أعتقد إن جبريل إبراهيم قد إلتقط ما هو جوهري وأساسي في المرحلة الراهنة وهو ضرورة تحسين حياة الشعب السوداني. تجلى ذلك في ردة فعله السريعة، بعد إطلاعه على منشور كتبته شابة في صفحتها على الفيس بوك يوم أمس، عبرت فيه عن خيبتها من سوء معاملة أحد موظفي البنوك. على الفور قام السيد الوزير بمداهمة فرع البنك المذكور، وبعد إلمامه بتفاصيل الحادثة أصدر قرارا بإقالة الموظف تعيس الحظ، الذي حاول تعطيل المعاملة لشيء في يعقوب، فإنقلب السحر على الساحر.! هذا السلوك الجاد والحاسم قد رفع من أسهم الوزير، بجانب قرار آخر يقال إنه قد إتخذه قضى بصرف رواتب موظفي مجلس الوزراء بالعملة السودانية بدلا من الدولار.! مثل هذه القرارات والإجراءات الصارمة تعزز الثقة في النفوس وتطمئن الشعب بأن السلطة القائمة، سلطة جادة وحريصة على تحسين مستوى حياته، ورفع المعاناة عن كأهله بعد قيامه بثورة باسلة قدم فيها تضحيات جسام. لذلك بغض النظر عن إتفاقنا أو إختلافنا مع السيد الوزير في قراره الأخير الذي قضى بتعويم الجنيه السوداني. وبالمناسبة قد وجهنا سهام النقد لذلك القرار، في مقال نشر يوم أمس الثلاثاء 2021/2/23، لكن الحقيقة تقال إن الجدية التي يتحدث بها السيد وزير المالية الجديد وإصراره على تغيير حياة الناس نحو الأفضل، برغم ضخامة التحديات والصعوبات، تبقى مؤشرات تبعث على الأمل، وتستحق الإشادة والتقدير. صحيح العبء ثقيل والطريق طويل، لكن بالإرادة الصادقة، وحسن التدبير والإخلاص والتفاني لخدمة الشعب تهون كل الصعاب. لذا أتمنى من كل قلبي أن تثمر الجهود المبذولة نتائج عملية يكون لها أثرها وتأثيرها في معاش الشعب. مهما إختلفنا في الآراء والرؤى، إلا أننا نلتقي عند مصلحة الوطن العليا. عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.