تابعت - مثل غيرى - في السادسة وخمس دقائق من مساء يوم السبت 31 أكتوبر 2020م المقابلة الحصرية التي أجراها مراسل الجزيرة عياش دراجي مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، و بعيدا عن محتوى الحديث (وهو بالغ الأهمية)، أود أن ابدي الملاحظات التالية: أولا : فاعلية وقوة تأثير الإعلام، وخيار المهنية، فمن بين كل الوسائل والمنابر ومراكز الدراسات ومواقع صنع القرار، أختارت الحكومة الفرنسية (قناة فضائية) ومن بين كل القنوات أختارت ( الجزيرة) لمخاطبة اكبر شريحة من القطاعات في العالمين العربي والإسلامي ، و بالتأكيد فإن الأمر خضع لقراءة دقيقة ومعايير كثيرة، فالأمور في هذه الدول تخضع لضوابط صارمة. وثانيا: إن الوسيلة الإعلامية، قامت بالدور الأكثر أهمية، من الدبلوماسية، ومن التواصل المباشر، ومن اللقاءات الثنائية، ومن كل وسائل الدولة الأخرى، وهذه دلالة على قوة الإعلام وضرورة الإستثمار فيه أكثر من (الدبلوماسية)، إن الدور الذي تقوم به (الجزيرة) مثلا، قد يكون موازيا، للدبلوماسية، و لوزارة الدفاع حين يكشف خبايا الآخر ، وحين يعبيء المجتمع، ويمكن تقديم رسالة ثقافية وسياحية ومعرفية، وهو جزء من الأمن القومي للدول. وثالثا: التوقيت لتقديم الرسالة ، فقد شعرت فرنسا، إن هناك تمددا وتصاعدا للحملة ضد مواقفها، وردة فعل على بعض ما بدر من الأطراف هناك، واختارت ان تتعجل بالبيان التفسير ومن قمة الهرم، وتقديم رسائل لأطراف متعددة. بل إن الرئيس ماكرون غرد قبل المقابلة وكتب (لقد حرفوا تصريحاتي حول الإسلام، تابعوا مقابلتي مع قناة الجزيرة) ورابعا: أهمية (التركيز) على موضوع الساعة، لم تتجاوز أسئلة المراسل الحدث، لم تترك محورا جوهريا، كل شئ مرتب، كما أنه أتاح للضيف فرصة شرح وجهة نظره. (2) ان جلسة بسيطة بين رئيس حكومة ومراسل صحفي، على مقعدين عاديين وطاولة وكوب ماء،و (26)دقيقة مدة اللقاء (ومع علمنا بأن فريقا من الخبراء والتقنيين كانوا خلف المشهد) فإنها كانت كافية لإحداث فرق وتبيان حقائق وكشف مواقف نتفق معها او نختلف، ويكشف ذلك قوة وفاعلية الإعلام وتأثيره في صناعة القرار، ومع تشتت شرائح المجتمع، ما بين وسائل تواصل ودردشات ومجموعات مختلفة، وما بين منصات متعددة قدمت إشباعات واسعة، فإن سطوة الإعلام تتسع، وخاصة مع ضمان المهنية والإحترافية والمصداقية. لقد تكشفت قوة وتأثير الإعلام من جانبين، حين أجبرت الحملة الشعبية الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون على القيام بتفسيرات وتوضيحات، وحين أختار وسيلة إعلامية ذات صيت. إن الإستثمار في الإعلام، ومن خلال رسالة جامعة، ضرورة تستبق صرف الأموال على مؤسسات كثيرة وكبيرة، ورغما عن فاعلية، وسائل التواصل الاجتماعي، إلا أنها تقدم رسائل مشتتة، و متباعدة ومحدودة المصداقية.. تلك قراءة أولي ونأتي على محتوى لقاء ماكرون وإفاداته بتمهل إن شاء الله. عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته. ///////////////////