من وراء اغتيال: ضياء الحق؛الحريري، جون قرنق؛ سمير قصير، عماد مغنية و المبحوح.. ألخ؟!(2/2) علينا بعد أن قرأنا حلقة الأمس أن نطرح بعض الاسئلة عن من هم القتلة ؟! فمن الذي اغتال ضياء الحق رئيس باكستان الاسبق ؛ بعد أن نصرالله المجاهدين في أفغانستان ولا أحد ينكر دور باكستان المجاورة لها والدور الذي لعبه ضياء الحق تحديداً ؟!! ثمّ ننتقل إلى التساؤل حول من الذي اغتال بيير الجميل؟ ومن الذي اغتال جبران تويني ؟ ومن الذي اغتال سمير قصير؟ وثلاثتهم صحفيون ليبنانيون مسيحيون؛ ثم من الذي اغتال الشهيد الحريري رئيس وزراء لبنان الاسبق وهو مسلم سني؟!
• علينا أيضاً أن نتساءل عمن الذي اغتال جون قرنق ؛ بعد أن اتضحت معالم كاريزما القيادة الوحدوية في توجهاته السياسية؟! ولماذا اغتيل بعد فترة وجيزة من توقيعه اتفاقية السلام الشامل؟! هل هذا يعني أن دوره انتهي وأن شخصيته القيادية تعرقل مرحلية التنفيذ؟! ، ومادور موسفيني ويوغندا في تدبير تلك الحادثة المريبة؟! ولماذا دائماً تحوم الشبهات حول موسفيني تحديداً ولا يعكس الاعلام الغربي الاضطرابات التي تموج بها يوغندا وهي شديدة التعقيد؟! لماذا تمت تصفية جون قرنق في ذلك الوقت تحديداً أي الفترة التي ينبغي فيها تنفيذ بنود الاتفاقية؟! ولماذا بدأت الحركة من بعده في الاعلان عن عدم إلتزام الشريك ببنود الاتفاقية ؟! هل تريد أن تجد مبرراً حتى تنادي بالانفصال؟! هل كان قرنق سيسمح بذلك لو كان على قيد الحياة ؟! هل في رحيل قرنق ايجاد المبررات لتنفيذ مخطط الانفصال ؟!؛ لقد كان قرنق يدعو إلى سودان جديد وليس لإنفصال؛ والتي تعالت وتيرة المنادة به بعد رحيله بل ومن شخصيات مقربة جداً من جون قرنق أثناء حياته؟ هل هي ردة عن مسار قرنق؟ هل هو إزعان لمخطط غربي؟ أم هو خوف من ذات المآل والمصير الذي آل إليه الراحل قرنق؟!! • ولماذا يحاول القتلة أبراز أبشع المناظر الدامية لضحاياهم في وسائل الاعلام والفضائيات حتى مع إظهار بعضها كأنها قضاء وقدر أو ترجح أنها كارثة ناتجة عن سوء أحوال جوية؟.. هل فعلاً ليبيا ضالعة في حادث نحطم طائرة بان أمريكان في لوكربي؟!! هل اصطدام الطائرات بمبنى التجارة العالمي والبنتاجون هو من فعل عصابات إجرامية ارهابية اسلامية كما يقولون تمتلك كل هذه العقول والامكانات التنفيذية لهكذا عمل ؟ دعونا نُسلِّم جدلاً بإن الأمر كان كذلك، فأين بقايا الطائرة التي اصطدمت بمنى البنتاجون الحصين؛ وعلى إعتبار أن الطائرات الأخرى انصهرت من شدة قوة نيران الحريق عندما اصطدمتا بالبرجين؟! فهل تبخرت الطائرة التي اصطدمت بالبنتاجون؟! • تؤكد تصريحات (وين مادسن) على إن القائمين على تنفيذ برنامج (مصفوفة الهجوم العالمي الشامل) يتعمدون نشر لقطات مفزعة من صور الضحايا, وهم في أوضاع مزرية, ويتعمدون توزيعها على عواصم العالم ووكالات الأنباء, لتخويف خصومهم السياسيين, وتحذيرهم من مغبة الخروج عن طاعة أمريكا أو التمرد عليها, ويشير (وين مادسن) إلى بعض صور الاغتيالات القديمة, التي قرر مدير البرنامج إعادة نشرها من جديد, مثل: صور رئيسة وزراء الهند السابقة، (أنديرا غاندي)، وصور الرئيس الأمريكي الأسبق (جون كنيدي), وصور الزعيم الأمريكي (مارتن لوثر كينغ)، وصور الثائر اليساري (تشي غيفارا). • يقول (مادسن) المعروف بصلاته الواسعة داخل دوائر الاستخبارات الأمريكية, إن هذه المصفوفة أتاحت للاستخبارات الأمريكية اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري, واغتيال النائب الأول لرئيس الجمهورية في السودان الدكتور (جون قرنق), الذي انفجرت طائرته في ظروف غامضة, وتعرض للموت المُدبّر بسيناريو استخباراتي عالمي خطير, ويؤكد قائد القوات الخاصة في الجيش