كثير من أصدقائي تغيرت مشاعرهم ورؤيتهم لدكتور حمدوك.. ومعظهم تغيرت في دواخلهم مشاعر التفاؤل والأمل والإحتفاء به الى مشاعر الإحباط والغضب. لو كان هذا التحول وسط اصدقائي فقط لما كان هاجسا لي ولكن اصبح يقلقني إرتفاع عدد الأصوات التي تجاوزت مراحل الكفر به والإحباط الى الهجوم عليه وإتهمامه بالتواطؤ والمطالبة بمغادرته. رغم إني أشارك الجميع في مشاعر الإحباط والغضب التي تتنامي وفي كل يوم تظهر كثير من المواقف و التساؤلات الباحثة عن إجابه... الإ إني أجد نفسي لا أتفق مع الرأي القائل بفشله الذي يستدعي تغييره..ليس إستناد على فهم أو تفسير يبرر هذه المواقف..... و لا إستنادا على أمتلاكي من المعلومات ما لا يعلمه غيري.رغما عن هذا لم أحسم موقفي بفشله لأني مازلت أبحث عن إجابة عن لماذا يفعل ذلك؟؟ . . ليس دفاعا عن د.حمدوك ولكن لم أفقد الأمل وأنا في الإنتظار أبحث عن تفسير لأن هناك حلقة مفقوده وما يحدث لا يتطابق مع العقل والمنطق. لذا أجد نفسي في منزلة بين المنزلتين ليس راضيا حتى اؤيد ورافضا لكثير من المواقف التي عدم منطقيتها لا تغيب على أحد لذا لا أستسهل الهجوم ولا أستعجل إعلان دمغه بالفشل حتى أجد إجابة تفسر مايحدث وتعيد لي التوازن المختل والمنطق الذي لا يقبل إلا الأسباب الحقيقية والموضوعيه... لذا في كل لحظة أجد عقلي المهموم بتفاصيل الثوره وإحباطاتها تحاصره الأسئله عن ماذا يحدث؟؟ وماذا يفعل دحمدوك؟؟ وهل له تفسير لما يحدث.. وهل كان يتوقع مايحدث الان وهل لديه خطة لتجاوز هذه الأزمه؟؟ ولا أعتقد أن هناك تفسير ثالث فهما أحد إجابتين الأولى انه يعلم مايحدث وأنه يعلم كيف يتجاوزه ولا يفصح عن ذلك ويحافظ على هدوئه لأنه (راقد ليهو فوق رأي).. أما الإحتمال الثاني أنه لا يعلم كيف يتجاوز هذه الأزمه وخلاص خاليها(طالقه من قيدها). وغير مهتم بالألم والمعاناه.. . ولو كان كذلك لا يمكن ان يكون طبيعيا ومافي تفسير الا يكون معيون ولا طاقيهو شيطان وكاتبينو الكيزان.. إن تقييمي لدكتور حمدوك لا يستند على حسن نوايا ولا تفاؤلا يحلق في الخيال وفي نفس الوقت لا أزعم أني أعرفه بالعمق الذي أقسم بأن الباطل لا يأتيه من خلفه... لكن أعتمد على معرفة قليلة نسبيا لكنها تكفي لأن توضح لي بأن مايحدث هذا غير منطقيا وأن هناك قطعة ناقصه وشيئا غائبا... هذه الضبابيه هي التي تمنعني من الإعلان عن فشله وتجعلني اسعى أبحث عن ماقد غاب عني حتى يكون رأيا موضوعيا مستندا على الحقائق ولا تحكمه العواطف والإحباط. قابلت د. حمدوك قبل ثلاث عقود مضت وعملت معه في دروب السياسه لفترة تكفي لأن أقول بأنه كان شخصا مميزا في صدق إنتمائه للوطن ومعارضته للظلم وإيمانه بالحريه والعداله يأسرك بشخصية تمتلك الوضوح والصدق والوعي وكثرة العمل وقلة الحديث... لم أقابله لفترة طويله ومابيننا من أصدقاء مشتركين أعلم إنه لم يتغير الا للأحسن ولم أستغرب فلا أحد يتوقع ان تتغير مثل هذه السمات المتجذره في شخصيته. شخص بهذه السمات والخبره يجعلني أستغرب من مواقفه وردود أفعاله مما جعل هذا السؤال الحائر يؤرقني ويدوي في كل يوم.. ما الذي يحدث ولماذا يحدث.. واذا رجعنا لقليل من هذه المواقف لوجدناها صعبة التصديق والقبول حيث نجد.. أولا إستلاب المجلس السيادي لملف السلام بل نجد تطاولا يصل لمرحلة الوقاحة والإستفزاز لمواقفه وهو صامت كأن الأمر لا يعنيه. ثانيا هو الخبير الإقتصادي يعطي الملف الإقتصادي للمجلس السيادي بل رئاسته لأكثر عضو تناولته الأقلام لتضارب مصالحه الإقتصاديه مع مصالح الوطن وفوق ذلك ليس له خلفية ولا علاقة بعلوم الإقتصاد والتخطيط والتنميه.. ثالثا.. أجد