ان كلمة التهميش التي يستخدمها الكثيرين ما هي الا مصطلح سياسي جديد في قاموس السياسة السودانية و يعني لدي الكثيرين استحواذ المركز علي صنع القرار في السودان ما نتج عنه عدم تحقيق التنمية المتوازنة مصحوبة باثار سالبة ادت الي عدم تحقيق التنمية المتوازنة و يتضح ذلك في التركيز علي التنمية في مناطق وسط السودان و شماله بينما اهملت بقية الاقاليم و من هذه السياسات العرجاء برز مصطلح (الهامش) و منها التهميش الاقتصادي و الاجتماعي و السياسي؛ تم تبيان ذلك من خلال دراسة بحثية في جبال النوبه كنموذج للاقاليم المهمشة. وتم تبيان نمط ومستوى التخلف والتهميش الأقليمى، وما ترتب على ذلك من آثار سياسية واقتصادية واجتماعية اثرت سلبا لا على الاقليم فحسب بل على السودان بأكمله (الرابط ادناه للمزيد) https://www.altaghyeer.info/ar/2013/06/04/ اذا كان هذا مفهوم التهميش و الذي ادي بدوره الي قيام ابناء الهامش الي اللجؤ لحمل السلاح و الخروج عن القانون و المطالبة بالحقوق التي يدعون انها سلبت منهم فإن كلمة التهميش اذن ما هي الا كلمة حق اريد بها باطل خاصة في جبال النوبة مدار البحث؛ حيث ان جنوب كردفان عامة من اكثر مناطق السودان حظا في التنمية من بقية المناطق الاخري حيث ان المشاريع التي انشئت في جبال النوبة (جنوب كردفان) اخرجت اهلها من هذا التهميش و من هذه المشاريع علي سبيل المثال مؤسسة جبال النوبة الزراعية فالكل يعرف مؤسسة جبال النوبة الزراعية وعهد ازدهارها في السبعينيات الى ان بدات التدهور والانهيار في الثمانينيات ودمرت وانهارت تماما في التسعينيات. فقد تم انشاء مؤسسة جبال النوبة الزراعية فى 1967 والتى أدخلت فى 1970 برنامج تحديث الزراعة التقليدية وادخل الجرار الزراعى (التركتر) فى جبال النوبة وتم قبل ذلك اكمال المحالج الى تسعة حيث تم انشاء محالج في مناطق عديدة اضافت طفرة اقتصادية ورخاء في المعيشة ووفرت العديد من الوظائف الادارية والعمالية ووفرت مصادر دخل للمزارعين حيث كانت الحكومة توفر الوقود والجرارات والتمويل والتقاوى الزراعية ودعم صغار المزارعين من اجل دعمهم اقتصاديا وتحسين وضعهم المعيشي (النو، 2010) فإن مؤسسة جبال النوبة الزراعية بمحالجها التسعة تعتبر الباعث الأول للنهضة الزراعية فى جنوب كردفان وساهمت بفعالية فى تحديث الاقتصاديات الريفية و استقرار الرحل و هجرة المجموعات النوبية الى الوديان , وكذلك تمديد الاقتصاد النقدى و زيادة الاستهلاك ونمو المدن, وفتح الطرق وترابط المجتمعات وزيادة وتيرة التداخل والتودد الاثنى وغيرها من بواعث واشراقات التنمية والنهوض الريفى والمجتمعى. ولكن .... نهاية مؤلمة للمزيد عن مؤسسة جبال النوبة راجع الرابط https://apap.ahlamontada.com اما من ناحية التعليم فقد انشئ معهد التربية بالدلنج لتدريس المعلمين عام 1948 موازيا لمعهدي بخت الرضا و شندي و درس و تخرج فيه افذاذ و قيادات التعليم في السودان كما ان المعهد افاد اهل المنطقة التي حوله حيث لديه العديد من الانشطة الثقافية و الاجتماعية المتنوعة و التي ساهمت في رفع مستوي اهالي منطقة الدلنج و ماحولها حيث تجد اغلب المتعلمين من جنوب كردفان هم من الذين عاشوا في الدلنج ليس هذا فحسب فإنك تلاظ ان مدينة الدلنج ربما تكون المدينة الوحيدة في السودان خالية من الامية حيث اغلب السكان يجيدون القرأءة و الكتابة اما المدارس فهي منتشرة في جميع ارجاء جبال النوبة ففي العديد من القري النائية تجد مدارس مكتملة البنيان الفصول و الداخليات و سكن (ميز) للمدرسين و حتي كاودة و التي تعتبر معقل حاملي السلاح من ابناء النوية فقد كانت من الناطق التي يصعب الوصول اليها و لا تصلها الا سيارة واحدة كل شهر لايصال المواد التموينية للمدرسة و المدارس هناك تعمل علي مجموعتين المجموعة (أ) و ألتي تعمل في فصل الخريف و المجموعة (ب) و تعمل في الصيف لكن المشكلة تكمن في مواطني المنطقة انفسهم حيث انهم لا يرغبون في ارسال ابنائهم الي المدارس و يفضلون ان يعملوا معهم اما في الزراعة او الرعي بدلا من الاستمرار في الدراسة فالمشكة في المواطنين و ليس في النخبة الحاكمة اما السؤال الذي يطرح نفسه لماذا منظمة الكومولو و لماذا هذه الحرب الدائرة منذ عقود دون الوصول الي حلول ترضي الجميع هذا ما سنجيب عنه في الحلقة القادمة ان شاءالله تعالي محجوب تاور كافي لندنبريطانيا عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.