الرابع من مارس وما حمل من قرار بئيس لجهة القانون هو نتاج نشاط محموم سهرت عليه دول كبرى بحجم ( أمريكا – بريطانيا – وفرنسا ) عبر عمالة التمرد في دارفور وارتمائه في أحضان هذه الدول الماكرة وانكشاف أهدافه التي ليس من بينها مواطن دارفور ولا سلامه وأمنه . وغذت هذا النهج مجموعات اللوبي الصهيوني وجماعات الضغط وكل أتباعهم في أجهزة الاستخبارات الأجنبية من سفارات ومنظمات دولية وطوعية وصحافيين تدثروا خلف الانفتاح الذي ارتضته البلاد من خلال التقارير المصنوعة بأغراضها التي ارتكز إليها أوكامبو في بيناته وهو لا يعرف عن السودان وأهله شيئا ( ولم يباشر التحقيق بنفسه ). العدالة الدولية على عهد هؤلاء تقوم على رجل وآذان واحدة لا يهما الطرف الآخر طالما حققت حلم دول القرار في النيل من السودان وسيادته وقائده . هذا المخطط الذي تسنده إسرائيل بالسلاح والعتاد والرجال والخطط والرعاية أريد له أن يختبر إرادة البلاد في الصمود والتحدي وقد جهلوا التاريخ والملاحم والبطولات وغزة كانت قريبة ودم شهدائها لم يجف بعد . مفارقات كثيرة تكشفت مع هذا القرار أولاها أن أمريكا وهى قد خرجت على الجنائية وميثاق روما الذي أنشئها بالاعتبارات التي ساقتها عند انسحابها منه لأجل حماية مواطنيها ، فهي ليست طرفا موقعا ، ولا ولاية للجنائية عليها ولا ينعقد لها اى اختصاص ولكنها تعبث بالمدعى العام وتشارك في تمويل الجنائية ومدعيها ، ولها صلة وثيقة بهذه المؤسسة منذ نشأتها وتدخرها ليوم كما هو الحال بشأن السودان يوم أن عجزت خططها في الإطاحة به . واشنطون لم تكتفي بذلك وهى تتمتع بعضوية دائمة في مجلس الأمن الدولي ولها حق النقض لكنها أقامت حوالي 130 اتفاقية ثنائية مع الدول لحماية مواطنيها من المثول أما هذه المحكمة ، وهددت بقطع كآفة أشكال المساعدات العسكرية عن أي دولة أن أقدمت على تسليم اى مواطن أمريكي ليحكم أمام هذه المحكمة . بل ضمنت ذلك في صلب القرار 1593 الذي صدر بحق السودان وأحيلت بموجبة قضية دارفور لهذه المحكمة ، استثنى هذا القرار المواطن الامريكى حتى وان اشترك في العمليات وارتب الفظائع أن لا يقدم للجنائية الدولية . وقد ظلت أمريكا تقول على لسان القائم بالأعمال بالخرطوم ألبرتو فرنانديز ومبعوثها وليامسون أن لا علاقة لها بالجنائية ولا تتدخل في شأنها ولا يهمها ما تصدره ولن تتعامل به . لكن صحافتها أول من يسرب خبر اتهام البشير في يوليو 2008 عبر نيويورك تايمز ، وقناتها ( العبرية ) التي يقوم عليها أحد صحافيي المارينز العرب ( الراشد ) أول من تذيع هذا النبأ في الأوساط العربية وتطرب له ، وهى أول من عارض إعمال المادة 16 من ميثاق الأممالمتحدة التي تدعو للإرجاء !!. وهى أول من ترحب بقرار الجنائية بتوقيف الرئيس البشير عقب صدوره مباشرة وتدعو الخرطوم لتنفيذه والتزام ضبط النفس والمسئولية . هذه إحدى الدول ( الرائدة) في عالم اليوم وهذه هي أخلاقها وتعاطيها الدولي وهى تقف مع التمرد لتمزيق البلاد وتدعم مخططاته وتدعى رعاية السلام في بلادنا !!. وفرنانديز يقول أن بلاده تراجع سياستها الخارجية إزاء الخرطوم كما ظل يكذب ويمشى بخطى التضليل والوعود الجوفاء والحكومة لم تدخر سبيلا أو جهدا في إصلاح العلاقات ودولته ، لكن من يحلم بتطبيع مع واشنطون فهو واهم يمضى خلف سراب ومسيرة الخرطوم معها تحصى مواقفها وعقوباتها وتوصياتها الأخيرة في تقرير وليامسون التي تريد أن تحبس أنفاس البلاد بالحصار وقطع الاتصالات ومراقبة الموانئ وضرب طائراتنا على مدرجها بالأرض وفرض عزلة جديدة تؤدى لانهيار الدولة ..!!؟ الجنائية بقرارها وقرصنتها أرادت أن تقول للتمرد افعلوا ما شئتم من حرائق وحرب وقتل ونهب ،واغتنوا السلاح وأشعلوا الفوضى والفتن في بلادكم وأوكامبو سيقف إلى جانبكم بدوله وحلفائه من الأعضاء وغيرهم بالنيل من رئيسكم وعتق وإطلاق يد قادة التمرد الأبرياء المستضعفين( الأبطال) للثورة !. وكذلك تفعل الأممالمتحدة كدأبها وقرارتها في أقل من عامين بلغت 18 قرارا الأمر الذي لم يحدث في تاريخها الطويل تجاه أي دولة والفظائع ترتكب تحت سمع ومرأى العالم ، وبانكى مون مهموم الآن بالمنظمات ال18 التي طردتها الحكومة وهى ضالعة في قرارها ( السقطة ) والبقية تأتى . لم تعد هنالك من قداسة ولا ثقة بهكذا مؤسسة تعتمد تجيير الإرادة الدولية لصالح الأقوياء وتسييس القوانين الدولية ضد الدول النامية والفقيرة بهذه الانتقائية والتدليس واستخدام الجنائية كأداة سياسية لابتزاز الدول وسلب سيادتها !. ذات الأممالمتحدة هي من تدرب القوات التشادية الآن شرقي تشاد لكي تستخدم في الحرب القادمة والمفتوحة على السودان والتمرد يدعوا لجبهة عريضة لاستغلال أجواء القرار وزعزعة الاستقرار في دارفور، وخليل العدل والمساواة يريد أن تكون حركته (آلية تنفيذ قرار الجنائية ) ! . هذا هو خط المرحلة القادمة وقوات (يو فور ) الأوربية جاهزة لاستكمال مطلوبات هذه المؤامرة . والعدل والمساواة لم تقدم إلى مفاوضات قطر إلا بداية إلا لتسجيل موقف سياسي اعلامى ولم تكن جادة ولا راغبة في كتابة سلام حقيقي ، ولا من يقفون وراءها سيتركونها تمضى إلى غاية كهذي ، لذا عمدت إلى مذكرة حسن النوايا وبناء الثقة وهى تعرف النهايات التي يرمى لها أوكامبو وهى تنسق معه منذ العام 2003 . والشعبي من وراء جناحه العسكري ( العدل والمساواة) عبر عن سعادته بالقرار ، فيما تفوه به المحبوب عبد السلام للفضائيات وهو يتبارى تشفيا ونيلا من الإنقاذ ورمزها وبرنامجها ويتوهم أن هذا القرار سيكون نهايتها وسلطانها ولكن ليلهم لا محالة حالك وطويل !. حتى فضائية الجزيرة باتت تمارس الكذب والنفاق الاعلامى ولم تقف إلى جانب البلاد كما كان الظن بها وقد رأى العالم وقفتها في الحرب على غزة!!. وهذه حرب صليبية استعمارية غربية جديدة ولكنها آثرت أن تزايد على السودان وتضيف لشرور هذه الهجمة البربرية عليه بفضل وجود بعض عناصر الشعبي داخلها بتعاطيها غير المحايد وتحاملها المكشوف ووقوفها إلى جانب العدل والمساواة الجناح العسكري حتى في المقابلة الأخيرة بتاريخ 5 مارس التي أجراها مراسلها من الأراضي التشادية ( فضل عبد الرازق ) ولقائه بخليل قال في ختامه أنه يجرى اللقاء من دارفور وراعى الضأن في السودان يعرف أن لا وجود لهم بدارفور والمغزى من ذلك معروف ! !. ليسوا هؤلاء وحدة من يقفون خلف هذه الهجمة ولكنهم كثر بالخرج والداخل وكلما تشتد المؤامرة وخيوطها يتكشف المزيد من صفهم وأوراقهم التي تساقطت وتتساقط عند صخرة الإنقاذ الصلبة . هكذا تستغل المنابر الدولية والمؤسسات كما يوظف سلاح الإعلام . المحن والابتلاءات التي ينسجونها ظلت تحيط بالإنقاذ منذ تفجرها وهى تتعايش معها ولا تفر من قدرها ، والتعقيدات التي وضعت أمام مسيرتها كانت كفيلة بطي صفحتها في بواكيرها ، ولكن المدد الذي تستقى منه نهجها قوى ومربوط بقيم وتراث لا يمكن لمعينه أن ينضب ، والدعم والمناصرة التي تجدها بالداخل من كآفة شرائح المجتمع والقوى السياسية حتى تلك التي تعارضها تصيب هؤلاء بالذهول والحيرة. مرونة الدولة أسيئ تفسيرها وظنوها ضعفا وخوارا فأمتدت سهامهم لتطال كل شيء بعد أن عجزوا عن فعل أي شيء يقود لأحلامهم السراب، فكان هذا الرهان الخاسر والتمادي دون رشد والإنقاذ تقبل المواجهة ورصيدها في خوض المعارك وتسجيل الانتصارات لا يحتاج لبرهان !؟ . هذا التوافق الوطني الذي أهدته الجنائية للإنقاذ كتب لها عهدا جديدا وعمرا آخرا سيكون عنوانه البشير الذي أرادوا أن يصيبوا اسمه ومكانته في وجدان أمته. الذي قدر أن القرار أقعد البشير بكل ما يحمل من رمزيات لسيادة الوطن وعزة أمته فقد عليه أن ينتظر وينظر في مقبل الأيام أي رفعة منحوها إليه وأي تاج ألبسوه !. الذي قصد اصابت شعبية البشر وإضعافها ستبهره الجموع المحتشدة في المركز والولايات تمجد البشير وتزود عن شخصه ومقامه بالمهج والأرواح . فالذين أرادوا لنا الفرقة والتمزق والاقتتال والتناحر وعدم الاستقرار صنعوا لنا وحدة راسية من وحى اتهامهم الخواء !. والذين أرادوا إعاقة مطلوبات المرحلة القادمة بإقصاء البشير وإعاقة الانتخابات قرروا باستعجالهم أن يكون البشير هو رأس العادلة وزعيم الجولة التي سترفع اسمه وحزبه عاليا بنصر مهيب . هذا التدافع الشعبي العفوي باتجاه البشير هو الرسالة التي يبعث بها أهل السودان لم سره قرار الجنائية ، فالسودان غير معنى به ولن يتعاطى معه وبه من القدرة والإمكانات ما يستطيع أن يحول سالبه إلى موجب وهى عين معركتنا مع هؤلاء ..!. نفرة الجنائية أعادت أمجاد الإنقاذ وعزها الذي عنوانه الجهاد والشهادة والفداء ، وتاج فخاره أعراس الشهداء و الحماس والأدب الذي أرسته وقد ظنوه قد توارى وأندثر . ولأهل الخارج الذي خنقوا الإنقاذ بالحصار والتجويع والضغوط عبر القرارات الأممية والتضييق الدبلوماسي والكيد الاعلامى سيروا أن الله سبحانه وتعالى قد فتح لها آفاقا وأبوابا للربح الرباني الذي لن يحول دونه الغرب ولا أمريكا أو إسرائيل متى ما حانت ساعته وأذن مؤذنه أن يا خيل الله اركبي !!. ولأولئك الذين أرادوا إيقاف التنمية وعجلتها سيدركوا أن بلدانهم لم تكن في يوم من الأيام إلى صفنا ولن تكون ، وأن ما أنجز كان خارج ميادين صناعتهم وتقنيتهم وتمويلهم وإنسانهم لأن القدرة الإلهية أرادت أن تكتب لنا ما تم انجازه دون أن يكونوا طرفا فيه أو لهم أدنى سهم حتى يستدام . وللذين يحتضنون التمرد ويوالونه بكل أشكال الرعاية والدعم ويمولون برامجه ويوجهون قادته سيعلموا أن ما بأيديهم ( جنازة بحر كما نقول في أمثالنا ) عليهم أن يعجلوا بسترها في مكانها ...!. فالبشير هو رئيس دولتنا السودان ورمز عزة لشعب له حضارة وتاريخ وقيم ممتدة ، فهو يأوي بحول الله إلى ركن شديد من ذات الله وعليائه لا يبتغى الحماية والنصر إلا من صاحب نصر أوحد .( هو الله ) .. وهو يستند إلى حزب له منهج رباني موصول ورسالة قدرها أن تمضى إلى غاياتها من فوق صخور ورياح واختبارات لأجل التمحيص وتمايز الصف يلزمها تضحيات كبار .... وهو يرتكز إلى عصبة أساسها الإخاء في الله بكل ما يحمل من مدلولات لن تخذله أو تسلمه .... ولها تاريخ وتجربة كتبت بالدماء ومضى في سبيلها أخيار يقودهم الزبير وصحبه ... وهو يستند إلى أمة لها ماض وسفر تليد يباهى به في سابقه وحاضره بمحيطها العربي - الافريقى وامتداده الاسلامى ... فالنصر قادم لا محالة لصف هذا رصيده ونيته وبه عدة وجاهزية للتضحية ... والهزيمة لاحقة بهم لا محالة كلما ازداد الكيد وكثر التآمر ،،،وان غدا لناظره قريب ....( وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون )....صدق الله العظيم