ظل السودان رهيناً للعقوبات الإقتصادية لقرابة ثلاث عقود من حكم نظام المؤتمر الوطني تحت وطأة العزلة الدولية وكان يحاول الإنعتاق ولكن تقعده السياسات العقيمة التي زادت من حدة التوتر بين واشنطنوالخرطوم، ولطالما تطلع الشعب السوداني ليزيح عن كاهله هذا العبء الثقيل ولكن بلا جدوى،فما كان من سبيل غير ان يثور في وجه النظام الذي جثم على ظهره وأورثه تبعات ليس له فيها يد. وتظافرت الجهود الدبلوماسية مما أثمر عن ثقة الإدارة الأمريكية في الحكومة الإنتقالية وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد غرد على موقع تويتر معلناً التوصل لاتفاق مع السودان لدفع تعويضات لأسر ضحايا أمريكيين سقطوا في هجمات إرهابية بأفريقيا عام 1998. واعلن ترامب رفع اسم الخرطوم من قائمة الإرهاب حال دفعت الخرطوم مبلغ 335 مليون دولاراً امريكيا كتعويض لأسر الضحايا ودفعت الخرطوم المبلغ رغم العوز، وقد تم ربط رفع إسم السودان من قائمة الأرهاب بالتطبيع مع إسرائيل رغم نفي الحكومة الإنتقالية بشقيها المدني والعسكري لذلك. فمنذ نوفمبر/تشرين الثاني 1997: وبموجب قرار تنفيذي من الرئيس الأميركي بيل كلينتون، فرضت واشنطن عقوبات مالية وتجارية على السودان، وذلك بسبب علاقة نظام الإنقاذ بزعامة الرئيس البشير برئيس تنظيم القاعدة أسامة بن لادن، وبموجب ذلك جُمدت الأصول المالية السودانية، وأوقفت التعاملات البنكية بين واشنطنوالخرطوم، كما مُنع السودان من تصدير التكنولوجيا الأميركية له، وألزمت الشركات الأميركية والمواطنين الأميركيين بعدم الاستثمار والتعاون الاقتصادي مع هذا البلد. وكل ذلك بدعوى رعاية السودان الإرهاب. وكان لقطاعي النقل الجوي والبري اعظم الضرر جراء العقوبات لعدم توفر قطع الغيار، حتى خرجت شركة الخطوط الجوية السودانية" سودانير" عن العمل بعدما كانت تمتلك خط "هيثرو" الذي يعد من أكثر الخطوط التي كانت تدر أرباحاً للسودان، وقدر خبراء خسائر السودان ب 4 مليار دولار سنوياً. كما شملت العقوبات حظر إستيراد الولاياتالمتحدة للمنتجات السودانية مثل اللحوم التي يعتبر السودان من أكبر الدول انتاجا لها لإمتلاكه ثروة حيوانية كبيرة وفرتها المراعي الطبيعية. كان البيت الأبيض قد اعلن في أواخر ولاية أوباما في يناير/كانون الثاني2017 : رفعاً جزئياً لبعض العقوبات الاقتصادية المفروضة على الخرطوم، وعلّل ذلك بالتقدم والتعاون الذي أحرزه السودان في مكافحة الإرهاب، في الوقت ذاته فقد أبقت الإدارة الأميركية السودان على لائحة الدول الداعمة للإرهاب. إلى ان جاءت الحكومة الإنتقالية وابدت تطورا في العلاقات ومرونة في التعاطي مع الملفات الشائكة بما يتماشى مع السياسات الدولية والإندراج في المنظومة الدولية بما يحقق السلم العالمي و والذي يُعد الشعب السوداني من أكثر الشعوب حظاً منه في المنطقة إذ ظل يقدم للعالم دروساً في التسامح والتعايش وإحترام الآخر وما أدل على ذلك من أن نال إنسان جنوب السودان إنفصاله عن السودان بسلالة قل أن توجد في عالم اليوم ومازالت روابط الدم والرحم تجمع بينهما. وبإعلان إنعتاق السودان مع تصنيفه كدولة راعية للإرهاب تتفتح آفاق الإستثمار والتعاون بين السودان وبلدان العالم ولاغرو فالسودان يمتاز بأرضٍ بكر ومياة جوفيه وأنهار ومراعي طبيعية وافرة ومعادن وموارد طبيعية تجعله قبلة أنظار المستثمرين بما وهبته إياه الطبيعة والموقع الاستراتيجي بين إفريقيا والعرب. عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.