شاهد بالفيديو.. كشف عن معاناته وطلب المساعدة.. شاب سوداني بالقاهرة يعيش في الشارع بعد أن قامت زوجته بطرده من المنزل وحظر رقم هاتفه بسبب عدم مقدرته على دفع إيجار الشقة    شاهد بالفيديو.. كشف عن معاناته وطلب المساعدة.. شاب سوداني بالقاهرة يعيش في الشارع بعد أن قامت زوجته بطرده من المنزل وحظر رقم هاتفه بسبب عدم مقدرته على دفع إيجار الشقة    رباعية نظيفة .. باريس يهين أتلتيكو مدريد في مونديال الأندية    بالصورة.."أتمنى لها حياة سعيدة".. الفنان مأمون سوار الدهب يفاجئ الجميع ويعلن إنفصاله رسمياً عن زوجته الحسناء ويكشف الحقائق كاملة: (زي ما كل الناس عارفه الطلاق ما بقع على"الحامل")    شاهد بالفيديو.. الفنانة منى ماروكو تهنئ أحمد الصادق وتلقبه بالأسد: (كان نائم في الغابة وقال أمرق بمزاجي وكجونكات حتى الممات)    رئيس مجلس السيادة يلتقي السفير الفلسطيني بمناسبة إنتهاء فترة عمله بالسودان    "مصر وسوريا".. إدارة ترامب تدرس إضافة 36 دولة إلى قائمة حظر السفر بينها دول عربية    على طريقة البليهي.. "مشادة قوية" بين ياسر إبراهيم وميسي    المباحث الجنائية المركزية بولايةنهر النيل تنجح في فك طلاسم بلاغ قتيل حي الطراوة    المدير العام للشركة السودانية للموارد المعدنية يؤكد أهمية مضاعفة الإنتاج    توجيه عاجل لرئيس الوزراء السوداني    البشير يخاطب العاملين بمحلية الخرطوم    وصول 335 من المبعدين لدنقلا جراء أحداث منطقة المثلث الحدودية    من حق إيران وأي دولة أخري أن تحصل علي قنبلة نووية    المثلث الحدودي بين ليبيا والسودان ومصر.. صهر الجغرافيا في أتون الحرب    كيف أدخلت إسرائيل المسيرات إلى قلب إيران؟    ترامب يبلغ نتنياهو باحتمال انضمام أمريكا إلى العملية العسكرية ضد إيران    أول دولة عربية تقرر إجلاء رعاياها من إيران    الجهاز الفني للمريخ يضع برنامجا خاصا للنخبة    المريخ يعسكر ببورتسودان    جريمة بشعة لسودانيين بإفريقيا الوسطى    عمر العمر يكتب: بوصلة رئيس الوزراء السوداني    خلال ساعات.. مهمة منتظرة لمدرب المريخ    مدرب المريخ يصل الي القاهرة    السودان..خطوة جديدة بشأن السفر    تنفيذ حكم إعدام في السعودية يثير جدلاً واسعًا    ميسي: توقعات كأس العالم للأندية مختلفة مع ميامي    3 آلاف و820 شخصا"..حريق في مبنى بدبي والسلطات توضّح    مصر توضّح حقيقة حدوث تغير في الخلفية الإشعاعية داخل أراضيها    ضربة إيرانية مباشرة في ريشون ليتسيون تثير صدمة في إسرائيل    معركة جديدة بين ليفربول وبايرن بسبب صلاح    بالصور.. زوجة الميرغني تقضي إجازتها الصيفية مع ابنتها وسط الحيوانات    معلومات جديدة عن الناجي الوحيد من طائرة الهند المنكوبة.. مكان مقعده ينقذه من الموت    بعد حالات تسمّم مخيفة..إغلاق مطعم مصري شهير وتوقيف مالكه    رئيس مجلس الوزراء يؤكد أهمية الكهرباء في نهضة وإعادة اعمار البلاد    رئيس مجلس الوزراء يؤكد أهمية الكهرباء في نهضة وإعادة اعمار البلاد    إنهاء معاناة حي شهير في أمدرمان    وزارة الصحة وبالتعاون مع صحة الخرطوم تعلن تنفيذ حملة الاستجابة لوباء الكوليرا    فجرًا.. السلطات في السودان تلقيّ القبض على34 متّهمًا بينهم نظاميين    يوم عيد وانتهى    شاهد بالفيديو.. الفنانة إنصاف مدني تثير ضجة