لم نكن ندري ان للمزاح في عمر الستين له طعم جاد عند القلة من الاصدقاء خاصة من ذاك الاخ وشقيق الدروب الاولى من دروب الجامعة الوعرة والتي مشيناها خطأً في بداية مرحلة الرجولة وكما قال الشاعر المصري: مشيناها خطاً ومن كتبت عليه خطاً مشاها عندما كتبنا ممازحين عن حقن الركبة المكعوجة دي بالمورفين او الكورتيزون ان يعيرنا ذاك الصدوق الوفي حيث قال ما اضحكني (فضحية بجلاجل) وذلك عندما مارحنا يخوفنا من تلك الحقنة المخدره للالم والتي حبسنا بسببها فجادت قريبتنا الكتابية بهذه السلسلة وما اظن اني اعني شخص غير ابراهيم خالد ومن ياترى غير هذا الابراهيم من يعطي لهذه المزاح طعم الشهد.. ابو خليل يا سادتي الافاضل يعتبر انسان انسان بدرجة ملاك..واظنك ان عترت به فحتماً ستجد زول واقعي الهوى وذائب حتى الفناء في علاقاته باصدقائه وكلهم طوافون في دائرته مما جعل كل منهم يعتقد بانه الاقرب اليه انه مثل ذاك الصياد الماهر الذي يعرف كيف يلعب بشباكه ويمسك بالثمين من صيده وهكذا وجدنا ابو خليل انسان فريد في كونه مزاجه واحد ومقبول حتى للعدو والصليح لان قلبه ابيض ومختوم بحب الناس وانجذبوا اليه مهطعين طائعين كالمريدين لانه فتح لهم ابواب قلبه قبل بيتهم ولم يعرف للود سور او حيطان فالاسوار والحيطان تتصدع مهما كان عمارها ولكن الخوه عنده يمين يحلف به وعيشة راضية وقصر مشيد.. كنّا ثلة متعددة من الشباب مختلفي السحنات وشخصيات متفرقة المزاج لا تجمعها الا الفلسفة دراسة واستذكاراً وجرسة امتحانات ولكن حولها سيدي الابراهيم بادى الي كعبة يحج اليها حتى اصدقاء الاصدقاء واسرهم وتابعيهم وتابع تابعيهم الي يوم الله هذا، وكذلك المتنطعون والسابلة والمارون لقارعة الطريق ومحبي الرفقة الطيبة وحتى الطير في غصونه وقد تماسكت تلك الشله التي تشبه جماعة اخوان الصفا بسحرية ود بادى ومعرفته لكنه الموده واصيل الود.. دعونا نعود للوراء بنهج شيخنا الطيب صالح المحبب لدينا والي العام 1977 ذاك عام كان يحمل الكثير والمثير منه انتهت مرحلة من مراحل الشباب الباكر وفحولة السياسة الوهمية التي كنّا قد ركبنا موجتها على مكنات معمرة بعد ان انتهى عمرها الافتراضي بالتبعية ونحن طلاب في ثانوية سنار 73-76 حتى توهمنا عاطفياً طبعاً باننا سوف نغير العالم اجمع مش نظام نميري لوحده وكانت المدرسة وغيرها من المدارس الثانوية تموج وتغلي طيلة الثلاث سنوات التي قضيناها هناك بعمل سياسي لم نكن نفهم منه اننا كنا ادوات لتنظيمات سياسية كانت تتاجر باسمنا وامتلات جيوب رانتفخت اوداج وهي كانت لاتعرف الفرق بين مايو الذرة ومايو الانقلاب الذي زعموه ثورة وهو لا يمت للثوره بِصِلةِ ولم يكن ابعاج قائدهم يصدق بانه آلت اليه امور اكبر دولةف ي مساحتها وعراقة في ماضيها التليد والذي وصل مجده الا تخوم بلاد الشام العجيب انه وجدت بالمدرسة كل التيارات السياسية والفكرية وكان ياتينا طلاب من حنتوب الثانوية ومدني احياناً يقيمون بيننا بالتخفي ويشاركونا في السكن والمعيشة ولا يعودون الا ونكون قد امتلأت منهم عواطفنا قبل عقولنا بحماسٍ يفيض حتى يتلقفه الناس في الشوارع هتافاً ومطاردات بوليس..ولم نسقط ورقة من شجرة نميري الخبيثة التي تفرعنا وقلنا او خيّل لنا اننا سوف نجتثها من جذورها(دقُر ياعين) كمان شوف الشلاقة وقهارة العين ولكن اقول ظللنا نحفر ونحفر باظافرنا ونأكل تراب تلك الارض وياكل الاسياد مالذ وطاب ولسان حالهم الطويل يلعلع: نشرب ان وردنا الماء صفواً ويشرب غيرنا كدراً وطينا نعود لذاك العام ونعرف انه عام الشؤم وتشهد على ذلك بورتسودان وبيعة الامام واللمام وتابعهم دجال المنشية الدرابي الذين وضعا السودان تحت وصاية خاشوقجي وسيده رولاندو ذلك الصلف الذي وصل به الامر ان يشير لتبعه وهو فوق سماء افريقيا باصبعه انه يمتلك هذا البلد وذاك وذاك..وفِي اكتوبر من ذاك العام بدأت رحلتنا الجامعية وكان لقاءنا مع مجموعة الصفا مرتبة بحكم المدرج والتخصص ومشينا بعيد في دروب الفكر والسياسة العرجاء(عندي انا الشقي ومخدوع) كبرنا ياسادتي وكبرت معنا النفخة اي نعم النفخة..وستعلمون كيف اننا تبرانا من لعب السياسة والساسة لاننا أدركتا ان الذي نفعله لا يمت للسياسة باي صلة فالسياسة فن وصحيح انها فن الكذب النبيل (هكذا اسميها) لكننا لم نقدر ان نواصل في هكذا كذب نبيلاً كان او خبيثاً.. تحية موده صادقه لذاك الرجل الذي وهب التلتين من حياته للاعلام والصحافة والثلث الباقي لشلته..دامت مودتك يا ابو خليل... عثمان يوسف خليل عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.