسابيح!    مفاجآت ترامب لا تنتهي، رحب به نزلاء مطعم فكافأهم بهذه الطريقة – فيديو    راشد عبد الرحيم: دين الأشاوس    سان جيرمان يخسر على أرضه من برشلونة في دوري الأبطال    مدير شرطة ولاية شمال كردفان يقدم المعايدة لمنسوبي القسم الشمالي بالابيض ويقف علي الانجاز الجنائي الكبير    وصفة آمنة لمرحلة ما بعد الصيام    إيلون ماسك: نتوقع تفوق الذكاء الاصطناعي على أذكى إنسان العام المقبل    الطيب عبد الماجد يكتب: عيد سعيد ..    ما بين أهلا ووداعا رمضان    تداعيات كارثية.. حرب السودان تعيق صادرات نفط دولة الجنوب    بعد نجاحه.. هل يصبح مسلسل "الحشاشين" فيلمًا سينمائيًّا؟    لن تنهار الدولة ولن ينهار الجيش باذن الله تعالى    انتحلوا صفة ضباط شرطة.. سرقة أكبر تاجر مخدرات ب دار السلام    "طفرة مواليد".. نساء يبلغن عن "حمل غير متوقع" بعد تناول دواء شهير لإنقاص الوزن    حمادة هلال : مكنتش عارف تفاصيل مقلب رامز جلال    السلطات في السودان تعلن القبض على متهم الكويت    الضربة المزدوجة الإنهيار الإقتصادى والمجاعة في السودان!    «أطباء بلا حدود» تعلن نفاد اللقاحات من جنوب دارفور    دراسة: القهوة تقلل من عودة سرطان الأمعاء    الجيش السوداني يعلن ضبط شبكة خطيرة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



مقالات عن الشهيد الدكتور خليل إبراهيم ..نفحات في كلمات من عبق الشهيد د. خليل إلى عزة الخليل
نشر في السودان اليوم يوم 01 - 01 - 2012

جَمْبُو أوقَايِ تَا بَرِي سِي بَرَيِ بُورْيَا، وا حَزَنِي علي دكتور خليل إبراهيم ..
عبد العزيز سام/ كمبالا- خواتيم ديسمبر 2011م
أكتبُ، لأن الغُبنَ والحُزنَ يعتصِراني كالبرتقالة، الساعة الآن الثانية والنِصف صبيحة الأربعاء 28 ديسمبر 2011م. وأنا في ضِيقٍ وضَجَر وقِلة حِيلةٍ لا يُوصَف، هناك مجموعة مُغَررٌ بِها من شعوب السودان، ستخرُج صباح الغد(الأربعاء) لمباركة إغتيال الأخ الشهيد/ دكتور خليل إبراهيم محمد، ستخرُج تِلك الفِئة المُغَررُ بها، صباح الغد لتُعبِّر عن تأييد القوات المسلحة علي إغتيال الدكتور خليل إبراهيم زعيم المهمشين. لكن تلك الجماهير المُغرر بها لا تعلم شيئاً عن حقيقة الأمر، ولا تعلم حقيقة أنَّ الجيش لا يستطيع مواجهة الدكتور خليل وبالتالي لا تستطيع إغتياله في مواجهة مباشِرة.. وبالتالي فليعلم المُغَرر بهم أنَّ حقيقة إغتيال زعيم المهمشين الدكتور خليل إبراهيم لا يعلمه الدهماء، بل يعلمه قِلَّةٌ من الناس إختصهم علاّم الغيوب بمعرفة ما جري ليلة الجُمعة الثالث والعشرين من ديسمبر 2011م.. وسوف تبِين الحقيقة حتماً، فلا داعي للشفقة والضَجَر.. ونقولُ مُكرهِين: ومن كان يعبُد الدكتور خليل إبراهيم محمد، فإنه قد قَضَي، ومن كان يؤمن بفكر الثورة والتغيير المنشود والحتمِي الذي قاده الدكتور الشهيد / خليل إبراهيم محمد، فإن الثورة باقية وسوف تنتصر مهما طال الزمن وعظُمتِ التضحيات.. ثم أنَّ إستشهاد الدكتور/ خليل إبراهيم هو في حدِ ذاته تحدِّ عظيم، الإستشهاد في قلب المعركة شرف عظيم لا يُدانِيه شرف، أشرف ميادين الشهادة لمقاتل التحرير (Freedom fighter) هو أرض المعركة، فلتكُن شهادة الدكتور خليل تحدِياً لنا جميعاً، وثورة حتي نصر قريب قد لاحَ فجره. ومن كان يؤمن بقضية التهميش والظُلم والمذَّلة والمواطنة المتدَرِّجة التي نَذَرَ لها دكتور خليل إبراهيم نفسه وعقله وجهده وعزيمته وكل طاقته، أنظروا إلي طبيب ينقلب إلي مقاتل وقائد حربي لا يُشقَّ له غبار بسبب الظُلم الذي حرَّمه الله علي نفسه أولاً قبل أن يُحرِّمه علي عِباده! فالدكتور خليل دخل كلية الطب ولم يدخل الكلية الحربية مثل عمر البشير ولكنه، ثارَ وهاجَ وماجَ وهجمَ وإنتصر، فقط لكُرهَه الظُلمَ الذي حرَّمه الله علي نفسه قبل أن يُحرِمَّه علي عِباده.. الذي أخرج الدكتور طبيب الأطفال الناجح الشاطر، الرحيم الحاني المنفطِر القلب (والله لا أذكر أنيِّ قابلت الدكتور خليل إبراهيم إلاَّ وهو صائم)، من تخصصِه إلي قيادة حركة بحجم العدل والمساواة السودانية، غيرَ الفِطرة السليمة التي تأبي الضَيْم.
سمعت الليلة، كم مرَّة، أغنيةٍ عجيبة: ويقول قائِل، كيف لك أن تسمع غناءً في هذه الظروف المتشِحة بالحزُن والألم علي رحيل الدكتور خليل إبراهيم؟ لا هذا أقل مما نحن فيه: نعم سمعتُ ماجد كُربيا عُدة مرات، الليلة، في أغنية وطنية وثورية جديدة. ولكِن، أنظروا برَوِيَّة إلي هذا الإسم(خليل إبراهيم) هو إسم كليمُ الله إبن عازر، الخليل هو إبراهيم، وإبراهيم هو خليل الله عزَّ وجلَّ وكلِيمه صاحبُ الحنيفية السمَّحة، هو سَمَّاكُم المسلمُون، هو من راغ علي الأصنام تكسيراً وهَدْمَاً، وهو من قال فيه الله عزَّ وجلَّ، يا نارُ كُونِي بَرْدَاً وسلاماً علي إبراهيم، يقصد أيضاً إبراهيمُ الخليل(إسم لمُسمَّي واحِد). يقول أهل العلم واللغة والمعرفة بأمور الدين: إن لم يَقُلِ الرَبُّ عزَّ وجَلَّ كلمة(وسَلَاماً) علي إبراهيم، لكان سيدنا إبراهيم الذي سمَّانا مُسلِمين لوح ثلج!!..يا ربنا، وربُ كل شئ، إنَّا مظلومون من حكومة المؤتمر الوطني وعُمر البشير، فإنتصر.. أرِنا فيهم عزائم قدرتك، وأنصرنا علي من ظلمنا وعادانا، عِقدين ونيف من الزمان، اللهم إن من أسمائِك الحُسنَي، الصبور، وقد نفذ صبرنا ولن نستطيع الصبر علي مكارِه المؤتمر الوطني أكثر من هذا، فأرِنا فيهم عزائم مقدرتك ولا توِّفِر فيهم أحداً.. لا يجوز للعذاب أن يكون سرّْمدِيا،ً فقد ضِقنا بهذا النظام وبهذه الحكومة، فأجعلنا ممن قلت فيهم سُبحانك، في حديثك القُدسِي: رُبَّ أشعثٍ أغبرَ، لو أقسم علي الله لأَبرَّه، فقد أقسمنا نحن أهل الهامش السوداني عليك يا ربنا، فبِّرَنا لحاجتنا الماسة إلي بِرِّك وسندِك وعضُدِك، نشعرُ ربنا بضعف وقِلَّة حِيلة فأنصرنا نصرَ عزيزٍ مُقتدِر، ولا تؤاخذنا بما فعل السفهاء مِنَّا(كِبر، موسي هلال، جعفرعبد الحكم، تونجتنج، مصطفي تيراب، كاشا، إلخ).. اللهم أجعل آخر شهدائِنا الدكتور خليل إبراهيم، فأنصرنا وأعصِمنا من الناس، وأعدِل فأنت العدلُ، آمين.
وأختِمُ بما بدأت به: جَمْبُو أوقَايِ تَا بَرِي سِي بَرَيِ بُورْيَا. ويقيني، إنك، لا في(قوقِل) ولا في كل معاجِم الدنيا، مش حتلقي ترجمة لهذا العنوان، يُرجَي الاتصال بمُرِيدِي ماجِد كُربِيا لمعرفة (فحوي)العنوان، والمجد والخلود للدكتور / خليل إبراهيم زعيم المهمشين، ولبرِي بُوُر عُموم. و وا حَزَنِي علي الأخ الشهيد الدكتور/خليل إبراهيم محمد.