غير مسبوقة: (ميادة قمر الدين تملك جنبات وصلب وشطرنج دايرة ليها راجل بس) والجمهور: (شكلك كترتي من الشربوت)    رئيس مجلس الوزراء يقدم تهاني عيد الاضحي المبارك لشرطة ولاية البحر الاحمر    وفاة حاجة من ولاية البحر الأحمر بمكة    اكتشاف مثير في صحراء بالسودان    تفاصيل اللحظات الأخيرة لأستاذ جامعي سعودي قتله عامل توصيل مصري    رؤيا الحكيم غير ملزمة للجيش والشعب السوداني    مسؤول سوداني يطلق دعوة للتجار بشأن الأضحية    محمد دفع الله.. (صُورة) تَتَحَدّث كُلّ اللُّغات    في سابقة تعد الأولى من نوعها.. دولة عربية تلغي شعيرة ذبح الأضاحي هذا العام لهذا السبب (….) وتحذيرات للسودانيين المقيمين فيها    شاهد بالفيديو.. داعية سوداني شهير يثير ضجة إسفيرية غير مسبوقة: (رأيت الرسول صلى الله عليه وسلم في المنام وأوصاني بدعوة الجيش والدعم السريع للتفاوض)    تراجع وفيات الكوليرا في الخرطوم    أثار محمد هاشم الحكيم عاصفة لم يكن بحاجة إلي آثارها الإرتدادية علي مصداقيته الكلامية والوجدانية    وزير المالية السوداني: المسيرات التي تضرب الكهرباء ومستودعات الوقود "إماراتية"    "الحرابة ولا حلو" لهاني عابدين.. نداء السلام والأمل في وجه التحديات    "عشبة الخلود".. ما سرّ النبتة القادمة من جبال وغابات آسيا؟    علامات خفية لنقص المغنيسيوم.. لا تتجاهلها    ما هي محظورات الحج للنساء؟    قُلْ: ليتني شمعةٌ في الظلامْ؟!    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



تصريحات وزير المالية الخطيرة والاستخفاف بعقول السودانيين!!! .. بقلم: د. محمد محمود الطيب/واشنطون
نشر في سودانيل يوم 28 - 09 - 2019

سبق وان حذرنا من اختيار الدكتور حمدوك للدكتور ابراهيم البدوي كوزير للمالية ووضحنا أسياب ذلك في الآتي:
أولا/ من الناحية الفكرية ينتمي دكتور البدوي لمدرسة الفكر النيولبرالي: مدرسة مليتون فردمان، ومدرسة إجماع واشنطون "Washington Consensus"، وهي المدرسة الفكرية التي تؤمن بالفكر الليبرالي، ومبدأ الاقتصاد الحر وحرية السوق في قيادة الاقتصاد الوطني. والجدير بالذكر أن فكر هذه المدرسة تجسد عمليا في اتباع سياسات البنك الدولي وصندوق النقد الدولي المعروفة باسم برامج الإصلاح الهيكلي " "structural adjustment programs"
ثانيا/ من الناحية العملية تركزت خبرة دكتور البدوي على مدى ثلاث عقود على إنفاذ برامج الإصلاح الهيكلي للبنك الدولي على معظم الدول الافريقية. وكان أداة تنفيذية من أدوات تنفيد هذه البرامج سيئة الذكر، والتي باختصار أدت إلى المزيد من الافقار، والضنك، والمعاناة لهذه الشعوب الفقيرة أصلا.
ثالثا/ من الناحية الفنية يأتي دكتور البدوي من خلفية الاقتصاد القياسي، وهي مجرد أداة كمية بحتة لتحليل الظواهر الاقتصادية دون وضع اعتبار للعوامل الأخرى، مثل العوامل السياسية، والاجتماعية. والقضية المحورية في مسألة السودان الآن تحتاج لعقلية شاملة تتعامل مع الاقتصاد من منظور الاقتصاد السياسي الشامل، والذي يحلل المشكلات الاقتصادية المعقدة من منظور شامل، وعميق يشمل الجوانب السياسية والاجتماعية والثقافية للظواهر الاقتصادية وأبعد من النظرة الاحصائية الضيقة التي تتعامل مع الظواهر الاقتصادية كمجرد متغيرات إحصائية في "مودل" اقتصادي كمي بحت.
