أُجْبَلُ من نَارٍ تَتَلَظَّىْ فِي خَشَبِ الأيَّامِ المَألُوفَةِ أُخْلَقُ مِن عُصْفُورَةِ ضُوءٍ تَتَهَادَىْ فِي شَرْقِ الرُّؤْيَا تَتَشَكَّلُ لَونَاً رَبَّانِيَّ الزُّرْقَةِ كَوْنَاً، قُرآنَاً ورُسُومَاً وَثَنَيَّةْ أو أُجْبَلُ حُزْنَاً، شَفَقَاً طَوَفَانِيَّ الرُّوْحِ يُمَازِجُهُ وَرْدٌ نَيْرْفَانِيٌّ يَتَفَتَّق فِي لَحْمِيْ نُوَّارةُ سِحْرٍ غَسَقِيْ أَتَمَازَجُ حُزْنَاً لَهَبِيَّاً أو فَرَحَاً عُصْفُورِيَّاً لكنْ .. أَتَدَحْرَجُ لا كَيْ أَسْقُطَ في هُوَّةِ نَهْرٍ سُفْلِيٍّ يَفْجَؤُنِي في الذَّاتِ بَهَاءُ أسَاهِ الشَّيطَانِيِّ بل كَيْ أتمدَّدَ في خَشَبِ الأيَّامِ المَألُوفَةِ كَيْ أتَفَسَّخَ في دُودَةِ أيَّامِيْ المَأْلُوْفَةِ كَيْ .. هل تَحْتَرِقُ الأيَّامُ المَألُوْفَةُ هل يَتَحَوَّلُ جَسَدِي عُضْوَاً جِنْسِيَّاً فأُضَاجِعُ في حِضْنِ المَرَجِ، المَوجِ بِشَهْوَةِ عُشْبٍ بَرِّيٍّ عَسَلَ اللَّذَّةِ هل تَتَوَحَّد بِي سَايْكِي* فأَعُودُ بِشَرقِ الرُّؤْيَا لَونَاً ربَّانِيَّ الزُّرْقَةِ كَوْنَاً، قُرآنَاً ورِسُومَاً وَثَنِيَّة؟! 31/12/1982م * سايكي هي ابنة أحد حكام مدن الإغريق. وهي كانت، فيما تروي الأسطورة، ذات جمالٍ غريبٍ دفع سكان مملكة والدها لعبادتها وممارسة طقوس التقديس لها، متخليين بذلك عن عبادةِ "إفروديت"، إلهة الجمال عند الإغريق.. فحقدت عليها "إفروديت" وأمرت ابنها كيوبيد "إله الحب" بإيقاعها في غرامِ أحقرِ المخلوقاتِ كافَّةً. ولكن كيوبيد وقع، بدلاً عن ذلك، في حبِّها وأخفي ذلك عن والدته. ثمَّ تزوجها على أنه "أحقر" المخلوقات كافَّةً ولكنَّهُ اشترط عليها ألاّ ترى وجهه أبداً وإلاّ فهو هاجرها. ولكن أختيها الحاقدتين كادتا لها فنظرت وجهه فإذا هو كيوبيد الجميل ذاته. فهجرها كيوبيد وتاهت هي في البراري.. ثمّ أجرت لها "إفروديت" اختباراتَ عدّة "من منطلق الحقدِ" عندما أبدت لها رغبةً في عودةِ كيوبيد إليها. وقد انتهت كُلُّ تلك الاختبارات بصبرِ سايكي على ما دُبِّرَ لها. وفي نهايةِ الأمرِ عفا عنها زيوس "كبير الآلهة" فشربت الشراب الإلهي ورُفعت إلى الأولمب فصارت إحدى الإلهات.