الخامس عشر من ديسمبر السنة الماضية نزلت ارض منيابولس عروس المسيسبي الفاتنة والجليد أحال الأرض الي صفحة بيضاء ودرجة الحرارة دون العشرين . جئت من ارض الشمس المشرقة والحرارة اللاهبة وكان قدري أن ارابط بالبيت قرابة ربع عام لاتجول ولاتحرك خارج الاسوار الا لأداء صلاة الجمعة. معليش هذه الزيارة خلت من التمتع بالمكتبات والمتاحف والحدائق بمختلف مسمياتها وزيارة الاسر من سودانيين وامريكان بيض أو سود فأهل منيابولس يتمتعون بالاخلاق الرفيعة والكرم ولايحبون العنصرية . أرأيتم كيف هبت المدينة عندما جثم ضابط الشرطة بركبته علي رقبة جورج فلويد وقتله اختناقا بقسوة متناهية . هذه المدينة المتسامحة التي أدخلت الهان عمر الصومالية الي الكونغرس . وقد ابلت بلاء حسنا مع رفاقها الديمقراطيين وبرزت لدرجة أن ترمب صار يكن لها عداء خاصا . وجاء منتصف مارس والجليد بدأ يحزم امتعته ليرحل وقبل أن تتنفس الصعداء بذهاب الصقيع كشرت الكورونا عن أنيابها الحادة وتفاقمت الحالات وكثرت الوفيات وصار التباعد الاجتماعي لازما مع لبس الكمامات وتطهير الأيدي والاوجه بانتظام . واستمر الحبس المنزلي بصورة اشد والخروج صار مستحيلا حتي لصلاة الجمعة ورغم الضيق من هذا الاعتقال القاسي ورغم المحنة إلا أن العزاء كان في حمل القلم والكتابة التي أنتجت سماه النقاد ادب الكورونا . نواصل . حمد النيل فضل المولي عبد الرحمن قرشي . منسوتا امريكا . عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.