السفير السعودي لدى السودان يعلن خطة المملكة لإعادة إعمار ستة مستشفيات في السودان    مليشيا الدعم السريع تكرر هجومها صباح اليوم على مدينة النهود    منتخب الشباب يختتم تحضيراته وبعثته تغادر فجرا الى عسلاية    اشراقة بطلاً لكاس السوبر بالقضارف    المريخ يواصل تحضيراته للقاء انتر نواكشوط    شاهد بالفيديو.. رئيس مجلس السيادة: (بعض الوزراء الواحد فيهم بفتكر الوزارة حقته جاب خاله وإبن أخته وحبوبته ومنحهم وظائف)    الحسم يتأجل.. 6 أهداف ترسم قمة مجنونة بين برشلونة وإنتر    شاهد بالفيديو.. رئيس مجلس السيادة: (بعض الوزراء الواحد فيهم بفتكر الوزارة حقته جاب خاله وإبن أخته وحبوبته ومنحهم وظائف)    شاهد بالصور والفيديو.. على أنغام الفنانة توتة عذاب.. عروس الوسط الفني المطربة آسيا بنة تخطف الأضواء في "جرتق" زواجها    المجد لثورة ديسمبر الخالدة وللساتك    بالصورة.. ممثلة سودانية حسناء تدعم "البرهان" وثير غضب "القحاتة": (المجد للبندقية تاني لا لساتك لا تتريس لا كلام فاضي)    المجد للثورة لا للبندقية: حين يفضح البرهان نفسه ويتعرّى المشروع الدموي    استئناف العمل بمحطة مياه سوبا وتحسين إمدادات المياه في الخرطوم    الناطق الرسمي للقوات المسلحة : الإمارات تحاول الآن ذر الرماد في العيون وتختلق التُّهم الباطلة    هيئة مياه الخرطوم تعلن عن خطوة مهمة    قرار بتعيين وزراء في السودان    د.ابراهيم الصديق على يكتب: *القبض على قوش بالامارات: حيلة قصيرة…    هل أصبح أنشيلوتي قريباً من الهلال السعودي؟    باكستان تعلن إسقاط مسيَّرة هنديَّة خلال ليلة خامسة من المناوشات    جديد الإيجارات في مصر.. خبراء يكشفون مصير المستأجرين    ترامب: بوتين تخلى عن حلمه ويريد السلام    باريس سان جيرمان يُسقط آرسنال بهدف في لندن    إيقاف مدافع ريال مدريد روديغر 6 مباريات    تجدد شكاوى المواطنين من سحب مبالغ مالية من تطبيق (بنكك)    ما حكم الدعاء بعد القراءة وقبل الركوع في الصلاة؟    عركي وفرفور وطه سليمان.. فنانون سودانيون أمام محكمة السوشيال ميديا    صلاح.. أعظم هداف أجنبي في تاريخ الدوري الإنجليزي    تعاون بين الجزيرة والفاو لإصلاح القطاع الزراعي وإعادة الإعمار    قُلْ: ليتني شمعةٌ في الظلامْ؟!    الكشف عن بشريات بشأن التيار الكهربائي للولاية للشمالية    ترامب: يجب السماح للسفن الأمريكية بالمرور مجاناً عبر قناتي السويس وبنما    كهرباء السودان توضح بشأن قطوعات التيار في ولايتين    تبادل جديد لإطلاق النار بين الهند وباكستان    علي طريقة محمد رمضان طه سليمان يثير الجدل في اغنيته الجديده "سوداني كياني"    دراسة: البروتين النباتي سر الحياة الطويلة    خبير الزلازل الهولندي يعلّق على زلزال تركيا    في حضرة الجراح: إستعادة التوازن الممكن    التحقيقات تكشف تفاصيل صادمة في قضية الإعلامية سارة خليفة    المريخ يخلد ذكري الراحل الاسطورة حامد بربمة    ألا تبا، لوجهي الغريب؟!    الجيش يشن غارات جوية على «بارا» وسقوط عشرات الضحايا    حملة لمكافحة الجريمة وإزالة الظواهر السالبة في مدينة بورتسودان    وزير المالية يرأس وفد السودان المشارك في إجتماعات الربيع بواشنطن    شندي تحتاج لعمل كبير… بطلوا ثرثرة فوق النيل!!!!!    