كانت، فاجعةُ الفواجِع التي هبطت على أهل الغابة، هي رحيلُ الخرتيت الناطق، مغدُوراً، وقد كان الخرتيت محبوباً وفريدا،ً صائب العِبارَة، و لكنه لم يلد، و لم ينجح في اختيار الوريث المناسب، و مع أنه كان نباتياً و زاهداً في أكل الأسماك التي تمثل أحد أهم مصادر الثروة في الغابة، فقد توصّل بشأنها، إضافة الى نقاط نزاع تاريخية أخرى، توصل للإتفاق التاريخي مع بطاريقو في إدارة شئون البحيرة كأساس و منطلق لإدارة مجمل نواحي الغابة، فيما عرف باتفاقيّة بطاريقو و الخرتيت الناطق، و لكن الحصان المجنح طلب توضيحات وشروحات للإتفاقيّة اثناء اعتلائه منصَّة مجلس عموم الغابة، و لم ينتبه إلى الأسد بن الأجرب وهو يتبوَّل أمام عينه على منضدة المنصة، لأنه كان غيوراً ومهتزّاً، ولم يرَ في الإتفاقيّة سوى انتصاراً بطريقياً يجب وقفه بأي شكلٍ كان، و كاد الأسد بن الأجرب أن يضربه بيسراه، لولا وجود الأجنحة التي مكنته من الطيران بسرعة و اللجوء إلى (غابه أبو الهول) المجاورة لغابتنا من جهة الشمال، ومنها إلى غابة البُن في اتجاه الجنوب الشرقي للغابة. ووضع الخرتيت إتفاقاً، لاحقاً، أملته عليه الشدائد مع الأسد الهازل لم يصمد و انهار معه السلام الذى نعمت به الغابة لبرهة، و بنيت علي ذلك الانهيار هجرة الجَّوامِيس الأخيرة إلى حوافِّ البُحيرة. و قد خسرت الغابة بموته، ذلك الموت القادم من غابة خنازيرو، خسرت خرتيتاً مُؤهلاً لادارة شئون الغابة، مُنفرداً، بلا مُنازع. وأن كان لابد لنا من التعبير عن مشاعرنا نحوه، فإنما يكُون ذلك بإحياءِ رُؤيته المقبُولة لدى الغالبية الساحقة من أبناءِ الغابة، تلك الرؤية التي لم تَمُتْ، حتَّى الآن. عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.