يحكى ان احد الشباب الجنوبيين أشترى صابونة للحمام وفي صباح اليوم الثاني دلف لذات الدكان لشراء نفس الصابونة فوجد سعرها أرتفع عن الامس فقال قولته المشهورة " يعني ما ننوم " . هذا هو حال المواطن مع السلع الاستهلاكية الضروربة فالمشتري لا يكاد يصل لسيارته فيقفل راجعا لاستدركه ان حاجته لسلعة اشتراها من دقائق فسيجد سعرها قد قفز للاعلى .. لم نسمع عن اجراءات ولوائح وانظمة ضابطة و ملزمة للتجار كوضع ديباجة للاسعار ... ولا حملات لمراقبة بوصلة الارتفاع الجنوني من الجهات المسؤولة كحماية المستهلك ووزارة التجارة الخ او جولات ميدانية لفرض الهيبة ومنع الانزلاق ... عيد الاضحية علي الابواب وكل المؤشرات تشير لارتفاع جنوني لاسعار الخراف وبرغم ان معاناة المشترين وتفلت الاسعار وسيطرة السماسرة تنقلها أجهزة الاعلام ولكن في المقابل نلاحظ غياب لاي مجهودات رسمية للتخفيف من حدة الانقلات واللزوجة ... إن كان هذا الغلاء المتصاعد والهلامي نتاج لقلة منتج معين لصعوبه استيراده و تمويل فاتورته وووو فربما مقبول وفق خارطة الاقتصاد المخنوق والذي لم يجد حلولا جذرية حتى الان .. أما أمر خراف الاضاحي فهو مختلف او يجب ان يكون مختلفا فعلا لوفرتها وكميات أنتاجها ربما بسبب جائحة كورونا التي حالت دون الدورة الطبيعية من المنتج للمستهلك الخ و الغلاء إن كان بسبب بعد مناطق الانتاج لمناطق الاستهلاك كالعاصمة الخرطوم وارتفاع تكاليف النقل والاعلاف ...اذن لماذا لا تساهم الدولة ممثلة في القوات النظامية والدعم السريع والشرطة والتي تمتلك قدرات لوجستية وأسطول من سيارات الشحن لنقل المواشي كحملة قومية لتغذية الاسواق بالمركز والمدن المستهلكة وبالتنسيق مع شباب المقاومة بالاحياء لكسر هاجس هذه المعضلة التي يعاني منها المواطنين الغبش واللذين اجبروا للتغاضي عن الضرورات ككسوة الصغار ولوازم فرحة الاعياد كالحلويات والكعك الخ باعتبارها رفاهية بعيدة المنال ... اما الاضحية كفرض شرعي وتوسعة وشبع لكثيرين غادرت اللحوم فعليا حلة ملاحهم وليكن توفير الاضاحي بأسعار معقولة مدخلا لكسر شوكة الغلاء وتحجيم السماسرة وإن تم ذلك فستدخل الفرحة لبيوت كثيرة جفت منها مياه الشرب وعاشت في الظلام أما خراف الاضحية فلا تحرموا الاسرة من شعيرة دينية وتقليد راسخ ارتبط بالوساع والكرم وعزة النفس ...ادخلوا الفرحة للبيت السوداني ووفروا الامن والامان ليناموا وهم أمنون مطمئنون.. ان شعيرة الاضحية من مال حلال لذبيحة حلال من مربي الخراف للمضحي وان حكومته قد قطعت الطريق علي كل من حرم الغبش النوم الهاديء الأمن بعد لهث وضجر وآمال عراض في استقرار ثورته واستكمال بنيانها .. وعيدكم مبارك عواطف عبداللطيف اعلامية وناشطة اجتماعية مقيمة بقطر عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.