ارتفاع التضخم في السودان    بلاش معجون ولا ثلج.. تعملي إيه لو جلدك اتعرض لحروق الزيت فى المطبخ    انتشار مرض "الغدة الدرقية" في دارفور يثير المخاوف    مستشفى الكدرو بالخرطوم بحري يستعد لاستقبال المرضى قريبًا    "مثلث الموت".. عادة يومية بريئة قد تنتهي بك في المستشفى    وفاة اللاعب أرون بوبيندزا في حادثة مأساوية    5 وفيات و19 مصابا في حريق "برج النهدة" بالشارقة    عضو وفد الحكومة السودانية يكشف ل "المحقق" ما دار في الكواليس: بيان محكمة العدل الدولية لم يصدر    ضبط عربة بوكس مستوبيشي بالحاج يوسف وعدد 3 مركبات ZY مسروقة وتوقف متهمين    الدفاع المدني ولاية الجزيرة يسيطر علي حريق باحدي المخازن الملحقة بنادي الاتحاد والمباني المجاورة    حسين خوجلي يكتب: نتنياهو وترامب يفعلان هذا اتعرفون لماذا؟    من حكمته تعالي أن جعل اختلاف ألسنتهم وألوانهم آيةً من آياته الباهرة    بعد سؤال الفنان حمزة العليلي .. الإفتاء: المسافر من السعودية إلى مصر غدا لا يجب عليه الصيام    بيان مجمع الفقه الإسلامي حول القدر الواجب إخراجه في زكاة الفطر    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



التآمر والمتآمرون ضد الدولة القومية في السودان .. بقلم: عبدالله محمد أحمد الصادق
نشر في سودانيل يوم 05 - 12 - 2018

قال الترابي ان السودان ليس هدفا بمعني انه أرض ومنطلق الي أهداف خارجية، وقال ان الحدود الجغرافية بن الدول العربية والاسلامية مؤامر استعمارية لتفكيك الخلافة الاسلامية وألغي تأشير الدخول واستباح السودان لكل طريد شريد خلعته قبيلته وتبرأ منه قومه وجاء بن لادن لاجئا من السعودية والغنوشي لاجئا من تونس وغير ذلك، وكان في ذلك ما يكفي للاشارة الي مشروع حسن البنا وأصابع التنظيم الدولي للاخوان المسلمين، ومن ذلك مؤتمرالشعب العربي الاسلامي الذى كان السودان مقره والخرطوم عاصمته والترابي أمينه العام، واعلان الجهاد في الجنوب وشعاراته الحركية وأدبياته السياسية، وكانت الريالات والدولارات البترولية التي تدفقت بلا حدود علي الحركة الترابية أشارة الي أصابع النظم الوراثية بدول الخليج العربي، التي تلتقي مع التنظيم الدولي والنظم الشمولية في مصر والعراق وايران التي مارست التعتيم الاعلامي علي الأحداث في السودان في تخوفها من عدوى الديموقراطية والانتفاضات الشعبية في السودان ، وليس في العالم العربي اعلاما حرا منذ اذاعة صوت العرب ومحمد سعيدها الذى صور من الهزيمة نصرا ثم تراجع وأسماها نكسة وحتي يومنا هذا، ولمصر أجندتها الخاصة ضد الدولة القومية في السودان، وتكونت مؤخرا مجموعة من المثقفين المصريين تدعي بأن السودان أرض مصرية يتحتم استعادتها، كادعاء اليهود بأن لهم حقوقا تاريخية في فلسطين و ادعاء صدام حسين بأن للعراق حقوقا تاريخية في الكويت وأيده عمر البشير، وتوقع ابن كثير أن يكون للأعراب رعاة الابل والأغنام في السودان دورا في النهوض بالاسلام والتقطها الترابي واخترع نبوءة كالنبوءات التوراتية بأن الاسلام سينطلق مرة أخرى من الصحراء الأفريقية مثلما انطلق من صحراء