[email protected]
بقلم: عبد العزيز سام/ كمبالا
نفحات في كلمات من عبق الشهيد د. خليل إلى عزة الخليل
صديق فضل
فارق دنيانا في آواخر 2011م ولم يكن فراقه عاديا بل جاء كما كان يتمنى هو دائما ألا وهو الفوز بإحداهما الشهادة أو النصر وقد نال الأولى وإن النصر لآتي في القريب بإذن الله
إلتقيت الشهيد الدكتور خليل إبراهيم في أحد فنادق طرابلس وفق لقاء عمل تم ترتيبه عبر الأخوة في مكتب حركة العدل والمساواة بهولندا وذلك في بداية العام الماضي 2011م حيث كنت موجودا في طرابلس ضمن وفد كبير من الأفارقة لحضور مؤتمر المهاجرين الأفارقة والذي عقد فيها
ذهبت إلى حيث كان يقيم الشهيد وبرفقة أحد الشباب والذي عرف لي نفسه بأنه مدير مكتب العدل والمساواة لشمال أفريقيا وهو شاب من خريجي كلية الهندسة الميكانيكية بعطبرة ودخلت إلى مقر الشهيد بعد ان تم تفتيشي شخصيا بواسطة حراسة شخصية من شابين سودانيين مسلحين كانا مكلفين بتأمين حياته الشخصية في مقر إقامته الجبرية حيث كان يحتجزه الهالك عقيد ليبيا معمر القذافي
كان الشهيد دكتور خليل يرتدي جلبابا سودانيا ومن تحته بلوفر برد حيث كان الجو شتاءا في منتصف يناير ويحمل في يده مسبحة أو سبحة صغيرة وتبدو على وجهه الطمأنينة والثبات وإستغرق لقائي به قرابة الثلاث ساعات تخللتها فترة تناول العشاء معه وبصحبة شخصين آخرين و كان هو الأكثر حديثا مني وقد قدم لي في حديثه تلخيص كامل عن تجربته مع الحركة الإسلامية وعن إحباطه اللآ محدود في رفقاء الأمس من قادة البلاد وعن رؤيته لكيفية حكم السودان. وفي حديثي هذا سوف أتعرض لأهم ما قاله الشهيد من نقاط قد تزيل الكثير من سؤ الفهم والظن الذي يتناول به بعض المثقفين والسياسيين لمواقف حركة العدل والمساواة وموقف هذه الشخصية القيادية الفذة والتي لاشك قد خطت صفحات مشرقة في تاريخ السودان القادم الجديد لامحالة في ذلك.
أولا:- أمن على موقف حركة العدل والمساواة من وحدة السودان بحدوده المعروفة منذ 1956م( ولم يكن وقتها قد إنفصل الجنوب
وإن حركة العدل والمساواة لم ولن تطرح في أي مفاوضات قادمة مع النظام أي بند يتعلق بتقرير مصير دارفور.وقد أقر لي بأن قيادات الإسلاميين الموجودة في النظام حاليا تريد أن تدفع بالحركات المسلحة في دارفور وذلك من خلال تبني مواقف عنصرية بغيضة في لغة خطابها ضد قيادات هذه الحركات في الإعلام الرسمي المسموع والمقروء وأضاف أن على حركات دارفور وكل قوى الهامش السوداني الإنتباه لهذا الفخ وألا ينساقوا خلف الخطاب العنصري للنظام في الخرطوم لأن هذه القيادات لامانع لها من التنازل عن جميع أطراف السودان الأربع جنوبا وشرقا وغربا في مقابل أن يحكموا دولة في وسط السودان لاتتعدى حدودها الجنوبية منطقة الجزيرة في مقابل تشبثهم بكراسي السلطة. وضرب لي مثلا لإحدى إحباطاته في رفقاء الأمس وذلك عند ما كان وزيرا للصحة في دارفور عندما أراد أن يقوم بحملة لتطعيم الأطفال في الإقليم فأرسلوا له أمصالا منتهية الصلاحية مع علمه التام بوجود أمصال جديدة وصلت من اليونيسيف وهي في مخازن وزارة الصحة المركزية وعندما سألهم عن معنى هذا التصرف لم يجد ردا وكانت تلك واحدة من إحدي المواقف التي دعته للوقوف في وجه النظام وبعدها غادر البلاد إلى هولندا بغرض التخصص في طب المجتمع ولكن ربما قادته إحباطاته و حسه السياسي إلى ترك طب الجتمع و تبني وإنشاء حركة مسلحة علها قد تنجح في علاج المجتمع من أمراض حب السلطة والعنصرية وما أسوأهما عندما تأتي من قيادات تتدعي الطرح الإسلامي في كل صغيرة وكبيرة
ثالثا :- تطرق إلى ضرورة توحد القوى المهمشة في كل أنحاء السودان لإزالة هذا النظام وبعدها يمكن لجميع القوى والأحزاب السياسية أن تجلس لكي تقرر كيف يحكم السودان وعندما سألته عن موقفهم في حركة العدل والمساواة من علاقة الدين بالدولة أجاب بأنهم مع الدولة المدنية التي يكون فيها فصل واضح للسلطات الثلاث تشريعية وقضائية وتنفيذية وأضاف موجها لنا بعدم معادات الدين بصورة عامة وان الشعب السوداني بصفته شعب متصوف وغير متطرف ولا يحب الغلو في المواقف ايا كانت
رابعا :- ضرورة تواجد ثوار ومناصري وقيادات ثورة الهامش في مناطق المواجهة وأن تواجد خمسة أعضاء تحت شجرة في مناطق الهامش أفضل من خمسمائة عضو موجودين في الخارج وفي أوروبا وهنا يفصح القائد الشهيد خليل عن شجاعة غير معهودة في قادة اليوم وإرادة قوية تميز بها هذا الرجل وما قيادته لعملية الذراع الطويل في 2008م حتى داخل العاصمة وطريقة إستشهاده بين جنوده في منطقة من مناطق الهامش إلا دليلا عمليا على قوله هذا وان وجوده داخل ليبيا وتحت الإقامة الجبرية من نظام العقيد الهالك القذافي كان بإتفاق مع النظام في الخرطوم وأن بتحديد إقامته في ذلك الفندق المتواضع قدم العقيد الهالك القذافي خدمة لنظام البشير وما زال البشير وزمرته يكذبون ويدعون بأن ليبيا كانت تقدم الدعم لحركة العدل والمساواة وهو الذي كان يحتجز عنهم رجلا وقائدا فذا مثل الشهيد خليل
خامسا :- وهي أهم النقاط حيث دعى الجميع في قيادات الهامش إلى عدم بيع قضيتهم بثمن بخس أيا كان منصبا اومالا ولعله كان كان محقا في هذا وكيف كان ثابتا في موقفه التفاوضي حيث عرض عليه رفقاء الأمس من قيادات النظام مناصب مختلفة حتى وصلوا معه إلى منصب نائب أول للرئيس مقابل التوقيع على إتفاق لايعالج أسباب المشكلة الرئيسية التي كان من نتائجها مشكلة دارفور وتلك المشكلة ليست في دارفور ولا في أبيي ولا في الشرق ولا في كجبار ولكن تكمن المشكلة في هؤلاء الذين تبوأو السلطة المركزية منذ 1956م وحتى اليوم وفرضوا وصايتهم على تلك المناطق ومازالو يواصلون في فرض وصايتهم على الآخرين في دارفور وجنوب كردفان والنيل الأزرق وفي مناطق المناصير وفي مناطق النوبيين في كجبار والشمال النوبي
إن في ملحمة إستشهاد د. خليل لعظيم العبر والدروس التي تسطر كلماتها من عبق أحرف من دماء طاهرة وذكية وإن كان بعض السياسين والمثقفين قد رأو في خليل نسخة من رفقائه في الحركة الإسلامية فأقول لهم أن السياسة ليست فيها ثابت بل هي علم المتغير والممكن وإن الشهيد خليل لم يكن الأول الذي إنشق على تنظيمه في الحياة السياسية السودانية بل عرفنا هذا التحول في المواقف في كل التنظيمات والأحزاب السودانية وعلى سبيل المثال المرحوم دكتور أحمد سليمان المحامي وسبدرات ودكتور الخاتم عدلان ودكتور خالد المبارك والمجنون غازي سليمان كيساريين مرروا بالراحل الأستاذ زين العابدين الشريف الهندي والذي على يده بدأ مسلسل ذبح الحزب الإتحادي الديمقراطي ومبارك الفاضل والذي على يده تم ذبح حزب الأمة والعقيد عبد الرحمن إبن الإمام الصادق والشاب محمد الحسن إبن السيد محمد عثمان الميرغني وإن كان هنالك تميزا في موقف اي واحد من هؤلاء فالحق يقال أن في موقف الشهيد خليل تميزا واضحا وهو إنتهاجه أعلى درجات الخصومة منذ خروجه من النظام ألاوهو حمل السلاح وهي ما يعطيه المصداقية والتميز عن كل هؤلاء والذين مازال الكثيرين من الأحياء منهم يأكلون على موائد النظام ليلا ويتقدمون الصفوف في الندوات والخطاب السياسي كمعارضيين نهارا فليس من حق الآخرين إتهام الشهيد بما هو براء منه
لقد رحل الشهيد الدكتور خليل ولسان حاله ينطبق عليه قول مأثور في الرثاء
نفحت عذوق النخل عطر شهادة ******ما كنت تاركها وقد ملأت فمي
نبئت أن الباذلين نفوسهم ****** ********** يتألمون لمقتلي
ناحو لفقد أميرهم ياليتني ************ أحيا وأقتل تشهدون ترنمي
للشهيد الرحمة ولأسرته الصبر والثبات ولرفقائه في حركة العدل والمساواة المضي قدما في خطه النضالي الوحدوي بثبات ودون تردد والنصر لقوى الهامش بإذن الله
صديق فضل
بتاريخ 31/12/2011م
إغتيال الخليل هل هي زفة أم هي مؤامرة ؟
ما هي المؤامرة ؟ وفقا لخبراء نظرية المؤامرة , هي قيام أكثر من جهة , وتكون بمثابة عصبة في شكل تنظيم , مؤسسة او دولة , بحياكة سرية لخطة شريرة " مكيدة " تهدف الي السيطرة على السلطة والثروة وحرية الناس وتسحق كل من يقف كعقبة كأدا .أما الإغتيالات فهي أحدى ألياتها الفعاّلة و القديمة قدم التاريخ . ولكن المصطلح السياسي للكلمة " أساسينيشن " الإغتيال , إبتدعه المؤرخ الإيطالي ماركو بلو من إسم زعيم طائفة الحشاشين في إيران الذي إستهدفت بصفة خاصة فرسان الصليب في القدس , ويقول المؤرخ ماركو بلو بأن إفراد الطائفة كانوا يتعاطون الحشيش دائما . ومن هنا لا يستغرب المرء كيف أن كل من يرتكب جريمة إغتيال شنيعة يشخّص مباشرة بالسايكوباط , الخبل ! وهذا لا يعني بحال وجود علاقة طردية بين نظرية المؤامرة و الإغتيال لأن الأخير قد يرتبط بإسباب شخصية بحتة مثل جريمة إغتيال هابيل أما المؤامرة فدوافعها دائما إستراتيجية .
