بقي لاستلام مرتب شهر نوفمبر 1981 أسبوعان وأنا في عجلة من أمري اريد التوجه للخرطوم للسفر للسعودية بنية العمل رغم أن بلادنا الحبيبة مازالت بخير من حيث الموارد ورغد العيش لكن نظام مايو كثرت الاحتجاجات ضده وصارت أجهزة أمنه تطلق الرصاص الحي علي الشعب الأعزل وخاصة الطلاب . كتبت توكيل لزميل لي بمدرسة المسلمية الوسطي ليصرف المرتب فيما بعد واعطاني نقداً مبلغ مائة دولار مقابل مرتبي الذي كان مائة وثلاثة عشر جنيها بالتمام و الكمال وكان وقتها الدولار الذي طار الان فوق عش المجانين يعادل جنيها واحداً فقط وكان يفترض أن يعطيني زميلي ثلاثة عشر دولار فوق المائة ولكني لم اضغط عليه مقدرا تضحيته في أنه سيقبض المبلغ آجلا وربما يتأخر بعض الوقت كما تعودنا في سنين ( ابو عاج ) الاخيرة التي بدأت فيها الأمور تتدهور الي أن تم كنسه ونظامه الاهوج في أبريل 1985 . وصلت إلي موقع عملي الجديد بموقع شركة دلة افكو بمطار جيزان في شهر أبريل سنة 1982 وكان شهر رمضان المبارك في ذاك العام علي الأبواب وكان من عادة رجل البر والتقوى صاحب الشركة واخواتها الشيخ صالح عبدالله كامل منح العاملين في جميع شركاته بالمملكة والخارج منحة تعادل ثلث المرتب الشهري بمناسبة حلول شهر رمضان المبارك . وكنت محظوظا وقبل أن اقبض أول مرتب لي مع الشركة ناولني المحاسب منحة شهر الصوم وكان هذا فالا حسنا وارهاصا جميلا لما ساراه في مقبل الايام مع هذه الشركة المحترمة . وكانت المفاجأة السارة لي عندما استلمت أول مرتب لي في دنيا الاغتراب وكان يعادل أربعة ألف و ثلاثة عشر ريالاً سعودياً ويشمل بدل السكن وبدل المواصلات ولكن الشركة أكملت جميلها معي واسكنتي بالمجان وكنت اترحل أيضا بسيارات الشركة دون أن أدفع ريالاً واحدا . تصوروا لقد قفز آخر مرتب تقاضيته في بلادي الحبيبة من مائة و ثلاثة عشر جنيها الي أربعة ألف وثلاثة عشر ريالاً سعودياً اي مايعادل الف دولار التي كانت أعلي من مرتب راس الدولة بالسودان . نواصل . حمد النيل فضل المولي عبد الرحمن قرشي . مترجم صف علي وزن ضابط صف . عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.