الجزيرة العربية أول مرة، فقد كان الترابي يحلم أن يكون السلطان حسن الأول سلطان الخلافة الاسلامية المرتقبة والخرطوم عاصمتها وحيران الترابي باشواتها وحكامها، وتمني حسين خوجلي اختفاء كل الرطانات، وقال الطيب مصطفي ان الاسلام جنسية المسلم اشارة الي مشروع حسن البنا وأنه فخور بانتمائه العربي والاسلامي، فقد تضخمت الأنا عند الطيب مصطفي وحسين خوجلي فأنكرا حق الأخرين في الأنا، وأصبح الاسلام في السودان كاليهودية دينا عنصريا والعروبة الاسلام وجهان لعملة واحدة ولا يمكن الفصل بينهما، وبانفصال الجنوب دعا كل من الطيب مصطفي ووصال المهدى لتغيير اسم السودان ووصال المهدى جدتها دينكاوية، والطيب مصطفي أشد بياضا من ملوك دول الخليج العربي ويقول السودانيون البطن بطرانة وكان ابراهيم بن المهدى الخليفة العباسي أسودا في لون الأبانوس، وتوفي الترابي وانتقل الدور الي السلطان رجب أوردقان الأول، ولولا القوميون الترك الذين هم الآن علي استعداد للتنكر لمصطفي كمال أتاتورك في سبيل استعادة أمبراطوريتهم التركية باسم الخلافة الاسلامية لما كان للاخوان المسلمين في تركيا وزنا يذكر، وأذكر أن مسرحية باللغة الكردية في التلفزيون التركي كانت خبرا تناقلته وسائل الاعلام كأن انسانا عض كلبا، فقد كانت الخلافة العثمانية في حقيقتها أمبراطورية تركية التركية لغتها الرسمية والترك باشواتها وحكامها، واللغة التركية مادة أساسية في التعليم العام في اسرائيل لكنها ليست كذلك في تركيا وايران، وقال الترابي لحسن الحظ ان المسلمين في السودان يجهلون الكثير عن الاسلام، ولولا الجهل بالتاريخ وجوهر الاسلام وحقيقته لما كان للترابي وزنا في السودان، ولا يعترف مشروع حسن البنا بالديموقراطية ودولة المواطنة بحكم أهدافه المعلنة بدليل ان الحرب ضد الأكراد ونسبتهم 20% في المجتمع التركي ازدادت ضراوة في عهد تركيا الاخوانية، ومشروع حسن البنا نازية دينية والنازية الدينية شكل من أشكال العنصرية وكذلك كانت الخلافة العثمانية بدليل الابادة الجماعية ضد الأرمن ومن شعاراتها في دول البلغان اعزاز الاسلام واذلال الكفار، وأعلنت حكومة مرسي الاخوانية في مصر أنها لا تعترف بالولاية الكبرى للنساء والأقباط الذين يحملون اسم مصر التاريخي علي أكتافهم ويعني ذلك العبودية السياسية للنساء والأقباط وهي شكل من أشكال الاسترقاق، وأعلن النظام الاخواني في السودان في مؤتمر دولي ان له تحفظات علي مواثيق حقوق الانسان فيما يتعلق بالمرأة، وكانت الخلافة العثمانية أمبراطورية اسلامية ومرحلة من مراحل التاريخ مضت بتصفية الاستعمار ولا مكان لها في الحاضر أو المستقبللأن حركة التاريخ لا تردت الي الخلف ، وقال أفلاطون ان الأمراطوريات كائنات غير طبيعية لأنها تسترق الأمم والشعوب، وكانت الأمبراطورية الروسية التي كانت تعرف بالاتحاد السوفيتي آخر الأمراطوريات فقد كانت تحمل في أحشائها جرثومة فنائها وهي استعباد الشعوب باسم الشيوعية الدولية، وعندما كانت النازية الشيوعية تحتضر تكررت التجربة في السودان باسم الاسلام، وسقطت الشمولية في الاتحاد السوفيتي لكن الانسان لن يتنازل عن حلمه الأزلي في الحرية والمساواة العدالة الاجتماعية.
