تتلاقي الأحداث علي حافة الإنهيار الإنساني ، المنحدر من معاناة جميع البشر علي مدى التاريخ ، حيث تنهمر الدموع كلها من منبع واحد ، ويقف الإنسان حائرا في تلك الدائرة التي لا تنتهي إلا وتبدأ مرة أخري ، فلا خلاص ولانجاة من تلك المشاعر التي تدفعه تارة هنا ،وتارة هناك . فلا يجد مايبحث عنه هنا أو هناك ، ويسقط في مخالب الحيرة الملعونة التي تستنفد طاقته ؛ فترميه بلا رحمة عند أي مفترق من الطرق وحيداً فلا يجد ما يأويه من عواصف الزمان ، وغدر بني آدم حتي تتوحش عليه نفسه ذاتها ثائرة عليه ، فتهون عليه الدنيا بمافيها ، ويذوب ماتبقي فيه من إنسانية تحت وطأة أطلال أمله الضائع ، وإحتراق بقايا إرادته في حياة من أي نوع ليتلاشي بالكليةَ في بوتقة النسيان ، فيمحى أثره من الوجود وكأن شيئاَ لم يكن حتي ذكرى أنه كان هناك إنسان. بعد الإنهيار الكامل ومحوالأثر لا نجد إلا الصمت يملأ المكان وتصدح به الأركان ؛ لسان حاله يحكي نفس الروايات الذي يرعاها وتر المشاعر الإنسانية ، المفرطة في الحساسية والأضعف من خيوط العنكبوت ، والأعجب أنها تتحكم كاملاَ في قيام النفس وإقدامها علي الحياة من عدمه ، فتمسك بشرايين القلب لتمنع أو تسمح بمرور ماء الحياة في الجسد ، فالكل يخضع للمشاعر ويسعي لإرضائها والإستحواذ علي تقديرها ، ولا يكاد عمل للإنسان يخلو من ذلك المسار الإجباري، الذي ينتهي إلى غاية واحدة بشرية ولا يستطيع إنسان أن ينفك من تلك السلاسل الذهبية للإنسانية التي قيدت بها الطبيعة البشرية فلاتقوم للنفس قائمة من أي نوع أو حالة إلا عندما يقيدها ذلك المسار وتحكمها تلك الغاية التاريخية للبشروهي الوصول إلي حالة معينة من مشاعر محددة لا تتغير أو تتبدل من إنسان لغيره بل وتتكرر بكل زمان و مكان . تنساب المشاعر الإنسانية وتتراكم حتي تتبلور في حالة قلبية معينة يستشعر معها الإنسان حقيقة وجوده المستعلى و المتسيد علي باقي الكائنات وحتمية تميزه وتفرده بمواهب فزة وقدرات التي ليس لها مثيل، فلا يهدأ له بال حتي يصل إلي غايته من: إمتنان عميق، حب رقيق ، تفوق رفيع، فخر عالي، رضا سعيد، دفئ رحيم، إبتسامة شاكرة، تضحية واجبة، دفاع مستحق ، تأمل خاشع، لذة عابرة، إنشراح صدر، موسيقي عصفور، تسليم صامت، هدوء نفسي، إحساس مؤثر، سلام داخلي، لحظة إنتصار، فرحة بالحق، سعادة بالطريق، رؤية لهدف، لمس لخيال، ألوان هادئة، صورة جميلة، تكريم كريم ، شعور بالرضا، وتلك الأحاسيس هي غاية كل إنسان ومقصد سعيه ومثابرته وكأن الكل يشترك في الغاية و هي الإحساس و هو شعور معين يصبغ حركات حياته بلون ورائحة القيمة و عبق التجربة ؛ فلا تضيع أيامه هباءاً، بل كانت تُسبح بترانيم الولاء للملك المتوج ، مستودع المشاعر التي هي غاية المراد من الوجود الإنساني، فتضرب حوله سياجاً كمحمية لا يجب الإقتراب منها حيث لا يكون لها مخرج، والغريب أن الإنسان يظل يحاول أن يخرق ذلك الإطار من المشاعر الإنسانية الرفيعة و الوحيدة المميزة بدورها لوجود كإنسان وقيمته العليا والتي تعطيه الروح لكل حركاته وسكناته في الحياة فكيف يمنع "عودة الروح" ؟ ! . عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.