لا يمكن معرفة عظمة الشي إلا بالرجوع الى أصل النبع . وما بين الفرات والنيل ترقد أعظم حضارة عرفتها البشرية . ثمة دولتين تعتبران مرجعا للحضارة الإنسانية بالمطلق, وهما العراق والسودان. دولتان إستراتيجيتان بالفطرة ! ولا يمكن للسودان أن تتحصن أمام خطط التفتييت وهي تفكر بعقل مستورد. د. جون غرنق كان يعرف قواعد اللعبة , فلقد قال مرة مازحا بأنه لو رافع عن مشروعه " السودان الجديد " ضد المشروع الحضاري الحكومي , أمام الله , فسيكسب القضية , قائلا : والله العظيم ! لماذا كل هذا الثقة بالنصر ؟ ببساطة لأن مشروعه مشروع إنساني بالدرجة الأولى وليس مشروع عقائدي أصم .مشروع السودان الجديد كان صمام أمان تراب السودان , وحينما بدأ الدكتور غرنغ وضع مشروعه قيد التنفيذ . قتل الدكتور غرنغ في ظروف غامضة , بعد نضال ثوري لأكثر من عقدين .ولا يحتاج المرء الي خبير أو كاهن لينبئك عن حال مستقبل السودان بوجود , د . غرنغ , و قد يتوقع المراقب مصائب عديدة قبل الإنجاز العظيم , ولكن يستطيع المرء بكل ثقة أن يقول إستحالة ظهور نموذج الكورياتين في تراب السودان. أي لا وجود لشئ أسمه دولة جنوب السودان , اليوم . ولكن لطالما افعال من يتحكم بالطبقة السياسية في السودان يجهل او يتجاهل او ضد هذة الحقيقة التاريخية , فإنهم من حيث يدرون او لا, سيكونون أدوات لتحميل خطط الصوملة ولا محالة أمام المزيد من المؤامرات والإغتيالات لشخصيات تحمل رؤية أصيلة للوطن . يعتبر الدكتور خليل أحد تلك الشخصيات التي تحمل راية وحدة السودان , بأي ثمن , من علي دينار الي التعايشي وعلى عبداللطيف الي الماظ , ومن جون غرنغ الي الخليل, كان هدفهم واحدا هو : السودان أولا !
كتب الصحفي كمال سيف من سويسرا , مقالا بعنوان : حقائق ومعلومات عن إغتيال الدكتور خليل , وهناك مقالا آخرا بعنوان القصة الكاملة لإستشهاد الدكتور خليل , لثروت قاسم , فهذة التحليلات ذات الصبغة الدرامية , تزعم بإن هناك أكثر من جهة تضافرت جهودها لتصفية الدكتور خليل. وكأن هذة التحليلات بنّيت على تصريحات وبيانات تكتيكية دقيقة صدرت من حركة العدل والمساواة. ولكن من يسترق السمع للمقابلة الأخيرة للدكتور خليل يستخلص بإنه شخصيّا كان يدرك مراقبته رقميا . أما أقوال القائد الميداني سليمان صندل , فسيقطع كل شك تورط قوى خارجية نافذة في العملية فهو بحكم خبرته الميدانية الطويلة سيكون لديه تقييم معقول لنوعية نيران العدو. سيكون من الغباء من حركة وصفت دوليّا بأنها تتمتع بقيادة ذكية ,ولكنها غير حذابة للإجندتهم , إن تنحرف عن مسار أهدافها الأستراتيجية لتخلق عمدا لنفسها عدوا قويّا و خفيّا , إذا إستندت الى مزاعم فوبيا المؤامرات .
الصحفي الإيرلندي روب كيرلّي , هو مؤلف كتاب , أنقذوا دارفور : الكل له مآرب في حروبات أفريقيا. كتب مقالا مختصرا عن مقتل د خليل . كان قد أجراء لقاء مع الدكتور خليل في الميدان في وقت سابق , ولقد ورد في المقال المقتضب جدا , كلا من أسم بن لادن والترابي , المنبوذ غربيّا ! وكغيره من الأنطباعيين الغربيين , خرج بهذا الأنطباع , بأن الرجل ما هو إلا عبارة عن نسخة العهد الجديد في مقابل العهد القديم لكتاب الأنجيل , أي أنه أسلامي مصلح فحسب. ولكنه ذهل من شخصيته ومن نوعية حركته, حركة تنظيم ثورية في غاية التعقيد , بحسب قوله, حركة تضم رهط من كوادر مثقفة من اليسار واليمين والوسط . وكان هذا اللقاء قبل سنتين تقريبا , ويقول بأن طائرات الأنتونوف الحكومية كانت تحلق صباحا مساء للنيل من دكتور خليل. ثم يختتم مقاله قائلا: سوف أوفر لكم معظم ماجاء في بروباغندا لوزير الأعلام السوداني يشرح كيف تم العملية بهذا المقتطف من كلامه " منذ يوم الرابع عشر كانت القوات المسلحة تلاحق المتمردين المخربين والمتقدمين صوب الشمال , حتي قضي عليهم بما فيهم قائدهم الدكتور خليل في يوم الأحد الخامس والعشرين ! نموذج إرتباك معلومات . ما أراد روب كيرلي , قوله هو ان السيد عبدالله مسار ما هو إلا أطرش في الزفة ! وبأن العملية ليست زفة حتى إنما هي أوبرا حقيقية .
هل ثمة علاقة ما بين تزامن مقتل جورج آتور المتمرد في دولة جنوب السودان ومقتل د خليل ؟ يتسآل ماتثيو رسل لي, الصحفي المسجل في الأمم المتحدة وصاحب صحيفة إينر سيتي برس . ولكنه يقول أنه طرح عدة أسئلة للناطق بإسم بانكي مون , ومن بينها لماذا لم تسعف الأمم المتحدة الدكتور خليل في طرابلس عندما طلب المساعدة بينما كانت تقدم طيرانا مجانيا للمطلوب بجرائم الحرب أحمد هارون من أبيي الي الخرطوم ؟ ولماذا لا تعلق على عملية القتل التي لاقت تغطية إعلامية كثيفة أكثر من مقتل أتور الذي بالمقابل علّقت الأمم المتحدة على مقتله ؟ بالرغم من الأهمية البالغة لمعادلة د الخليل في عملية السلام الحساسة في دارفور ؟ ولكن المؤكد أن تغييب عرفات ما ساهمت إلا في ضياع فرص السلام الحقيقية !
في الحقيقة , منذ مفاوضات الدوحة الي إنشاء تحالف كاودا لا النظام ولا الجهات الوسيطة كانت تريد وجود شخصيات قوية . ومن هنا نتركك مع هذا السؤال الطويل الذي طرحه الدكتور المناضل تشي غيفارا الذي تورط في قتله عدة جهات :من هم اولئك الذين جعلوا من أنفسهم حراسا للحرية ؟ الذين سمحوا للقتلة البقاء احرارا ؟
كيسر أبكر
في الذِّكرى ال 56 لمشروع دولة الجلابي إستشهَاد خَليل دافعٌ لإستمرار إجْراءات الهَيكلة العامة
منعم سليمان
في 23 ديسمبر الفارط ؛ ركْبْ الطبيب خليل ابراهيم محمد توجه غرباً صوب الأبدية ؛ إلى ما وراء الطبيعة حيث ذات الله الأعلى ؛ غاب عنا خليل في أعنف مشهد من أعمال الغدر و الضعف النفسي التي ظلت تنتجها دولة الكيان الجلابي طوال 56 عاما من عمرها في بلادنا.
لحق الطبيب خليل وهو مبتسماً بصديقه المحامي جمالي جلال الدين وحسن مانديلا والثائر عبد الله ابكر ؛ والمحامي ابراهيم الزبيدي ؛ ليلتقوا مع من سبقهم في سوح أخضر يتقدمهم الشهيد الدكتور جون قرنق دي مابيور ؛ ويوسف كوة مكي وليم نون وكاربينو كوانين بول و المهندس داود يحي بولاد ؛ ومحمد نور سعد وادم ادهم و الملازم على عبد اللطيف و الملازم أول عبد الفضيل الماظ و الفكي عبد الله السحيني و الفكي على الميراوي و االسلطان على دينار والسطان عجبنا و السلطان تاج الدين والخليفة الشهيد عبد الله التعايش.
وتستمر ثورة عمرها قرن من الزمن ضد مشروع دولة تمامة لمشروع الاستعمار ؛ لا أخلاق لها ؛ ولا اساس لها ؛ ولا اركان لها تقيم فوق بلادنا وعلى ترابنا وضد شعبنا وتأكل من لحمنا ودمنا . ويسقط في كل يوم شهيد من ابناءنا من اجل إزالتها .
تستمر ثورة الأمم والشعوب من أجل تحقيق قيم إنسانية وحقوق قومية وطتية تتمثل في العدالة الاجتماعية وإحرام حقوق الانسان . بلا هوادة تستمر الثورة حتى تحقق اهدافها النبيلة .
في قسمه داخل المشروع الثوري الكبير في السودان سماها الطبيب الإنسان ورفاقه ( العدل والمساواة) ؛ ما يعني ثورة لأزالة التميز العنصري والحيف التاريخي ؛ ومن اجل تحقيق إحترام الانسان من قبل اخيه الانسان لانه انسان في المقام الاول .
والعدل والمساواة قيمتان إخلاقيتان في الحياة البشرية ؛ وشرط ضرورة لتستمر هذه الحياة بصورتها الطبيعية ؛ وتثور البشرية حين تغيبان. وقد كان خليل ابراهيم الثوري العنيد انسانا كاملا حين ثار على دولة التميز العنصري في 2001ف . وإمتحن إيمانه وإنسانيته حين قاتل بشجاعة وفاوض بشجاعة في سبيل تحقيق هاتان القيمتان ببلاده . وأثبت انسانيته حين فارقت روحه الحياة وهو قائم في سبيل تحقيق العدل في الحكم والمساوة بين الناس ؛ فله التحية .
اليوم ؛ ينضم الثائر خليل إبراهيم الى ركب عظماء الثورة في القارة الإفريقية : بارتليمو بوغندا في افريقيا الوسطى (1958) و باتريك لمومبا في الكنغو (1960) . اميل كارل كبرال في غينيا بيساو (1974) . سامورا ميشيل في موزبيق (1989). جون قرن دي مابيور في السودان (2005) . ويضع اسمه بكل جدارة في سجلات ثوار العالم .