غياب المسئولية الوطنية والأخلاقيثة:
هكذا تعرض المسلمون في السودان لحملة اعلامية شرسة من الداخل والخارج استهدفت كسر حاجز التسامح الذى عرف به السودانيون بحكم واقعهم التعددى وخلفياتهم الصوفية وصب الزيت علي نار الحرب الأهلية والتلاعب بعواطف المسلمين ومشاعرهم الدينية لتغييب وعيهم وتعطيل عقولهم وتزوير ارادتهم وصرف أنظارهم عن واقعهم التعددى بالتحريض علي الكراهية الدينية من الاذاعة والتلفزيون ومنابر المساجد، وافتعال الثورة الثقافية التي كانت تذكرني بالثورة الثقافية في الصين التي تراجع عنها ماوتسي تونق قبل وفاته وكانت زوجته كبش فداء لضحايا الثورة الثقافية، وأصبحت أشجار النخيل في الشوارع والساحات العامة طوطما عربيا ومن ذلك تسمية المؤسسا التعليمية بأسماء اسلامية، والتعذيب في بيوت الأشباح حتي الموت، وكان للنازية في ألمانيا والفاشية في ايطاليا والبلاشفة في روسيا القيصرية بيوت أشباح وبسيج كبسيج الحرس الثورى في ايران للتصفيات الجسدية والأعمال القذرة، وقال لينين ان الاشتراكية لا تتأتي بالديموقراطية، وكانت الجبهة الاسلامية ترسل كوادرها الأمنية للتدريب لدى الحرس الثورى في ايران والنظام في السودان استنساخ لنظام الولي الفقيه في ايران، وكانت الشرطة الشعبية بسيج الثورة الثقافية في السودان وكذلك شرطة وقضاة قانون النظام العام، لكن السودانيين أكثر وعيا بحكم واقعهم التعددى والتعدد سنة الكون، لذلك كانت آيات الحرية صريحة ومباشرة ولا تقبل التأويل، وأى نظام يتنافي مع طبائع الأشياء والفطرة والوجدان السليم وقوانين الطبيعة ونواميسها الأزلية التي أودعها الله في خلقه وتعطيل آيات الحرية والتسامح والتدافع الطبيعي بين الناس في معترك الحياة تطاول علي مشيئة الله وحكمته ومصيره الي الفساد والاضمحلال، والاسلام هو الحل لأن الحرية هي الحل، ومن نكاكتنا السياسية الساخرة في تلك المرحلة طفل يقف أمام صاحب الدكان وهو يقول باسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام علي أشرف المرسلين أمي قالت ليك أدينا شطة، فلجأ الكيزان الي الوقاحة والفجور في الخصومة وتحدوا المعارضة ودعوها الي مقارعتهم بالسلاح وقالوا ما أخذ بالقوة لا يسترد الا بالقوة في سابقة لم يعرف لها مثيل في تاريخ الدول لآن السلام الأهلي من أولويات السلطة في كل زمان ومكان كشرط في التنمية المستدامة وحق الناس في حياة أفضل، ولحس الكوع وحلمة اللضان اشارة لصبيتهم في المدارس والجامعات لممارسة الارهاب ضد تحركات دعاة الحرية والديموقراطية ودولة المواطنة، وأصبح النظام يتعامل مع المواطنين كعبيد آبقين حق عليهم العذاب والبطش والارهاب، ولا يختلف مأزق الشيوعية في الصين عن مأزق الاسلام السياسي في السودان، ومن القواسم المشتركة لغة الهان اللغة الرسمية في الصين وهي لغة شعب من الشعوب الصينية، وأصبحت للغة العربية بعدا سياسيا وقبليا في السودان، وليست اللغة سوى وسيلة للتواصل بين الناس واللغة الانجليزية اللغة الرسمية في بريطانيا ولغة الحياة اليومية لكن بريطانيا ليست دولة انجليزية لكن العربية في منظور أدعياء العروبة في السودان لغة مقدسة بحجة انها لغة القرآن، ولم يكن العرب بعد عمر بن الخطاب دعاة وأمة رسالية كما يزعمون فقد كانوا ولا يزالون مستعمرين استيطانيين يطردون الناس من ديارهم وأرضهم ويصادرون ذهبهم وفضتهم ويسترقون نساءهم وأطفالهم ويحولون معابدهم الي مساجد ويحتكرون السلطة، بدليل اقصاء موسي بن نصير وطارق بن زياد وتهميش الأمازيق الذين اعتنقوا الاسلام وتسموا بأسماء عربية وفتحوا الأندلس باسم الاسلام، والنظرة الدونية تلاحق الأفارقة الذين اعتنقوا الاسلام وتسموا بأسماء عربية وارتدوا العمائم والجلاليب وأصبح الشرتايات والمكوك أمراء لطمس هوية ولغة القبائل الأفريقية، ولولا الصراع بين العرب والأمازيق في الأندلس لما ضاع الأندلس ولكانت العربية الأن لغة الحياة اليومية في أوربا كلها ولغة العلم والمعرفة، وتكرر ذلك في جنوب السودان علي حساب المجالات الحيوية للاسلام واللغة العربية في أفريقيا بعد ألف سنة، وكان البيض في أميركا لا يعترفون بأن اعتناق الهنود والسود المسيحية يرقي بهم الي مرتبة البيض، وكذلك العرب في أفريقيا لا يعترفون بأن اعتناق السكان الأصليين الاسلام يرقي بهم الي مرتبة العرب، والعرب في السودان يريدون الأرض بدون سكان بدليل سياسات الأرض المحروقة والابادة الجماعي في الجنوب ودار فور وجبال النوبة وجنوب النيل الأزرق.
