خواطر عابرة حول فيروس كرونا جمعتني الصدفة قبل نحو أسبوع باخ صديق. جاء لزيارتي بالمنزل لغرض خاص. علمه علي قدره. مِمَن يمكن ان يُطلق عليه انسان سوداني عادي... حدثته حول ضرورة البقاء بالمنزل في هذه الأوقات العصيبة من أطوار انتشار فيروس كورونا. كان يستخف بكل المخاطر التي عددتها له من ضرورة البقاء في المنزل آمناً. وقد أكدت علي خطورة الفيروس لأنه يستطيع أن يضاعف انتشاره بصورة أسية فائقة السرعة. كان يركز دفوعاته بصورة غيبية. ويجزم بأن السودان محروس بعناية الهية خاصة . وبه كثير من أولياء الله الصالحين من أقطاب وأغواث و نقباء وبدلاء. ولما اعيتني الحيلة من إقناعه بضرورة البقاء بالمنزل. قررت أن أستلَّ أكثر الأسلحة فتكاً بمكامن الركود الذهني. فقلت له :(هل تعلم بأن هنالك بعض التقارير الطبية الواردة من الصين تؤكد ان أهم مضاعفات فيروس كرونا إذا سلم منها الإنسان ، فسيفقد قدراته الجنسية لأن الفيروس يؤثر علي الوظائف الجنسية لدي الرجال؟!). لم أضف ولا كلمة أخري.. وقد ساد الصمت. وتجلل المكان بمهابة خاصة. وأخذت انظر إليه. فإذا بعيناه وقد جحظتا . ولونه امتقع . واستغرق في تفكير عميق. ثم أطرق. ثم رفع رأسه حتي كدت أن أرى تقلب وجهه في السماء. . ثم قال واللعاب يكاد يشل حركة لسانه من كومة الصعود التي ذابت داخل فمه بصورة طمست مخارج الحروف بحيث انقلبت السين شين :(حسبنا الله ونعم الوكيل...) من بعدها وكلما هاتفه وجدته وقد التزم المنزل ولا يخرجه حتي الشديد القوي.