أثار ذلك الفيديو الذي ظهرت فيه والدة الشهيد عبد السلام كشه وهي تمنع من دخول قاعة الصداقة لحضور توقيع الإتفاق النهائي سخط الكثيرين ، فكيف تمنع أمهات من وهبوا أرواحهم فداء للثورة وأوصّلوا الوطن بفضل تضحياتهم إلى هذه اللحظة التاريخية ؟ وكيف فات على قحت أصلا أن توجه لهنّ الدعوة وأن تخصص لهنّ مقاعد في الصفوف الأمامية ؟ ثم أن من جاء منهم كان قليلا وكان من الممكن إدخالهم بحيث يكون حضورهم الرمزي متناسبا مع الحدث ، بل مقنعا ومستوفيا لأوجب واجبات المناسبة . لقد قدم الشباب في المقابل دعما رائعا لأسر الشهداء مما خفف عليهم كثيرا من المصاب وساعدهم على إجتياز الإيام العصيبة الأولى من فقدان الأبناء والأحباء ، مما منح الثبات لأمهات الشهداء للدرجة التي جعلت بعضهن يشاركن في التظاهرات وبعضهن يخاطبن الحشود بشجاعة مما يدل على صمودهن وتفاعلهن التام مع الثورة . لقد عبّد هؤلاء الشهداء بتضحياتهم الدرب الذي أفضى إلى هذه اللحظة ، بحيث كانت أرواحهم قناديلا أضاءت الطريق وحثت الثوار على إكمال الطريق ، وما كان ينبغي لأسرهم أن تغيب أبدا عن تلك المناسبة . إن ذلك يقودنا بالضرورة إلى المطالبة بأن تكون أولى خطوات الحكومة المدنية وضع حجر الأساس لنصب تذكاري لهؤلاء الشهداء كخطوة رمزية بالغة الأهمية ، نصب تسجل فيه أسماء هؤلاء الشهداء الذي قتلوا للأسف غدرا وغيلة في واحدا من أعظم شهور الله ، لا لشيء سوى أنهم طالبوا بحقوق المواطنة : حرية ، سلام ، عدالة . صحيح أنهم لن يعودوا لأن تلك مشيئة الرب منذ أن أبصروا نور الحياة ، لكن لتبقى ذكراهم في ذاكرة الأجيال القادمة ومن يلونهم بما قدموه تجاه هذا الوطن . وتبقى الجزئية الأخيرة الهامة وهي ضرورة ملاحقة كل من إرتكب تلك الجريمة الشنعاء سواء أكان اليوم في سدة الحكم أو خارجها فما شهده الوطن في ذلك اليوم كان أمرا خارج المألوف ، خارج عن عاداتنا ، عن طبائعنا ، عن تقاليدنا ، بل خارج عن نطاق الإنسانية ، وحتى تحين تلك اللحظة يبقى شعار : الدم قصاد بالدم .. لن نرضي بالدية هو الشعار المرفوع والساري .. لن ننسى .. لن نغفر !! عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.