الشعبي لتحرير السودان، الذي قاده (جون قرنق) على مدى 20 عاما، بأن اغتيال (قرنق) بواسطة الأمريكيين لم يعد سرا, وإن قيادات الحركة تمتنع عن الإدلاء بأية أحاديث عن الحادث، إما خوفا أو رغبة منهم في الحفاظ على مصالحهم الخاصة. ويقول (مادسن) إن الإدارة الأمريكية كانت ترى إن (قرنق) شيوعي الهوى, ولا يمكنها الاعتماد عليه, فقررت إزاحته عن طريقها, وإلصاق التهمة بالحكومة السودانية, ومما يبعث على الدهشة إن المخابرات الأمريكية أقحمت نفسها في التحقيق بعد تدمير طائرته، واستولت على أجزاء هامة من حطامها, ويشير (مادسن) في أكثر من تصريح له إلى تورط أمريكا باغتيال مسؤول جهاز الأمن في القوات اللبنانية (إيلي حبيقة)، الذي فجرت سيارته في كانون الثاني (ديسمبر) 2002 بعبوة ناسفة، بسبب معارضته العلنية للمخططات الأمريكية في لبنان, وبسبب تصريحاته المتكررة عن استعداده للإدلاء بشهادته ضد رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق (ارييل شارون) بشأن الدور الذي لعبه في مذبحة صبرا وشاتيلا عام 1982, ثم تعرض مساعده (مايكل نصّار) للقتل في البرازيل مع زوجته. • ويجزم (مادسن) إن مصفوفة الاغتيالات المبرمجة كانت وراء تصفية شخصيات سياسية أخرى في أفريقيا وآسيا والباكستان, ويؤكد في تصريحاته المتلفزة على أن الاستخبارات الأمريكية, هي التي اغتالت حاكم إقليم بلوشستان (نوّاب أكبر خان)، ويقول (مادسن): إن أمريكا أرادت تطهير الإقليم من العناصر المعارضة لسياستها الاستعلائية, وذلك قبيل المباشرة بمشروع أنبوب الغاز في آسيا الوسطى, وهو الأنبوب الممتد من تركمانستان إلى أفغانستان ثم البحر العربي عبر بلوشستان. • على الرغم من صيحات (مادسن) المتعالية؛ ومجاهرته في التحدث عبر الفضائيات العالمية عن برامج ومخططات المصفوفة الإرهابية السرية؛ التي تبنتها الإدارة الأمريكية - مع الأخذ في الاعتبار الدور الاستراتيجي الفاعل للموساد والشين بيت والشاباك - ؛ وسهرت على تنفيذها ؛ والتي راح ضحيتها بعض القادة البارزين في الوطن العربي والعالم الإسلامي. وعلى الرغم من توفر المزيد من الأدلة الجنائية ؛ التي تثبت ضلوع المخابرات المركزية والموساد في هذه المشاريع اللااخلاقية؛ مازال العرب ينظرون إلى تصريحات (مادسن) بعين الريبة والشك؛ ويرفضون مناقشتها رغم شيوعها في الأوساط الشعبية الأمريكية؛ ورغم انتشارها في أوربا والعواصم العالمية؛ وتتصرف الصحافة العربية أحيانا وكأنها غير مستعدة لمعرفة الحقيقة؛ بل إنها تخشى التطرق للتصفيات الجسدية التي نفذتها المصفوفة؛ ولو بالصوت الخافت (المبحوح), الذي كتمت أنفاسه مصفوفة الموت في فندق (روتانا بستان) في دبي ؟؟؟. • قبل أسابيع قليلة فجر السيد حسن نصر الله قرائن ودلائل ظرفية تتهم اسرائيل بالضلوع في إغتيال الرئيس الحريري إذ أن التحقيقات مند أن خُوّل بالتحقيق فيها ميليس الذي استقطب شهود الزور؛ مروراً ببرامرز الذي استقال إذ أن ضميره كلقاضي لم يكن برسم البيع ولا يمكن شراؤه ؛ ومروراً بيلمار الذي بدأ يُشرعن تسيس العدالة؛ بل و يُسرب ويشير إلى اتهام عناصر من حزب الله حاول التخفيف من وقعها بأن هذه العناصر غير منضبطة لعل حزب الله يأكل الطعم ويوافق على الاتهام. إن مصداقية السيد/ حسن نصر الله ليست مكان مقايضة أو مساومة أو تشكيك ؛ فيكفي زعيم حزب الله اللبناني السيد حسن نصر الله أنه واحدا من الخمسين شخصية الأكثر تأثيرا في العالم الإسلامي بحسب كتاب "أكثر 500 شخصية مسلمة لعام 2000" والذي حرره مدير مركز الوليد بن طلال بجامعة جورج تاون الامريكية؛ د. جون اسبوزيتو؛ وأصدره المركز الملكي للبحوث والدراسات الإسلامية بعمان أواخر العام المنصرم. وحزب الله لا يخفي بل