لقد تشرب خليل الحس الأنساني والأخلاق و الذكاء والقدرة على التعبير عما يؤمن به في قريته (كيرة) قرب بلدة (الطينة) حيث جاء الى الحياة طفلا في عام 1959 ف . و عاش إنسانا في ظل شذف الحياة داخل الدولة الاجنبية في بلادنا شابا ورجلا مكتملا . وتقلب متكئا عليها بين شعب بدون دولة . و لم تبدله السنوات و إن بدل هو مقعده يوماً . ولم تغير الأحوال شيئا في شخصيته وإن سايرت شخصيته الأحوال يوماً . وهكذا في عام 2002ف عبّر بكلماته القروية عن ضمير شعبنا الانسان ؛ وصرخ بضرورة التغير الجذري في البلاد نحو واقع إنساني . وهكذا ظل ملتزماً بالقضايا الأساسية في حَراك التغير الذي نادى به مع رفاقه . وهكذا قاد جيشاً قوامه من اؤلائك القرويين والرعاة ليضمن التغير . وهكذا قدم نفسه فداء لما آمن به لصالح الإنسانية .
لقد كان رحيل مفاجئ ومفجع في انِ على اعتاب الذكرى ال56 لخروج الاستعمار الانكلو مصري وانطلاقة مشروع دولة الابرتهايد الجلابي التي قتلته .وقد كان الدكتور خليل ساعياً بجدية نحو الإسهام الفعلي بقدرٍ أكبر في تغير أسسها وأركانها المختلة.
رحيل خليل فقدٌ لا يتعوض في هيئة الانسان والإسهام الإستثنائي المتفرد الذى قدمه الرجل ؛ فلكل إنسان مكانته وقدراته في المجتمع . إلا انه فقد يتعوض في هيئة الثائر وقيادة مؤسسة الثورة فالسودان هو بلد لشعب يلد الأبطال في كل يوم ؛ وهو متمرد بين جيل أجمع أمره على التحرر ولا تراجع .
على الرفاق إستثمار الأجواء الثورية التي خلفتها مصرع الدكتور خليل إبراهيم في التفكير بوعي و عمق من أجل إنجاح مشروع التغير لصالح البلاد كلها. أي توظيف عواطف الثأر وطلب الإنتقام من أاجل المضي قدما في تطبيق الإجراءات الضرورية لاعادة هيكلة الدولة ومؤسساتها لصالح الوطن. ضمنها هيكلة القوات المسلحة التي تحولت الى مليشات عقائدية ومرتزقة لصالح الحزب النازي . وبين هذا وذاك اعادة هيكلة العقلية السودانية في النظرة نحو الدولة ودورها للانسان ؛ولرفع الظلم عن ضحايا التميز العنصري بدلوة الابرتهايد ؛ ذلك هو المشروع الذي دعى له الدكتور خليل وقدم في سبيله أغلى ما يملك ؛ نفسه.
في رحيل خليل لتبكي النساء ؛ وليبكي الرجال ؛ وخليل رجل يستحق الدموع ؛ إلا انه وفي تقاليدنا القروية ان بكاء النساء ضروري في حق الفارس اذ قيل أن الدموع يخلّق في أرحامهن فرسان ؛ وسيلدن رجال شجعان يمسحون دموع أمهاتهم ؛ ودموع النساء تعرف الأجنة بالثورات وهن في بطون أمهاتهم .
لمثل خليل يبكي الرجال بالدم. لا ثأرا ولا إنتقاما ؛ بل قتالاً فاعلا ً من اجل تحقيق الهدف الاسمى الذي إستشهد الرجل من أجله . ووهنا ينبغي إستثمار المشاعر الجياشة التي تولدت من طريقة إغتياله المستفزة والاسباب ورائها ضد القتلة . توظيف تلك المشاعر سيسهم في دفع الثوار الى المزيد من التعاضد والتلاحم من اجل تحقيق المشروع الوطني الذي قدم الرجل روحه في سبيله ؛ هو تغير أركان هذه الدولة القاتلة ؛ ووقف حملة الابادة البشرية ؛ ومعاقبة المجرمين ؛ وبناء دولةديمقراطية تحترم حقوق الانسان ؛ ولا يكون ذلك سوى بطريقة واحدة اولية ؛ وهو دخول الثوار الخرطوم هذا العام.
بالنسبة لحركة العدل والمساواة ؛ جيشها وطلابها ونسائها وجماهيرها . عليهم أن يكونوا متحدين بقوة ووعي خلف الرئيس الجديد للحركة ؛ و تحويل الحزن الى شجاعة والدموع الى قوة،وألم الى ثبات؛ وبذا سيحققون النصر النهائي وينعم روح القائد الشهيد بالسلام؛ وسيدفع الجنرال الراقص وزبانيته الثمن الى الأبد .
وعليه فان قضية إعادة الترتيبات الادارية داخل الحركة ينبغي ان يتزامن معه الترتيبات الإستراتيجية مع رفاق الثورة في كل الجهات للتقدم. وينمو العزم على دخول قوات الثورة الخرطوم في القريب العاجل.
يرحل الطبيب خليل ابراهيم شامخاً كجبال مرة ولم ينحني للحظة قبالة العواصف التي واجهته وهو حياً.و لن تنحني الثورة السودانية للحظة وان يفارق أقوى الرجال فيها الحياة و يبقى الثوار كالنسور شامخون . والثورات حيث تقوم لن تتوقف حتى تحقق أهدافها النبيلة . ووفاء لروحه وأرواح الملايين الذين قتلتهم هذه الدولة الفاشلة لابد من دك حصون قصر غردون في الخرطوم .
رحيل الطبيب خليل ابراهيم لم يكن منتظراً.جرحٌ لا يحتمل . فقدٌ يشل التوازن ويشد الأعصاب .غياب سابق جداً لأوانه ؛ وحتى إشعار آخر فهذا الفقد أكبر خسارة لم يكن في التصور تصيب اليوم ثورتنا السودانية الهادفة الى اعادة هيكلة الدولة والعقلية والمجتمع على نحو إنساني ووطني. السلام على روح الخليل في العليين.
منعم سليمان
الاول من جانفير 2012ف
الشهيد الخليل ويهوذا الإسخريوطي ؟/ ثروت قاسم
[email protected]
1 - يهوذا الإسخريوطي !
يهوذا الإسخريوطي ... هو واحد من تلاميذ السيد المسيح الإثني عشر !
وهو التلميذ الذي خان السيد المسيح !
كان الحكام اليهود يخشون القبض على السيد المسيح في النهار ، لئلا تثور الجماهير ، المحبة للسيد المسيح ، ضدهم !
اتفق يهوذا مع اليهود على إخطارهم بالمكان ( بستان جشيماني ) الذي يتناول فيه السيد المسيح العشاء ، ليلأ ، مع تلاميذه ! وأن الشخص الذي سوف يقبله ، سيكون هو السيد المسيح ، لأن عساكر اليهود لا يعرفون ، ولن يستطيعون تمييز السيد المسيح ، من بين تلاميذه !
قبض اليهود على السيد المسيح ، وهو بين تلاميذه ، يتناولون العشاء ، حسب الخطة المتفق عليها مع يهوذا !
قال السيد المسيح مخاطبا يهوذا :
( يا يهوذا ، أَبِقبلةٍ تُسَلِّمُ ابن الإنسانِ؟( !
صارت هذه الجملة ( أَبِقبلةٍ تُسَلِّمُ ابن الإنسانِ ؟( ، مرجعية أساسية في الأدبيات الغربية ؟
وقد خلدها الكاتب الروسي فيودور ميخائيلوفيتش دوستويفسكي ( 1821 - 1881) ، في روايته ( الاخوة كارامازوف) !
ألم تسمع ، يا هذا ، النازحين البؤساء في معسكر كلمة ، يرددون ، غير مصدقين أنفسهم :
( يا منبطحون ... أبقبلة تسلمون ابن دارفور ؟ ) ؟
كان ذلك العشاء الأخير للسيد المسيح ... يسوع الناصري ، الذي جعله سبحانه وتعالي آية للناس ، ورحمة منه ، وكان أمرأ مقضيأ !
( ... وَلِنَجْعَلَهُ آيَةً لِّلنَّاسِ ! وَرَحْمَةً مِّنَّا ۚ ! وَكَانَ أَمْرًا مَّقْضِيًّا ! ) !
﴿ 21 - مريم ﴾
أدبيات الديانة والثقافة المسيحية تشير لأي حدث يكون الأخير في ملحمة درامية ، على أنه العشاء الأخير !
قاد اليهود السيد المسيح إلى المشنقة !
ولكن الله سبحانه وتعالي رفعه اليه ، وبقي في أيادي اليهود شبيه السيد المسيح ، حسب الآية 157 من سورة النساء :
( ... وَمَا قَتَلُوهُ ، وَمَا صَلَبُوهُ ، وَلَٰكِن شُبِّهَ لَهُمْ ... )
( 157 – النساء )
قبض يهوذا من اليهود ثلاثين قطعة فضة ، مقابل خيانته لمعلمه السيد المسيح !
صارت هذه الثلاثين قطعة فضة ترمز لثمن الخيانة في الأدبيات العالمية !
كان نابليون يرمي على الأرض بصرة تحوي ثلاثين قطعة فضة ، وربما مثلها معها ، للجواسيس من قبيلة العدو ، الذين يمدونه بمعلومات عن العدو ! كان نابليون يحتقر الجواسيس ، ويزدريهم ، رغم أنهم يمدونه بمعلومات قيمة ، عن عدوه !
وصارت قصة يهوذا الإسخريوطي مضرب المثل في قمة الخيانة الإنسانية !
يزعم بعض أهلنا في دارفور ، أن الوظائف الديكورية في السلطة الإقليمية في دارفور ، والتي رمي بها الرئيس البشير للمنبطحين ( الثلاثاء 27 ديسمبر 2011 ) ، تمثل ثلاثين قطعة فضة ، كالتي رمى بها اليهود ليهوذا الإسخريوطي ، مقابل خيانته للسيد المسيح !
يؤمن أهلنا في دارفور بأنه لا يوجد حل لمشاكل دارفور ، بدون أن يقبل الأبالسة بدفع إستحقاقات الحل ، لأنه لا يوجد حل بلا ثمن !
الحل بالتعيين والوظائف الزخرفية في السلطة الأقليمية الهوائية والسلطة المركزية ، لأقل من مأئة دارفوري ، ليس علاجأ لمشاكل دارفور !
الحل لمشاكل دارفور بالمفهوم الانقاذي ( كشكش تسود ) ، لن ينطلي علي أهلنا في دارفور ، رغم أنه ربما راق للذين يكشكش لهم الأبالسة ، والذين يقبضون الفضة ، في شكل وظائف زخرفية !
