7-1/ الأَبَىَ دِيْكُوُ مَكَشَّنْ يُقال إن ضيفاً حلّ بالمسيد، وأُحسن استقباله، وإمعاناً في ذلك الإحسان، فقد أمر شيخُ المسيد بذبح (الدِّيِكْ) الذي كان يمرح في الفناء، لتقديمه عشاءً للضيف سعيد الحظ، وطبخ الحيران الدِّيِكْ، بالطريقة التي يطلق عليها أهلنا اسم (الكُشنة) ، وقال الشيخ للضيف: - قُم وكل مع الحيران يا رجل! وهنا خطر للضيف إن عشاء الشيخ لا بُدَّ أن يكون خروفاً على الأقل، ما دام الحيران يتعشون (بدِيِكْ مَكَشَّنْ)، وطمعاً في عشاء الشيخ الشهي، رفض الضيفُ أن يتعشَّى مع الحيران، وقال: - أنا بتعشى معاك يا الشيخ، العشاء معاك فيهو البركة! وهكذا، قضى الحيران على الدِّيِكْ أبو بصلة، وغسلوا أيديهم، ثم أحضروا، عشاء الشيخ وضيفه في وعاء بسيط، قبل أن يذهبوا للنوم... وكان العشاء عبارة عن (كسرة بي موية ملح تزينها بعض القرضات)، ولم يستطع الضيف اعتراضاً، ولكن استياءه كان بادياً للشيخ الحصيف، الذي قال له ساخراً: - قُوُمْ إتعشَّى، يا الضيف الأَبَىَ دِيْكُوُ مَكَشَّنْ!). وقديماً قيل: - تاباها مملحة... تاكُلا قرُوضْ! 7-2/ الأَبَىَ دِيْكُوُ مَكَشَّنْ- رواية أُخرى وتحكِي الرواية عن امرأة كانت تستقبلُ، في غيابِ زوجها، عشيقاً لها في البيت، استقبال الفاتحين، وتولم له... و حدث أن ساوَر الشكُّ الزوجَ المغدُور، فادعى أنَّهُ ذاهبٌ إلى العمل، وطفقَ يراقبُ بيته من بعيد. وكانت المرأةُ قد طبخت لعشيقها ديكاً سميناً، وكشَّنتهُ. ولكن، أتى الزوج قبل أن يبدأ العشيقان الخائنان في التِهامِ الدِّيِكْ، مِمَّا اضطرَّ العشيق للاختباء مُرتعباً تحت السرير، وجلس الزوجُ فوق ذاتِ السرير، وبدأ في أكل الدِّيِكْ المَكَشَّنْ بنهمٍ، مُدعياً عدم المعرفة بما يجري، و لكن أصغر الأطفال مدَّ يدهُ بوَرْكٍ من الدِّيِكْ المَكَشَّنْ للعشيق القابع تحت السرير , وما كان من العشيق إلا أن أشارَ له ملوِّحاً بالرفض، ويرجوه الابتعاد حتَّى لا يُفتضَح أمرُهُ، دون أن يستطيع كلاماً... فوصفه الطفل: - (بالأَبَىَ دِيْكُوُ مَكَشَّنْ)... وتُقال في مقامِ التحقير لشخصٍ ما وسَبِّه على شاكِلة: ود الهِرمْة، ود اللَّذين، ابن الكلب... وما شاكلَها... فيُقال: - (وَدْ الأَبَىَ دِيْكُوُ مَكَشَّنْ!).