هل يصير دمي -بين عينيك- ماءً؟ أتنسى ردائي الملطَّخَ تلبس -فوق دمائي- ثيابًا مطرَّزَةً بالقصب؟ فوجئنا اليوم (الأحد) بقرار وكالة السودان للأنباء"سونا" بمنع إقامة تجمع المهنيين السودانيين، مؤتمراً صحفياً بالوكالة. هذا المنع يعيد للأذهان ممارسات النظام البائد وأجهزته الأمنية القمعية سيئة السمعة ويناقض قيم ثورة ديسمبر الباسلة التي ثار ابناء شعبنا العظيم لأجلها والتي كان هتافها المدوي" حرية سلام وعدالة". إن هذا القرار المؤسف، البغيض يؤكد أن مؤسسات الدولة لاتزال رابضة تحت سيطرة النظام البائد وتسلك طرائق منهجه المعوج الأخرق. ومايزيد حدة الأسف أن المؤتمر الصحفي كان مخصصاً للتصعيد في قضية مقتل الشهيد بهاء الدين نوري؛ ليبقى السؤال ماثلاً لكل المسؤولين في هذه الدولة: أهناك أهم وأخطر من قضايا الشهداء؟ لقد كانت واحدة من أهداف ثورتنا هي تحرير وسائل الإعلام؛ وقد سطَّرت شبكة الصحفيين والعاملون بسونا واحداً من أكبر مواكب الإعلاميين أمام مبناها، وصدحت في ذلك اليوم الأغر الحناجر بالرغبة في إحالة هذه المؤسسات للشعب، وها نحن بعد ما يقارب العامين نواجه بذات القوانين القمعية التي تجعل وكالة للأنباء مجرد تابعة للحكومة.. فمن يعطل تعديل القوانين ولأجل ماذا..؟ لقد قمنا في شبكة الصحفيين، وحتى لا يظن البعض أننا نكتفي بالبيانات أو النقد، بتسليم وزارة الثقافة والإعلام في تاريخ 2 ديسمبر 2019 م، في موكب جماهيري، مذكرة حوت رؤى ومقترحات نظرية تتناول عمل الإعلام في ظل الثورة، ولكن للأسف، فإن المذكرة التي تسلمتها الوزارة، ظلت حبيسة الأدراج، فيما ظل الإعلام بلا خطة واضحة، بل كان التخبط هو سيد الموقف. إن شبكة الصحفيين السودانيين لن تقف مكتوفة الأيدي إزاء مايحدث من اعتداءات ممنهجة ومتكررة على حرية الرأي والتعبير التي ظهرت بوادرها وما إقرار التعديلات بقانون جرائم المعلوماتية وتسمية مفوض للقوات المسلحة لتعقب المتفاعلين في السوشيال ميديا، عنا ببعيد. نؤكد أن ايماننا المطلق بمبادئ الديمقراطية وحقوق الإنسان ووقوفنا الصارم ضد أية محاولة للانتقاص من تلك الحقوق التي مهرت بدماء الشهداء. ونسوق حديثنا للجميع، الذين يؤرقهم الخوف من العدل والذين يحرقهم الشوق إلى العدل أن النصر حليفنا ولو بعد حين والثورة مستمرة. الصحافة الحرة باقية والطغاة زائلون الأحد 10 يناير 2012 #تصفية_وتفكيك_مقار_الدعم_السريع_للإعتقالات #تصفية_بيوت_اشباح_جهاز_الامن_والدعم_السريع