ندم يهوذا على فعلته ، رد الفضة لليهود ، وشنق نفسه !
تساءل بعض أهلنا في دارفور ، ضاربين أخماسهم في أسداسهم :
يا ترى ، هل يرد المنبطحون الفضة للأبالسة ، ويندمون على فعلاتهم المشينة ، وهم يقبلون أهل ديار فور ، في العشاء الأخير ؟
تزخر بلاد السودان بعينات نتنة ، تفوح منها روائح كريهة ، من يهوذا الإسخريوطي ، الذين باعوا بلاد السودان وأهل بلاد السودان ، ومثلهم معهم من مثل وقيم ومعاني سامية ، مقابل فضة الأبالسة ، ومثلها معها من موبايل مجاني وعربة مظللة الزجاج ، لكي لا يراهم الناس ، فيبصقون عليهم !
إن شئت الدقة ، هي ليست فضة الأبالسة ، وإنما فضة الشعب السوداني ، سرقها منه الأبالسة ، بعد أن سطوا على السلطة ، بليل !
خلد القران الكريم ظاهرة يهوذا ، والذين اتخذوا أيمانهم جنة ( غطاء ) ، وطائفة قد أهمتهم أنفسهم ، يظنون بالله غير الحق ، في الآية 154 من سورة آل عمران :
( ... يقُولُونَ هَل لَّنَا مِنَ الْأَمْرِ مِن شَيْءٍ ؟ ۗ قُلْ إِنَّ الْأَمْرَ كُلَّهُ لِلَّهِ ۗ ! يُخْفُونَ فِي أَنفُسِهِم مَّا لَا يُبْدُونَ لَكَ ۖ ! يَقُولُونَ لَوْ كَانَ لَنَا مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ ! مَّا قُتِلْنَا هَاهُنَا ۗ... ) !
( 154 – آل عمران )
قال :
كما هو الأمر فى كل أمر ، فإنه درجات وأنواع!
دعنا نرى أدناه !
2
2 - ظاهرة يهوذا في السودان ؟
استولد الأبالسة ظاهرة يهوذا في ثقافة أهل السودان ، ولم تكن معروفة من قبلهم ! فأصبحنا نرى المسارات والدقيرات والعبدالرحمانات ، وما رحم ربك ، بالكوم !
صار الإستثناء قاعدة !
أصبح شباب وكوادر حزب الأمة يخافون أن يطبع معالي الأمير عبد الرحمن قبلة الرحمة علي خد الإنسان العظيم ، في العشاء الأخير ، بعد أن قبض معاليه الفضة ؛ كما طبعها ، من قبله ، يهوذا على خد إبن الإنسان في العشاء الأخير ، قبل أن يسلمه لليهود !
نعم ... استولد الأبالسة ظاهرة يهوذا في بلاد السودان ، وظواهر أخرى غريبة على الثقافة السودانية !
دعنا نأخذ كمثال ظاهرة اغتيال الشهيد الخليل ، ونستعرض أربعة من الظواهر الجديدة التي استولدها الأبالسة ، من بين عشرات :
أولأ :
استعان الأبالسة بالأجنبي في اغتيال الشهيد الخليل !
هذه ظاهرة جديدة على الثقافة السودانية ، لم نسمع بها في آبائنا الأولين !
في مايو 1996 ، سحل الجنرال الصومالي محمد فرح عيديد 19 جنديا أمريكيا ، في شوارع مقديشيو ! رصدت إدارة بيل كلينتون مبلغ مليون دولار ، لمن يدلها على مكان اختباء الجنرال عيديد ! رفضت الفصائل الصومالية التي كانت تحارب الجنرال عيديد بشراسة ، وتجاهد في قتله ، وتعرف مكان اختبائه في مقديشيو ، والتي كانت في أمس الحاجة لمليون دولار الأمريكان ! رفضت في إباء وشمم ، ودون تردد ، أن تدل الأمريكان على مكان اختباء الجنرال عيديد ، وتقبض الثلاثين قطعة فضة ( مليون دولار ) !
يجاهدون في الفتك به ؛ ويرفضون اخطار الأجنبي بمكان اختبائه ، للقصاص منه !
هذه ثقافة القوم في الصومال ! وتلك ثقافة الأبالسة في بلاد السودان !
ثانيأ :
إغتال الأبالسة ، ( بمساعدة الأجنبي ) ، زعيم من زعماء المعارضة ، وهو نائم علي سريره ! وليس في ميدان المعركة ، وليس في بيوت الأشباح ( الدكتور علي فضل ) ، وليس بعد محاكمة صورية ( محاكمات رمضان ؟ ) !
هذه أول سابقة في تاريخ السودان الحديث ، لأغتيال زعيم سياسي في سرير نومه !
سمعنا بمحاكمة السفاح نميري الصورية لعبدالخالق محجوب ، والأستاذ العظيم ، وإغتيالهما ، ضمن آلاف الشهداء ! ولكن لم نسمع بإغتيال زعماء سودانيين ، وهم نائمين على فراشهم ! وليس في هجوم عشوائي بطائرات الأنتونوف العويرة ؛ وإنما بواسطة صاروخ أجنبي ذكي ، موجه للشهيد الخليل شخصيأ !
فتح الأبالسة صندوق الباندورا ... للإغتيالات السياسية المصوبة ، والمدعومة بالأجنبي !
لا يستغرب الأبالسة إذا بدأت العقارب والأفاعي والجرزان السامة في الخروج من الصندوق ، ولدغ الأبالسة !
في هذا السياق ، أقسم القادة الميدانيون لحركة العدل والمساواة ( الأربعاء 28 ديسمبر 2011 ) ، على مواصلة الكفاح المسلح ، إلى أن يسقط نظام الإبادة الجماعية في الخرطوم ! وأكدوا بان النظام إبتدر سابقة الإغتيالات السياسية ، وهي سابقة خطيرة لم توجد من قبل في الممارسة السياسية ، وعلى قادة النظام الإستعداد لتحمل تبعاتها ؟؟؟
ثالثأ:
في أول سابقة في تاريخ الثقافة السودانية ، لم يحترم الأبالسة المتوضئون حرمة الموت ، ولا حرمة الميت ! فقاموا بنزع سرادق عزاء الشهيد الخليل ، وضرب المعزين ، بالهراوات ، وقنابل البمبان ، في وحشية ذئبية !
خاف الأبالسة من الخليل حيأ ... وميتأ !
ظن الأبالسة أنهم بإغتيالهم للخليل ، سوف يقبرون حركة العدل والمساواة ! ولكن أخذتهم الرجفة بعد إغتياله ، وخافوا منه ميتأ !
يحب الأبالسة أن يصدقوا أن حركة العدل والمساواة حركة مبنية على شخص الخليل ، وليست مؤسسة ! وتناسوا أن حركة العدل والمساواة كانت تفاوضهم في الدوحة ، والخليل معتقل في غرفة في طرابلس ، لا يستطيع حراكأ !
تناسي الأبالسة أن حركة العدل والمساواة انتخبت لرئاستها خلال الفترة الإنتقالية ، بعد وفاة الخليل ، الدكتور الطاهر الفكي ، وهو من أبناء كردفان ، وليس دارفور ، مما يؤكد المؤسسية ، والصبغة الوطنية الجامعة ، وليس الجهوية والمناطقية ، في حركة العدل والمساواة !
كما أكدت حركة العدل والمساواة تمسكها بدولة مدنية ديموقراطية عادلة ، تكون المواطنة فيها مناط الحقوق والواجبات ، وتقف على مسافة متساوية بين مواطنيها!
قال :
اذا أشتري الأبالسة حركة دارفورية ، أو أدعوا تدمير أخري ، بأغتيال قائدها ، فستنبت حركة ثالثة ، لأن أسباب مقاومة الأبالسة باقية ... الكرامة ، التوزيع العادل للسلطة والثروة ، الفساد ، والتهميش ، من بين قضايا أخري !
وسوف تتكاثر هذه الحركات الدارفورية كالفطريات ، لأستمرار أسباب وجودها ... سياسات الأبالسة البئيسة !
رابعأ :
سير الأبالسة موكبأ نسائيأ ( الخرطوم – الأحد 25 ديسمبر 2011 ) ، أبتهاجأ وشماتة في موت الشهيد الخليل !
هذه ظاهرة جديدة علي المجتمع السوداني !
سمعنا بأحتفالات النصر علي العدو ، ولكن لم نسمع بالشماتة ، والفرح بموت فرد من بني ادم ، حتي لو كان عدوأ ... بني أدم الذي كرمهم الله سبحانه وتعالي ، أحياءأ وامواتأ !
نجح الأبالسة في تشويه التركيبة الأخلاقية للمجتمع السوداني ! فصرنا نري ونسمع بعجائب ، ما انزل الله بها من سلطان !
فرح وشماتة في الميت ؛ أبن يقتل والدته ؛ أب يغتصب أبنته ؛ أم ترمي بطفلتها في بالوعة ؛ وتلميذة تجمع فتات الساندوتشات في مدرستها ، لياكل منه أهل بيتها ؛ وشرطة نظامية تغتصب سجينأ فارأ ، اغتصابأ جماعيأ ، حيث تناوب عليه سبعة من رجال الشرطة ... حماة القانون في دولة ألأبالسة !
دمر الأبالسة النسيج الأخلاقي المترابط للمجتمع السوداني ، فصار مسخأ تنفر منه النفوس ! والأبالسة في غيهم يعمهون !
ذرف الانسان العظيم الدمع سخينأ ، في عيد ميلاده ال 76 ( الاحد 25 ديسمبر 2011 ) ، على أنهيار المجتمع السوداني ، المعروف بالأخلاق السمحة ، وبالتسامح طول تاريخه !
بكي الأنسان العظيم لولوغ المجتمع السوداني ، في هذه الممارسات الذئبية التي لا تشبهه ، جراء سياسات الأبالسة اللا أسلامية ، اللا أخلاقية ، الأ حضارية ، اللا أنسانية !
بكي الانسان العظيم علي سقوط الانسان السوداني في بالوعات الأنقاذ ، السقوط الذي لا يمكن القيام منه !
بكي الانسان العظيم علي سقوط قيمنا ، وأخلاقنا ، ومفاهيمنا ، ومرجعياتنا الأنسانية ... التي دمرها الابالسة بسياساتهم الخرقاء التي تركز علي أذلال السودانيين وأفقارهم ، في صراع الأبالسة المحموم علي السلطة واغتنام الثروات ؟
الأخلاق السودانية في زمن الأبالسة ؟
البركة فيكم !