يعلن بفخر أنه شيعي الهوية وشيعي الانتماء ؛ ويُعلن لاؤه لولاية الفقيه الإيرانية ؛ لكن نصر الله سبق له أن تحدى بأن يأتيه أحد بأي تصريح " طائفي" للحزب أو قادته منذ عام1982. كما أن شعبية الحزب وزعيمه مستمدة من تأييد إسلامي "غير شيعي" في معظمه وقومي عربي واسع معاد للاحتلالين الإسرائيلي والامريكي في فلسطين وسورية ولبنان والعراق وأفغانستان والتدخل في السودان ؛ يتجاوز أي انتماء طائفي للحزب ومؤيديه على حد سواء, لأن الحزب مطلوب رأسه للاحتلالين. • اربعة عشر حاكما عربيا تم اغتيالهم خلال اربعين عاما للفترة من 1951 لغاية 1991 كلهم اغتيلوا في ظروف مشكوك فيها وأن أقل ما يقال عنها هو اختراق الاستخبارات الغربية وتجنيد أو غسل مخ من ارتكبوا هذه الاغتيالات لكي يتم تجييرها إلى منظمات ارهابية ؛ على كل حال وختى اليوم يتساءل الشارع عمن الذي اغتالهم؟ فقد بدأت سلسلة الاغتيالات بعبدالله بن الحسين 1951 وانتهاءاً بمحمد بو ضياف في الجزائر عام 1991. - 1951 الأردن - عبد الله بن الحسين ، - 1958العراق - فيصل الثاني - 1966- العراق - عبد السلام عارف، - 1969- الصومال - عبد الرشيد شرمايكه - 1970- سلطنة عمان - سعيد بن تيمور، - 1975- المملكة العربية السعودية -فيصل بن عبد العزيز آل سعود - 1977 -اليمن- إبراهيم الحمدي، - 1978-اليمن--أحمد الغشمي - 1978-جزر القمر- علي صويلح ، 1981- مصر-محمد أنور السادات - 1982-لبنان-بشير الجميل ، - 1989-لبنان-رينيه معوض - 1989- جزر القمر- أحمد عبد الله، 1991 - - الجزائر- محمد بو ضياف • واذا عدنا إلى الوراء فان منظومة الأجهزة الأمريكية والإسرائيلية ما فتئت تعمل جاهدة في ترسيخ الرعب والدمار والقتل والاغتيال في المنطقة العربية من خلال انشائها لأجهزة أمنية واستخبارية تعتبر اليوم متطورة لفرض سيطرتها لتنفيذ مخطط احتلالها الكامل للأراضي الفلسطينية بالحرب المعلنة احياناً أو باغتيال للشخصيات العربية المؤثرة في دعم القضية الفلسطينية أو التي تستنكر الاحتلال الأمريكي للعراق وافغانستان أو تدخلها في السودان، واستطاعت ان تقدم رسائل تحذيرية في المؤامرات الصامتة للقيادات العربية وتتزايد وتيرة الرد وحشد الطاقات ليلجأ الطرفان لمزيد من الخوض في مسرح عمليات الاغتيال والانتقام المستمر. • وفي إسرائيل فان الآلة المدبرة لتلك العمليات تولدت منذ بداية تأسيس جهاز الأمن العام "الشين بيت شاباك"عام 1949ومهمته كانت منذ بدايته احباط الجهود التجسسية للدول العربية داخل إسرائيل ، كما اقيمت داخل السجون الإسرائيلية اقسام تحت اشراف الشاباك لاعتقال الفلسطينيين والتحقيق معهم ، وبعد اغتيال رئيس الوزراء اسحاق رابين عام نشط الجهاز في عملياته خارج أسرائيل فنشط في لبنان 1995وامتدت أياديه إلى سوريا حيث اغتيل عماد مغنية وإلى دبي حيث اغتيل المبحوح ، وقد قام الجهاز عبر تاريخه بتنظيم عمليات تجسسية واسعة استهدفت اغتيال شخصيات فلسطينية وعربية واسعة ، ففي عام 1971 قام جهاز الشاباك بأكبر واضخم عملية معقدة اسفرت عن اعتقال 90 عنصراً في المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة كما انه تمكن من تنفيذ عدة عمليات اغتيال في التسعينيات أودت بحياة قادة تنظيمات فلسطينية كتلك التي أودت بحياة ابوجهاد في تونس. • عندما تحدث مثل هذه الاغتيالات فعلينا أن نبحث عن المخابرات الغربية والاسرائيلية بكافة أذرعها مثل الموساد والشاباك والشين بيت ؛ فحادث اغتيال المبحوح أثبت مدى التعاون الاستراتيجي بين أجهزة هذه الدول وإسرائيل والمدى اتعاوني الذي يصل لحد التوحد.!!
-- ِAbbyi Bsc ( Mech Eng) , (MBA) & (Phd. HR) Advisor to the Board abubakr ibrahim [[email protected]]