نفسي.. أنا الجاهل في الإقتصاد اعلم ان زيادة المرتبات في غياب موارد الانتاج وتقليل الصرف سيعني التضخم والإنهيار. كيف يدعم من له دكتوراة في الاقتصاد هذا المنحي بل يغض الطرف عن زيادة الصرف البذخي وغير المؤسس. رابعا.. ملف العلاقات الخارجيه أصبح تحت أيادي البرهان و وزارة الخارجيه بدلا عن رسم السياسيات تبصم ثم تلهث وراءه بالتبرير والتفسير خامسا تدهور مريع في الإقتصاد و ندرة في الأسعار وبدلا من تقديم حلولا جذريه لهذه الأزمات تقوم الحكومة برفع الدعم لتصب الوقود في نيران الأزمات المشتعله. سادسا غياب تام لصوت الحكومه إنعداما للشفافيه وعدم تمليك الشعب للحقائق. عدم إهتمام بحالة الضيق المصحوب بمشاعر الغضب والإحباط مما يعطي شعورا سالبا ان الحكومة لا تعلم او لا تهتم. يزيد ذلك الإعلام الكسيح الذي لايشبه الثوره فلا توثيقا لمفاسد الإنقاد.. ولا تحقيقا في ازمات الحاضر ومحاصرة المسئولين ولا تبشيرا بالمستقبل.. هذه النماذج السته وغيرها الكثير تجعلنا لا نصدق بأن هذا الخلل غائب عن حكومتنا ولا نصدق إنهم مغيبين ولا يعلمون ولا يمكن أن يرتكبوا مثل هذه الأخطاء عن جهل وعدم معرفه. لا أجد لهذا الخلل والغياب وإدمان الخطأ الا إحتمالات ثلاث. إحتمال الأول أن حمدوك وجد نفسه محكوم بوثيقة دستوريه بها كثير من الثقوب تجعل من حركته محدودة ومقيده.. فرضي ان يعمل بقدر ما لديه من صلاحيات الإحتمال الثاني إكتشاف حمدوك ضعف ق ح ت فعلم إنه يفتقد السند السياسي الواعي والمنظم لذا إختار أسلوب الخطوات البطئية والحذره حتى لا يدوس على طرف أو يغضب أحد محاولا التفكيك والبناء في خطى تتحاشى المواجهة والصدام. الإحتمال الثالث.. أن يطرح نفسه في صورة غير مصادمه حتى يكسب ثقة الجميع ولا يظهر أنيابه حتى يضمن ميزان القوى في مصلحته... وربما يظن أن ميزان سيتأرجح لمصلحته بعد دخول الأممالمتحدة في يناير. ياعزيزي لا يهم أي الإحتمالات هي الأصح فالذي نعلمه إنها كلها لن تقود للإمام. لن تخلق التغيير لأنها جهلت القضيه المفصليه والأساسيه بأن التغيير هو الشعب. إن عقلية التكنوقراط التي تعتمد على مقدرات الأفراد في اللعب على الموازنات ورسم الخطط والأساليب حتما لن تحقق مستوى التغيير المطلوب.. ونقول لدكتور حمدوك أجعل من الشعب قبلتك التي تصلي عليه وأستند على قوته التي صنعت الثوره ومازالت جذوتها مشتعله لتكمل مهامها المعلقه.. إن القياده الناجحه هي التي تعلم مواقع قوتها.. فأجعل بينك وبين شعبك جسور الشفافيه والثقه وأعلم الأتي (1).اذا كانت الوثيقة قد كبلت أياديك فإن الشعب الذي صنع الوثيقه قادر على تمزيقها وتعديلها.. في الشارع أوبمجلسه التشريعي. (2).اذا شعرت بأن ظهرك مكشوف لضعف في ق ح ت فلا تهين نفسك فالشعب هو الذي سيغطي لك ظهرك وكما أفرز ق ح ت كقيادة له.. فهو قادر ان يصنع القياده التي تدعمك وتسندك. (3).إذا شعرت بالتخوف من العواقب لضعف توازن القوى.. فأعلم إن هذا تخوفا ليس في مكانه فالذي قدم مئات الأرواح لإسقاط النظام قادر على تقديم الالاف لتعود الثورة لمسارها واعلم مقولة الثورة المقدسه إن الطلقه ما بتكتل بيكتل سكات الزول... ياعزيزي د. حمدوك وضعنا لك حسن الظن وكل مافي جعبتنا من تأويل وتفسيرات إيجابيه وليس لدينا سوى مطلبنا ان تعود للشعب فهو التغيير وهو بركان قوتك وعزتك فإن رجعت فالنصر حليفك وإن تبأطأت حتى وإن حسنت نواياك فإن قطار الثورة لن ينتظر وسيقفز لقيادته من يؤمن بشعبه ليقود الثورة لسدرة منتهاها وليحقق حلم شعبنا الذي يستحق الكثير.. وإنه حتما لمنتصر.. ولمحققا حلمه ولو بعد حين فأجعل نفسك في ركابه وأحسن القراءة والمسير.....