الأجندات الخاصة:
أذكر أن جريدة الصحافة في الخامس من فبرار 2007 نشرت حديثا مع الدكتور أمين حسن عمر، وكان السؤال الأول في شكل جملة خبرية تحتمل الصدق والكذب وهو بعد عامين من اتفاقيات نيفاشا لا تزال الأصابع علي الزناد، وكان ذلك تعبيرا دقيقا عن الواقع السياسي والأمني في ذلك الوقت، والواقع متحرك ولا يقبل الثبات لأن عجلة التاريخ لا تتوقف عن السير الي الأمام، فقد اتفق الطرفان علي عدم الاتفاق علي وحدة السودان الجغرافية والبشرية بعد مرور خمسين عاما علي اتفاقيات مؤتمر جوبا 1947 ، وجارتهما الايقاد وكذلك أصدقاء الايقاد ولولا ذلك لأجرى الاستفتاء في الشمال وليس في الجنوب لأن الحرب عرض من أعراض الصراع في الشمال بين الدولة الدينية ودولة المواطنة، وقد يحل الاستفتاء في الجنوب مشكلة الجنوب لكنه لا يحل مشكلة الشمال، وكانت الاجابة علي السؤال ان تجدد الحرب ليس واردا لأن الأصابع علي الزناد مشتتة في أماكن مختلفة لكنني أتخوف من هذه الأصابع المشتتة، وأضاف أمين حسن عمر ان الملشيات التي كانت تقاتل مع الحركة أو الحكومة كان لها أجنداتها الخصة وتوقفت الحرب وتبقت الأجندات الخاصة، انتهي كلام أمين حسن عمر، وكان لكل من الحركة والحكومة أجندته الخاصة ولولا ذلك لما كنت الحرب والمفاوضات في نيفاشا، ولنا أن نتساءل ماهي الأجندات الأخرى التي كان يقصدها أمين حسن عمر؟ هل هي المزارعون ضد الرعاة والحمرة ضد الزرقة وتراكمات من الأحقاد والمرارات؟ فقد استغل الكيزان الأجندات الخاصة واستغلت الأجندات الخاصة الكيزان كتسليح المسيرية ضد الدينكا في جنوب كردفان وتسليح القبائل العربية ضد القبائل الأفريقية في دارفور لتوريط القبائل العربية في الحرب ضد الحركة الشعبية، لكن الحرب مرتع خصب للأجندات الشخصية والفساد والانتفاع والثراء الحرام، فقد اتضح من تحقيق نشرته التيار ان الانتفاع من الحرب والصراع علي المناصب والمخصصات والأطماع والتطلعات غير المشروعة داخل المؤسسة العسكرية أجبرت نميرى علي التنصل من اتفاقية أديس أبابا وتجدد الحرب بعد عشرة أعوام من السلام، وكان لأدعياء العروبة أجندتهم الخاصة وكان انقسام مؤتمر الخريجين الي أحزاب طائفية خيانة لميثاق جوبا 1947 حول الوحدة الطوعية وأول مسمار في نعش الدولة القومية في السودان، وماحدث ويحدث الآن توقعه عرفات محمد عبدالله في الثلاثينيات من القرن الماضي ومحمود محمد طه في نهايات القرن العشرين، وللصادق المهدى أجندته الخاصة والا لما كان له شروطا يشترطها للتنسيق مع المعارضة، فهل للصادق المهدى خيار سوى الديموقراطية ودولة المواطنة وما لله لله وما لقيصر لقيصر ولكم في القصاص حياة يا أولي الألباب؟ وما هو الأمر الذى هم فيه مختلفون؟ ولا يتحقق السلام الا اذا تحققت العدالة ولا تتحقق العدالة الا اذا شاهدها الناس تجرى حية أمام أعينهم، وللسلام في السودان والعراق وسوريا ولبنان واليمن فواتير ومستحقات وهي الديموقراطية ودولة المواطنة وما لله لله وما لقبصر لقيصر وليس الدين من القواسم المشتركة بين الناس، ولولا ذلك لما تعافت أوربا من ويلات الحروب المذهبية والفوضي الدينية والسياسية التي يعاني منها العرب الآن، وحزب الأمة مؤسسة طائفية ووراثية وليس حزبا سياسيا وسودانيا مائة في المائة كما يزعم الصادق المهدى، وجزء من المشكلة ولا يمكن أن يكون جزءا من الحل، وكانت الجبهة الاسلامية تدعي القومية وكان المسلمون قلوا أكثروا طائفة من المجتمع السوداني.
