كان من الواضح، لحكماء الغابة؛ أن (البغل المُجنّح) لن يستطيع أن يخلف أباه، الحصان الهرمَ المُجنَّح، في تقدُّم صفوف فصيل الخُيول، لا لأنَّه بغلٌ فقط، و إنما لأنه كان بذيلِ أسدٍ مهزُول. كما أنَّ المُهرات، اللائي لمع نجمُهنَّ في فضاءِ هذه الفصيلة، لن يُتَحَ لهُنَّ أن يقُدن الخيول، كلَّها، في غابةٍ جُبلت على أن ترفع من شأنِ الذُّكور، و تفضِّلهم، مُطلقاً، على الإناث، و تحفظ لهم ضعف حظهن في كلِّ شيء. و قد كانت غياب الحصان القائد وبقاء مكانه شاغراً في الإنتظار، كانت هذه النقطة بالذات، من أهمَّ نقاط الخلل في مسيرة التغيير المُعتمدة على مشاركة الجميع: إناثاً وذُكور... لا سيما من فصيلة الخيول، فقد كانت الثورة تحتاج، وبشدَّة، لإسهامات هذا الفصيل المؤثر والنافذ، ذو التعداد الكبير. وكان إجماع الحيوانات لا ندائها، هو الهيكل الأنسب والضروري لجمع شمل الحيوانات، لأنَّ تعبير (النِّداء) كان يُشير إلى موقفٍ أكثرُ سلبيةً من الإجماع، حيثُ يتولد منه سؤال جوهري بشكل تلقائي: - مَن تُنادي؟ و على ذلك فإن (الحصان القائد)، الذي سيتقدم صفوف كيان الخيول ويرفع راياتها، و يمثل فصيلتها الصاهلة، كان بمثابة الثقب الأسود، و العمود الناقص، واحدة من العلل الرئيسيَّة في بناء الجسد الموحد لقوى التغيير، تلك القوى الرافضة لوجود سلالة الأسد بن الأجرب اللعين وتلاميذه في العرين، و تأبى سيطرة تلك السلالة الموتورة على مفاصل الغابة و شأنها العام، وتقاوم استباحتها: برَّها ،و بحرها ،و جوَّها! عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.