نواصل ...
يا قبر حاج أبكر هل وصل الخليل ؟ قصة الحزن العنقودي والنبوءة بقلم أحمد أبكر
منذ 16 ساعة 11 دقيقة
حجم الخط:
ياقبر ناجى العلى .. وينك ياقبر
ياقبر معجون بشوك .. مطلى بصبر
الموت يقرب عليك .. يرتد خوف
واذا ماخافش الموت.. يرتد جبر
هذه الأبيات هي للشاعر المصري العاشق للحرية عبد الرحمن الأبنودي في ذكرى صديقه رسام الكاريكاتير الفلسطيني الشهير ناجي العلي (شهيد الحرية ). وكما هو واضح ، فقد كانت الذكرى مؤلمة وحزينة إلى حدٍّ يعجز عنه الوصف.
أما بالنسبة لي، فالأسبوع الماضي كان عنوانه: الحزن العنقودي والنبوءة.
فالذكرى الرابعة للحاج أبكر كانت عجيبة
كانت مختلفة .. فبالإضافة إلى كونها حزينة ، كانت أيضاً – دون أن أدري - نبوءة
أي توارد للخواطر يا ترى؟
إلى القصة:
طيلة السنوات الأربع الماضية ، ظلت هذه الأبيات تزورني بإنتطام ، في مثل هذه الايام من كل عام ، ولمدة ثلاثة ايام بلياليها ، ثم تمضي ، وأحياناً تطرق بابي بطريقة عشوائية على مدار السنة ، من غير ما ميعاد. لكنها ما كانت لتخلف مواعيدها في مثل هذه الأيام.لي معها إلفة ، أحياناً أقرأها كما هي ، وأحياناً أضع صاحب الذكرى الحزينة (حاج أبكر) مكان ( ناجي العلى) ويظل الوزن مستقيماً .. والمشهد عظيماً .. فكأنما فصلت الأبيات في كليهما.
لكنها
أي هذه الأبيات ، في هذه المرة ، زارتني قبل الميعاد السنوي بشهر ، ثم- على غير العادة – مكثت ولم تفارق لساني ولو لساعتين إثنتين.
إنتابتني حيرة من إصرار زائرتي على البقاء لفترة طويلة هذه السنة
فشعرت أن هناك حزناً جديداً يتقدم .. وليس الأمرحزناً قديماً يتجدد .
نعم ،
كان طيف حاج أبكر يزورني في كل عام مرات ومرات .. لكنه ما كان يقيم.
وهذه المرة لم يمكث أيضاً ، فقط ذكرني بهذه الأبيات العنيدة التي تستعصي على الملل ، ثم مضى .. فإذا بي ساجعٌ حزين ، لا يمل الترداد.
وكنت في كل مرة أبدأ بدفع إستحقاقات ناجي العلي أولاً.. فالأبيات قد قيلت فيه هو ..
ثم من بعد ذلك اضع إسم الحاج أبكر مكان ناجي العلي :
يا قبر حاج أبكر .. وينك يا قبر
ثم أشدو مكرراً الأبيات مراراً ، أو قل ثم أبكي .. إلى آخر القصيد
نعم هذا ليس جديداً ..
فما هو السر هذه المرة ؟
وما هي النبوة الكامنة وراء هذا التصرف من أبيات الأبنودي حين قررت البقاء لفترة أطول؟
حاولت التجاوب مع الرغبة الجديدة لزائرتي ، فقررت - دون إستئذان من الأبنودي - أن أستلف أبياته هذه لتكون مقدمة مقال كتبته قبل أيام ولم أنشره ، كما هي عادتي مع مواضيع كثيرة أكتبها - ربما لنفسي- ولا أنشر منها إلا البعض القليل.
وكانت المناسبة كما قلت هي الذكرى السنوية الرابعة لرحيل حاج أبكر .. إقتربت الذكرى ولم تمر بعد ، ما يزال أمامنا أسبوعان من الآن ، وثلاثة اسابيع من لحظة كتابة ذلك المقال ، لكن طيف الحاج أبكر ألح علي أن أمسك بالقلم في منتصف ليلةٍ أروبية شاتئة كي أسجل لمحات من الذكرى وملامح من المذكور.
وقد فعلت وقمت بحففظ المقال إلى حينه ، فلربما أقرر نشره يوم الحادي عشر من يناير الجاري ، وربما لا.
ورغم ذلك
فإن أبيات الأبنودي لم تكتف بعربون المقال ، وإستمرت تعتكفت عندي ولم تبرحني- هذه المرة - منذ أن قدِمتْ
ما طاب لها أن توضع على الرفوف ، أو الإيداع في الذاكرات الإليكترونية ، أو إخلاء ذاكرتي وإفساح المجال لضيوفٍ آخرين ، ولو إلى حين ، وأبت أن تفارق لساني، فظللت أترنم بهن دون قصد مني، فكأنما هي تراتيل ناسك يتناجى ، أو ترانيم ساجع يتباهى ، بينما أنا لست إلا مكلومٌ يتباكى.
حينها أدركت أن شيئاً عضيماً سوف يحدث
ترى ما هذا الجديد؟
الجديد في هذه المرة يا سيداتي وسادتي هو ذلك الضيفٌ الجليل .. هو ضيفٌ على الذاكرة .. لكنه قد عبر السبيل إلى الآخرة.. ضيفٌ قد فرض نفسه بين هذه الأبيات
تجدونه شاخصاً كالجبال عندما تقرأ تلك الابيات بعد إحداث التعديل أو الإحلال .. تعالوا نسجع بها لنعرف من هو هذا الضيف الكريم هذه المرة:
ياقبر البطل خليل .. وينك ياقبر
ياقبر معجون بشوك .. مطلى بصبر
الموت يقرب عليك .. يرتد خوف
واذا ماخافش الموت.. يرتد جبر
يا لهن من أبيات .. ويا له من بطل ، إنه هو .. ومن غيره؟ .. خليل إبراهيم .. وهل يخفى القمر.
هو رابع أربعة رجال فرضوا على أن أكتب في مقاماتهم ، بعد سَفَرهم ، شيئاً من الشعر حيناً ، وشيئاً من النثر أحايين أخرى ، وشيئاً بين بين.
مضوا خفافاً حسب الترتيب الزمني التالي:
1) إمام قريتنا : الحاج أبوحلا
2) مانديلا السوداني : الزعيم جون ود قرنق
3) الحاج أبكر أبوأم دور
ثم لحق بهم
4) جيفارا السوداني : الزعيم خليل إبراهيم
ليس بالهين عليّ أن أجنح إلى مدح أحد ، فأنا رجل يستهويني النقد وليس المدح
رغم أننى أيضاً أقول للمحسن أحسنت ، إقراراً لحقيقة واقعة، دون أن أمدحه.
وقد نالت سهام نقدي من الشهيد خليل ما ناله .. وقد قسوت عليه مثله مثل الآخرين .. وكنت أعلم أن (بعض) من أنتقدهم فيهم أيضاً من الخير والصواب الكثير الكثير ، وهو منهم.
لكنني لطالما قلت لنفسي: وما حاجة الحي إلى المديح ؟ فليسمع ما يبكيه ، لأن المتبرعين به قليل ، أما ما يضحكه فالمتبرعون به صفوف ،وصفوف.
ثم أن مدح الأحياء سلاحٌ ذو حدين ، إما أنه يشجع الممدوح إلى المزيد من الفعل الجميل، أو أنه يسقيه الغرور. والأخطر من كل ذلك هو أن يستبد بالمادح النفاق والغرض الذميم.
أما الإنتقاد فإنه إن لم ينفع ، فأقله إنه لا يضر
وذاك الخليل هو اليوم بين يدي العدل الخبير
بين يدي من يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور
وكون الشهيد البطل اليوم لا يملك أن ينفعني بشيئ ، فذاك يزيد من يقيني في أن ما أكتبه عنه نظيف من شائبة المصلحة ، ولن يكون في قولي الحسن ما قد يجرجرني إلى شبهات النفاق ..
كذلك ، لعل ذكر أجمل خصاله ينفعنا، كما أن فيه إلهامٌ لنا و الآخرين.
شجاعته التي وقف على حقيقتها الجميع .. لا يحتاج منا إلى مزيد من الكلام ، لكن أبلغ ما فيها أنها شجاعة من يملك البديل ، إذا طلب الرزق عبر مهنةٍ يحترفها .. فهو طبيب ، وإن إتجه إلى السياسة يبحث عن إستوزار.. فحزبه القديم كان وما يزال يتحكم في الرقاب.
لكن هناك المثير
ما يستحق أن يُضاء من سجله هي من شاكلة القصة التي سوف أذكرها والتي تبين أن هذا الرجل فعلاً من طراز فريد . ولا تملك إلا أن تقف مشدوهاً أمام ما رواه عنه أحد رفاق حزبه القديم ، و لو شئت أن أمدحه في حياته فلقد توفرت لدي تلك المعلومة منذ نحو خمس سنين.
فلقد قرأت مقالاً للدكتور التجاني عبد القادر ولم يكن – أي التجاني- على وفاق مع الشهيد الراحل خليل في مسلكه في مقارعة النظام الحالكم بقوة السلاح، مما يعضد من مصداقية الرواية:
يقول الراوي:
إن تنظيم الإتجاه الإسلامي كان قد قرر ، في ثمانينيات القرن الماضي ، أن يبحث في لماذا تسقط قائمة مرشحيهم في إنتخابات إتحاد طلاب جامعة الجزيرة بينما يفوز الطالب خليل إبراهيم وحده ويحجز مقعده وسط القائمة المنافسة الفائزة ( مؤتمر الطلاب المستقلين)
فوجدوا أن خليل كانت شعبيته كاسحة وسط الطلاب .. وأن الطلاب يصوتون لشخصه ولا يهتمون إلى أي تنظيم ينتمي. فخلصوا إلى أن يجعلوه نموذجا لهم ، وذلك بأن لا يختاروا لقائمتهم إلا أشباه خليل من الطلاب المحبوبين أصحاب الشعبية العالية .. وكانت أن نجحت الخطة وحققوا الفوز بعد ذلك لأول مرة في تلك الجامعة.
أليست حالة تستحق التوقف عندها؟
نم قريراً يا خليل ..