الشريكان المتشاكسان:
كان يحلوا للكثيرين في الصحافة السودانية الاشارة الي الحركة والكيزان بالشريكين المتشاكسين، ولا تكون الشراكة الا بوجود هدف مشترك كالربح مقابل رأس المال في الشراكة التجارية، وكنا نتوقع أن يكون الهدف المشترك في نيفاشا وحدة السودان الجغرافية والبشرية، لكن الطرفان اتفقا علي تقسيم ثروة أبيهم وهو لايزال علي قيد الحياة ولو أن الايقاد طالبتهما بابراز هويتهما لما وجدت لهما هوية سوى البندقية، وتحول بيت أبوك كان خرب شيل ليك منه شلية الي حالة مأساوية من الطمع والجشع والأجندات الأطماع والتطلعات غير المشروعة وغياب المسئولية الوطنية والأخلاقية وانهيار القيم المعيارية التي تقوم عليها الدولة وأصبح السودان وطنا بلا وجيع في الشمال والجنوب، وكان الطرفان متناقضان تناقضا حادا فقد كانت الحركة تريد سودانا جديدا يقوم علي الديموقراطية ودولة المواطنة والمساواة والعدالة السياسية والكيزان يريدون تكريس السودان القديم وهوية السودان العربية والاسلامية واستعباد غير المسلمين وغير العرب سياسيا والعبودية السياسية شكل من أشكال الاسترقاق، أما الصادق المهدى فقد كان يحاول اللعب علي الحبلين، والعرب في السودان أقلية مسيطرة مثلما كان البيض في جنوب أفريقيا وروديسيا، ولولا المسلمين الأفارقة لما كان المسلمون أغلبية في السودان، ويفترض أن يكون أصحاب الثقافة الغالبة أحرص علي التسامح والديموقراطية ودولة المواطنة لولا الاستعلاء الثقافي وهو شكل من أشكال العنصرية، وفي جنوب أفريقيا قال مانديلا مخاطبا قومه السود علينا نحن السود أن نتفهم مخاوف البيض، وأثبتت الأحداث ان محخاوف الجنوبيين في سنة 1953 وهي مخاوف مشروعة كان لها مايبررها.
القوات المشتركة:
أذكر أن سمية المطبعجي بجريد الأيام نقلت عن توم فرانسيس رئيس لجنة التقويم في حكومة نيفاشا قوله لا مكان للملشيات المسلحة في الجنوب، ولولا الأجندات الخاصة غير المعلنة لدى الطرفين لما كان للملشيات المسلحة مكانا في الشمال والجنوب، ويفترض أن تبدأ عملية تصفية ونزع سلاح الملشيات وتكتمل قبل نهاية العام الأول من الفترة الانتقالية، ولكانت القوات المشتركة نواة القوات المسلحة القومية المتفق عليها في اتفاقية السلام، ولا يمكن أن تتحقق الوحدة الطوعية بدون مؤسسة عسكرية ومؤسسات مدنية وعدلية مستقلة تحظي بالقبول والثقة والاحترام من كافة الأطراف، وكان خط الانفصال بين الهند والباكستان يخترق المزارع والقرى والبيوت وتسبب ذلك في ملاين الضحايا بسبب الاحتكاكات بين المسلمين والهندوس الذين كانوا يتعايشون متخالطين ويتبادلون المنافع ومدارس ومؤسسات خدمية مشتركة لولا النخب المتسلطة التي تسعي للصيد في الماء العكر، والقبائل الرعوية في السودان وأفريقيا كلها لا تعترف بالحدود السياسية أو الادارية، ولم تكن الباكستان ملاذا آمنا من التعدد وكذلك شمال السودان بدليل الحرب في دارفور وجبال النوبة وجنوب النيل الأزرق، وأذكر أن رئيس اللجنة الفنية بمجلس الدفاع المشترك قال ان القوات المشتركة قوتان متقابلتان ومتنافرتان وليس مؤسسة عسكرية لها ميزانية وقانون يحدد صلاحياتها وسيادتها فوق أى قوات أخرى وان رئاسة الجمهوري لم تصدر تعليمات لوزارة المالية باعتماد ميزانية تشمل مرتبات ومخصصات عناصر الحركة في القوات المشتركة، وتظاهر جنود الحركة في الخرطوم وجوبا مطالبين بصرف مرتباتهم، ويفترض تجميد نشاط قوات الحركة وقوات الحكومة وتجريدها من أى مهام عسكرية وأن تتولي القوات المشتركة مهام نزع السلاح وتصفية الملشيات والتدخل في دارفور والتصدى للحروب القبلية.
