قال متحدث باسم الجيش يوم الاربعاء ان مسلحين مجهولين قتلوا 23 شخصا عندما نصبوا كمينا لشاحنة تقل جنودا ومدنيين في جنوب السودان المنتج للنفط. جاء الهجوم بعد أقل من أسبوع من مقتل 21 شخصا آخرين في هجوم بسبب الماشية في الجنوب حيث يتصاعد القلق من أن يؤدي استمرار العنف الى هز استقرار المنطقة شبه المستقلة قبل استفتاء على الاستقلال يجري في يناير كانون الثاني. وقال المتحدث باسم جيش الجنوب ملاك ايوين اجوك ان 17 جنديا وستة مدنيين قتلوا في الهجوم الذي وقع يوم الاحد لكن لم يعلن عنه في حينه. وانقلبت الشاحنة التي كانوا يستقلونها بعد مقتل سائقها بالرصاص. وقال اجوك انه لم يعرف على الفور من المسؤول عن الكمين. وتابع "قطاع الطرق ينشطون في محيط هذه المنطقة لكنها كانت آمنة في الآونة الأخيرة. هذا الهجوم جاء مفاجأة كبيرة." ووقع الكمين في ولاية الوحدة المنتجة للنفط التي تتولى تشغيل آبارها شركة النيل الكبرى لعمليات البترول وهي كونسورتيوم تقوده شركة سي.ان.بي.سي. الصينية. ويعتبر توزيع عائدات النفط نقطة رئيسية شائكة بين الشمال والجنوب في المباحثات الخاصة بترتيبات ما بعد الاستفتاء. ونفى اجوك أي صلة بين النزاع على النفط والهجمات الأخيرة بولاية الوحدة. ويعتقد معظم المراقبين ان الجنوبيين سيصوتون للانفصال في التاسع من يناير كانون الثاني بعد قتال مع الشمال كان ينشب ويخمد منذ عام 1955 بسبب قضايا منها النفط والنزاعات الدينية والعرقية والفكرية. وللجنوب أيضا تاريخ من الهجمات بسبب الماشية والاشتباكات القبلية. ويخشى البعض من اشتباكات دامية قبل الاستفتاء. وزادت حدة العنف مع تدفق الأسلحة التي تخلفت من الحرب الاهلية السودانية على المنطقة منذ توقيع اتفاق السلام بين الشمال والجنوب عام 2005. وفي حادث منفصل قال اجوك ان جيش الجنوب احتجز طائرة هليكوبتر تقل جنودا متمردين وذخيرة كانت في طريق عودتها الى الخرطوم بعد نقل امدادات لجورج اثور الجنرال المتمرد في جيش الجنوب. وتمرد اثور بعد خسارته في انتخابات متنازع على نتيجتها في ابريل نيسان واختفى ولم يظهر منذ ذلك الحين الا في اشتباكات متقطعة مع الجيش. وقالت حكومة جنوب السودان انها تشك في ان خصومها الشماليين السابقين يدعمون تمرده وقال اجوك ان الطائرة الهليكوبتر المحتجزة دليل على ذلك. واضاف اجوك وهو يشير الى جيش شمال السودان "لا يمكن لاحد أن يحصل على مثل هذه الطائرة الهليكوبتر أو هذه الذخائر دون ضوء أخضر من القوات المسلحة السودانية."