فالمنطق السليم ينصفك .. ولن يضيرك أن سرت في طريق واحدٍ مع هؤلاء الظالمين شطراً من الزمان.
لا يعيب المرء إن يضل يوماً الطريق ، لكن العار كل العار أن يستمر يسير فيه حتى ولو بان الضلال.
ولا يعيب المرء إن كان يسير في الطريق الصحيح ولم ينتبه إلى أنحرف الرفاق .. لكن العيب أن يسكت على الفعل الحرام.
فالمرء لا يُحاسَب بما لا يعلم .. والله وحده من يحاسب حتى النيات. لكننا نحكم فقط بخواتيم الأفعال.
يا حاج أبكر :
هاأنذا أبث إليك النبأ العظيم .. بأننا قد مسّنا وأهلنا الظلم .. فجاءنا الخليل يدفع عنا الظلم ويرد عنا كيد الكائدين .. ونشهد أنه قد أبلي بلاءاً قلّ معه النظير .. ثم مضي إليكم راضياً ..
فهل وصل الخليل؟
ويا خليل:
هذا بعض حقك علينا أيها الهمام.
أهديك عرائسَ من قلبي
هن محبةٌ.. وعهدٌ.. ودعاءُ
وهنّ من شوقي
هنّ الحسانُ فإن قبلت تكرُّماً
فمهورهن شفاعةٌ حسناءُ.
ويا أيها الشهيد:
بلغ سلامي إلى أبي
وقل له:
إني كتبت عن الذكرى في أمسي
وكانت نبؤةٌ أقوى من حدسي
فإذا مضت من أيامنا عشرٌ
لربما نُشرتْ لو ينفع النشرُ
سلاماً سلام.
الحزن عليكما مثل القنابل العنقودية .. تنفجر ثم تنفجر .. فلما تنفجر تنفجر
أستغفر الله .. الرسول تحت التراب.. هيا إلى الكفاح .. فالوقت للعمل.
د.خليل , مداخل خاصة .. بقلم: د. عبد اللطيف البوني
(1 )
في يوم من ايام عام 1998 تقربيا زارني احد الاصدقاء وقال لي انه يعمل في مشروع لمكافحة الفقر انشاتة وزارة الرعاية الاجتماعية التي كان وزيرها الطيب ابراهيم محمد خير الشهير بالطيب سيخة وطلب مني الاطلاع على هذا المشروع حتى يمكن تسليط الضؤ عليه اعلاميا تقديري الخاص لذلك الصديق الذي لم استاذنه في ذكر اسمه هنا جعلني اقبل الدعوة وبالفعل ذهبت معه الي شارع 39 بالعمارات ودخلت معه مبنى يتسم بالهدؤ ويتحرك الناس في داخله بدون اي ضوضاء ولااتذكر ان كانت علي مدخله يافطة ام لا حتى اسم المؤسسة ضاع عن ذاكرتي الان ولكنها تحتوي على كلمات منها التنمية والانتاج والذي منه فجلست الي رئيسها الذي كان فارع الطول يميل الي النحافة كان مرتبا في حديثه مدركا لمهمته ولدور الاعلام في تنميتها كان مؤمنا بان المواطنين هم خير من يحاربون الفقر اذا وفرت لهم الدولة البنية الاساسية لذلك كانت الجلسة طيبة ومثمرة بالنسبة لي وكان ذلك الرئيس او المدير لااتذكر بالضبط هو خليل ابراهيم . بعد مدة من الزمن التقيت ذلك الصديق الذي قابلني بخليل فسالته عن مشروعهم فقال لي ان خليل ذهب لهولندا لنيل الماجستير في طب المجتمع وان قيادة المؤسسة كلها قد تغيرت وفي تلك الرحلة الي اوربا انشا خليل حركته (العدل والمساواة)
(2 )
في عام 2005 تقريبا رن هاتفي فوجدت على الشاشة رقم خاص عوضا عن الرقم العادي فكان المتحدث من الطرف الاخر هو المهندس ابوبكر حامد وعرفني بانه احد القادة الميدانيين لحركة العدل والمساواة وانه يكلمني الان من منطقة من مناطق دارفور واخبرني بانه كان من القيادات الطلابية الاسلامية البارزة وانه قد راني في اليوم الذي قابلت فيه خليل ابراهيم في العمارات ولكن لم يجد فرصة للتحدث معي وبدا يحكي لي عن اهداف الحركة فجادلته بان القتال سوف يزيد الطين بلة ولن ينفع دارفور في شئ ظل ابوبكر يتصل بي لمدة عامين تقريبا وكنت في كل مرة انتهز الفرصة واعرف وجهة نظرهم في ما يثار ضدهم من تهم وكنت مصرا على ان القتال لن يحل مشكلة وان الغيبنة الخاصة بهم كاسلاميين لا دخل لدارفور بها وكان هو يصر على يقدم لي معلومات يرى انها تخدم خطهم لذلك كانت المحادثات معه كانت طويلة رغم انني كتبت في هذا العمود عن تلك الاتصالات الا انه ظل مواصلا الاتصال بي واحسب انه يفعل مع صحفيين اخرين كثر بيد انني لم اسمع صوته منذ سنوات فقد انقطع اتصاله بي
(3)
قبل ثلاثة اعوام تقريبا شاهدت دفعتي في الجامعة الدكتور جبريل ابراهيم في شاشة الجزيرة وقد كان متوزانا جدا في حديثه لم يسئ لااحد فكتبت في هذا العمود قائلا انه نفس جبريل الجامعة الرجل الودود عف اللسان الهادي الرزين فارسل لي احد قادة الحركة (فاتني اسمه الان ) رسالة الكترونية ينقل لي فيها تحيات وشكر جبريل ورددت عليه بالقول نتمنى رؤيتكم جميعا في الخرطوم قريبا
(4 )
ابن اخي الطبيب الذي اغترب في السعودية وهناك تسلم عمله في قرية كان قبله فيها الدكتور خليل ابراهيم حكى لي انه ترك سمعة طيبة جدا وكذا كانت زوجته ذات علاقات واسعة مع نساء القرية مما جعلهم يرحبون به بشدة لانه سوداني مثل خليل
رحم الله خليل وغفر له
بقلم: د. عبد اللطيف البوني
[email protected]
أغتيال خليل ابراهيم خيانة أعظمى أم أنتهاك لسيادة السودان وشعبه؟؟؟
أغتيال خليل ابراهيم خيانة أعظمى أم
أنتهاك لسيادة السودان وشعبه؟؟؟
بيرمنجهام
معتصم بابكر
أسبوع مضى على مقتل الدكتور/ خليل ابراهيم رئيس حركة العدل والمساواه المشهور بقائد عملية الزراع الطويل ذلك الزراع الذي أمتد ليصل طوله 1200 كليومترات .
سالت أحد أصدقائي بالأمس وهو عضو بحركة العدل والمساواه, سألته من أين أتت الحكومة السودانية بذلك الصاروخ الذكي الذي تمكن من التعرف على الدكتور/ خليل من بين آلاف الأشخاص وهم نيام ؟
رد لي قائلآ اذا كانت الحكومة تملك مثل ذلك الصاروخ الذي أقتيل به خليل سوف نذهب فورآ الى الدوحة للتوقيع ودون شروط مسبقة .
ما يثير الدهشة والغموض في الامر تلك التصريحات المتضاربة التي باتت تصدر تباعآ من أجهزة الدولة المختلفة على سبيل المثال ذكر الناطق الرسمي بأسم القوات المسلحة الصوارمي خالد سعد في بيانه بأن خليل مات متأثرآ بجراحه الذي أصيب به في معركة بمحلية ود بندة بشمال كردفان , وقال وزير الأعلام السوداني عبدالله مسار بأنه قتل بمنطقة أم حجر , وقال والي ولاية شمال دارفور محمد يوسف كبر ما قاله الناطق الرسمي للجيش السوداني وهنالك كثر تحدثوا في هذا الأمر بطرق مختلفة كل هذا لا يهمنا كثيرآ ما يهمنا هو ما صرح به مدير جهاز الأمن السوداني محمد عطا والذي جاء حديثه متطابقآ مع تصريحات الناطق الرسمي لحركة العدل والمساواه جبريل بلال حيث قال بأن الدكتور/ خليل ابراهيم قد تم أغتياله بضربة جوية أستهدف موكبه, من كل هولاء الكم الهائل من التصريحات يمكننا بأن نأخد التصريح الأخير الذي لا يحمل أي تناقض بين الطرفيين الحكومة والعدل والمساواه ومفاده بأن طائرة ما حلقت في سماء الدكتور/ خليل لتنتشل روحه من بين رفاقه, ويبدو من أن تلك الطائرة كانت تحلق على أرتفاع عالى دون أن تحدث أي ضجيج فهلا تعرفنا على تلك الطائرة ؟ في البدء أنا لست بخبير عسكري لكني أتابع وأحلل وفقآ للمعطيات التي هي أمامي والتي بموجبها يمكن لاي شخص متابع أن يستصحبها ويستشهد بها .