دارفور وجبال النوبة:
عشرة أعوام حكومات ديموقراطية متقطعة مقابل 52 سنة حكومات عسكرية و15 انقلاب ومحاولة انقلاب في ثلاثين عاما، فالنظم الشمولية هي المسئولة عن تهميش واهمال المناطق الطرفية واشعال الحرائق في السودان، وفي مليزيا بدأت أول حكومة وطنية بالتركيز علي تنمية المناظق الأكثر تخلفا تحسبا لعواقب الفوارق الحضارية، وفي الولايات المتحدة تضمن قانون الحقوق المدنية تمييز السود في مجال التعليم للنهوض بهم الي مستوى البيض، وفي مؤتمر الفاشر التداولي في سنة 2003 عندما كانت النار لا تزال مشتعلة في القرى التي أحرقت والطيور الرمامة تحلق فوقها بحثا عن شواء لانسان أو حيوان وقبل 18 شهرا من تدخل المجتمع الدولي قال شاهد من أهل الانقاذ وهو البروفسور أبو القاسم ان المشكلة ليست مشكلة رعاة ومزارعين وانما هو قهر واجبار علي النزوح واخلاء الأرض، وقال التجاني سراج ان الهجوم كان عرقيا وانتقائيا وأشارت أصابع الاتهام الي الجنويد الذين اعترف قائدهم موسي هلال أنهم فصيل من فصائل الدفاع الشعبي وليس عصابة من الهمباتة كما يزعمون، ووصفتهم مجلة تصدرها وزارة الداخلية برماة الحدق اعجابا ببطولاتهم، ونشرت الصحف وثائق بمخصصاتهم النقدية والعينية من خزينة الدولة، والناس لا يهربون من أرضهم وبيوتهم ويواصلون السير ليلا ونهارا ويلجأون الي الدول المجاورة الا في حالة الخوف علي حياتهم والا اذا رأوا بأعينهم وليس من رأى كمن سمع، واتضح ان التعليمات صدرت بترحيل الفور الي وادى صالح والزغاوة لي أم روابة وتوطين العرب الرحل في المراعي الخصبة بجبال مرة واستجلاب العرب من غرب أفريقيا وتوطينهم بدارفور، ولا يوجد فرق بين طرد الفلسطينيين من أرضهم وديارهم لتوطين اليهود وطرد الفور والزغاوة لتوطين العرب، وماهو الفرق بين جرائم الابادة الجماعية في راوندا والبوسنة والهيرسك وجرائم الابادة الجماعية في دارفور ألأن المسلمين هم الذين أبادوا المسلمين؟ وفي جبال النوبة أفتي كهنة النظام بأن النوبة من المسلمين الذين انضموا الي الحركة الشعبية مرتدون دمهم ومالهم وعرضهم حلال، وكون اللواء الحسيني ملشيات عربية مسلحة للتنفيذ كانت تختن الذكور في كبارا وصغارا في معسكرات النازحين بالقوة الجبرية، وجرى تعديل قانون الجنسية لاستجلاب الفلاتة من غرب أفريقيا وتوطينهم في دارفور، ويقدر عدد ضحايا الابادة الجماعية بسبعين ألف نسمة.
عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
///////////////


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.