الروزنامة للأستاذ كمال الجزولي سرديات ماتعة تتنقل عبر أويقات الأسبوع فترصد الطارف والتليد من الحادثات بأسلوب علمي رصين تحمل على التفكير وتشحذ الهمم للتأمل والاستبصار. فهي من قلائل ما يكتب السودانيون من عمق يوجع أوصال عقل الكاتب بعد أن تُعتصر فيه المعارف والمعلومات عصراً فتخرج من بين تحليل ونقد معرفةً سائغةً للمستزيدين. غير أن ما لفت انتباهي في الرزنامة في النسخة المنشورة بسودانايل الإلكترونية في الأول من ديسمبر 2020م ورود تصنيف لكل من شيخ الفيل (كأنصاري) ومحمد علي شوقي (كختمي) وقد كان كلاهما طرفي نقيض في إضراب الطلاب الشهير في أواخر العشرينات من القرن الماضي، أسفر عن تيارين عريضين وسما السياسة السودانية منذ ذلك العهد وما زالت مفاعيله تترى. ولربما في ذلك خطأ لا يفوت على صاحب الرزونانة بالتأكيد، غير انه وطالما كانت الروزنامة محل احتفاء وتقدير وقد يلجها الباحثون والمهتمون بشأن السودان، فقد وجب التصويب أن شيخ الفيل قد عبر عن نزوع تجلت معالمه فيما بعد في حركة الاتحاديين مدعومة في فترة لاحقة من الطريقة الختمية. ومحمد على شوقي حمل جينات ما تخلق فيما بعد في التيار الاستقلالي مدعومة من طائفة الأنصار.