امتلات شوارع الخرطوم والولايات بمحلات الساعوط وتحت لافتات مختلفة ومتنوعة شاهدت ذلك وانا صغير في سوق كودي (سمتي سوق) و صاحبنا يجلس وامامة (حلة) كبيرة جدا وعدد من الناس يشترون ملي (الحقة) وأكد لي عدد من الشباب هنا في الخرطوم بأن هنالك اعداد كبيرة من النساء أيضا تشاركن في شراء الصاعوط مباشرة ذكر لي أحد المعارف بأنه حاول كثيرا الإقلاع عن تعاطي "التمباك"، سرعان ما يفشل ويعود إلى تعاطيه مرة أخرى وبصورة أوسع واكبر من ذي قبل وهاكذا ظل لمدة خمسون عاما وهو (يسف) وذكر لي بأن أحد أصدقائه اشار آلية إذا أردت ترك (الصاعوط) عليك بمضغ اللبان وقال انة عمل بهذه المشورة يوميا كل صباح وهو ذاهب إلى العمل يشتري اللبان من البقاله ويكون بعد ذلك في سوق الخرطوم يشتري (الصاعوط) من عماري الجمهورية قال لي بأنه أصبح مدمننا (اللبان) و(الصاعوط) وكم مرة نوى أن يترك (السف) في شهر رمضان ولكن عقب الإفطار مباشرة يجد ارجلة أمام محل (الخيمة) وقام بالشراء والسف وكم مرة شهد شهر رمضان وهو ينوي ترك ذلك ولكن لا ينقطع عنة ابدا ويعود ثم يعود على الرغم من علمة وثقافته أن التمباك مسبب رئيسي لسرطانات الفم واللثة وجدير بالذكر أن نسبة متعاطي "السعوط" في القرى 40 % من بين قاطنيها، وتصل النسبة وسط المراهقين إلى 50 % . واكدت الدراسات أن التمباك يحتوي على 28 مادة مسرطنة، أكثرها ضرراً هي نيترسامينات التبغ التي تتشكل أثناء تحضير وتخمير التمباك، والأسيتلديهيد (مادة مهيجة)، وغيرها من العناصر السامة التي تهدد حياة متعاطيه وأن النيكوتين الذي يمتصه الجسم من التمباك يتجاوز ثلاثة أضعاف نظيره الناتج عند تدخين السجائر. تعد ولاية شمال دارفور الموطن الرئيسي لزراعة التمباك وإنتاجه، وتحديداً في مناطق "طويلة" و"شنقلي طوباي" بولاية شمال دارفور، وعلى الزغم من ذلك لا تجدالاقليل من أهل دارفور يتعاطون الساعوط ومزارع التمباك تغطي ما يقارب نصف مساحة الأراضي الصالحة للزراعة في شمال دارفور، ولا ينمو التمباك إلا في التربة الطينية، التي تتوفر في الوديان ويعتبر التمباك من المحاصيل التي لا تتأثر بالآفات الزراعية، كما يعد المحصول الوحيد المقاوم للجفاف والتصحر سكان منطقة الإنتاج يعتمدون على التمباك، بشكل كلي في حياتهم، ويعتبرونه المحصول الرئيس للمنطقة، خاصة في ظل عدم وجود أي مشاريع تنموية تستوعب شباب وسكان الولاية وتدر عليهم دخلاً منتظما