في مقاهي وحانات لندن اعلاميون تحت طلب الزبائن من الأنظمة والحركات السلفية والارهابية. في لقاء مع البي بي سي قال عبد البارى عطوان في مصر نظام عسكرى في عباءة مدنية وفي السودان الآن نظام مدني في عباءة عسكرية، وهذا نصف الآية ونصف الحقيقة جهلا أو تجهيلا، لأن في مصر مؤسسة عسكرية قومية لولاها لكان الحال في مصر أسوأ من السودان ولكانت مصر كالسودان ملشيات مسلحة وملشيات مسلحة مضادة، والمؤسسة العسكرية في السودان صورية وديكورية لخداع الرأى العام في الداخل والخارج، والتنظيم الدولي للاخوان المسلمين تنظيم ارهابي وعنصرى بحكم نازيته الدينية يحاول افشال الديموقراطية ودولة المواطنة في مصر وتعويق استعادة الديموقراطية في السودان بشهادة الحرب ضد الأكراد في تركيا الاخوانية ونسبة الأكراد في المجتمع التركي 20% وكانت نسبة غير المسلمين في السودان 30%، وعشان ما ننسي لازم نعرف الحقيقة ولأجيال تعاقبت لاتعرف الكثير عن خلفيات الأحداث للمصمود وتامين الثورة. كان النظام المايوى يحاول احتواء المعارضة بالرشوة السياسية، لكنه لم يحقق نجاحا يذكر، فقد كان الانقلاب العسكرى رد فعل لحظر الحزب الشيوعي وطرد نوابه من البرلمان وتحديا للأحزاب الطائفية التي أطاحت بالحزب الشيوعي عدوها الطبيعي، وحاول الشيوعيون الاطاحة بنميرى لكنه سبقهم وأعدم قياداتهم التاريخية ورموزهم السياسية، ولم يكون للشيوعيين خيار سوى العمل السرى والصمود تحت الأرض فقد كانت جريدة الميدان تصدر وتوزع سرا، احتوى الكيزان النظام وحاولو التخلص من نميرى وتنصيب الترابي باسم الولي الفقيه، لكن الانتفاضة كانت عارضا فركبوا حصان الديموقراطية للاساءة الي الديموقراطية واشانة سمعتها تمهيدا للاطاحة بالديموقراطية، فقد كانت السلطة ومنذ الاستقلال صراعات دامية في غياب المسئولية الوطنية والأخلاقية، وفي ونسة سياسية في مناسبة اجتماعية قال متحدث ان السلطة انعكاس لحالة المجتمع بمعني كيفما تكونوا يولي عليكم متجاهلا القهر والاستبداد والعبودية السياسية وهي شكل من أشكال الاسترقاق. الحق يقال ان نميرى لم يكن يتخطي مؤسسات الدولة الا في ثلاثة حالات لايتسع المجال لذكرها وكذلك مؤسساته الأمنية والسياسية ولم يكن في يده أموال خارج الميزانية للرشوة السياسية، واستعان الكيزان بالخارج علي الداخل بجنود من ريالات ودولارات بترولية واستولوا علي السلطة ولحاجتهم الي الشرعية وخوفهم من تبعات فعلتهم النكراء فتحوا الأبواب أمام ضبابين السياسة والمتاجرين بنفوذهم الديني أو القبلي في سوق السياسة لكنه نفوذ وهمي فقد اضمحل نفوذ الطائفية والقبلية بفضل انتشار التعليم والهجرة من الريف الي المدينة. في مؤتمر الفاشر التداولي في سنة 2003 عندما كانت النار لا تزال تشتعل في القرى التي أحرقت والطيور الرمامة تحلق فوقها طلبا لشواء من انسان أو حيوان وقبل 18 شهرا من تدخل المجتمع الدولي قال البروف أبو القاسم شمس الدين ان المشكلة ليست مشكلة رعاة ومزارعين وانما هو اجبار علي النزوح واغتصاب الأرض، وأيّد ذلك ابراهيم يحيي وقال التجاني سراج ان الهجوم كان انتقائيا وعرقيا، وهؤلاء شهود من أهل الكيزان بالأصالة أو الانتساب والارتزاق، وكان كل الضحايا من الفور والزغاوة والمساليت والداجو، وسيان أن يكون انحيازهم الي الحق والحقيقة أو تعصبا لانتماءاتهم القبلية، لكن الناس لا يهربون من وطنهم الصغير وبيوتهم وأرضهم التي ورثوها من أجدادهم كالحيوانات