رابعا/ هناك ورقة لدكتور البدوي بعنوان "حرية سلام وعدالة، والثورة خيار الشعب" كمرجعية لبرنامج الثورة الاقتصادي" والعنوان في حد ذاته قفز على شعارات الثورة وادعاء باستحقاقاتها. وهنا أرى قمة الانتهازية، وفي هذه الورقة يشير دكتور البدوي وبصورة متخفية إلى ضرورة تنفيذ سياسات صندوق النقد الدولي، والبنك الدولي. وترى ذلك بالإشارة إلى تبني سياسة سعر الصرف المرن المدار. وأيضاً يدعو إلى رفع الدعم العيني، واستبداله بالدعم النقدي. كذلك العودة للاقتراض المدمر من صندوق النقد الدولي والبنك الدولي. وقطعا ستكون هذه القروض مقابل شروط معروفة ومدمرة تتلخص في تطبيق برامج التقشف القاسية جدا على الطبقات الفقيرة في المجتمع.
خامسا/ تجد في الورقة سالفة الذكر تناقضا واضحا بين برنامج يعتمد على الاقتراض من المؤسسات الدولية وفق شروط معروفة تركز على خفض الإنفاق العام الحكومي، ورفع الدعم عن السلع الأساسية، وتحرير سعر الصرف، وبرامج الخصخصة، وتحرير التجارة الخارجية، وفتح البلاد للاستثمار الأجنبي، وتسهيل تحولات الأرباح، وبقية الشروط المعروفة، والتي تهدف إلى دمج الاقتصاد الوطني مع المنظومة الرأسمالية العالمية وكل تلك السياسات طبقت طوال فترة الحكم المباد بواسطة عراب سياسة التحرير سيّء الذكر عبدالرحيم حمدي واثبتت فشلها التاريخي.
ومن جهة أخرى نراه يشير إلى برنامج اقتصادي اجتماعي يهدف إلى التركيز على القطاع الاجتماعي، ودعم قطاع التعليم والصحة والبنيات الأساسية وهناك تناقض مذهبي واضح بين المقترحات الواردة في برنامجه المقترح.
سادسا/ يفتقر الدكتور إبراهيم البدوي للأمانة العلمية. ففي ندوة أقيمت في واشنطون عقب انتفاضة سبتمبر المجيدة 2013 والتي راح ضحيتها شباب من خيرة أبناء الوطن، لهم الرحمة والمغفرة، وكانت الندوة بعنوان "الأسباب الاقتصادية لانتفاضة سبتمبر". وكان دكتور البدوي المتحدث الرئيسي في تلك الندوة، ومن المعروف أن سبب هذه الانتفاضة كان تطبيق الحكومة لسياسة صندوق النقد الدولي، والتي كانت تتلخص في رفع الدعم عن السلع الأساسية تحديدا، نموذج رفع الدعم عن الوقود، والتي تسببت في ارتفاع جنوني في أسعار معظم السلع الهامة وأدت لخروج الشباب في مظاهرات عارمة. وقد واجهتها الحكومة بقمع غير مشهود ما أدى لاغتيال المئات من الشباب برصاص قناصة جهاز الامن.ورغم علمه التام بأسباب انتفاضة الشباب في سبتمبر، إذ كان سببها المباشر تنفيذ سياسة صندوق النقد التقشفية، لم يذكر ولو بحرف دور تنفيذ سياسات صندوق النقد في اشتعال ثورة الشباب.