الشاهد الاول : لنرجع للوراء قليلآ منذ أندلاع الأزمة بدار فور لنجد أن الطائرات التي أستخدمت لردع التمرد في دار فور لم تستخدم مثلها في حرب الجنوب لان في ذلك الوقت كانت لا توجد في السودان سوى طائرات الهيلوكوبتر والتي جربت في أوائل أندلاع الأزمة بدار فور ولكن تمكنت الحركات من أنزال أكثر من ثلاثة منها في ظرف شهر وبعدها لجأت الحكومة من أيجاد بدائل أخرى تحل محل تلك الطائرات البدائية حيث قامت بابرام أكبر صفقة لبيع الأسلحة والطائرات الحربية منذ ان جاءت الي السلطة في يوليو 1989 حيث صاحبت فترة أستلامها للسلطة توتر في العلاقات منذ البداية على كل المستويات الأقليمية والدولية خصوصآ أمريكا وأوربا فأصبحت المسافات تتباعد بينها والدول الغربية الى أن وصلت حد الحصاروالتي شملت من ضمنها المعدات العسكرية وقطع خيار الطائرات فعندما ضاقت بهم السبل أصبحوا يبحثون الى منافذ حتى وجدوا الصين التي كانت تصطاد في الماء العكر, وبالدخول معها في شراكة بمجال البترول أصبح السلاح يتدفق منها والي السودان في وقت كانت الحكومة على أمس الحاجة لذلك السلاح لمواجهة التمرد في دار فور, وعندما تصاعدت الحملات الأعلامية بسبب قضية دار فور وتوالت قرارت الاممة المتحدة التي كانت تصدر تباعآ بشان السودان وقفت روسيا كعادتها كتيار ممانعة في أروقة الأمم المتحدة ضد التصويت بشأن السودان فمن هنا جعلت الحكومة مواقف روسيا تلك مدخلآ دبلماسيآ فتطورت الي أن أستطاعت الحكومة من ابرام صفقات أخرى لبيع السلاح والطائرات الحربية من روسيا ( طائرات الميج ,الأنتانوف) والتي تمت أستخدامها في دار فور كأحدث تكنولوجا جوية تمتلكها الحكومة السودانية وقد كانت بقيادة طيارين روس , ولكن رغم كل ذلك التكنلوجا الجوية التي كانت تعتبرها الحكومة تحولآ عسكريآ الا أنها فشلت من دحرالتمرد القائم آنذاك في دار فور لانها لم تستطيع من تحديد الهدف وأصابته بصورة دقيقة فظلت تلقي قنابلها أين ما رأت أناس يتحركون دونما أي تمييز من هم هؤلاء متمردين كانوا أم مواطنيين وحتى قطيع الأبقار والمواشي والجمال كانت لها نصيبها من تلك القنابل العشوائية والضربات الطائشة فاستمرت تلك العمليات الجوية المتطورة في نظر الحكومة قرابة الثلاثة سنوات من 2003 حتى 2006و بصورة مستمرة وهي لم تحصد سوى ارواح الملايين من الأبرياء و الحيوانات فبعدها أدركت الحكومة عدم جدية القصف الجوي وبدأت في سحب تلك الطائرات دونما أي أعتذار لهذا الشعب الأعزل وأخيرآ قررت بأن تعود بها الى الخرطوم لتبقى فقط للأستعراض العسكري والدليل على ذلك حتى عندما كانت عملية الزراع الطويل في عام 2008 لم تستخدم الحكومة تلك الطائرات لأطلاق صواريخها الذكية علمآ بأن التلفزيون السوداني قد نشرت أخبارآ بأن العدل والمساواه في طريقها الى الخرطوم وأنها تحركت من كرفان وأصتدمت بالجيش السوداني هناك , لكن ربما كان ذلك تكاتيك عسكري بموجبه تم ترحيل ذلك التكنلوجا الروسية الى الخرطوم لحراسة منزل الرئيس وأستخدامها في أعياد الثورة لأنها تجيد الحركات البهلوانية التي يتسلى بها الرئيس كثيرآ وهو يجلس على كرسي عرشه وشعبه الذي يهتف من خلفه بأناشيد الثورة (أمريكا روسيا قد دنا عذابها).
الشاهد الثاني : حرب جنوب كردفان والنيل الأزرق أيضآ لم نشهد فيها أستخدام أي تكنلوجا جوية بامكانها أصابة الهدف بصورة مخطط لها, فنجد أن الضربات الجوية كانت أشواعية ليست على غرار ما كانت في دار فور ولكن في هذه المرة أستخدمت لترهيب المواطنيين وأخضاعهم للنزوح الي المدن حتى لا تجد المعارضة مأوآ ولا دعمآ من المواطنيين .
فبهذه المعطيات يمكننا الخلاص بأن التكنلوجا التي أستخدمت في أغتيال الدكتور /خليل ليست من هذه الحظيرة أطلاٌقآ واذا هي كذلك لما كانت كل هذه الحركات وقياداتها التي لا أحد يعرف مدى قوتها سوى الله والحكومة.
اذآ طالما أن الغارة كانت بآليات أجنبية فحتمآ مستخدمي تلك الغارة هم أجانب بغض النظر عن من هي تلك القوى الأجنبية فان هذا الأمر لا يفسر سوى بشيئيين لا غيرهما وكلاهما خطر.
الأولى : اذا كانت تلك الغارة بعلم الحكومة السودانية بغرض أستهداف أوأغتيال الدكتور خليل فانها خيانة عظمى لأنها تآمر مع قوى أجنبية للنيل من مواطن سوداني وهذا لم يكن تفسيرآ من عندي لكنه وفقآ للتعريف الأكاديمي للخيانة العظمى.
والثاني : اذا كانت الغارة وعملية الأغتيال بدون علم الحكومة السودانية فهذا يعد أنتهاكآ واضحآ لسيادة البلاد وكرامته والسكوت عنه جريمة والقبول بها تعد خيانة عظمى أيضآ فعلى المواطن السوداني أن يسجل وأحدة من أبشع جرائم التاريخ والتاريخ لا يرحم .
[email protected]
بسم الله الرحمن الرحيم
فجيعة مقتل د.خليل إبراهيم محمد
قال الله تعالى:{وبشر الصابرين الذين إذا أصابتهم مصيبةً قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون} صدق الله العظيم
في صبيحة يوم الأحد الموافق 23/12/2011م سمعنا خير فظيع يُردد خلال إذاعة أمدرمان بلسان الناطق الرسمي بإسم الجيش السوداني عقيد خالد الصوارمي، بأن زعيم حركة العدل والمساواة السودانية قد قُتل في معارك مع جيش السوداني، وبهذا الخبر قد هرى كل واحد يبحث عن ما مدى صحة هذا النباء، أخيراً قد أعلن الجهات الرسمية للحركة بأنه فعلاً قتل بغارة جوية في منتصف الليل بمؤامرة إقليمية ودولية.
بقلوب مليئة بالحزن والأسى شديدين نحتسب مقتل قائد الحركة وزعيم المهمشين بالسودان الشهيد د.خليل إبراهيم الرجل الذي عُرف بالشجاع ومحارب ثائر ومناضل أمين وقائد فظ قد كرّس حياته من أجل إسترداد حقوق الآخرين لا كلّه ولا ملّه ولا هدى له البال حتى لا غمض له طرف ظلّ حامل جمرة القضية في ليلها ونهارها حيث يجوب في بلاد الخارج بحثاً عن دعم مادي ومعنوي للقضية وعندما يعود إلي الميدان وهو عسكري محارب وقائد عام لقواته، هكذا صمت وناضل حتى قدم روحه الطاهر مهراً لهذه القضية العادلة، نسأل الله أن يتقبله شهيداً مع إخوانه الذين سبقوه في ذات الدرب كأمثال شهيد داؤد يحي بولاد ومروراً بشهيد الأستاذ آدم كورتي وشهيد عبدالله أبكر وجدو ساقور والآخرون الذين قُتلوا في مؤامرات وخطط إستخبراتية عالية التقنية مدعومة إقليمياً ودولياً متحالفة مع نظام الدموي في الخرطوم الذي إشتهر بلإغتيالات، سآئلين الله أن يبشرهم بالجنة مع الصديقيين والشهداء حسُن أولئك رفيقا.
والله لمقتله حزن عميق وفجيعة لا حد له يتغلغل في قلوب المظلمومين والمهمشين،خاصة لاجئي ونازحي دارفور العزّل الذين وضعوا كل آمالهم وحقوقهم المشروعة والمسلوبة في أكفّة أبناءهم المناضلين الصامدين من هم من قضى نحبهم على راسهم د.خليل الذي تحمّل عبء المسؤلية وإنطلق بالقضية منذ 2003م وقد شقّ الرجل كل العوائق التي كاد أن تُجهد القضية ولكن بعون الله وإصراره تخطى تلك الصعاب بكل شجاعة لم ينحني ولن ينكسر أبداً وظل متمسكاً بالجمرة القضية حتى إستشهد في تراب بلده الطاهروهو لابس كاكي لاشك بذلك إنه شرفاٌعظيم،الله يشهد له العالم إنه قد ناضل بكل ما لديه حيث يردد ويقول (تلك هي أمانة في عنقي ومسؤل أمام الله أن أأدي الرسالة كاملةً بإذن الله) ولكن قد أغتيل قبل أن يكُمل المهمة، والله لقتله فجيعة يلامس القلوب ويدب في عقول زملائه وإخوانه العسكريين والسياسيين الذين رافقوه وعاشروه وعزّروه في كل الميادين والمواقف الصعبة حتى إستودعوه عند آخر أنفاسه، الله إنه لفقد عزيز وجلل لأهل السوان وكل من عرف عنه شيء، حيظل ذكره باقية في وجداننا وفي صفحات التاريخ وعلينا أن ندعو لروحه الطاهر دوماً (أللهم أغفر له وأرحمه وأوسع مدخله وأجعل قبره روضاً من رياض الجنة ).آمين
لا يغرّنّكم بمقتله يا آبلسة المؤتمر الوطني، رحم دارفور تلد ألف خليل فإنّ بعد العسر يسرا، وأعلموا أن تلك الدعوات الصالحات من المظلومين و أرتال الدموع تُزرف من الثكالى والأرامل وآهات وآلام المهمشين كلها لا تُرد عند الله غائبة سوف تأتي ساعة الإجابة عندئذ واللهُ مغير الأحوال، وكل نفس ذائقة الموت والله ينزع المُلك ممن يشاء ويوتي به من يشاء، لا تحسبون أنكم هكذا دائمون وتسعون في الأرض فسادا وتجلسون على جماجم الشعب السوداني مستمسكين مقاليد السلطة بأي ثمن، تقتلوا وتنهبوا بإسم الدين مع حلفاءكم المجرمين، والله مقتل خليل لا يهنّئكم بل هو يظل عظم حوت في حلقكم حتى تلحقوه، نسأل الله أن يجنب العباد وبلاد السودان فتنة هؤلاء الفاسقين ويهون علينا من مصائب الدنيا ويحفظ أبناءنا المناضلين البقية من كيد هؤلاء المصاصين الدماء ويبدلهم لنا بحكّام راشدين يخشون الله ويتّبعون نهج رسوله (ص).
إلى كل الأهل والأخوان والرفقاء النضال حُسن الأعزاء وعلينا الصبر و هيا نمضي قُدما في صف واحد حتى نُكمل رسالة الشهيد الدكتور ونرُد المظالم إلى أهلنا المستضعفين في المعسكرات، ونسأل الله العليّ القدير أن يبعث لنا من يحلفه قائدا أقوى وأجدر منه حتى يستطيع أن يتحمل ما تبقى من المسؤلية إلى بر الأمان، وحسبنا الله ونعم الوكيل.
[email protected]


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.