عقدت في بريطانيا خلال الأيام القليلة الماضية، (قمة الطموح المناخي) ، التي جري تنظيمها والاشتراك في مداولاتها أفتراضيا، بسبب الأجراءات الاحترازية لاحتواء انتشار فيروس كورونا المستجد( كوفيد_19). تعقد هذه القمة العالمية ، وقد مرت خمسة سنوات علي اتفاق باريس الذي تعهدت فيه نحو ( 194) دولة، بحصر ارتفاع درجة حرارة الأرض وأبقائها دون درجتين مئويتين ( قياسا بعصر ما قبل الثورة الصناعية) ، مع متابعة الجهود لوقف ارتفاع الحرارة عند ( 1.5) درجة مئوية. هذا التعهد ، يلزم الدول بتقليص انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري ، بالحد من استهلاك الطاقة والاستثمار في الطاقات البديلة واعادة تشجير الغابات....فهل اوفي زعماء العالم ، في تلك الدول، بتعهداتهم ؟ والاجابة بكل أسف لا..فالخطر لا يزال يحدق بكوكب الأرض، والعلماء لا زالوا في خوفهم وهلعهم يحزرون من المصير الاسود الذي ينتظر البشرية في تاريخها القريب لو سارت الامور علي سلبيتها الحالية...وهو وضع كارثي وصفته احدي مراكز البحوث، العاملة في هذا المجال، بانه خطر أكبر وأشد من ضراوة كورونا المستجد، لأنه يستهدف ( أمنا الأرض) ، التي نعمل ، دون أن ندري، علي تدميرها. في قمة المناخ التي عقدت في باريس عام ( 2015) ، كان من ابرز نقاط الاتفاق فيها، مراقبة التعهدات الالزامية للدول، كل خمسة سنوات، ولكن وقبل أن تأتي هذه الخمس سنوات، كانت الولاياتالمتحدة تدالامريكية اول المنسحبين بوصول ( ترامب ) لرئاسة الدولة واعلانه عام ( 2016) الانسحاب بحجة ان الاتفاقية ستزيد التكلفة علي الشعب الامريكي بشكل غير مناسب، كما أنها سوف توقف تطوير مناجم الفحم النظيفة ...وقد ابدي رؤساء الدول في فرنسا وألمانيا وايطاايا أسفهم لهذا الانسحلب باعتبار ان امريكا والصين من أكبر الملوثين للمناخ في العالم.. الان ، وقد مضت الخمس سنوات الاولي لاتفاقية باريس للمناخ، وبدات الدول في تقييم الوضع ، وكيف حال كوكب الارض بعد تلك الاجراءات المتفق عليها، وقد ساعدت جانحة كورونا، علي تحقيق أكثر من ( 50%) من مستحقاتها.. فهل اصبح العالم في وضع أفضل ام لازلنا في مرحلة الخطر؟ تقول التقارير الأممية بان الوضع لايزال حرجا...وقد عبر عن ذلك الامين العام للأمم المتحدة(أنطونيو غوتيريش) في كلمته التي ألقاها في قمة المناخ، بعدم رضاه حول الجهود المبذولة لمواجهة أزمةالمناخ...وأن معظم الدول لم تلتزم بما تعهدت به في قمة باريس عام ( 2015) وان ذلك يمثل خطرا حقيقيا علي كوكب الأرض وكافة الكائنات الحية..وقال هناك لقاح لفيروس كورونا المستجد ( كوفيد 19) ، ولكن ...لا يوجد لقاح لأزمة المناخ.. ولكن...ورغم هذا الوضع الكارثي المخيف لكوكب الارض بسبب الاضرار المتوقعة للاحتباس الحراري والتغير المناخي، الا ان العالم يتطلع الي عودة الولاياتالمتحدة الي اتفاق باريس المناخي، حيث وعد الرئيس ( المنتخب بايدن) خلال حملته الانتخابية بعودة أمريكا لاتفاقية باريس للمناخ خلال 77 يوما من فوزه بالرئاسة ..وقد فاز..فهل يفي ( بايدن) بوعده ويساهم في انقاذ ( أمنا الارض) من ذلك المصير الغاتم؟ د.فراج الشيخ الفزاري f.4u4f@ hotmail.com /////////////////