سابعا/ لم نر للدكتور اَي مساهمات فكرية، أو مواقف نضالية مشهودة في مواجهة النظام. بل العكس هو أنه كان يتمتع بصلات طيبة بمعظم الإسلاميين وكان يتردد على البلاد دون أدني مضايقات لارتياح النظام منه، وعدم الشعور من اَي خطورة من جانبه، أو كونه يمثل تهديدا للنظام
وهاهو الان يثبت صدق توقعاتنا في اقل من أسبوعين من مباشرة أعماله يفاجئنا وزير المالية بالكثير من القرارات الصادمة والمتناقضة وغير المنطقية في معظم الأحيان مما يعكس روحا من عدم الاهتمام والنظرة الدونية والابتعاد عن روح الثورة والتفاعل مع قضايا الجماهير والانحياز لقضاياها ونوضح ذلك في الشواهد التالية:
اولا/ في تصريح له قبل تعينه وزيرا للمالية قال" اكد الدكتور إبراهيم البدوي، الخبير الاقتصادي السوداني، أن نظام العهد البائد عصابة كانت تحكم السودان، وأن سوء الإدارة والفساد المؤسسي سبب الأزمة الاقتصادية، نتيجة السياسة التي اتبعها تنظيم الإخوان في السودان، فقد قاموا بعد انقلابهم ووصولهم للحكم بفصل كل الكفاءات في الخدمة المدنية والجيش، ومارسوا عملية نهب منظم لثروات السودان الهائلة".انتهي الاقتباس من يقراء هذا التصريح يظن ان من اولويات هذا الوزير اعادة الامور الي نصابها تبداء بتصفية الدولة العميقة ومكامن الفساد في وزارته
ولكن يفاجئنا السيد الوزير بهذا التقرير الغريب
"شدّد وزير المالية إبراهيم البدوي على عدم تشريد أيّ موظف كفء ونزيه من وظيفته بسبب انتمائه السياسي.وقال" هذا التزام على مستوى الحكومة ولن نلجأ لأيّ إجراء خارج القانون".وأكّد البدوي في تصريحاتٍ لصحيفة السوداني الصادرة اليوم"الأربعاء" أنّهم لن يكرّروا تجربة الإنقاذ في تجريف وتشريد الموظفين العاديين في الخدمة المدنية.انتهي الاقتباس
معقولة!! موظف كفء الم يسمع سيادته بسياسة التمكين الم يعلم ان نظام الانقاذ قام بتشريد مئات الالاف من الكفاءات الحقيقية ولم يعين الا اصحاب الولاء!!ونري هنا التناقض الواضح بين تصريحه الاول قبل التعيين وتنكره لما قال في تصريحه الاخر بعد ان تمكن من مقعده الوثير في الوزارة ضاربا عرض الحائط بمطالب الثورة والثوار في تصفية دولة الكيزان,
ثانيا/ وفي تصريح اخرغريب جدا صرح بالاتي" وعزا الأزمات في الخبز والوقود لضعف الرقابة، وكشف عن استعداد وزارتع لتعيين"30000″ شاب للرقابة الشعبية بولاية الخرطوم لضمان انسياب الوقود والخبز للجهات المستهدفة.وقال إنّه بسبب دعم السعودية والإمارات فإنّ الدقيق المتوفّر يكفي حتى فبراير 2020م.وأشار إلى تحفظات خليجية بشأن تقديم الدعم السلعي.وقال البدوي".انتهي الاقتباس
تحفظات خليجية بشأن تقديم الدعم السلعي!!!!! ماذا يعني ذلك وما شأن دول الخليج بسياستك الاقتصادية وتصح المقولة من لايملك خبزه لا يملك قراره0
ثالثا/ اما عن الدعم فكان هذا الكلام العجيب "نحن لا نتحدث إطلاقًا عن رفع الدعم إلا أنّ هذا الدعم غير قابل للاستدامة خاصة للوقود.وأعلن البدوي عن قفزة نوعية في الانتقال من دعم السلع إلى دعم المواطنين مباشرة، وتوقّع منح كل مواطن سوداني"صغيرًا كان أمّ كبيرًا غنيًا أو فقيرًا" مبلغ"300″ جنيه شهريًا بعد"9″ أشهر من الآن.وقال إنّ الشعب السوداني تعرّض لإفقار ممنهج" انتهي الاقتباس
وهنا نري قمة الاستخفاف بعقول السودانيين فتارة يتحدث عن عدم سحب الدعم وتارة يتحدث عن ابقاءه وهنا يتحدث السيد البدوي عن برنامج متكامل يستند علي موقف ايديولحي معروف يتبناه البنك والصندوق الدوليين وهذا البرنامج لن يقف علي الدعم فقط فهي روشتة متكاملة تهدف الي رفع يد الدولة من كافة المسئوليات وتوجه الاقتصاد نحو اقتصاد السوق واليه العرض والطلب.
الهدف تحديدا من تحويل نظام الدعم من دعم عيني داخل منظومة الأسعار الي دعم نقدي مباشر تقليل فاتورة الدعم بالتحكم في استهداف الفئات المحتاجة حقا تكمن المشكلة في الآتي:
اولا/ لتطبيق هذا التظام تحتاج لقاعدة بيانات متقدمة تحصر كل السكان في السودان وتحدد من المحتاج وانا شخصيا اعتقد تسعين في المئة من الشعب السوداني محتاجين لهذا الدعم.
