يبدو أن اندياح الحديث عن تقرير مصير جنوب السودان بالاستفتاء وبعد الاهتمام الإعلامي صار هماً عاماً (وطقش) الكلام إذن العم (حسن) الذي يعمل (بناء) لأكثر من أربعين عاماً وهو الآن يشارف الستين وبما أن معظم العمال في مهنة البناء من أبناء الإقليم الجنوبي فقد خالط العم (حسن) أبناء الجنوب بمختلف قبائلهم وعرف عنهم الجد والمثابرة في العمل مختلط مع الغناء وعفو حديثهم ويأكل معهم (الفول) المترع بزيت السمسم في الإفطار ، ويبدو أن كارثة انفصال الجنوب التي تلوح كبرق وأرجو أن يكون خُلّب وكاذباً والتي سوف تجعل ابن الجنوب الذي يعيش في الشمال غريباً وافداً لم تدخل رأس العم حسن وسألني مستنكراً ومندهشاً .. معقول الجنوبي يبقى أجنبي وما سوداني ؟ يا أخوانا الكلام ده كيف ؟ هذا وقع الانفصال على المواطن السوداني الشمالي البسيط الذي لا يصدق أن أخاه الجنوبي سوف ينكره ألا لعنة الله على السياسة التي تقسم الوطن كيمان .. كيمان . إن الإنقاذ مثل تلميذ (خائب) يريد أن يذاكر دروسه في أسبوع الامتحان ويحقق الوحدة الجاذبة في خمسة شهور وكان له من قبل متسع من الوقت . لكن الإنقاذ والحركة الشعبية ذاهبان وأتمنى أن لا يحملا وزر انفصال البلاد والتاريخ لا يرحم والوطن باقي . وإذا نحينا العواطف جانباً فحساب المصالح يدعو للوحدة والجنوب هو بعدنا الأفريقي كما أن للجنوبيين مصالح شتى في الشمال من تعليم وصحة ووظائف وفرص عمل ومشاركة في السلطة وفي ثقافة الوطن متأثرين بالشمال ومؤثرين عليه . وهل بعد كل التضحيات التي بذلها شعب الجنوب وآلاف الشهداء ينزوي وينغلق على نفسه ؟ ومنذ رحيل الإمام المهدي في القرن قبل الماضي لم يأت رجل في قامته وشموليته وكثرة أتباعه في البلاد إلا (د. جون قرنق) والاثنان كانا يسعيان لتوحيد البلاد فلماذا نضل طريقنا الآن وهذه النجوم تهدينا في وطن خير وديمقراطي ؟ عصمت عبد الجبار التربي سلطنة عمان ismat Alturabi [[email protected]]