ما كل شر مصيبة فقد يكون فيما نعتقده شر يكمن فيه الخير، وانا ياسادتي قاعد اكتب في هذه الخاطرة استوقفني بيت الشعر الذي كتبه شيخ المجددين محمد المهدي المجذوب: هذا سؤال فلسفي عميق اراد به شاعرنا ان ينزع منا الشك في عدمية الخير والسؤال روح التفلسف كما تعلمون.. لسنا من دعاة المعرفة او نملك براعة الكتاب ولكننا حُكِم علينا ان نرمي حجراً صغيراً في بركة الفعل الثقافي والذي ماعونه الكتابة وما ادراك ما الكتابة ووجعها..كنت احادث صديقة اتخذت من امريكا هجرة لها وتطرقنا الي ما نكتب فالبرغم من انها تملك كل ادوات الكتابة الا انها ذكرت لي ما معناه عدم استعدادها لذلك فهل الكتابة رهق؟ اظنها وطني الاخر اننا مازلنا نعتمد على الثقافة الشفاهية التي غبرت الكثير الكثير من تراثنا وارثنا..قلت عندها لتلك السيدة انني انتمي الي اسرة مشهورة بكثرة الكلام واظن ان ما احمله من جينات من تلك الاسرة اتاح لي فرصة ان امتهن حرفة الكتابة والتي ادركتني وانا كهل فهل يا ترى ان كل هذا المخزون من الماده التي نكتبها الان بعض من ادخرناه عبر السنين وان صدق هذا فان للعقل البشري خاصية عجيبة للتخزين، ثم هل ما نكتبه اي كانت قيمته ونوعه يمكن ان نصنفه بالكتابة المحترفة؟ آمل ذلك.. الكاتب فيما اعلم يكتب لنفسه أولاً ثم يصبح ما كتبه ملكاً لغيره لذلك عليه ان يكون حريصاً فيما يكتب فإن لم يحاسب اليوم فان غداً له بالمرصاد.. تابعت في محطة بي بي سي الخامسة لقاء مع اح السيدات وكانت تحكي عن كيف انها استثمرت حبسها في البيت بسبب جائحة الكرونا التي عادت تنهش في صدور البشر وتحول حياتهم الي عزلة لا تطاق حتى ان الفرد اصبح نافراً من اعزائه وهو ممنوع من لقائهم وان غيض له ذلك فسوف يكون لقاء اشبه بلقاء الغرباء- استمعت كما قلت لتلك السيده التي ذكرت بانها بدأت تكتب في خواطر يومية وترسلها عبر الوسائط الاجتماعية والتي اصبحت هي الملاذ الوحيد للتواصل بين الاحباء، فاقترح عليها احدهم او احداهن ان تنشر تلك الخواطر بعد التعديلات فما كان منها الا وان تلقى القبول من احدى دور النشر وتصير كاتبة بعد ان لقيت خواطرها حول يوميات حبسها بسبب الكرونه.. لم نقصد باننا سوف نصبح في عشية وضحاها احد الكتاب المحظوظين ولكن ناكد اننا نكتب هواية ونرغب في ان نجد موضع قدم او قلم في هذا الكون الذي يضج بالعباقرة والمبدعين.. ويا من بيدكم القلم وشرف الكلمة ارجوكم حاولوا ان تخرجوها للناس في هذا الزمن الماحل..زمن القحط والعوز اعطوا الكلمة الطيبة شرف ان تكون للناس كلمة حق ودعوة محبة..لقد ولغ غول الجهل من مواعين اجيالنا حتى صاح الواحد منهم احييييييييا..والابداع نور الارض وبركة السماء وامس كان الناس تتدثر بثوب الكلمة الشرف العز والكرامة...وصدق شاعرنا عندما خاطب محبوبته: كلمتي المست غرورك وفرقتنا يا حبيبي دمتم عثمان يوسف خليل عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.