بدهشة شديدة طالعت تنويه صحيفة الرأي العام بزيارة وفد كنسي أمريكي للسودان ولقائه المرتقب بمسئولين في الدولة. تقول الصحيفة: "يبدأ وفد امريكي ديني برئاسة القس بل جراهام رئيس المحفظة السامرية اليوم زيارة للسودان تستغرق اربعة ايام يلتقي خلالها عدداً من المسؤولين برئاسة الجمهورية ووزارتي الخارجية والشؤون الانسانية ويزور دارفور والجنوب." (صحيفة الرأي العام- 1 مارس 2009) إنه لمن المؤسف أن تسمح حكومة مسلمة لرجل جعل من محاربة الإسلام والطعن فيه مهمة ينفق فيها ماله وعمره. ففرانكلين بل غراهام هذا، هو ابن الداعية المسيحي الأمريكي الأشهر بل غراهام. وقد أثار قبل مدة جدلا حين صرّح أن الإسلام بطبعه دين شرّير وعنيف: ((...Islam is inherently evil and violent..."—New York Times, April4, 2003)) . وفي لقاء صحفي عقب ذلك التصريح أكد غراهام عدم تنازله عن رأيه السلبي في الإسلام وقال كلاما معناه أنه لم يصادف حتى الآن شيئا يدعوه إلى تغيير نظرته للإسلام. لقد أنشأ فرانكلين هذا منظمة تبشيرية كنسية أطلق عليها اسم: محفظة السامري Samaritan Purse يمثل التبشير في أوساط المسلمين أحد أهم أنشطتها. وللمنظمة فروع في الكويت والأردن تضطلع بتصنيع وتجهيز مواد الإغاثة التي توزعها المنظمة لمسلمي العراق. وكان الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش قد أتاح لهذه المنظمة الكنسية وغيرها فرصا كبيرة للتبشير في أوساط مسلمي العراق حين منحتهم إدارته عقود عمل لتنفيذ مشاريع في العراق. وكان فرانكلين هذا قد رد على منتقدي جهوده التبشيرية في العراق بقوله أن النصرانية دخلت العراق قبل الإسلام، وبهذا لهم الحق كل الحق في التبشير بالنصرانية في هذا البلد. وكان الرئيس السابق لمنظمة The Southern Baptist Convention، وهي الأخرى منظمة مسيحية أمريكية تنسّق مع منظمة محفظة السامري في مجال العمل التبشيري في أوساط المسلمين، قد أساء إساءة بالغة لرسولنا الكريم حين وصفه بأنه رجل مولع بالزواج من النساء القاصرات وبأنه إرهابي: ((...Prophet Muhammad was a ''pedophile'' and a ''terrorist.''...)) وكانت منظمة محفظة السامري هذه قد نشطت في منطقة همشكوريب بعد استيلاء قوات الجيش الشعبي عليها حيث مارست عملياتها التبشيرية في أوساط طلبة القرآن بخلاوي همشكوريب تحت غطاء تقديم المواد الإغاثية. ليس في القرآن ما يمنع النصارى من العيش والتعبّد بحرية في أوساط المسلمين، لكننا نستنكر بغضب شديد أن تكرّم حكومتنا رجلا مثل فرانكلين يمور صدره بالحقد على الإسلام والمسلمين. فقبل مدة رفضت حكومة بريطانيا منح الداعية الإسلامي القرضاوي فيزا لزيارة ذلك البلد بحجة أنه يدعو للجهاد، فلماذا لا نعاملهم بالمثل!؟