ثانيا/ مستوي التضخم في السودان عالي جدا ويسمي التضخم الانفجاري وهو مايتحاوز الخمسين في المئة وحسب ماورد في الأنباء حدد وزير المالية مبلغ 300 حنية في الشهر لدعم السلع الهامة وهذا المبلغ ضئيل وسيلتهمه التضخم العالي في يوم.
ثالثا/ هناك فئات في المجتمع السوداني من الرعاة والرحل وهم خارج منظومة الدولة ولايمكن ان يصلهم الدعم النقدي ولكن يمكنهم شراء السلع المدعومة.
لم يقم هذا الوزير بإجراء دراسة مستفيضة عن نظام الدعم الحالي ليقارن بنظام الدعم النقدي كيف حدد هذه ال300 جنيه من غير ان يعلم عدد المستحقين او عدد السلع وثمنها كم عدد السكان وما مستوي التضخم الان او توقعات التضخم تسعة شهور من الان كم تساوي هذه 300 حنيه عند تطبيق البرنامج وهل ستكفي لسد تكاليف السلع داخل نظام الدعم النقدي المقترح . كل هذه الأسئلة المحورية يجب ان تجد الإجابة من خلال بحث علمي دفيق. عادة ما تلجاء الدول المحترمة عندما تقرر تغيير نظام خطير ويمس حياة للمواطن كنظام الدعم يأخذ هذا الامر سنوات قبل الأقدام علي تنفيذه وتتم مناقشته في مجالس الوزراء ومجالس النواب وفِي الجامعات وفِي منظمات المجتمع المدني وفِي جماعات حماية المستهلك ويناقش في الاعلام وفِي لقاءات جماهير وكل ذلك لأخذ راي الشعب والوصول لأكبر قدر من الاجماع العام حول موضوع خطير كهذا مش عنقالي ساكت قال 300 جنيه قال !!!!
رابعا/هذا التصريح الخطير"قال وزير المالية السودانى اليوم الاثنين إن رئيس وزراء السودان سيطلب ملياري دولار دعما من البنك الدولي خلال زيارته الحالية إلى نيويورك.وقال الوزير إبراهيم البدوى إن السودان طلب من البنك الدولى إعارته ثلاثة خبراء سودانيين للعمل في البلاد خلال فترة الانتقال السياسى مع تمويل مهمتهم".انتهي الاقتباس
وهنا يتضح جليا ان هذا الوزير يفتقد الرؤية الواضحة في تحديد الوجه المنحازة لجماهير الثورة كذلك ضعيف جدا في تحديد الاولويات فضل الحلول الساهلة في اللجوء للمنظمات الدولية والاقتراض والالتزام ببرامج صندوق النقد القاتل والسم المجرب من قبل والذي سيؤدي بالضرورة للمزيد من التجويع والإفقار والارتهان والارتماء في احضان منظمات التمويل الدولية.الحلول تكمن في الالتزام بخط الثورة وتصفية دولة الكيزان واستراد كل المال المنهوب والمقدر داخليا بما يقارب الثمانين مليار وخارجيا في ماليزيا وحدها اربعة وستين مليار بعد استعادة هده الأموال الالتزام ببرنامج الدولة التنموية وتحريك قطاعات الانتاج والتصنيع المرتبط بالزراعة والتعدين وإعادة تأهيل المشاريع الانتاحية الكبري كمشروع الجزيرة والاستثمار في البنيات الاساسية واحتكار قطاع البترول والذهب والاتصالات والبنوك بواسطة الدولة اضافة لدعم التعليم والصحة وإجراء إصلاحات أساسية في القطاع المصرفي.
خامسا/ وفي طلبه الغريب من البنك الدولى إعارته ثلاثة خبراء سودانيين للعمل في البلاد خلال فترة الانتقال السياسى مع تمويل مهمتهم
هذا يعكس عدم ثقته في الكفاءات السودانية من الشباب صناع الثورة واصحاب الوجعة لماذا الاستعانة بخبراء من البنك الدولي حتي ولو سودانيين فهم في النهاية خبراء للبنك ويمثلون البنك ويدافعون عن مصالح البنك الم يسمع سيادته وهو الخبير السابق بالبنك بمايسمى بتضارب المصالح "conflict of interest" وهو واضح في هذه الحالة.
