منسوتا جاءها ( ثابت ) في زيارة ونزل فندقا فيها ليومين . طلب الحساب فقالوا له مدفوع . اصر ان يعرف من الذي دفعه . برز له مدير الفندق شخصيا وكان امريكي ابيض . شكره ( ثابت ) واوضح للخواجة ( انا لا اعرفك ولا تعرفني ممكن اعرف لو سمحت سبب هذا المعروف الذي حتما انا مقدره ) . اعتدل الخواجة في جلسته واخفي وجههه حتي لا تري عيناه المغرورقتان بالدموع ( نزلت ببلدكم السودان الحبيب وبالتحديد وصلت القضارف ولم يكن معي سوي الملابس التي علي جسدي ولكن اهل القضارف تكفلوا باطعامي والباسي ووفروا لي الماوي الي ان غادرتهم . انا اكرم السودان في شخصك فانتم شعب مضياف وتستاهلون كل خير ) . غادرت الفندق وتكاد الدنيا لا تسعني من الزهو فبلادي يطير بذكرها الركبان وهذا وحده يكفي زادا لنا في مقبل الايام . في مطار منيابولس الضابط عيناه كالصقر يدقق في الجوازات . وقفت امامه غير مطمئن رغم سلامة اوراقي وموقفي . رفع راسه وهتف : ( مرحبا يازول) . تنغست الصعداء ورددت اليه بثقة ( اهلا وسهلا ) وحملت حقيبتي وهرولت ناحية الطائرة . في الدوحة بادرني موظف الاستقبال بالغندق : ( مرحب بالزول ) . يااهل السودان ارض المحنة والامان هداكم الله العالم كله يعرفكم ويقدركم وانتم تتباحثون وتتعثرون في الوصول للسلام ! حمد النيل فضل المولي عبد الرحمن قرشي. منسوتا. امريكا . عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.