الهاربة من الحريق في الغابة ويواصلون السير ليلا ونهارا ويلجأون الي الدول المجاورة الا في حالة الخوف الشديد علي حياتهم، ويعني ذلك ان الهحوم كان مخططا مع سبق الاصرار والترصد، ومن حق المجني عليهم تمليش الملشيات المسلحة لحماية أنفسهم وأرضهم طالما ان الدولة فشلت في حمايتهم أو تآمرت ضدهم فكيف تلام الملشيات المسلحة في وسائط التواصل الاجتماعي، وللملشيات المسلحة في دار فور وجنوب كردفان والنيل الأزرق الفضل في انهاك النظام العنصرى وعزله دوليا، لكن الملشيات المسلحة ثلاثين عاما فشلت في اسقاط النظام وكان الفضل للجماهير في الشارع السوداني والمعتصمين امام القيادة العامة والحاميات الاقليمة من كل الشعوب والقبال السودانية الذين فازوا بالاعجاب الاحترام وتعاطف المجتمع الدولي، وتوحدت الشعوب السودانية تحت شعار حرية وسلام وعدالة اجتماعية ويا عنصرى يا يامغرور كل البلد دارفور ولا عرب وعروبة نعيش بسلام في جبال النوبة بمعني السودان الجديد والديموقراطية ودولة المواطنة وهو الهدف الذى سعت اليه الملشيات المسلحة ثلاثين عاما ولم تحققه بسبب الاستعانة بالخارج علي الداخل والتبعية والاطماع الاقليمية، لكن مناوى يقلل من أهمية دور الشعوب السودانية التي أسقطت النظام، فهل لمناوى أطماعه وتطلعاته الشخصية وصولا الي منصب رئيس الجمهورية؟ وكانت الشعوب السودانية كلها في حالة من التهميش والعبودية السياسية وهي شكل من أشكال الاسترقاق بما في ذلك الاقليم الشمالي، وعندما زار رياك مشار المناصير قال لهم لماذا لم تكونوا معنا في الغابة، ويبتزنا جنرالات الكيزان بالفوضي العارمة كما يبتزنا التوم هجو بالتجمع الوطني الديموقراطي الذى أصبح في ذمة التاريخ باتفاقية جيبوتي واتفاقية القاهرة والاعترف بالأمر الواقع ومشاركة الاتحاديين في السلطة . أذكر ان الفريق آدم حامد موسي قال ان المشكلة في دارفور بدأها قطاع الطرق ووجد السياسيون الحصان مسرجا فركبوه، وفي مؤتمر الفاشر التشاورى قيل ان المتعلمين وأنصاف المتعلمين هم المسئولون عن اشعال الفتنة العرقية في دارفور، ومن الطبيعي أن يتطلع ضعاف النفوس الي المناصب والمخصصات والمال والجاه والنفوذ وأن يتطلع الشباب الي العربات الرباعية والمنازل الحكومية في الفاشر ونيالا والضعين التي ورثها أولاد الجلابة من الاستعمار بحكم أسبقيتهم في التعليم والوظائف الحكومية والمنازل الحديثة والعربات المكيفة في العاصمة القومية والزوجات العاصميات الفاتنات بعد أن رأوا ذلك يتحقق لأقرانهم بين ليلة وضحاها بالتصفيق للكيزان والاساءة الي المعارضة والتهليل والتكبير وأداء بيعة الطاعة العمياء في السراء والضراء. ولنا أن نتساءل لماذا لم ينشر تقرير لجنة تقصي الحقائق برئاسة دفع الله الحاج يوسف؟ ولماذا لم تنشر اللجنة تقريرها بكل الوسائل الممكنة التزاما بالمسئولية الوطنية والأخلاقية؟ وهل كان التقرير حاضرا أمام مجلس الأمن ومدعي عام محكمة الجزاء الدولية؟ ولماذا انصرفت الحكومة الي مقاتلة الحركات المسلحة وتجاهلت الجناة؟ ولماذا تعددت الملشيات المسلحة وأهدافها واحدة؟. قال محمد الأمين خليفة أمين العلاقات الخارجية بحزب المؤتمر الشعبي ان المحاسبة جزء من الحل واذا لم تكن هناك محاسبة لن يكون هناك حل، لكنه كالقاتل الذى يسير في جنازة القتيل ويجلس في صيوان العزاء وبراءة الأطفال في عينيه، لأنه شريك في كل الجرائم التي أرتكب حتي سنة 1999 أذكر منها الانقلاب العسكرى وبيوت الأشباح والصالح العام وابادة سبعين ألف نسمة بجبال النوبة وسياسات الأرض المحروقة في الجنوب، والقمع الذى أعلنه الترابي في سجن كوبر بأن الشعب السوداني لن يسلك الطريق المستقيم الا بالقمع واصدار قوانين القمع وتكوين آلته التنفيذية. أذكر أن الفريق ابراهيم سليمان أيد مطالبة دارفور بمنصب نائب رئيس الجمهورية، وقال ان السلطة تعني المال والاقتصاد وبدون السلطة لا يمكن ان نفوز فمن يمثل دارفور وفي دارفور 45 قبيلة عربية وأفريقية وكم عدد القبائل في السودان؟ وكان الفريق ابراهيم سليمان من الذين ساندوا الانقلاب العنصرى وركبوا صهوته الي أن ترقي الي رتبة الفريق وأصبح وزيرا للدفاع وحاكما لاقليم دارفور ورئيسا لآلية بسط الأمن الشامل بدارفور، وأصدرا قرارا بالعفو عن الجناة نيابة عن المجني عليهم فساوى بين الجاني والضحية. أذكر أن القرضاوى جاء الي السودان للوساطة بين الترابي وحيرانه وقال ان جون قرنق محاد لله ورسوله ولا يجوز شرعا التحاور والاتفاق معه، وكان المشركون في صلح الحديبية محادون لله ورسوله، ودعت الحكومة وفد من اتحاد علماء المسلمين والاتحاد كاهن معبد شيطان التنظيم الدولي للاخوان المسلمين ومن أعضائه الترابي وعصام أحمد البشير، وأيّد القرضاوى مزاعم الحكومة بأن المشكلة نزاع بين الرعاة والمزارعين فلماذا كان الضحايا كلهم من القبائل الأفريقية، كما أيد مزاعم الحكمومة بأن الجنجويد عصابة خارجة علي القانون تتكون من كل القبائل فلماذا وصفتهم مجلة تصدرها وزارة الداخلية برماة الحدق للدعاية والاعلام، واعترف قائد الجنجويد موسي هلال بأنهم فصيل من فصائل الدفاع الشعبي ونشرت وثائق مصورة بمخصصاتهم النقدية والعينية بمعني ان جرائم الابادة الجماعية أرتكبت بقرار من الحكومة وبسلاح الحكومة، وفي مؤتمر الفاشر التداولي أشارت أصابع الاتهام الي الجنجويد وقال أحد المؤتمرين أنه ذاهب اليهم لحثهم علي قبول العفو العام وهذا يعني أن لهم معسكرات ورتب عسكرية، وقال محمد سعيد العوى عضو وفد اتحاد علماء المسلمين ان الناس في دارفور متشابهون في ألوانهم وسحناتهم، والناس في السودان وأفريقيا كلها متشابهون بسب التخلخل والتكاثف السكاني بسبب الحروب وموجات الجفاف منذ أقدم العصور، وفي دارفور قبائل نوبية من شمال السودان فقد كان النوبة يعانون من غارات ملوك أثيوبيا جنوبا وغارات الفراعنة والأمبراطوريات المصرية والأجنبية شمالا، والزرقة والحمرة ثقافة دارفورية للتمييز بين القبائل العربية والأفريقية. كان الهدف في جبال النوبة تأمين خط أنابيب البترول، وأفتي كهنة معبد شيطان الكيزان بأن النوبة من المسلمين في الحركة الشعبية مرتدون دمهم ومالهم وعرضهم حلال والغاية في منظور الكيزان تبرر الوسيلة وتحل الظلم أصل الشر في هذا الوجود، وكون الجنرال الحسيني حاكم كردفان ملشيا مسلحة من القبائل العربية من 40 ألف مقاتل للتنفيذ، وكان عدد ضحايا الابادة الجماعية 70 ألف نسمة مع 71 ألف رأس من الماشية المنهوبة، وخصصت حكومة الكيزان 20 مليون جنيه لترحيل الفلاتة وتوطينهم في جبال النوبة مع تخفيض شرط الاقامة لنيل الجنسية السودانية من 10 الي 5 سنين، وشملت الابادة الجماعةعية النصارى الذين كانوا يخيرون بين الاسلام أو السيف، وكان الذين يستجيبون للاسلام تقية من الرجال يختنون قسرا مهما كانت سنهم شباب وكهولا شيوخ. عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.