لم يحدثنا هذا الوزير الفذ عن تفاصيل برنامجه هذا كلها مجرد تصريحات لم يحدد أهداف البرنامج. وماهي الموجهات العامة ومن هي الجهات المستهدفة وطرق توزيع الفائدة لكل فئة ودرجة مساهمة كل في فئة وكيف تمول الخطة من الداخل ام الخارج وباي قدر اذا كان من الداخل كيف يتم ذلك وانت لا تنوي استرداد الأموال من الكيزان وإذا كان من الخارج لماذا تتحدث عن الاعتماد علي الذات وماهي شروط الاستدانة من الخارج وماالمدي الزمني للخطة وماهي وسائل تنفيذها وما الكادر المؤهل لتنفيذها.
نظرية دكتور البدوي الانكماشية تعتمد تماما علي جذب الاستثمارات الأجنبية عن طريق خلق التوازن الداخلي في تحسين موقف عجز الميزانية وعجز ميزان المدفوعات وذلك برفع سعر الفائدة وتخفيض قيمة الجنيه رفع الدعم عن السلع الاساسية وزيادة الضرائب وهذه سياسة انكماشية تؤدي الي الآتي:
اولا/ الاقتراض من الخارج يودي الي زيادة الدين الخارجي وزيادة عب خدمات الديون علي الميزانية خاصة مع ارتفاع سعر الفائدة.
ثانيا/ ارتفاع الضرائب وارتفاع سعر الفائدة يودي الي مزيدا من الانكماش وتقليص الاستهلاك الخاص والحكومي والاستثمار وبالتالي يعوق نمو اجمالي الناتج القومي.
ثالثا/ تخفيض سعر الصرف يودي الي مزيدا من التضخم وارتفاع قيمة الورادات.
رابعا/ فرضية زيادة الصادرات نتيجة خفض سعر الصرف غير واردة لعدم مرونة الصادرات السودانية لسعر الصرف وايضاً تعاني الصادرات من اشكاليات هيكلية في الانتاج والترحيل و في البنيات الاساسية.
خامسا/ سحب الدعم او تحويله الي دعم. نقدي يخلق مشاكل اجتماعية حادة ومزيدا من الافقار والتجويع للطبقات الفقيرة.
من كل ماسبق ذكره من تصريحات متناقضة يتضح جليا ان السيد وزير المالية بعيد كل البعد عن روح الثورة ومطالب صناعها فهو لم يكن من صناعها بل كان اقرب لنظام الكيزان ولم يشهد له بمعارضة واضحة ولم يكتوي بنار السجن والفصل والتشريد وحتي اثناء تواجده في واشنطون لم يشهد له اعتراض او موقف ضد النظام بل علي العكس كان من صناع سياسات التحرير علي مستوي العالم وكانت جوهر سياسات نظام الانقاذ وهاهو الان يسعي وبكل جد لتطبيقها مرة اخري ومن جرب المجرب حاقته الندامة..
Sources
https://www.alittihad.ae/article/40227/2019/%D8%A5%D8%A8%D8%B1%D8%A7%D9%87%D9%8A%D9%85-%D8%A7%D9%84%D8%A8%D8%AF%D9%88%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D8%AE%D8%A8%D9%8A%D8%B1-%D8%A7%D9%84%D8%A7%D9%82%D8%AA%D8%B5%D8%A7%D8%AF%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%88%D8%AF%D8%A7%D9%86%D9%8A-%D9%84%D9%80-%D8%A7%D9%84%D8%A7%D8%AA%D8%AD%D8%A7%D8%AF--%D8%B9%D8%B5%D8%A7%D8%A8%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%A5%D8%AE%D9%88%D8%A7%D9%86-%D9%86%D9%87%D8%A8%D8%AA-%D8%AB%D8%B1%D9%88%D8%A7%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D8%A8%D9%84%D8%A7%D8%AF-%D8%A8%D8%B4%D9%83%D9%84-%D9%85%D9%86%D8%B8%D9%85
http://arabic.news.cn/2019-09/09/c_138376027.htm
https://www.alrakoba.net/31324864/%d9%88%d8%b2%d9%8a%d8%b1-%d8%a7%d9%84%d9%85%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a9-%d9%8a%d9%83%d8%b4%d9%81-%d8%aa%d9%81%d8%a7%d8%b5%d9%8a%d9%84-%d8%a7%d9%84%d8%af%d8%b9%d9%85-%d8%a7%d9%84%d9%86%d9%82%d8%af%d9%8a/
د0محمد محمود الطيب
واشنطون سبتمبر 2019
عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.