مدني عروس الجزيرة الوادعة والتي احببتها من وقتاً بدري بلحيل، والتي لا قريةً ولا مدينة فهي ذات طابع قروي ولكنها مدنية الاسم والمعنى فعليها وعلى صاحبها ذاك السني الذي مجده الخليل بن فرح كما يمجد المادح شيخه مدني ياساده هذه أهدت إلينا الكثير بل والمثير من فطاحلة المبدعين في كل نواحي الحياة، سياسيين كانوا او شعراء او علماء ومن امثال هؤلاء اخترنا الشاعر النحرير علي المساح وصنوه موزارت الفن السوداني الحديث ومجدده ابراهيم الكاشف والذي كشف لنا مكنون الغناء الجاد ونفض منا رهق الحياة في يوم الزيارة وسمى بنا الي عوالم البدر الفي صفاه والبعض يرى ان الكاشف يعد الرائد الاول للاغنية الحديثة وانا أميل لهذه الفرضية اذا عرفنا انه اول من ادخل الأوركسترا في الغناء.. المساح عرف خبايا الكاشف وكشفها وخرجت لنا الدرر من عصارة قلبه وما أعظمها من محبة اوليس من العجب ان يشترك كاشفنا ومساحنا في تلك العبقرية الطبيعية حيث ان الاثنين أميان وهذا يؤيد القول ان العبقرية لا تحتاج ابداً لفك طلاسم الأبجدية وعبقرية الكلمة واللحن .. عندما استمعت لأغنية غصن الرياض المايد احد إليازات سيدنا المساح عندها ادركت تماماً تلك العلاقة القوية بين التصوف والحقيبة وكيف ان أسبقية الاولى مهدت للثانية بل توأمتها .. المعروف ان تصوف اهل السودان من بدأ زمنا قبيلاً بدري وقد ذكر بعض المورخون ذلك، بل اعتبر بعضهم ان بداية نهضة الثقافة السودانية الحديثة وجدت مع دخول التصوف ويوكد أولئك ان الطريقة السمانية هي ام تلك الطرق الصوفية في السودان.. دعونا نبدأ بأغنية غصن الرياض والتي ان تأملناها لحناً ونظما لأدركنا التوافق الشديد بين التعبير او النظم وبين الإيقاع التقيل الذي يبدا به المادح ثم مايلبث ان ترتفع ضربات النوبه فتإن وترن او كما صورها الشاعر الصوفي والصوفي الشاعر المجذوب في قصيدة المولد التي سكب فيها كل صوفيته ومجذوبيته تمصويراً وأبدعاً وزانها اداءنا وتلحيناً ذاك الكابلي صاحب الخرائد الغنائية هو الآخر .. ومن عجيب في الامر ان ذاك المساح كان صحابي بالمعنى الغنائي لانه ادرك الحقيبة ونازل اَهلها في عقر دارهم وبذهم وتواضعوا له كيف لا وهو ذاك المجدد، وتابعي لانه عاش فترة ما بعد غروب شمس الحقيبة ودخول موجة الاغنية الحديثة حيث واكب تلك الموجة بذكائه الفطري حتى لا يعيش في جب الماضي فتذهب ريحه .. يا سيدنا المساح اما انك مسحت عقولنا مسح الجن وخليتنا نردح ردحياً شيته براه .. ولنا عوده مع مساح القلوب .. عثمان يوسف خليل عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.