د. محمد عبد الحميد/ أستاذ مادة الحد من مخاطر الكوارث بالجامعات السودانية كان يمكن أن تنام الخرطوم في أمسية العاشر من رمضان على وقع كارثة تحيل ما تبقى من أيام الشهر الفضيل الي كابوس لا تعرف كيف تستيقظ منه. بعد أن علق أكثر من أربعين شخصاً معظمهم من الأطفال في لعبة الساقية بمنتزه الرياض العائلي، لولا لطف الله وتدخل الدفاع المدني بآلياته ورباطة جأش رجالاته. لقد أثبتت شرطة الدفاع المدني بحسبانها اول المستجيبين للكوارث، أنها حامية ظهر المواطن من كافة المخاطر التي تكتنف حياته العصرية المعقدة. فحياة الإنسان العصري التي تنشد الرفاه والتقدم ، تجلب على نفسها ذات القدر من المخاطر. فكلما تعقدت الحياة، كلما احتاج الإنسان لقوة تدرأ عنه المخاطر، وتشكل له ظهيراً من نوائب الدهر ومما كسبت يداه. لذلك استحدثت آليات الحماية المدنية ومنظوماتها التي يقف الدفاع المدني في لبها.. بيد أنها منظومة مظلومة من عدة أوجه فكثير من الناس لا يعرفون عن الدفاع المدني غير اطفاء الحرائق وحتى هذه المهمة على علو قدرها، لا يدركون مصاعبها حيث يلقون عليهم باللائمة إن هم وصلوا متأخرين... والسبب في ذلك يرجع في غالب الأحيان للمواطن نفسه إن كان في التبليغ، أو عدم افساح المجال الكافي لسيارات المطافي في الطرقات للوصول لمكان الحريق. أو حتى بسوء تموضع اماكن الحريق مما يعرقل عمليات التدخل. كما أنها مظلومة من الجهات السياسية العليا ومتخذو القرار السياسي لعدم إدراكهم بأهمية دور هذا الفصيل الشرطي في التدخل لحظة الكوارث ... فهي تعمل بأقل الإمكانات وفي ظروف يكاد ينعدم فيها التأهيل والتدريب ومدخلات الجاهزية بالمعدات الحديثة. إن حادثة منتزه الرياض يجب أن تُعتبر نقطة تحول لفهم ماهية ودور الدفاع المدني وسط القطاعات المدنية، لمعرفة المزيد عن دوره إن كان داخل المدن، أو في المنشآت الصناعية والإستراتيجية الأخرى. فمن تابع ملحمة تدخل الدفاع المدني إبان اشعال حقول النفط في هجليلج في 2012م وتصديهم الباسل لإخماد ألسنة اللهب والنيران. وتدخلاتهم بحادثة طائرة الفوكرز 50 القادمة من ملكال الشهيرة بمطار الخرطوم 2011م وغيرها من الملاحم ، لا يملك المرء إزاءها إلا أن يرفع القبعة لوقع سنابك أبواتهم التي تردد رجع أصداء بطولة ما ملكوا من مقوماتها إلا شعورٌ عميقٌ بالتضحية عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.