برهان (و ضِف إليه جوقته من اللجنة الأمنية) كان يعمل في الخفاء لعلمه بأن ما هو مأمور به سيثير عواصفاً صرصراً و يثير زلازلاً و يفجِّر براكين مجنونة.. هو مجبور ليعمل ما عمل لكونه محاط بعدة سياج; - سياج الثورة بقواعدها و علمه ان هذه القواعد ضده قلباً و قالباً، و أنها ساعية بمثابرة لا تقف أمامها سدود للف حبل المشنقة حول عنقه قصاصاً لمجزرة القيادة و لإلتفافاته و تأثيراته على أهداف و شعارات ثورة ديسمبر.. و - سياج القوى الإقليمية المتداخلة و المتدخلة بقوة في الشأن السوداني و محاولات التأثير إتجاهات و مسارات أو قل الإمساك بدفة سفينة الثورة، لأجندة سياسية و إقتصادية تخصها و تمسها.. و - سياج القوى الدولية صاحبة العصا و الجزرة، و اللاعب الأساس في التأثير على نتيجة المباراة.. و - سياج تنظيم (الاخوان المسلمين) الذي تذوق (قرصة) البشير عضو الجماعة العسكري الذي لعب ببيضة السلطة و حجرها. تسارعَ إيقاعُ النوايا فأسرعت في تمتين السياج و إعتقاله داخلها (و ضِف إليه جوقته من اللجنة الأمنية) بعد الاعلان عن (صفقة القرن) التي لم تحظ بقبول شعبي رغم دسها سماً خفياً في عسلٍ شهي و من هذا; التبشير بالرخاء و النعيم الذي لا يجد ما يسنده في دهاليز التاريخ الماثل او الغابر او الوسيط الذي بينهما (الاردن .. عمان .. موريتانيا .. مصر .. يوغندا .. اريتريا ....الخ (فالخرطة الاسرائلية غير مثبتة الحدود لن تثبت الا اذا استوعبت المساحة من الفرات الى النيل. ما يغري البرهان ان يسير على شوك الطريق حلفاءٌ في العلن و آخرون سريون متخفيون ذوو ملامح سودانية و غير سودانية.. الأقرب في العلن دولة الامارات محج و محط الرجعية و الانتهازية السودانية، و خلفها و امامها مصر المؤثرة تاريخياً على رقعة الشطرنج السودانية بالتنسيق مع قوى اقليمية و دولية.. هناك الإحساس المتبادل بالهيمنة و ما يستتبعها من شعور بالضعف ما بين المكون العسكري و المدني و سيادة الإحساس بعدم الثقة، حيث يتكئ العسكري على سلاح السلاح، و الذي علم بالأمثلة التاريخية مدى ضعفه، بينما يتكئ المدني على سلاح الثوار و الشارع و الذي علم بالأمثلة التاريخية مدى قوته و حسمه. على قوى الحرية و التغيير "قحت" و حكومتها الإصطفاف الثابت خلف أهداف و شعارات الثورة و تنقية صفوفها من المخذلين و المتخاذلين و أصحاب الأجندة المضادة للثورة المباحة منها و المستبطنة، و المعلومة و المكشوفة للجميع. فبدون هذا الفرز الضروري و الجوهري لن تستطيع قحت و حكومتها سيراً بالغاً و مبلغاً أهدافه في متاهات و وسط أحابيل هذه الرمال المتحركة بثوابت مرسومة و التي لا تخفى على بصر و بصيرة الثورة. عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.